أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ابراهيم زهوري - نهدين من صبر وهدوء















المزيد.....

نهدين من صبر وهدوء


ابراهيم زهوري

الحوار المتمدن-العدد: 3902 - 2012 / 11 / 5 - 13:15
المحور: الادب والفن
    


بين موتين وقبلة
ابراهيم زهوري
كيف تذبل نرجسة
ويعشق غفوتها المغني ,
والأماني
جرح عصفور يصلي ,
نرفع هامة البحر
والموج
نروضه في حقائبنا
سياجا للقبرات ,
بعد اليوم
يموت المطر
في غصن دافئ
وبعد اليوم
نرفض الحزن الكسيح
في قبضة البارود
وبعد اليوم
ننتهي كالماء السهل
بين صخرتين وسنبلة ,
أي يو م لنا لننتمي .
الجدار
حر كشهيد
يخرج من دائرة الضوء
وينتحر بين غيمتين
وشعاع طفل ,
وصمت الأشجار مخيف
وهتاف الحصى
باكرا يرتعد غضبا
يخاف الحوت القمر
وقمرنا شمعة غاربة
والغربة مولده
وميلادنا حجر ,
بين صحوة الفارس
وصهيل الرمال الشرقية ,
بلا ذراعين
ممدودا
على خريف الأغنيات الذابلة
وحنين العيون
منفى صغير
ونافذة
وقبلة الخد الثمين
تهتز كالشرفات
على أسطح الآخرين .
وأنا أسير
توجعات الوحدة
وغزو الضوء الفاتن
وهمس الحروف
سحر وقصائد ,
وصيحة العاشق
ميدان ألف باب مغلق
ومفتاح السنبلة
غريق يتيم وقنبلة ,
ودورة التيه تبدأ من هنا .
النخيل
يخبئ صورة البحر
ولا يدري
جيب اﻹنكسار العذب ,
مهد الريح
مزامير الرحيل
ودماء الساحة الأخيرة
غيض من فيض
والحدائق
سور عظيم من الحكايا
ترتجف
صونا للحقيقة والمقصلة ,
والرقص أرعن
ورائحة القتل
لطيفة
ذكية
على خيط الحبيبة
وأمي
تزين المسافات القريبة
وتذوي
بين فراشة الليل المسكون فينا
ونار بقائنا
في صدر قلعتنا النحيلة ,
واحة يومنا العادي .
وبين ظلال الأشياء
غريبا من حولي أنتمي ,
لحظة
تنهض جدارا من ورق ...
هنا صرخة جيفارا
تنحني لجدول قريب
من أفياء القلب
ومزارع
يهاجر أقصاع الأرض ,
يقلّم أظافر القصب
وينجو ...
وهنا
تنتهي أمنيات الماء البسيطة
لتكوينه الأول ,
وهنا
ينزف من ثيابنا المبعثرة
و يختفي مع بداية العرض
اليباب.
في لحظة ما ,
وعلى خطوط غيمة
أصبحت
منديلا للأغاني المبعثرة
ترتاح في جسدي
وتغيب كالصنوبر
في أيدي الصغار ,
في لحظة ما
وعلى سنبلة الريح المهاجرة
في زجاجة خريفية
تكون الولادة الصعبة
لنافذة وستارة
لا البحر
يقدم لها
الأزهار البرية على طبق
ولا السفح العالي
أيقظ من متاهاته
دروب اللقاء ,
في لحظة ما
ننسى أيامنا الكئيبة
وتنسانا الأيام
في إنسان آخر ,
نلبس صمت المطر
ونغرد إلى ما لا نهاية ...
صحراء في دمنا
وجدول ينساب
من بريق الروح
هناك حيث الضوء
ينام ولا يسمع ,
و في لحظة ما
تأخذنا الشمس في احتراقها
ونبني قصورنا المدماة
على تعاريج الكآبة
والفرح يتدلى
بين ضفائرنا
كزيت ورغيف ,
في لحظة ما ,
هناك
حيث الأشياء في وحدتها
أبحث فيها
عن نداء الآخر ..
ليمضي
كما تمضي الكستناء
وتمضي الأغاني .
كانت في أمسي شمسا
وكانت
رعشة زهرة في فم طفل ,
وكانت
صبوة خيل في فتح قريب
وكانت
كما أشتهي
سهما من عنبر بري
ووشما من خنجر بدوي
يشق الرمل بغور النشيج ,
وكانت
تسرج رجفة القلب
خيطا من هدايا
وكانت
أفق الروح
شفة ضوء
يزنر في الصمت
طبق المواعيد ,
باكرا في غدي
تنتشي في الظل
صوت قيثارة الروح ..
تذوي رويدا
ورويدا
تقبّل نعل العشب
وتختفي .
الآن
هناك خلف جدار ,
بعدأن ذهبت الشمس البدوية ,
الماء وحيدا
والعصافير في الصمت
على سرير سريرتها تنام ,
ستائر خاملة
كشحاذ صيفي ,
طاولة
وبعض الكتب
وغبار ,
الآن
هناك بين العتمة والعتمة ,
ينسج ظله
المتهدم من ألف عام .
من يزّف
الفراشات ليديه ,
ومن يّعبق
خصره بالقبلات ,
ومن يرتب
ثوراته
بالرقص الكستنائي ,
ومن يقلّب
الفوضى
بنشوة الحرية ,
ومن يحقن
حريق الشفاة
بماء الابتسامات
ومن يحتمل
هول نزقه
ومن يحمل
لهيب نزواته
على طبق الروح
معراج الصعود ,
ومن يقلم
أغصانه الشاردة
نهدين من صبر وهدوء
ومن يعصره
شراب الصيف الفاكهة
ومن يحميه
فرجة للنور
مخبأ الصبوات ,
ومن يرمم
تشققات صدره
بالأغنيات ,
ومن يبعثه
من جديد
قلبه الجريح
يدق جدار التوجس
الأمنيات ,
من غيرك
رحلة الخلاص ,
الآن هنا ..
لحظة عابرة
ترسمين فرحي ,
رحابة السرير الرخو
وشهوة الخصر
ابتسامة الرضى
وعويل اللذة
فضاء التنهدات ,
الآن هنا
لحظة عابرة
كبريق
أبتغيك عنوان ميلادي ,
أختار زمنا
ليس لي
كطير طليق
منتشيا
بموتي أكون ,
أكون شاهدا
وشهيدا أكون .
أعترف
أني كسرت موج الريح
وانطفأت
حنايا وردة موصدة
وأن الريح
باب بلا نافذة
وصوتك
ليلا يحبو
كلمات
والكلمات عن كتفيك
تبكي العصافير
وعن أغصان الشمس
وعن أمنية بسيطة
هدم المستحيل .
كيف
ذبلت أمطار القديسين فجأة
عند باب القصر ,
وكيف
نامت أميرة الحب
دون قبلتها الأبدية
وكيف
هجرها عمرا كاملا
شوق الأمير ,
آه من خيبة وردة موصدة
لدم
غارق فينا
صدى النزيف ,
والعشق حصار الأفئدة ,
وليلى بلا عشاق
وموتنا يوزع الأشرعة
ما بين خمرنا المعتق
وأحلامنا المرهونة
في عظامنا الكحلى ,
لنبقى
كي نبقى
حرير كل دود القز,
و قليلا
قبل المغيب
وحدنا
نغلف شهداءنا الواحد تلو الآخر
كعلب الطعام المكدس
في صناديق اﻹغاثة
ولا أحد ينجو ,
لنبقى
كي نبقى
حنايا وردة موصدة ,
لا التفاصيل العابرة
تدق
مواعيد لغز الولادات
ولا النهايات السعيدة
إن وجدت
صحت
من أين
تبدأ شفة الأسفار
والروح ظمأى قليلا ,
وقلب العاشق
كنز
يفنى
كل الأوراق و الأسرار
في خسارة الأشياء في الأشياء .
من أين
أشعل ناري
ومن أين
أرقّع
هذا الحنين الذائب في ّ,
وعيناك
إن وهبت
تطايرت
وحطامي ذاكرة منسية ,
يقلب
شجونك غابات وغابات ,
يصهل
فيها الخيل والماء
لترتعش الأشجار الشاردة
وكلما البرق جاء ...
نلم
في اقتراب الساعة
أكتافنا
حواف الحديقة المنزلية
ونغرق الكحلي فينا
ونرتمي
أشلاء تعانق أشلاء
لنرحل
حزنا عميقا
حنايا وردة موصدة .
وكيف
أشكو
طعم الجرح للياسمين
وغربة الروح تقتلني ..
آه كل هذا المطر
وتقتات حنين ,
ماذا أسميك عنبرا !!
والعيد
خبأ كل مراياه
من نهر ومن بحر ,
والفرح
من الفصول
ينام ضجرا
في ثياب الدفلى
وتومئ
من شهقتها
خوابي السنين ,
ماذا أسميك
شجرا !!
والريح
تعاتب نوافذنا الرتيبة
صنوبرة في أنين
وتحت غفوة التوت
عتبة البيت القديمة
أن تشتعل حجرا وتينا ,
ماذا ...ماذا أسميك !!
راية
وخدك
ارتحال قمر دائم
وتمرد العشق
على العاشقين
يصحو
عند أول قبلة ,
وتمر
من ذاكرتي
نسيان مسافة عتيقة
بين استراحة المحارب
واحتضار الفاتحين ,
ماذا أسميك
بين موتين وقبلة...
نخلة !!
بعد أن داخت
من رقصها
حقول
وهربت
من تعبها
البساتين
والثوم
اعتصر من رماده
زمن اليباس
والفجر
حمّل يديه شّبابة
وسكينا ,
ماذا أسميك
بعد أن غابت كل الأسماء
منذ الهجرة الأولى
وسقوط ألف ألف شهيد
ياروعة الأشياء
يا صغيرة
طيفك يسكن ضفيرة
وطفل
يحمل صدره
في أبيه
وبحار
يندب حظك للريح
تيها وراء تيه ,
ماذا أسميك
عندما تستريح
أغصان دمك الذهبية
أعواد مرجان مقفى
ومن يطفئ
دفء الثلج
ومن يسمع
صوت الله في النشيد
ومن يسمعك
يا امرأة
بعد أن هجرتنا الطيور
وخانتنا النجوم
ملعب الروح ,
ماذا أسميك بعد كل هذا ؟؟
هذا الذي سوف يجيء
حلما كان
أو ماسا يضيء .



#ابراهيم_زهوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أسورك عنبا ... أجتاحك نبيذ
- في البلاد نافورة دنس , وعلى الأشلاء قاع صحراء قاحلة .
- لم يأخذوا إلا نصيب ما توفر لهم من الدنيا
- وراء ظهري نعش أمواج شاردة , جذع أرض وفصاحة لسان
- تغريبة حلم الغجري
- الهواء زبد هياج ... مرصعا بالحبر وسواحل الشرفات
- تئن خاصرتي كلما مّستها..... ريح غزال
- كلاب حراسة وجسد فرانكنشتاين
- من جدثي بيادرالظلال نهار أشباح, ونار الخيمة رفوف أجنحة وأطيا ...
- في الهوى ... صفصافة أخرى للغياب ,دمع غيم زاج ...
- - بلال - المنتصر في التسكع والرابح خمرة المغامرة
- وجع يبتكر يقينا , والجياد أدركتها عصافير الغجر .
- شمال البلاد أضرحة , و الأرض هي نفسها .. قامة شموس مذعورة تقت ...
- الحكيم في المخيم .. بيننا ! إذا ... لماذا لا يأتون إلينا !
- ضجر العتبة ونعال الياسمين طوق نايات المساء
- سراب أبدية كنوم ثقيل مضرج بالهتاف , غبار نحيل وكأس انتظار .
- أيادي متسخة حجارة المنفى وثمار الجنة
- وصف ٳطلالة معصوبة العينين خوذ جنود بلا أوسمة سقف فناء ...
- خطاب الايديولوجيا بين التاريخ وغيابه - العرب والدولة العثمان ...
- وبرُ خطايا عفة ضلال , شتول صهيل الغجري و سيوف زبانية الليل .


المزيد.....




- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ابراهيم زهوري - نهدين من صبر وهدوء