أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ابراهيم زهوري - شجرة ليمون واحدة تكفي














المزيد.....

شجرة ليمون واحدة تكفي


ابراهيم زهوري

الحوار المتمدن-العدد: 4140 - 2013 / 7 / 1 - 16:05
المحور: الادب والفن
    


شجرة ليمون واحدة تكفي
ابراهيم زهوري
رغم أنها شجرة ليمون عارمة تتموضع باستحياء خلف نافذة الغرفة وتطل فارعة على زقاق ضيق يدعوه لاجئو المخيّم بالزّاروب إلا أنها تبدو كملكة متوجة في عزلتها دون رعايا ولا فرسان حماية أو كهنة التبجيل , ترتادها جهارا-;- نهارا-;- جميع أنواع العصافير وهي ملاذ موئل القطط حيث باتت دون مبالغة جسرا-;- ضروريا-;- و مناسبا-;- لهم للعبور المريح إلى عدة أسطح تتجاور متراصة كعناقيد البلح كناية واضحة عن حميمية المكان حين يترصده فتيل الخوف , زرعها مرة أبي خلسة من سطوة التضاريس وغصبا-;- عن صرامة أحكام الجغرافية الطبيعية وفي كل موسم قطاف كانت تعطينا من ثمارها الكثير حتى للجيران لهم منها نصيب , إلا أني كلما أراها الآن من بعيد متجهمة وهي على غير عادتها تنهش خاصرتها نزوات الوحشة .. في طيف الصمت ناحلة والذبول على جانبيها سأم ألف باب وكأن الحزن يتساقط أسودا-;- كدموع ثوب الحداد, تحمل من الثمار القليل وأنا الغريب عن منزل أهلي أتذكر وصية أمي المعتادة بأن لا أنسى أن أضع ما توفر لي من الرمل عند جذعها عقب عودتي من رحلتي نحو البحر , كان من عادتها أمي قبل أن تصبح هي ذاتها من أهل التراب أن تقّلم عند الجذع أغصانها الطرية ولسان حالها يقول شجرة ليمون واحدة تكفي , لتضع جميع الأغصان الغضة النضرة في لفافة واحدة كباقة ورد الأعراس على يمينها.. أمامها في إناء وهي تجلي الأطباق , ولم تنس يوما-;- واحدا-;- عندما تحين ساعة الظهر و-;-يرفع-;- الآذان في قيظ صيف المنفى أن ترمي ورقة واحدة منها بحجم الكف في جوف خابية ماء , حينها تستوطن أمي مطمئنة مزروعاتها الأليفة من أربع جهات , يلفها النوم .. قيلولة ظل وراء جدار على حصيرة عارية مضمخة الألوان لتأخذها في حنانها الغفوة في رحلة الأنبياء كما لم ترحل من قبل .

مخيم النيرب – حلب
29 /12 / 2012



#ابراهيم_زهوري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حرّاس اللوحات وتيه الكلمات الفظة
- نهدين من صبر وهدوء
- أسورك عنبا ... أجتاحك نبيذ
- في البلاد نافورة دنس , وعلى الأشلاء قاع صحراء قاحلة .
- لم يأخذوا إلا نصيب ما توفر لهم من الدنيا
- وراء ظهري نعش أمواج شاردة , جذع أرض وفصاحة لسان
- تغريبة حلم الغجري
- الهواء زبد هياج ... مرصعا بالحبر وسواحل الشرفات
- تئن خاصرتي كلما مّستها..... ريح غزال
- كلاب حراسة وجسد فرانكنشتاين
- من جدثي بيادرالظلال نهار أشباح, ونار الخيمة رفوف أجنحة وأطيا ...
- في الهوى ... صفصافة أخرى للغياب ,دمع غيم زاج ...
- - بلال - المنتصر في التسكع والرابح خمرة المغامرة
- وجع يبتكر يقينا , والجياد أدركتها عصافير الغجر .
- شمال البلاد أضرحة , و الأرض هي نفسها .. قامة شموس مذعورة تقت ...
- الحكيم في المخيم .. بيننا ! إذا ... لماذا لا يأتون إلينا !
- ضجر العتبة ونعال الياسمين طوق نايات المساء
- سراب أبدية كنوم ثقيل مضرج بالهتاف , غبار نحيل وكأس انتظار .
- أيادي متسخة حجارة المنفى وثمار الجنة
- وصف ٳطلالة معصوبة العينين خوذ جنود بلا أوسمة سقف فناء ...


المزيد.....




- إيرادات فيلم سيكو سيكو اليومية تتخطى حاجز 2 مليون جنية مصري! ...
- ملامح من حركة سوق الكتاب في دمشق.. تجمعات أدبية ووفرة في الع ...
- كيف ألهمت ثقافة السكن الفريدة في كوريا الجنوبية معرضًا فنيا ...
- شاهد: نظارة تعرض ترجمة فورية أبهرت ضيوف دوليين في حدث هانغتش ...
- -الملفوظات-.. وثيقة دعوية وتاريخية تستكشف منهجية جماعة التبل ...
- -أقوى من أي هجوم أو كفاح مسلح-.. ساويرس يعلق على فيلم -لا أر ...
- -مندوب الليل-... فيلم سعودي يكشف الوجه الخفي للرياض
- الموت يفجع الفنانة اللبنانية كارول سماحة بوفاة زوجها
- وفاة المنتج المصري وليد مصطفى زوج الفنانة اللبنانية كارول سم ...
- الشاعرة ومغنية السوبرانوالرائعة :دسهيرادريس ضيفة صالون النجو ...


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ابراهيم زهوري - شجرة ليمون واحدة تكفي