أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مؤمن سمير - - خلفيات شعرية - بقلم د.عبد الحكم العلامي














المزيد.....

- خلفيات شعرية - بقلم د.عبد الحكم العلامي


مؤمن سمير
شاعر وكاتب مصري

(Moemen Samir)


الحوار المتمدن-العدد: 4290 - 2013 / 11 / 29 - 07:59
المحور: الادب والفن
    


" خلفيات شعرية " بقلم د.عبد الحكم العلامي

يغلق القرن العشرون أبوابه إلى الأبد محتفظاً في نصفه الثاني بحلقة مهمة من حلقات التطور التي لحقت حركة الشعر العربي ، تلك الفترة التي شهدت قدراً هائلاً من التحولات على المستويين الشكلي والمضموني للقصيدة ، فقد احتفى الشعر العربي في هذه الفترة بالعديد من الظواهر الفنية التي واكبت ما حدث له من تطور، واتكأ على أطروحات معرفية عديدة اختلط فيها التراثي المحلي بالوافد المعاصر ليتمخض هذا التلاقح بين المحلي المقيم والعالمي الوافد عن شكل جديد مغاير لملامح الشعرية المعاصرة في الوطن العربي ، تلك الملامح التي دأب على إبراز معالمها موجات متتابعة من الأجيال الشعرية ، أغلق القرن العشرون على آخر موجة منها ، تلك الموجة التي يطلق على فرسانها تسمية جيلية تعرف بالتسعينيات ، وهي موجة لم تكتمل صورتها بعد على الرغم مما أحدثته من فعل شعري أثار الكثير من الجدل حول مصداقية انتسابها لعملية التطور أو انحرافها عنها ، ذلك الجدل الذي سنفتح به ومعه قرناً جديداً وحلقات جديدة من حلقات التطور ربما تتضح فيها الملامح وتتبلور الرؤى .
وهذه الخلفيات الشعرية التي نحاول الاقتراب منها ربما تقف معنا شاهداً على هذه الحركية التي لا تفتأ آخذة في النمو والتحليق إلى آفاق الشعرية التي لا أحسبها مدركة ، وهذا بالطبع ما يمنحها تمنعها اللذيذ وحضورها المدهش .
نقف مع هذه الخلفيات الشعرية محاولين قدر الامكان الإمساك ولو ببعضٍ من ملامح الصورة .
والخلفية الأولى التي سنحاول الاقتراب منها ، للشاعر " مؤمن سمير" ، وذلك من خلال مجموعته الشعرية " بهجة الاحتضار " وبالتحديد في موقف " الحقيقيون " :
يكلمون البنات صباحاً
ويتعمدون
أن تفلت منهم ألفاظ وقحة
ليكون اليوم مليئاً
بالثقة.
وفي المساء
يسألون عن الحفلات
ليرقصوا وهم يشربون البانجو .
يجيدون كل ألعاب المقاهي
ويكونون سعداء جداً
وهم يصرخون أما المباريات
.....................
الواحد منهم
يعمل في كل الأعمال
ليحوز نقوداً
تمكنه من شراء ملابس غالية
يخطئ كل يومٍ في تنسيق ألوانها
لنه مع هذا
يضع ساقاً فوق ساق
ويرمي نظرة قاهرة
على ذلك " الأفندي " ، السخيف
الذي يظهر في التليفزيون .
الواحد منهم
تمر عليه فترات طويلة
وهو صامت
رغم أنه لم يسبق
أن أصابته الشكوك
حول الله
وعفاف الأمهات .
المتأمل للموقف الشعري الذي تطرحه خلفية " الحقيقيون " للشاعر " مؤمن سمير" يمكنه الوقوف على نمط شعري له منطقه الذي يعكس جمالياته الخاصة ، تلك الجماليات التي وجدت لنفسها مكاناً في القليل مما يطلق عليه قصيدة النثر، ذلك اللون الذي يعتمد لغة سهلة تقدم العالم دون أن تروج له أو تَدَّعيه ، لغة تصبح أشياء العالم مفردات لها ، بحيث لا يتم التعبير هنا عن الأشياء باللغة ، وإنما تصبح الأشياء لغة تقدم نفسها بعيداً عن ذلك الوسيط العاجز الذي يُسمى اللغة بالمعنى المعروف ، ومن هنا يلحظ المتأمل لهذا الموقف وغيره في شعر " مؤمن سمير " خفوتاً تاماً للحضور الإيقاعي بمعناه الموروث ، ويلحظ خفوتاً أتم لحركية المجاز في صورته التقليدية ، ليحل بدلاً منه مجاز آخر يعتمد على ما يمكن أن نطلق عليه " بلاغة الموقف " ، بمعنى أن يصبح الموقف الشعري كله حملاً دلالياً يتم تأويله حسب القدرات القراءية لكل متأمل له ، فهذا الموقف يطرح – كما هو حادث بالفعل - أنماطاً لبشر حقيقيين ، وهم حقيقيون لأنهم صادقون في تعاملهم مع مفردات عالمهم ، حتى لو جاءت هذه المفردات مفارقة لبعض القيم التي توارثوها ، ف " الواحد منهم ، تمر عليه فترات طويلة وهو صامت ، رغم أنه لم يسبق أن أصابته الشكوك حول الله ، وعفاف الأمهات " . هذا النمط من البشر يلون نفسه حسب مقتضيات الموقف ، وهو على الرغم من هذا النزيف في حاجة : إلى الله وإلى الشعراء ، الذين يحتاجونهم في كتابة خطاباتهم الغرامية الملتهبة لتدخل في قلب البنت التي تظهر كل يوم مع شخص مختلف ! .
ألم أقل إنه طرح مختلف لأنماط مختلفة من البشر في سياقات نصية مختلفة لها طقوسها الفارقة ، وبلاغتها التي تنبثق من التكوين الكلي لشعرية الموقف .

* جزء من مقالة بالعنوان نفسه نشرت في كتاب الدراسات والأبحاث الصادر عن " المؤتمر الثالث لإقليم القاهرة الكبرى وشمال الصعيد " المنعقد من 17-5 و حتى 19-5- 2003 بعنوان " أسئلة النقد وإشكاليات الواقع " ص 147



#مؤمن_سمير (هاشتاغ)       Moemen_Samir#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- - مؤمن سمير يحاصر الاحتضار بالبهجة - بقلم / يسري حسان
- - في جَوْفِ كلِ نغَمَةٍ - شعر / مؤمن سمير
- - في الصباح الأول ، شربتُ ماءَ اللَّعنةِ .. واَنْتَظَرْت -
- - غابةٌ أخرى -
- - طائرة ورقية .. تَحُطُّ على مَرَايَاكِ - شعر/ مؤمن سمير
- ديوان - رفة شبح في الظهيرة - 2013 شعر / مؤمن سمير
- ظَلَمتني الرواياتُ والمقاهي ضَحِكَت عليّْ
- - عن الذاكرة و الصورة - قراءة في ديوان - يطل على الحواس- للش ...
- - منطاد - شعر / مؤمن سمير
- * تَلٌ من الهواءِ الأصيل *
- * حُفرَةٌ في البيتِ * شعر / مؤمن سمير
- - واخمشي بالأظافرِ ..- شعر/مؤمن سمير
- - حكايتهُ الكبرى ..- شعر/ مؤمن سمير
- - أطوي في الأدراجِ وأتمنى .... - شعر / مؤمن سمير
- - الشوارعُ المعتادة ...- شعر/ مؤمن سمير
- * اقتباساتُها
- - برداناً .. عارياً .. عامراً بالخوفِ ..- شعر / مؤمن سمير
- - أصابعُهُ تجوسُ في ظهري ..- شعر / مؤمن سمير
- - مستوفياً لكوابيسي - شعر / مؤمن سمير
- عمر شهريار يكتب عن : ما بعد جيل التسعينيات.. الموجة الثانية ...


المزيد.....




- ميسلون فاخر.. روائية عراقية تُنقّب عن الهوية في عوالم الغربة ...
- مركز الاتصال الحكومي: وزارة الثقافة تُعزّز الهوية الوطنية وت ...
- التعبيرية في الأدب.. من صرخة الإنسان إلى عالم جديد مثالي
- يتصدر عمليات البحث الأولى! .. فيلم مشروع أكس وأعلى الإيردات ...
- المخرج علي ريسان يؤفلم سيرة الروائي الشهيد حسن مطلك وثائقياً ...
- فنانون سوريون ينعون ضحايا تفجير كنيسة مار إلياس
- المفكر الإيراني حميد دباشي.. التصورات الغربية عن الهوية الإي ...
- فيلم -باليرينا-.. درس جديد في تصميم الأكشن على طريقة -جون وي ...
- التشادي روزي جدي: الرواية العربية طريقة للاحتجاج ضد استعمار ...
- ما آخر المستجدات بحسب الرواية الإسرائيلية؟


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مؤمن سمير - - خلفيات شعرية - بقلم د.عبد الحكم العلامي