أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - عائشة التاج - عن الفقيدة المناضلة زهور العلوي ، مرحى لك بموت شريف في زمن -غير شريف-















المزيد.....

عن الفقيدة المناضلة زهور العلوي ، مرحى لك بموت شريف في زمن -غير شريف-


عائشة التاج

الحوار المتمدن-العدد: 4286 - 2013 / 11 / 25 - 01:11
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


عن الفقيدة زهور العلوي ,
مرحى لك بموت شريف في زمن "غير شريف"

لك كل الوهج والنور يا روح صديقتي زهور............
أخمن أنك غير بعيدة عنا وترفرفين حولنا وأنت تبتسمين استعدادا لمصيرك الجديد والأبدي .
ستذهبين لعوالم فسيحة منفلتة من كل وصف يتجاوز إدراكنا البئيس .
أما نحن ، الباقون هنا إلى أمد لا نعلمه، كم نحتاج من وهم جديد يوقظ فينا الآمال الموءودة والأحلام المهدورة داخل دوامة اللهاث وراء كل أشكال التوافقات المريبة التي تصاغ باسمنا وفي غفلة عنا ,

آه سيدتي زهور ،لقد تحولت "قضيتنا" أو بالأحرى "قضايانا" لمجرد سجلات تجارية أو وكالات للأسفار يسترزق من خلالها عدد من الأفاقين والأفاقات في زمن الاسترزاق هذا "ريعا" تتعدد أوجهه بتعدد من ينصب نفسه ناطقا شبه رسمي عن معنيين أخرسهم الصراع المميت مع زمن جد قاسي بتفاصيله اليومية اللامحدودة .

كم نحتاج من خدعة كي نؤمن بأمل قادم ولو على ركامات الإحباط اللامتناهية ,,,,؟؟
الفرق ما بين الأمس واليوم هي قوة وقع الأحلام ,,,,,,,,,
وما بين الحلم والوهم مساحة شاسعة ، وهنا مربط ركام الألم الموجع حد الدمار .
الأحلام الصادقة تعطي للحالمين والحالمات قوة الدفع فيبدو صوتها هادرا مثل الرعد يصلصل عبر الأثير موقظا جحافل الغافلين من غفوتهم الأبدية كي يصيغوا مصيرهم بنوع من الصبر والإصرار .

الصادقون والصادقات لا يقبلون عن الحق والحقيقة والعدل والعدالة بديلا
قناعاتهم أكبر من أن تقايض بأي ريع مهما علا شأنه ،
لأن الحق يعلو ولا يعلى عليه .

هكذا أنت ،
عرفتك حالمة بالحق والعدل والخير والجمال
ومثابرة في صياغتهم من خلال رحلتك الدنيوية عبر مسارات متعددة
أبدعت خلالها سبل الفعل ونسج آليات تنفيذه بكل حب وحكمة وهدوء.
عرفتك ذات رحلة من طنجة حيث كنت أمارس مهنة التدريس إلى الرباط في غمار حملة المليون توقيع من أجل تغيير مدونة الأحوال الشخصية ،و من خلال جريدة 8 مارس التي تشرفت بنشر بعض مقالاتي على صفحاتها بنشوة لا تقدر بثمن .
الجريدة النسائية الأولى في تاريخ المغرب الحديث على الأقل التي كنت من بين مؤسساتها .
ثم التقيتك ذات لقاء حقوقي على شاطيء المهدية ،
حيث أدهشتني عزلتك وطقوس نظافتك الدقيقة لغرفتك الشاطئية .
,أقر أنني اعتبرتك "متعالية" ولم أدرك آنئذ أن للسن شروطه وطقوسه الخاصة .....
إلى هنا بقي تواصلنا سطحيا ولم يتعمق أكثر إلا أثناء إحدى ندوات جمعية الشعلة بالخميسات التي شاركنا فيها معا و حيث تم تكريمك . هناك اكتشفت تميز مسارك النضالي والإنساني .
ثم التقينا من جديد بفاس مع الشعلة دائما وسافرنا معا لمولاي يعقوب حيث استمتعنا بحميمية السفر والاحتفاء بجسدنا من خلال "جاكوزات" حامة مولاي يعقوب بمياهها المعدنية و الساخنة .
مغامرة لذيذة ونحن نطمئن على بعضنا البعض وكل منا في جاكوزها كنت تنادين على كل واحدة منا لتطمئني إن كانت الأمور عادية ،ولكنني لم أجبك على الفور لأنني كنت أدبر معاناتي مع استقبال سخونة الماء التي لم تتحملها حساسية جسدي المرهفة قبل أن أشعر إثرها بدفء ينساب داخل شراييني بنعومة أشعرتني بلذة بالغة .

خلال هذه الرحلة توجنا متعة الفكر بمتعة الجسد ثم عدنا إلى الرباط
نقطع المسافة الفاصلة ببوح نسائي جميل ، ونحمل بأجسادنا دفء معادن "حامة "مولاي يعقوب التي ستحصننا من تسربات برودة فصل الشتاء الموالي .

زرتك ذات مساء صحبة بعض الأصدقاء بشقتك إثر مرض ألم بك ،واستمتعنا بجلسة حميمية تلقينا خلالها دروسا في عالم التغذية والأعشاب الطبية وأمورا أخرى تشي بسعة معارفك جانب سعة محبتك.
لا أنسى أنك مددت لنا ونحن نودعك بالباب حزمة من الحلوى كي نأخذها معنا ،فأجبتك بأننا نحن الذين يجب أن يأتيك بالحلويات وغيرها لأنك مريضة ,,,
لكن ذكرني ذلك بعادة في طفولتي ،حيث كنا كلما زرنا بيتا لابد أن تعطينا صاحبته شيئا نأكله: أم صديقتي فاطمة وأصلها من الرحامنة ،كانت دائما تعطيني قطعة من خبز الشعير الساخن كل صباح عندما أطرق بابهم كي نذهب للثانوية معا ، نأكله خلال الطريق ونحن نمارس شغبنا الجميل أثناء رحلتنا في اتجاه الثانوية التي كنا نطوي خلالها الكيلومترات ,
نحن أبناء الشعب لاعلاقة لنا بالنقل المدرسي وليس لآبائنا سيارات
تقلنا لمدارسنا كما يفعل آباء اليوم ,
لكنهم يزودوننا بما يكفي من الحب كي نتحمل مشاق الطريق بمتعة
لقد كان والدي يعطيني يوميا نقودا أشتري بها حلويات ترافقنا خلال رحلتنا نحو المدرسة أو الثانوية
ومع كل قطعة خبز أو حلوى أو نقودا حفنة من الحنان والحب ,
هكذا كان المغاربة كرماء في العطاء المادي وفي المحبة وخلق شروط التماسك والألفة بكل بساطة وتلقائية وود . ,

من يعطي الحلوى ،يعطي الحب والوقت والجهد والفكر ولا يستحضر المقابل أبدا ,
زهور منتوج جميل من الزمن الجميل حيث يعم شعار "كاد المعلم أن يكون رسولا"
ولأن زهور ،تربوية بامتياز كانت تمارس مهنتها على الدوام .
كلما صادفتيني كنت تحثينني على الكتابة والنشر وتسألينني ما الجديد ؟
هذا يؤكد بأنك فعلا قابلة للكاتبات ،تشجعين إبداعاتهن بكل محبة خارج
طقوس الغيرة المتداولة بين البعض ,
ولأنك كذلك احتضنت مشروع الربوة للمبدعات ،
هناك استمتعنا معا برفقتك ونقاشاتك القيمة والصارمة أيضا ,
أتذكر انتقاداتك وحرصك على ألا نسقط في المبالغة في الاحتفاء بالذات النسائية على حساب الجودة والنقد البناء ’
صرامتك دائما مصحوبة بلغة ناعمة تشي بخزان الحب الذي بداخلك ،
ونقدك المستمر لذاتك يشي بتواضعك الجم مثل كل العظماء وحرصك على تقويم أي اعوجاج أو نقائص .
وتلك الأقواس التي تفتحينها باستمرار لتحكي لنا بعذوبة الشهرزادات شيئا من الزمن الجميل ،كنا نتابعها بشغف الاستكشاف ومتعة الإنصات لحكي خارج زمننا المبتور بآفاته الامتناهية ,
الربوة بدون حضورك تفقد أحد أهم ركائزها .
ركيزة تمثل امتداد الماضي القريب ،بوقاره و حكمته و صفاء قيمه وكل بهارات التوحيد ولم الشتات مهما كانت عناصر التفرقة .



فحتى موتك وحد الكثيرين الذين فرقتهم المسارات المتعددة
موتك قزم المسافات وجعل من الرباط قبلة لمحبيك كي ينعموا بشرف توديعك لمثواك الدنيوي الأخير
فهنيئا لك بهذا الرصيد الذي لا يفنى ,,,,

لك سكينة عالم آخر لامكان فيه لضجيج المنازعات التي لا تنتهي ,,
,لك نعم عالم لامتناهي وخارج إدراكنا المحدود ،لكنها قمينة بالكبار الذين لم يجعلوا من حياتهم العابرة مجرد محطة للملذات التافهة ,
ناضلت وكابرت وأعطيت بكل سخاء ,,,,الحب والفكر والقيم فمرحى لك

سيدتي بكل هذا الحب والوفاء ,

شكرا سيدتي ،على كل بذرة زرعتيها على التربة المغربية علما أو نضالا أو محبة ,نعاهدك على سقيها كي تثمر في انتظار موعدنا

اللاحق
نحن عابرون في زمن عابر ، غارقون في بحر من الأوهام ونادر منا من يمسك بتلابيب حقيقة زئبقية تذكره بتفاهته ,

.
أغنى الناس من ينعم بحب الناس وتقديرهم , من شيد عمارات سيروح وتبقى العمارات بدون هوية معينة ،لكن من شيد الصروح القيمية يكون قد بصم التاريخ ببصماته وأصبحت هويته جزءا من المشترك تتعالى عن الزمان وحتى المكان ,



لاتنسيننا حتى لو وجدت رفقة أحسن منا في عالمك الجديد ,,,,,,,
فلن ننساك أبدا لأننا أحوج إليك منك إلينا
ومرحى لك بموت شريف في زمن لا يعرف للشرف قيمة

عائشة التاج ,الرباط ,‏24‏/11‏/2013



#عائشة_التاج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عيد الأضحى وإكراه العادات الاجتماعية
- قبلة المراهقين وضرر الوصم الاجتماعي
- علي أنوزلا ومواجهة الريشة والصولجان
- الأعراس الصيفية والتلوث السمعي بالمدن بالمغربية ،هل من تقنين ...
- المديونية وآثارها على استفحال الأزمة الاقتصادية والاجتماعية
- المواعيد و الوعود والالتزامات على محك زمننا المهدور
- نخاسة النساء عبر ما يسمى - بجهاد المناكحة
- صورة المرأة من خلال رواية عزازيل
- مفهوم القوامة و تحولات أدوار الزوجين
- المرأة ورياح الربيع العربي الأمازيغي .
- ماذا يعني عيد الحب في فضاء ينضح بالكراهية ؟
- تقبل العزاء ما بين الواجب الإنساني و الإسراف الاجتماعي
- حول منتدى فاس النسخة التاسعة :التربية والتعليم وتنمية المجتم ...
- نساء الربوة بالرباط يحتفين بإبداعات الفقيدة حفيظة الحر
- رحيق الشوك
- الكتابة و الخصوصية النسائية و صراع المواقع
- عسل الشوك
- غروب صحراوي ببصمة مرزوكة
- حول المؤتمر التركي الشمال إفريقي للعلوم الاجتماعية والإنساني ...
- . -. على هامش الندوة الصحفية للجنة الائتلاف الحقوقي الموفدة ...


المزيد.....




- بعد أيام من وفاة امرأة في حادث مماثل.. دبّ يصيب 5 أشخاص في ...
- أرقام صادمة.. 63 امرأة يُقتلن في كل يوم تستمر فيه الحرب بغزة ...
- منحة المرأة الماكثة في البيت الجزائر 2024 أهم الشروط وخطوات ...
- المرأة المغربية في الخارج تحصل على حق استخراج جواز سفر لأبنا ...
- الشريعة والحياة في رمضان- الأسرة المسلمة في الغرب.. بين الان ...
- مصر.. امرأة تقتل زوجها خلال إعدادها مائدة إفطار رمضان
- الإنترنت -الخيار الوحيد- لمواصلة تعليم الفتيات في أفغانستان ...
- لماذا يقع على عاتق النساء عبء -الجهد العاطفي- في العمل؟
- اختبار الحمض النووي لامرأة يكشف أن أسلافها -كلاب-!
- تزامنا مع تداول فيديو ظهور سيدة -شبه عارية-.. الأمن السعودي ...


المزيد.....

- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع
- النسوية.المفاهيم، التحديات، الحلول.. / طلال الحريري
- واقع عمل اللمراة الحالي في سوق العمل الفلسطيني الرسمي وغير ا ... / سلامه ابو زعيتر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - عائشة التاج - عن الفقيدة المناضلة زهور العلوي ، مرحى لك بموت شريف في زمن -غير شريف-