أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسماعيل شاكر الرفاعي - مشاهدات بغدادية _ بغداد بين طوفانين














المزيد.....

مشاهدات بغدادية _ بغداد بين طوفانين


اسماعيل شاكر الرفاعي

الحوار المتمدن-العدد: 4280 - 2013 / 11 / 19 - 21:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ما الذي يمكن استخلاصه من هذا الضجيج السنوي الذي يتكرر كلما غرقت بغداد ؟

سماء بغداد ملبدة بالكثير من الغيوم : غيوم الارهاب ، غيوم الفساد ، غيوم الميليشيات ، غيوم أزمات الكتل السياسية ، غيوم التصحر ، غيوم عواصف الرمل والتراب ، غيوم الدراسة التي يتخرج فيها تلاميذ الابتدائية من غير معرفة الحروف الهجائية ، غيوم الجريمة المنظمة وغير المنظمة ، غيوم البرلمان الذي لم يمتلك يوماً القدرة الذاتية للتصويت على مشاريع القوانين من غير دفعة خارجية ، غيوم العلاقة بين المركز والاقليم ومع الكثير من المحافظات ، غيوم المدن الغربية التي تتظاهر منذ اشهر . لكن الغيمة الداكنة السوداء ، او غيمة الغيمات ومصيبة المصائب تتمثل بالوعي السياسي السائد ، واعني به هنا : الطريقة التي يتم من خلالها معالجة هذه المشاكل العويصة ، وتلقي المواطن لها . فمن المعروف ان المواطن العراقي حاله حال مواطن الشعوب العربية الاخرى ، وشعوب الامم الافريقية ، وبعض الشعوب الآسيوية والبعض من شعوب امريكا اللاتينية التي مازالت تحبو في مدارج الخروج من ظلام تخلفها ، لا يلتفت كثيراً للبرامج الاقتصادية والسياسية والثقافية لساسته ، ولا لانجازاتهم ، بل هو ينظر اليهم من زاوية العلاقة الطائفية والقبلية والمناطقية ، وهو يفتخر بكون النائب او الوزير يحمل اللقب نفسه اكثر مما يفاخر بانجازات محبوبه السياسي او يفتخر بطريقة تفكيره . وهو مستعد مسبقاً لتصديقه حين يتحول كالعادة الى فارس من فرسان " طواحين الهواء " في الفضائيات وهو يلوك بعض الكلمات الفصيحة . وهذه واحدة من مفارقات تجربة الممارسة السياسية في العراق بعد عام 2013 . فبدلاً من ان تكون المآسي والمصائب والخيبات والكوارث التي يتعرض لها الشعب مناسبة للاقتصاص الفوري من المتلكئين والفاشلين ، يحقق هؤلاء الفاشلون لانفسهم دعاية انتخابية بالمجان من خلال تحولهم في الازمات والكوارث الى نجوم فضائيات يركزون في حواراتهم على تبرئة الذات ، وتصويرها وكأنها تطير باجنحة ملائكة فوق واقع فاسد لم يسهموا يوماً في صناعته . لا أحد من هؤلاء المتحاورين عبر الفضائيات ، او عبر حرب البيانات ، او عبر الخطب العصماء ، يجرأ على قول الحقيقة ، لان الحقيقة تقال في حالة امتلاك الكتل السياسية لشجاعة نقد الذات التي تبدأ بمكاشفة العراقيين بان سبب الغيوم الملبدة بها سماء القطر تعود الى تخلف المسؤول عن العمل بخطة في ادارة الشأن العام . ذلك لان الخطة لا تعني فقط رؤية الطريق الى المستقبل ، انما تعني ايضاً : محاسبة المقصر ، وهو ما لا تسمح به بنية النظام السياسي الذي يقوم على المحاصصة ، فكل كتلة سياسية تصوغ في خطابها الداخلي الى اعضاء التنظيم ، وفي خطابها الى الرأي العام ، تصوغ ممثليها في الدولة بالشكل الذي يجعلهم ضحية لمؤمرات الكتل السياسية الاخرى فيسهل عليها الدفاع عنهم بالظفر والناب ولسان حال كل كتلة سياسية يقول : " انصر اخاك ظالماً اةو مظلوماً " ...يعني غياب العمل بخطة ــ مدروسة وموضوعة من قبل اختصاصيين ــ في عالم اليوم ان المسؤول يتخبط في دياجير الظلام ، وانه لا يعرف الى اين يقود وزارته او محافظته او مؤسسته ... تبدأ الخطة بالاعتمادعلى بيانات احصاء عام شامل للسكان ولممتلكاتهم ولواقعهم المهني والاقتصادي ومستوياتهم الثقافية ، لكي يستطيع المسؤول ان يرى بلاده ، ويتمكن من الاستعانة بالحقائق الاحصائية الموجودة على الارض لتعينه على اتخاذ القرار السليم . هذه الرؤية العامة لواقع البلاد مفقودة تماماً اذ لا يوجد احصاء دوري ، وحين يفتقد المسؤول للحقائق العيانية والملموسة يلجأ الى التخمين ...تعني الخطة في جوهرها التحسب للمستقبل لدرء التحديات المحتملة عن طريق اكتشاف السبل العلمية لمواجهتها ، فمثلاً كان يفترض ان توضع مثل هذه الخطة في شتاء العام الماضي ــ حين غرقت بغداد ــ لتلافي غرق بغداد والمدن الاخرى في شتائنا الجاري . غياب العمل بوضع خطط التحسب للمستقبل هو ما لم يصارح به المسؤول العراقي شعبه ، وبدلاً من ذلك يحول المسؤول ومن ورائه كتلته السياسية : الكوارث التي تصيب شعبه الى دعاية انتخابية ، حين يلجأ الى مبارزة المنافس السياسي في الفضائيات في تاكتيك المقصود منه : تبرئة الذات والقاء المسؤولية على الغريم السياسي...



#اسماعيل_شاكر_الرفاعي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا يعني ان نسمي كاتباً بعينه مفكراً ؟
- اضاءات / 4 انتخابات كردستان
- اضاءات / 3 الاعلام والسياسي
- اضاءات / 2 العرب والضربة
- تجسيد الحداثة : العفيف الاخضر نموذجاً الى سيمون خوري
- اضاءات / 1
- تجسيد الحداثة : العفيف الاخضر نموذجاً 2 من 4
- تجسيد الحداثة : العفيف الاخضر نموذجاً 1 من 4
- مشاهدات بغدادية المجلس الاعلى وتقاعد البرلمانيين
- مرسي والمصير المحتوم
- الاخوان وشرعية الانجاز
- لماذا انتفض الشعب ضد الاخوان
- درس الثورة المصرية الجديد
- نداء من العامة الى الخاصة
- مشاهدات بغدادية / 12
- مشاهدات بغدادية / 11 خطة القبض على الاوهام
- مشاهدات بغدادية / 10 / 1 الزعيم قاسم 2 جمعة الخيارات المفت ...
- مشاهدات بغدادية 9 عن الحدث في الحويجة
- مشاهدات بغدادية / 8 شهادة عن الانتخابات
- مشاهدات بغدادية / 7 قانون المرور


المزيد.....




- -إسرائيل الكبرى-.. الأمير تركي الفيصل يشعل ضجة برد على نتنيا ...
- واشنطن تحت الرقابة الفيدرالية.. إجراءات من ترامب لتعزيز الأم ...
- ما الذي يريده كل من بوتين وترامب من قمة ألاسكا؟
- لماذا قد -يدفن- مشروع E1 الاستيطاني الإسرائيلي احتمال قيام د ...
- لماذا أعجب روي كاساغراندا بالصحابي خالد بن الوليد؟
- العثور على جثمان ضابط إسرائيلي انتحر بعد القتال في غزة
- باحثون يبتكرون مضادات جديدة لنوعين من العدوى البكتيرية
- إدانات عربية ودولية لخطة إسرائيل الاستيطانية الجديدة
- لماذا يتحدث بوتين عن معاهدة جديدة للأسلحة النووية مع واشنطن؟ ...
- عراقجي ينفي تدخل إيران في الشؤون الداخلية للبنان


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسماعيل شاكر الرفاعي - مشاهدات بغدادية _ بغداد بين طوفانين