أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسماعيل شاكر الرفاعي - مشاهدات بغدادية / 10 / 1 الزعيم قاسم 2 جمعة الخيارات المفتوحة















المزيد.....

مشاهدات بغدادية / 10 / 1 الزعيم قاسم 2 جمعة الخيارات المفتوحة


اسماعيل شاكر الرفاعي

الحوار المتمدن-العدد: 4086 - 2013 / 5 / 8 - 21:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مشاهدات بغدادية 10 ..

اسماعيل شاكر الرفاعي

1 ــ عن الزعيم قاسم

تروي الذاكرة العراقية حكايات عن بعض ساسة العراق تشير الى انهم يشعرون بالاختناق ان لم يهبطوا من عليائهم ويشموا الهواء الطلق في الاماكن العامة من غير طبول وكاميرات . اكثرهم وروداً على السنة الناس : نوري السعيد وعبد الكريم قاسم . لا ينام قاسم ان لم يزر المستشفيات وافران الخبز ويرى بنفسه نسبة التنفيذ في مشاريع بناء دور سكن الفقراء . لقد رفض الانقياد لتقارير حمايته الامنية ومستشاريه التي عادة ما تتدخل في صياغتها اهواؤهم ورغباتهم الشخصية ، اكثر ما تتدخل في صياغتها حقائق الواقع المرة . فكان بحق مؤسسة اعلامية متحركة في ما يجريه من حوارات مباشرة مع الناس . لم يُصب قاسم بمرض العزلة الذي عادة ما تصاب به زعامات العالم الثالث فيخاطبون الناس من وراء حجاب . ومن يتمعن جيداً في التاريخ يجد ان أصحاب الانجازات التاريخية الكبيرة من الساسة هم اكثر الناس تواضعاً وقرباً الى مواطنيهم . كان قاسم صاحب الانجاز الاكبر من بين كل ساسة الدولة العراقية في كل اطوارها الملكية و الجمهورية ، ومع ذلك لم يصبه الغرور ، فلم يدعِ صلة بالسماء ، ولم يقل ان وجوده على رأس الدولة ضرورة املتها ارادة السماء او ارادة التاريخ . لم يتبجح قاسم بلقب عائلي أو قبيلي ، ولم يخترع له سلسلة نسب تنتهي به عند آلهة ما قبل الطوفان ، ولم يقل بأن دماء الملوك تجري في عروقه . كان على وعي كبير بمهمة رجل الدولة ، في بلاد تشكل فيها الحساسيات الدينية والمذهبية والقومية وقوداً سريع الاشتعال ، فكانت سياسته : سياسة تسامح . ولقد اثبت قاسم بأنه السياسي الوحيد في تاريخ العراق الذي لم تتحكم بقراراته نوازع الثأر ، وان الحرص على الروح الوطنية اكبر عنده من الجروح الذاتية ، فأثبت بما لا يقبل جدلاً انه من الشخصيات الكبيرة في التاريخ التي تحكمت تحكماً عالياً بعواطفها ومشاعرها الذاتية ، وطوعتها تطويعاً وطنياً عالياً . فهو لم ينصب المشانق لدعاة الفتنة الطائفية حين رشقوه بالرصاص ، ولم يدفنهم أحياءً في اقبية سجون سرية تحت الارض ، ولم يطوّح بعقلانيته الكبيرة سحر البلاغة الآسرة في : اعدم بربك ياكريم ــ الحبل ملّ الانتظار . بدلاً من كل هذا الدوي المثير للأحقاد والكره والبغضاء قال قولته الخالدة " عفى اللّه عما سلف ‘‘ . أقول ذلك وقد قرأتُ أخيراً مقالاً يحاكم منهج قاسم في الحكم محاكمة طائفية ، فقاسم في هذا النوع من المناهج { التي شوهت كل ما هو رائع وجميل في تاريخ بلادنا } لم يعد صاحب انجازات ، بل لا قيمة لكل ما انجزه طالما ظل في سنواته حكمه القصيرة رجل دولة لا زعيم طائفة . علماً ، وهذا ما تقوله أحداث التاريخ : بأنه لا يوجد انجاز طائفي في طول العالم وعرضه ، وان كل ما انجزه زعماء الطوائف لا يتعدى تشكيل ميليشيات تناصب الجيش الوطني العداء وتتسبب بقلاقل سياسية وبحروب أهلية . على المستوى الشخصي كان قاسم ميالاً الى البساطة يشهد على ذلك نفر الكباب الذي يجلبه له مرافقه من مطاعم بغداد اذا تأخر عليه { سفرطاس } عائلته . وكان قاسم عادلاً يشهد على ذلك موقفه من افراد عائلته الذين تعامل معهم كمواطنين من غير ان يمنحهم امتيازاً ما . وما زال قاسم درساً في عدم استغلال المنصب ، وهي الممارسة التي درج عليها ساسة العراق بدءً من رئيس الوزراء ياسين الهاشمي في اواخر عشرينيات القرن المنصرم ، كما لم يترك وراءه كما تركت كل الانظمة اللاحقة فئات من الاثرياء من دوائر العائلة والقبيلة والاصدقاء . شخص بهذه المواصفات مرفوض من ثقافة الطوائف { ثقافة الفرقة الناجية } . انه في عرفها شاذ السلوك والتصرف فأطلقت عليه صفة { المجنون } وحكمت عليه بالأعدام ، كما لوان الثقافة الطائفية تربط بخيط خفي بين حب الوطن وبين الجنون .

2 ىــ جمعة الخيارات المفتوحة

وهي اربعة خيارات اعلن عنها المتظاهرون على لسان السيد ابو ريشة : اسقاط حكومة المالكي ، تقسيم العراق ، تكوين اقليم ، والرابع خيار الحرب الاهلية . وهي خيارات لا يوجد ما يوثق ــ بغياب استطلاعات رأي ــ حقيقة ان جميع سكنة المنطقة الغربية يوافقون عليها .. نحن نرى بأنّ غالبية سكان المنطقة الغربية تعي بان خيار تقسيم العراق ، الذي يعني ولادة دولة من رحم الدولة الرسمية ، يحتاج الى غطاء شرعي من النظام الدولي السائد الممثل بهيئة الامم المتحدة ، فما طول الزمن الذي يستغرقه الحصول على هذه الشرعية ؟ عشرات السنين مثلاً ، اذ لا توجد مصلحة دولية ــ كما هو معلن من تصريحات الدول الكبرى ــ في الزمن المنظور من تقسيم العراق . ان الاعلان عن التقسيم ليس خياراً داخلياً معزولاً عن الخارج ، واذا ما تم اتخاذه فلا مجال امام اصحاب القرار الا ان يدافعوا عن قراراهم امام قوات الحكومة الاتحادية . فخيار الحرب الاهلية في هذه الحالة مُتضمن في خيار التقسيم ، اذ لا تندلع الحروب الاهلية من غير هدف او استراتيجية تستطيع من خلالها تعبئة السكان . وفي هذه الحالة فأنّ خيار التقسيم والحرب الاهلية من الخيارات الاربعة مدموجان في خيار واحد . لكن لماذا هذا الخيار الرهيب من اجل الاستقلال بدويلة قد تفقد سيادتها على نفسها حتى قبل الحصول على الاعتراف بها ، بسبب من حاجتها الماسة الى مساعدات خارجية ؟ أما خيار الاقليم فأنه لا يحتاج قط الى متظاهرين واعتصامات ومنصات خطابة وقطع طريق دولي وفتاوى وخطب حماسية وتأجيج مشاعر الكره والبغضاء والعداء . اذ الطريق الى هذا الخيار مفتوح دستورياً . لا يظل امامنا الا الخيار الاول : خيار اسقاط حكومة المالكي وهو بيت القصيد ، انه الهدف المعلن منذ البدء اذا ما تذكرنا ان المظاهرات قامت على خلفية اعتقال حماية وزير المالية الذي لم يسلم بشرعية هذا الاعتقال فانتخى له ابناء عمومته وقبيلته وطائفته تيمناً بالقول المأثور : " انصر اخاك ظالماً او مظلوماً ‘‘ . ينفي السيد العيساوي ان القرار صادر عن القضاء العراقي . وان المالكي هو المسؤول الاول عن قرار الاعتقال . وبهذا القول ينفي السيد الوزير عن مؤسسات الدولة الاشتغال باستقلال ، كما هو الحال في البلدان الديمقراطية ، عن تدخل السياسي . يرد السيد رئيس الوزراء بان قرار الاعتقال قرار قضائي لا دخل له شخصياً فيه . وفي هذا الجو من التفسيرات المتناقضة ، التي تدفع بكل طرف الى التمسك الشديد بدعوى اقواله ، يصبح من حقي ان اسأل : هل توجد مؤسسات مستقلة بآلية عمل خاصة بها ومُسورة بسور من التشريعات والقوانين التي يصعب على السياسي اختراقها ؟ قد نجيب على هذا السؤال بسؤال آ خر : هل المسؤول العراقي مصاب بفوبيا المؤسسات ، فكلهم يخشى الاقتراب منها والدخول اليها ؟ فلا العيساوي لجأَ اليها باقامة دعوى اصولية على السيد المالكي ، وهرب الى الامام لاجئاً الى حضنه الطبيعي الذي يشعر فيه بالامان : حضن القبيلة والطائفة ، أكثر من شعوره بالامان في حضن المؤسسة . ولم يلجأ اليها قبله السيد الهاشمي في رد التهمة عنه ، وهرب هو الآخر الى حضن اوسع من حضن طائفة العراق ، ولا السيد وزير الشباب لبى دعوتها في استضافته ، وهدد رئيس الوزراء بقلب الطاولة على الجميع اذا ما دخل المؤسسة واجاب على اسئلتها . اذاً ما الفائدة من وجود هذه المؤسسات في العراق ، اذا كان بعضها متهماً بالتسييس كالقضاء ، وبعضها الآخر يثير رعب مَن تحاول { الدردشة } معهم ؟ ولماذا بحق السماء يُصرف عليها وعلى اعضائها من المال سنوياً ما يمكن به اصلاح حال البنى التحتية التعبانة في عام واحد ؟ ما دور الوزير والسياسي في هذه المرحلة ، اليس احترام المؤسسات وهي في طور التأسيس لكي تبنى على اصول صحيحة ؟ .. وبعد فأنني ارى ان من الصعب تحقيق خيار اسقاط حكومة المالكي بعد فوز كتلته بالانتخابات ..



#اسماعيل_شاكر_الرفاعي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مشاهدات بغدادية 9 عن الحدث في الحويجة
- مشاهدات بغدادية / 8 شهادة عن الانتخابات
- مشاهدات بغدادية / 7 قانون المرور
- في ذكرى ميلاد الحزب الشيوعي العراقي
- في ذكرى ميلاد الحزب الشيوعي
- مشاهدات بغدادية / 5 الكرد والوعي الامبراطوري
- مشاهدات بغدادية / 6 أفكار حول الاقتصاد العراقي
- الانتخابات المحلية
- لقاء سياسي
- هل ذهبتم الى هناك ؟
- مشاهدات بغدادية 4 قناة حوار التونسية وبيع البقدونس
- النائب الذي كسر مألوف البرلمان العراقي
- حول مقال : الكرد مع الدولة
- مشاهدات بغدادية 3 سعدي يوسف والمنفى
- بانتظار قرار الحكومة الكبير
- مجرد رأي
- مشاهدات بغدادية 1 وأخيراً غرقت بغداد
- دم في ساحة المظاهرات
- مشاهدات بغدادية 2 لماذا تحول العراق الى مسخرة ؟
- وزراء العراقية


المزيد.....




- ترامب يعترف بتقييم الاستخبارات حول وضع مواقع إيران النووية ب ...
- بعد وقف إطلاق النار.. وزير دفاع إيران يصل الصين في زيارة تست ...
- موجة حر غير مسبوقة تجتاح شرق روسيا: حرارة قياسية وحرائق تهدد ...
- عاجل | حماس: جرائم الاحتلال ومستوطنيه وآخرها في كفر مالك تست ...
- انقسام المخابرات حول فاعلية الضربة يثير الشكوك بشأن مصير نوو ...
- خلاف أميركي سويسري بشأن أسعار -إف 35-
- مجددا.. ويتكوف يحدد -خطوط إيران الحمراء-
- -سي آي إيه-: منشآت إيران النووية الرئيسية -دُمرت-
- هجوم لمستوطنين في الضفة والجيش الإسرائيلي يقتل 3 فلسطينيين
- فيديو منسوب لمشاهد دمار في إسرائيل جراء الصواريخ الإيرانية.. ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسماعيل شاكر الرفاعي - مشاهدات بغدادية / 10 / 1 الزعيم قاسم 2 جمعة الخيارات المفتوحة