أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسماعيل شاكر الرفاعي - دم في ساحة المظاهرات














المزيد.....

دم في ساحة المظاهرات


اسماعيل شاكر الرفاعي

الحوار المتمدن-العدد: 3991 - 2013 / 2 / 2 - 23:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



كتبت في العمود السابق عن زلة انسحاب الوزراء ، وهو رأي لا يمثل احداً سواي ، كما لا يصب في طاحونة أحد ، ولا أظن ان أي طرف من اطراف الصراع بحاجة الى ما يقال في عمود صحفي ، بقدر حاجته الماسة الآن ــ وقد انسدت أبواب الحوار أو كادت ــ الى اسناد مواقفه بقوة الدبابة أو بقوة الشحن الطائفي .. عليّ بداية وانا اتحدث عن الزلة التي أدت الى : سقوط الدم في ساحة المظاهرات ، ان أُذكِّر بأنّ بداية مسيرة الشعوب صوب الديمقراطية لم تكن مفروشة بالورود ، بل كانت مسيرة صراع بينها وبين القوى التي ما زالت تؤمن بأنها شعب اللّه المختار أو بأنها الطائفة الناجية التي منحتها السماء حقوق الحكم الى الابد . وحين انتصرت الديمقراطية كمقولة سياسية على مستوى وعي الناس وصارت آلية الانتخابات هي الممر الوحيد الى الحكم ، صار من المستحيل على القوى المناوئة دخول حلبة الصراع السلمي ، قبل ان تلقي بأسلحتها وبمناهجها الفكرية العتيقة وراءها . لنقل بوضوح انه لا جماهير الشيعة ولا السنة بلغت ناصية الوعي الديمقراطي ، فما زالت الديمقراطية مجرد آلية يتعثر الساسة في تطبيقها وليس من حق أي مكون سياسي ادعاء تمثيلها . لا استطيع كعراقي { والعراقية هنا لا تعني الحماسة الرومانسية ، بل تعني تحديداً ما ابتلي به العراق من استبداد } ان افرط بآلية دورية الانتخابات ولا بتقسيم السلطات التي سمحت بالتظاهر من غير ان تجرأ السلطة على استخدام وسائل العنف كما حدث العهد السابق ، وهذا ما يدل على المستوى الجيد الذي وصلته الرقابة المتبادلة بين السلطات ، وهو السبب الذي دفعني الى نقد العراقية على قرار انسحابها .. للمظاهرات حرمتها كما للجامعات والمختبرات ومراكز البحوث . وحين تُهان حرمة الجامعة بالكاميرات وبالمخبرين السريين ، وحين تتم مراقبة المختبرات ومراكز البحوث فأن حرمة المظاهرات مهددة بالاختراق . وجدت المختبرات ومراكز البحوث لحل التحديات المزمنة في الكهرباء والمجاري ..الخ ، وحاجة الناس الى العدالة هي التي تضطرهم الى التظاهر، انها بمثابة مختبرات الهواء الطلق التي تساعدهم على اكتشاف أرجحية الطرق السلمية على الارهاب من حيث قصر الزمن وقلة الخسائر في الوصول الى مطالبهم . والمظاهرات بالنسبة للحكومة المختبر الذي تكتشف من خلاله نوع الخلل الذي حدا ببعض مواطنيها على الاحتجاج . لا يوجد في العالم نظام سياسي : ديمقراطي في جانب ، وبوليسي في جانب آخر ، فالنظام اما ان يكون ديمقراطياً او ديكتاتورياً . ومظاهرات المحافظات الغربية تشير الى وجود خلل بنيوي في تركيبة النظام ، في ستراتيجيته العليا ، في توجهاته الاجتماعية ، لا يمكن حلها بطريقة بسيطة بالقول انها مدفوعة بتآمر خارجي ، وتخويل النفس حق اللجوء الى خيار الحل العسكري . هذه تهمة اسقطتها احداث الربيع العربي ، اذ لا يمكن اتهام الملايين بالعمالة للخارج . ان اسلوب التعامل مع المظاهرات او سواها من الازمات يساعد على رؤية النظام من داخله : ما اذا تمت عملية دمقرطة النظام ، أم ما زال ينطوي على بعد احتكاري واستبدادي . ماذا يتبقى من فرق بين الانظمة الديمقراطية والانظمة الاستبدادية اذا كان العراق يهرع الى اجهزته الامنية بمجرد اندلاع أزمة ، كما هرعت البحرين مثلاً اليها ؟ أظن ان ذلك هو السبب الذي دفع بالحكومة الى ارتكاب زلة القرب بالجيش من المظاهرات بدل الاقتراب منها بالحوار وسحب البساط من {المتآمرين } ...


[email protected]



#اسماعيل_شاكر_الرفاعي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مشاهدات بغدادية 2 لماذا تحول العراق الى مسخرة ؟
- وزراء العراقية
- قضاء الرفاعي
- أنا الطائفي الوحيد
- بين المالكي والاعرجي
- ما مدى واقعية افكار الاستاذ محمد عبد الجبار الشبوط عن الدولة ...
- عن الطائفية ...من وحي مقالة الاستاذ جواد الشكرجي
- رمزية ودلالة المواجهة في طوزخورماتو
- عالم آخر ممكن
- { تلفت القلب }
- الدولة الكردية والشرعية
- صالح المطلك
- عنها
- لقطة
- التكنولوجيا ومنظومة العمال الفكرية
- حكايات طويلة عن احداث قصيرة
- آلهة ورصاص
- بحر وسينما
- العراق : ازمة وعي دائمة ، ام في الطريق الى وعي الأزمة ؟
- نهر ومدينة


المزيد.....




- ترامب يزعم: -سيطرتنا كاملة وشاملة- على أجواء إيران..طهران تط ...
- وزير دفاع إسرائيل الأسبق: الشعب الإيراني -لديه كل الأسباب لل ...
- سبعة جرحى وخسائر مادية جراء عاصفة قوية ضربت الساحل الغربي لك ...
- تواصل قصف طهران وتل أبيب وميرتس يتوقع مشاركة أمريكا في الحرب ...
- ألمانيا - العثور على جثة مصرية مختفية والشرطة تعتقل زوجها
- صحف ألمانية ودولية: كان على إسرائيل التريّث قبل ضربها إيران! ...
- -سي إن إن-: ترامب لا يريد جر الولايات المتحدة إلى الحرب الإس ...
- وزير الخارجية السوري يبحث مع نظيره الألماني مشاريع إعادة الإ ...
- بيان دولي بشأن التسوية الفلسطينية بعد التصعيد الإسرائيلي
- عضو في الكنيست الإسرائيلي يحرض ضد الأطفال الإيرانيين ويتهمهم ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسماعيل شاكر الرفاعي - دم في ساحة المظاهرات