أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - فؤاد النمري - تخلّف الخطاب السياسي (الإقتصاد)















المزيد.....

تخلّف الخطاب السياسي (الإقتصاد)


فؤاد النمري

الحوار المتمدن-العدد: 4270 - 2013 / 11 / 9 - 17:52
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


تخلّف الخطاب السياسي ( الإقتصاد )
ثمة أسباب عديدة لتخلف الخطاب السياسي إلا أن أخطر هذه الأسباب وأبلغها أثراً هو الفقر في علم الإقتصاد . لا يجوز لأحدهم أن يتكلم في السياسة بينما هو يجهل الحقائق الأولية في علم الاقتصاد حيث أن السياسة إنما هي أدب الصراع الطبقي الراسم الوحيد لعلم الإقتصاد . كيف لشيوعي أن يجهل النظام الرأسمالي؟ كيف له ألا يعرف منه سوى الأذى والعداء بل يكاد له ألا يعرف سبب العداء؟ كيف يجري اسنغلال العمال ومتى لا يعود يستغلهم بالحد الأدنى فيواجه الإنهيار!؟ يدّعي هؤلاء القوم بأنهم إنما يحاربون الرأسمالية وهو إدعاء باطل حيث الشرط الأول للحرب هو معرفة العدو مسبقاً وهم لا يعرفونه ولا يعرفون أسلحته، فكيف لهم أن يدعوا بمثل هذا الإدعاء الباطل !؟ كل شيوعي، بل وكل سياسي لا يلم بكل مفاصل النظام الرأسمالي بحسناته وسيئاته، بل بحسناته قبل سيئاته، إنما هو سياسي زائف إذ أن إدراك الحسنات هو الشرط المسبق لإدراك السيئات ودمغة السياسي هي أنه يعمل على تغيير أو إصلاح المساوئ الماثلة في النظام الاجتماعي والافتصادي .

نحن هنا نتمثل بكارل ماركس، فكارل الشاب لم ينادِ بالشيوعية لأنه إنشق على الديالكتيك الهيجلي وتبنى المادية الديالكتيكية بل لأنه كان قد توصل إلى تحديد المفاصل الرئيسة للنظام الرأسمالي وكتب في العام 1844 " المخطوطات الإقتصادية والفلسقية Economic & Philosophic Manu-script-s ". كارل ماركس نفسه ما كان ليكون الماركسي الذي نعرف قبل أن يكتشف أسرار الميكانزما الرأسمالية والقوى التي تحركها . الميكانزما الرأسمالية أدهشت ماركس حتى أنها استولت على كل عبقريته الاستثنائية واشتغل في تفكيكها ما يقارب نصف عمره فرأى فيها أول نظام عالمي تعرفه البشرية، أول نظام بجتذب كل الناس للعمل فيه، وهو وإن كان أكثر الأنظمة استغلالاً للجنس البشري إلا أنه مع ذلك حرر الإنسان على طريقته بأن فتح الطريق واسعة أمام الإنسان إلى التناول المباشر لأدوات الإنتاج وهو سنام الحرية. ويمكن اعتبار موقف ماركس من الرأسمالية مثل موقف المسيحيين من تقديس مريم العذراء التي حملت بمخلصهم المسيح، كذلك اعتبر ماركس الرأسمالية هي الأم الشرعية الوحيدة التي ستحمل بالشيوعية وهي التي ستخلص البشرية من كل الشرور ومن كل عذاباتها عبر التاريخ . تلك هي الرأسمالية التي عرفها ماركس على العكس تماماً من ماركسيي الهوامش، عرفها الأم الولود التي تلد حفاري قبرها، الأم المباركة التي تلد صانعي الشيوعية . وهذا ما يجهله ماركسيو الهوامش وشيوعيو البورجوازية الوضيعة الذين لا ينفكون عن الدفاع عن طبقتهم الوضيعة وينقلبون بذلك إلى أعداء للشيوعية .

الشيوعيون بالانتساب، وهم جملة الشيوعيين المنتسبين إلى الأحزاب الشيوعية التي في طور التفكك وما زالت ماثلة حتىى اليوم، شيوعيو الإنتساب وشيوعيو المدرسة يقلدون ماركس جزئياً في حديثه السلبي عن الرأسمالية . لكن، وبموجب قوانين الديالكتيك، لا يتواجد نقيض سلبي في الشيء إلا بتواجد نقيضه الإيجابي وهذا ما يجهله عامة الشيوعيين بل ويتبرؤون من كل من يذكر إيجابية واحدة للرأسمالية ويدينونه رغم اضطرارهم إلى الإقرار بأن الرأسمالية هي الأم الشرعية الوحيدة للشيوعية. هؤلاء القوم لا يعلمون بالطبع أن من يجهل أحد النقيضين فهو يجهل بالضرورة النقيض الآخر الأمر الذي يخرجهم من دائرة الفكر الماركسي الشيوعي بالطبع حتى وإن انتسبوا إلى الحزب الشيوعي .

الرأسمالية تثري المجتمع كل يوم من خلال تحويل طاقة العمل المتجددة كل يوم في العمال إلى بضاعة ثم إلى نقود أي أنها تخلق كل يوم ثروة مضافة ؛ وأن ماركس ما كان ليحكم عليها بالموت المبكر إلا لأنها تنتج أكثر مما يستهلك عمالها وهو فائض القيمة المتجسد بفائض الإنتاج الذي يخنقها حتى الموت إن لم يعالج تصريفه للخارج . عندما لا يتم تصريفه للخارج حتى من خلال الحروب ويتراكم فائض الإنتاج في السوق المحلية فإن ذلك سيؤدي بالتأكيد إلى الشلل الكلي للمصانع وتعطيل العمال عن العمل ومواجهة غائلة الجوع . هنا تتحتم الثورة الاشتراكية حين يتعذر الخروج من أزمة النظام الرأسمالي إلا باستيلاء العمال على المصانع وتشغيلها لحسابهم وبالتالي محو طبقة الرأسماليين من المجتمع . تلك هي الصورة التي رسمها ماركس للثورة الاشتراكية بكل بساطة ووضوح . تلك الصورة الحقيقية التي حبرها الإثراء . لقد نقلت الرأسمالية البشرية خلال قرنين أكثر بكثير مما انتقلته خلال عشرين قرناً . من يعي حسنات الرأسمالية يعي بكل جلاء حسنات الاشتراكية والشيوعية والعكس صحيح في الحالتين .

هل نحن اليوم أمام مثل هذه الصورة كي لا تغير الأحزاب الشيوعية من تكتيكاتها واستراتيجيتها التي استوجبها المشروع اللينيني للثورة الاشتراكية العالمية حتى وبعد انهيار هذا المشروع !؟ انهيار المشروع اللينيني وحده يستوجب من هذه الأحزاب تغيير استراتجيتها وتكتيكاتها طالما أنه كان القاعدة التي قامت عليها كافة الأحزاب الشيوعية . ما يُستهجن حقاً وما لا يستغرب فقط بل ويدعو للتساؤل أيضاً من قبل أبسط الماركسيين هو أن جميع الأحزاب الشيوعية غيرت استراتيجيتها وتكتيكاتها فعلاً لكنها لم تعلن فعل التغيير وهذا بحد ذاته مراوغة خسيسة وخيانة للعمال يأباها الشيوعيون !! لم تعلن التغيير كي يفهم العامة أنها ما زالت شيوعية مثلما كانت بالأمس قبل التغيير وهذا بالطبع ليس صحيحاً . كيف يكون الحزب الذي كان يناضل من أجل تطوير الثورة الاشتراكية العالمية، مشروع لينين، حتى النهاية وانتصارها في محو الطبقات في مختلف أصقاع الأرض، هو نفس الحزب الذي يناضل اليوم في سبيل تحقيق الديموقراطية البورجوازية والتعددية التي يفهمها حتى الماركسي المبتدئ على أنها البنية السياسية الخاصة بالمجتمع الطبقي !!؟ كيف يكون الحزب شيوعياً طالما أنه يناضل لاستمرار الطبقية في المجتمعات !؟ يا للهول !! شيوعية طبقية !!! بعض هذه الأحزاب أدركت مثل هذا التناقض الفاضح في خطاب الأحزاب نظيرتها فتحايلت بالاستغناء عن صفة الشيوعي باسمها، غيرت اسمها دون أن تعلن سبب ذلك . كافة الأحزاب الشيوعية فقدت شيوعيتها بعد أن سكتت على أسباب انهيار المشروع اللينيني . بروليتاريا العالم، والنظرية الماركسية هي نظريتها، ستسأل هذه الأحزاب كيف ضيعت المشروع اللينيني الناجح الكبير وكيف هي لن تضيع مشروع تحرير البروليتاريا التالي !؟

نحن اليوم لسنا أمام الصورة الإجتماعية التي واجهها ماركس ببيانه الشيوعي في منتصف القرن التاسع عشر . نحن اليوم في العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين بعد انهيار الثورة الاشتراكية على يد البورجوازية الوضيعة الروسية، الثورة التي كان قد فجرها البلاشفة الروس بقيادة لينين في نهاية العقد الثاني من القرن العشرين ونجحت بتفوق هائل بتقويض النظام الرأسمالي الامبريالي العالمي في العقد الثامن من ذات القرن، نحن اليوم لسنا فقط أمام معسكر اشتراكي فقد اشتراكيته بل أيضاً أمام معسكر رأسمالي فقد رأسماليته قبل زهاء نصف قرن . الدولة الرأسمالية كانت تنتج ما قيمته (س) ليغطي استهلاكها زائداً (ص) وهو فيض الإنتاج الواجب تصديره، أما اليوم فهي لا تنتج (س) وهو ما يغطي الاستهلاك بل (س – ص) و (ص) هو العجز وما عليها أن تستدينه من الخارج لكي تستعيد طاقتها لإنتاج (س – ص) من جديد . النظام الرأسمالي الذي كان يثري الأمة كل يوم ليس هو النظام الذي يُعْوِزُها يوماً بعد يوم . وعندما يُستقصى هذا الامر، خاصة وأن ثورة اجتماعية لم تحدث في الدول الرأسمالية الكلاسيكية، وأن نسبة تشغيل قوى العمل ظلت على حالها بل وارتفعت في بعض البلدان، فهو يرتب على الباحث أن ينظر في سوّية استخدام قوى العمل بما لا يفيد فتترك عجزاً متفاقماً لدى كل دولة من هذه الدول الرأسمالية . ففي بريطانيا مثلا يصل مجمل الإنتاج السنوي إلى 2500 مليار دولاراً فقط بينما يصل الاستهلاك السنوي إلى 3000 ملياراً وهو ما يضطر الحكومة البريطانية إلى أن تستدين سنوياً حوالي 500 مليار دولاراً كيما تقوم بوظائفها بحدودها الدنيا . هذا الأمر وحده يشكل دالة قاطعة على أن نظام الإنتاج في بريطانيا لم يعد نظاماً رأسمالياً يضيف كل يوم ثروة جديدة للمجتمع .

ما الجديد إذاً في بريطانيا التي كانت الشمس لا تغيب عن مستعمراتها ؟؟
المتطفلون على علم السياسة من الذين لا يفقهون من علم الإقتصاد حرفاً ينكرون أي انهيار للنظام الرأسمالي والسبب في ذلك ليس غياب حقائق الإنهيار بل لأن إقرارهم بالإنهيار سينتهي مباشرة إلى إرغامهم تطليق السياسة التي اعتادوا على احترافها مدى الحياة حتى غدت سياساتهم ليست إلا دفاعاً عن ذواتهم . لعل هؤلاء القوم، ومن أجل القفز عن حقيقة انهيار النظام الرأسامالي، يقبلون بافتراض إساءة استخدام قوى العمل في مراكز الرأسمالية كعلة وحيدة لقصور الإنتاج عن تغطية النفقات . وتتمثل هذه الإساءة بانزياح 70 ـ 80% من قوى العمل في المجتمعات الرأسمالية للعمل في إنتاج الخدمات التي لا تضيف إلى ثروة المجتمع سنتيماً واحداً . الجيش والشرطة والعاملون في الخدمات الصحية والتعليمية والنقل والمصارف والتأمين والخدمات الصناعية الإدارية والكتابية والخدمات الفندقية والسياحية والكهنوتية وحتى السياسية وإدارة الدولة لا تعطي سنتيماً واحداً طالما أنها تُستهلك تماماً قبل أن يتم إنتاجها . كل هذه الخدمات لا تخلق سنتيماً واحداً لكن كلفة إنتاجها مرتفعة جداً وتقع بالتالي على من يخلقون الثروة وهم البروليتاريا . تزايد إنتاج الخدمات ينعكس مباشرة في اندحار البروليتاريا العالقة في إطار الانتاج الرأسمالي وفي فقرها وهزالها وفي التقصير المتزايد في إنتاج الثروات الكافية، الأمر الذي تغطيه الدول بالإستدانة لتصل في بريطانيا إلى أربعة أضعاف مجمل الإنتاج القومي وفي هولندا وبلجيكا إلى ثلاثة أضعاف وفي فرنسا وألمانيا والسويد إلى الضعفين، أما في إيرلندا فهو عشرة أضعاف وفي اللكسمبورغ يصل إلى ستة وثلاثين ضعفاً . أما ديون الولايات المتحدة فهي رسمياً تزيد قليلاً عن دخلها القومي غير أنها في الواقع ونظراً لظروف خاصة بالولايات المتحدة التي أولها النسبة العالية لإنتاج الخدمات ثم لإصدارات نقدية مكشوفة دون حساب، فهي تصل إلى أضعاف مضاعفة لإنتاجها القومي .
إزاء مثل هذه الصورة البارزة بكل خطوطها وظلالها حيث مراكز الرأسمالية الكلاسيكية التي كانت تعاني من فائض الإنتاج فيما قبل السبعينيات تعاني اليوم من نقص في الإنتاج ومع ذلك لا يرعوي شيوعيو الإنتساب من الإدعاء أن الرأسمالية ما زالت حية بل ازدادت توحشاً . ويعبر سياسيو البورجوازية الوضيعة عن رغبة دفينة في نفوسهم فيدعون أن الرأسمالية هزمت الاشتراكية في نهاية الصراع بينهما بينما النهاية كانت العكس تماماً من ذلك .

كان كارل ماركس قد حكم على الرأسمالية بالانهيار بسبب الفيض في الإنتاج لا غير، لكن مراكز الرأسمالية الكلاسيكية الرئيسة تعاني اليوم من شح في الإنتاج وهو ما يعني أنها ليست رأسمالية وقد انهارت الرأسمالية فيها ليس بسبب التناقض الذاتي الذي ارتكز عليه حكم ماركس، أي بسبب أزمة اختناق السوق الرأسمالية المحلية بفيض الإنتاج مما ولد ثورة اشتراكية تقوم بها بروليتاريا المركز، بل بسبب التناقض مع الخارج حيث استطاعت قوى التحرر الوطني تحت حماية المظلة التي وفرها المشروع اللينيني في الثورة الاشتراكية العالمية من التحرر وفك ارتباطها بمراكز الرأسمالية العالمية فلم تعد مصرفاً لفيض انتاجها وهو ما رتب انهيار تلك المراكز .

شيوعيو الإنتساب وشيوعيو المدرسة يتجاهلون أو الأحرى يجهلون انهيار مراكز الرأسمالية العالمية بفعل التناقض الخارجي وهو أحد التناقضات الثلاث في هيكل الرأسمالية التي قرأها ستالين في أسس اللينينية وهو تناقض المركز مع شعوب المستعمرات والبلدان التابعة، وكان آخر المراكز المنهارة هو الولايات المتحدة بفعل هزيمتها في فيتنام . وهذا أمر في غاية الأهمية لفهم عالم اليوم . الأمر الآخر ذو الأولوية في الأهمية والذي يجهله هؤلاء الشيوعيين هو تبدل التناقض الرئيس في مراكز الرأسمالية الكلاسيكية . لم يعد التناقض بين العمال والرأسماليين هو التناقض الرئيس في هذه المراكز، ولم يعد فيها فيض الانتاج يخنق عملية الإنتاج نفسها وهو ما يستدعي الثورة .
مجمل الإنتاج القومي السنوي في الولايات المتحدة يُقدر بأربعة عشر ترليون دولاراً منها 11.2 ترليون من الخدمات و 2.8 ترليون من البضائع أي أن الخدمات تساوي أربعة أمثال البضائع ولذلك نجد الولايات المتحدة تستورد سنويا ما قيمته ترليون دولار من البضائع ولا تصدر أكثر من ترليون بقليل من الخدمات وهو ما يعني أن المواطن الأمريكي يستهلك من الخدمات أكثر من ثلاثة أضعاف ما يستهلك من البضائع . ما يستنتج من هذه المعطيات الأولوية العامة أن إنتاج الخدمات لا يحقق فيضاً في الإنتاج حتى ولو أنتج الأمريكان من الخدمات ستوياً ما قيمته عشرين ترليوناً من الدولارات . مهما تعاظم إنتاج الخدمات فلن يتسبب باختناق السوق كما كان الحال في إنتاج البضائع بل ستكون نتيجة ذلك هي الانكماش المتزايد لإنتاج البضائع . فعندما تدخل البضاعة إلى السوق محملة بأضعاف ثقلها من الخدمات تفقد قدرتها على التنافس وتكسد وهو ما يؤدي بالتالي إلى إغلاق مصنعها وتعطيل عماله.
في النظام الرأسمالي كان فيض الانتاج البضاعي يخنق السوق ويتسبب بالثورة الاشتراكية وفي النظام الماثل اليوم في الدول الرأسمالية سابقاً لن يكون هناك فيض في الإنتاج الخدمي وهو أمر طارد للثورة . كانت الثورة الاشتراكية تتأتى من تنامي قوى الإنتاج بحيث لا تعود علاقات الانتاج قادرة على حملها وتأطيرها لكننا اليوم نواجه الانكماش المتزايد لقوى الانتاج البضاعي والتي هي وحدها تمثل قوى الاشتراكية أما منتجو الخدمات فهم بحكم تقسيم العمل ضد الاشتراكية وهذا من بديهيات علم الماركسية .

سيقول شيوعيو الإنتساب وشيوعيو المدرسة أن مثل هذا التنظير هو مخالف للنظرية الماركسية . هم يقولون بهذا بسبب فقرهم في علم الإقتصاد وفي علوم الماركسية . القراءة الماركسية الموضوعية للنظام الدولي الماثل ستؤدي دون انحراف أو تحريف إلى صدقية هذه الرؤية التامة كما هي في الواقع . ما يتوجب أن يعلمه هؤلاء الشيوعيون هو أن النظام الدولي الماثل ليس نظاماً على الإطلاق وليس أدل على ذلك من أن الدول التي كانت فيها قوى الإنتاج في غاية القوة تعاني اليوم هذه القوى من هزال شديد يرافق ذلك مديونية فلكية تهدد كافة البشر بكارثة كونية وشيكة . "النظام" الدولي الماثل اليوم إنما كان المهرب الوحيد الذي هربت إليه البورجوازية الوضيعة السوفياتية في العام 1953 خشية إنجاز العبور الاشتراكي حيث ستنمحي تماماً، وكان أن لحق بها الرأسماليون في العالم لذات السبب في العام 1975 . المهرب لا يشكل بيتاً للإستقرار فيه، لن يمكث الهاربون إليه طويلاً قبل أن ينهار على رؤوسهم وتنزل بالبشرية كارثة كونية لا مثيل لها .
بناءً عليه فإن العبور الإشتراكي إلى الحياة الشيوعية هو ما سيعقب انهيار الرأسمالية وليس ثمة مهرب من ذلك مهما استخدمت البورجوازية الوضيعة من أحابيل دنيئة وجرائم وحشية .

www.fuadnimri.yolasite.com



#فؤاد_النمري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تخلّف الخطاب السياسي (الإشتراكية)
- الرأسمالية انهارت لكن على أعينهم غشاوة
- تخلّف الخطاب السياسي ( وحدة اليسار )
- تخلّف الخطاب السياسي (سور برلين)
- تخلف الخطاب السياسي
- الإخلاص للثورة الإشتراكية لا يتحقق إلا بالوعي
- الطبقة الوسطى تختطف السياسة وتذوِّتُها
- المادية الديالكتيكية والدولة الخدماتية
- الماركسية ليست بحاجة لشهود
- إشتراكيون لا يدركون ماهيّة الإشتراكية
- الرفيق وليد مهدي يراجع الماركسية
- معوقات العمل الشيوعي
- ماذا عن يسار أميركا اللاتينية ؟
- تلكم هي الشيوعية فليخرس أعداؤها
- لماذا البطالة في العالم العربي وغير العالم العربي !؟
- ما زالوا يجادلون في انهيار النظام الرأسمالي !!
- المؤتمر الأخير للشيوعيين
- مجرد تعليق محجوب
- ما بين اتحاد الشيوعيين ووحدة اليسار
- طلائعيو البورجوازية الوضيعة في الأردن يعلنون اتحاداً شيوعياً ...


المزيد.....




- الهجمة الإسرائيلية المؤجلة على إيران
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...
- أصولها عربية.. من هي رئيسة جامعة كولومبيا بنيويورك التي وشت ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- الشرطة الفرنسية تستدعي نائبة يسارية على خلفية تحقيق بشأن -تم ...
- السيناتور ساندرز يحاول حجب مليارات عن إسرائيل بعد لقائه بايد ...
- إعادة افتتاح متحف كانط في الذكرى الـ300 لميلاد الفيلسوف في ك ...
- محكمة بجاية (الجزائر): النيابة العامة تطالب بخمسة عشر شهرا ح ...
- تركيا تعلن تحييد 19 عنصرا من حزب العمال الكردستاني ووحدات حم ...
- طقوس العالم بالاحتفال بيوم الأرض.. رقص وحملات شعبية وعروض أز ...


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - فؤاد النمري - تخلّف الخطاب السياسي (الإقتصاد)