تحديات النانو

لينا سعيد موللا

الحوار المتمدن-العدد: 4262 - 2013 / 11 / 1 - 13:15
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    

منذ يومين هناك مس أصابني ..

ليس مس شيطاني حتى طمنكن بل علمي ولأتابع معكم ..

أثناء بحثي في ميلاتي القديمة وجدت مقالاً للصديقة الصحفية العزيزة سحر بعاصيري التي كانت تكتب في جريدة النهار، وترسل لي ما تكتب عبر الميل باعتبار أن جريدة النهار كانت محجوبة في سوريا في ذاك الزمان .. وحتى في كل زمان

يعود المقال إلى عام 2009 .. وألفت نظر عنايتكم أنني من المدمنات على قراءة ما تكتب، لأسباب أهمها أنها كانت ملمة بكل شيء وقادرة على البحث في كل شيء ..

واقتصيت من مقالها تكنولوجيا النانو السطور الأولى لأنها مدهشة :

جاء في الخبر ان في وسع الناس ان يرتاحوا من هموم غسل الثياب وتنظيفها لان القماش الجديد المتوافر كفيل بتنظيف نفسه بنفسه وبطريقة صحية أكثر مما نعرف، بل صار في وسعهم ان يرتاحوا من هموم ثياب الصيف وثياب الشتاء لان القماش الرقيق المتوافر كفيل بعزل الجسم عن برد الشتاء وعن حر الصيف!
وجاء في خبر آخر ان روبوتات أصغر حجماً من الجراثيم باتت قادرة على دخول جسم الانسان والانتشار فيه وتخليصه من الجراثيم والفيروسات والخلايا السرطانية، بل قادرة على ان تصير بديلاً من الادوية في علاج الأمراض المزمنة مثل السكر وارتفاع ضغط الدم والخرف وغيرها!
وجاء في خبر ثالث ان شخصاً يحمل في يده حقيبة صغيرة وصل الى قرية نائية لا تزال بكل المقاييس خارج هذا الزمن واستطاع بما في حقيبة من معدات ان يحدث ثورة صناعية وتكنولوجية في القرية!

قالت أن هذا سيحصل في وقت ما في المستقبل قد لا يكون بعيداً جداً. فالانسان مشى خطوات جدية على طريق جعل كل هذا بل اكثر منه حقيقة. وقد فعل ذلك بعلم اسمه علم النانو وبوسيلة اسمها تكنولوجيا النانو .

فالانسان لم يكتف في زراعة الأعضاء الجسدية، بل بدأ يغير في تركيب الذرات ضمن المادة، ليحصل على مادة أخرى لم تكن معروفة في السابق في طبيعتها وخواصها .. وذات صفات مدهشة، فمن كان يظن أن الحديد هو أقسى المعادن، عليه أن يغير من قناعاته، لأنه بات يصنع اليوم أجسام أقوى منه تركيبها الأصلي هو الكربون، لكنه أقسى من الحديد باضعاف واخف وزنا بكثير .


ومنذ فترة قرأت من مصدر آخر خبراً طريفاً، أن شركة كرافت Kraft المتخصصة في الأغذية أنشأت السنة الماضية اتحاد أقسام البحوث العلمية لاختراع مشروبات مبرمجه . فقريبا يمكننا شراء مشروب لا لون له ولا طعم يتضمن نانو جزيئات للون والطعم عندما نضعه في المكروييف على تردد معين يصبح عندنا عصير ليمون وعلى تردد آخر يصبح هو نفسه شراب التفاح، وهكذا .. مشروب يرضي جميع الأذواق المختلفة !!!
فتخيلوا ما نحن مقدمين عليه من تغيير .

لا بل المفاجأة تجلت في أحلى صورها الصادمة أنه ومن خلال هذه التكنولوجيا الخارقة يمكن صناعة خلايا أقوى بـ 200 مرة من خلايا الدم، ومن خلال حقن جسم الانسان بها وبنسبة 10 % من الكمية الموجودة في الجسم، تمكنه من الركض لمدة 15 دقيقة بدون تنفس، أنا شخصياً أصبت بالذهول عندما قرأت هذا ..... دون حاجة لأوكسجين، الخلايا كلها باتت تتحول إلى سوبر خلايا، المواد تتغير في طبيعتها ويمكن تحسينها وتطويرها لتصبح مواد جديدة بالكامل!!!


ما أريد الخلوص له أن العلم لا يقف عند حد معين، ويبدو أنه يسابق الظروف الصعبة التي يعيشها كوكبنا نتيجة ازدياد السكان واستهلاك جائر لموارده الطبيعية ..

إنها معادلة تقوم على العقل الانساني المبدع، وفرحة بأني أتوقع معكم أن سوريا القادمة ستعتمد على فكر أبنائها، وعلى إصرارهم في المشاركة بجميع الحقول العلمية والعودة إلى سابق عهدهم في الريادة بكل شيء .

ذلك لأننا جميعنا نستحق، لكن بالعمل دون سلبية، فما توصل إليه الآخرون كان نتيجة أعمال مضنية وسباحة بعكس التيار، فمن كان يقول أنكم وقريباً لن تضطروا إلى تنظيف ملابسكم أو تغييرها (( شتوي وصيفي وترتاحوا من عناء الضب والترتيب ))

أخيراً وأصارحك أني بت على قناعة هذا النانو من مخلفات الثورة الثقافية الصينية ومن منجزات الرفيق ماو تس تونغ، الذي استبق كل هذه الضوضاء العلمية فبادر على توحيد ثياب الصينيين لثلاثة عقود ونيف .
وكل ثورة ثقافية وعلمية ونانو وأنتم بخير

قادمون

لينا موللا
صوت من أصوات الثورة السورية

#لينا_سعيد_موللا (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات