أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس علي العلي - الديمقراطية فلسفيا














المزيد.....

الديمقراطية فلسفيا


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4250 - 2013 / 10 / 19 - 10:29
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



الديمقراطية في فهمها الفلسفي هي حرية الفرد والمجتمع في الخيار والاختيار المتصل بكل نواحي الحياة دون أن نضع حدود لهذه الحرية إلا تلك التي تنظم الممارسة الديمقراطية نفسها, ومن قواعدها الأسية هي الاتفاق على عقد اجتماعي بين الفرد والجماعة يؤدي الى عدم الخلط بين ما هو ذاتي وبين الموضوعي أي أن يكون الإنسان الديمقراطي على بينة واضحة من اختياراته ويمارس الخيار في حدود المجتمع الديمقراطي.
هنا نتلمس قيدا فكريا وأخر مكانيا يتعلق بالبيئة ويمتد إلى الخصوصية الذاتية فليس من حق الديمقراطية فرض عناصر خارجية لا تشارك في الإيمان بالعقد الاجتماعي أن تلعب اللعبة ذاتها لو شكل وجودها مكمن قد يؤدي إلى انهيار الديمقراطية حتما أو تشكل ارادة خارج المجتمع الديمقراطي لا يشارك الفرد في تبنيها أو القبول بها.
لقد وضعت الديمقراطيات الحديثة الكثير من الخطوط والضوابط للممارسة القصد منها عدم الانفلات من فلكية الفهم الديمقراطي وبالتالي حماية مجتمعاتها وأفرادها من الافكار والرؤى التي تتناقض مع الديمقراطية وشروطها وصاغت لذلك قواعد ومفاهيم تتعلق بالمواطنة والمشاركة وأجملتها في سلسلة طويلة ومتنوعة من الحقوق والواجبات أرستها عبر تجربة طويلة وبالتالي فالمناداة بالإنسان الكوني لا بد ان تتعارض مع بعض تلك القيود ومنها مثلا حق المواطنة وحق المشاركة الذي يتصل بالضرورة بالخصائص الفردية للإنسان وضرورة الإيمان بالنهج الديمقراطي المختار بالصيغة التي اختارها المجتمع.
هذا التصادم والتناقض حقيقي وواقع والدليل أن الاعتزاز بالانتماء لهذه الديمقراطية أو تلك ظاهرة موجودة وفاعلة ولا يمكن تجاهلها بإرادة حالمة.
ليس عيبا أن نقر بأن الإنسان كماهية له حدود لا يمكن تجاوزها وأن للإنسانية قيمة متعددة الجوانب منها ما يتصل بالإنسان أصلا وبالمفهوم ثانيا وبالأخر الذي يشكل جزء من هذه الإنسانية, هذه الشبكة النمطية من العلاقات الواقعية تفرض على الدارس أن يضعها في صلب الدراسة وأن لا يتجاوز ذلك اعتباطيا والتضحية بها لأن ذلك كتبرير لاحق ينتج تشويها ونقصا فاضحا بالنتائج مما يقلل من أهميتها وجديتها كما يقلل من القدرة على الاحتكام بتلك النتائج ,الإنسان لا يمكن لنا أن نتجاوز الأنا فيه كونها حقيقة واقعية وأكيدة يمكن أن نسعى لتطويعها مع التغيرات والانتقال بها إلى فضاء أوسع ولكن لا يمكن الغائها أو الغاء التأثير والتأثر بها ولو حاولنا جبرا واطمئنانا بذلك سنراها تنبثق في لحظة لتدمر ذلك البنيان وتهدم أركانه.
إن المفهوم العام للإنسان الكوني كما أوردناه سابقا فيه تناقضات حقيقية مع المفهوم التطبيقي للديمقراطية ويتناقض مع حق المواطنة كما يتناقض مع مفهوم حقوق الإنسان الذي ضمن له أحقية الانتماء والتمتع بالمعطيات والأسس التي يجد ذاتها فيها ومن خلالها كحرية التدين وحرية أن يكون له وطن وحرية الانتماء وغيرها من الحقوق الأساسية والتي سوف تعطيه ماهية الحرية وفق ما يؤمن أنه يجد ذاته فيها أو من خلال التمتع بها, وهذا هو نقيض دعوة المناداة بالكونية للإنسان لأن الاخيرة تجرده من هذه الحقوق أو أن تفترض عليه أصلا قدره على التجرد منها.
لا بد للإنسان الكوني من خلال فهمنا لما تعني الكلمة من مدلول مأخوذ من طبيعة التطبيقات اليومية له أنه عضو في مجموعة تسعى وفق رؤية موحدة ومتجدده للبحث عن الكمال في الوجود, وجود الإنسان هو المعني ولا تتجاهل أو تنكر أن العامل الزمكاني له استحقاقات واجبة أن تراعى في هذا الوجود وأن ترسم صورة للكون بإطار أكثر إنسانية.
وحيث أن هذه الصورة تفترض على كل (الأنا) أن تنفلت من أطارها الضيق لتنتقل إلى محتوى أكثر شمولية وأوسع في مدى تصور دورها, فهذا التجريد يقود ليس لتعزيز الذات الفردية المسيطرة والمحركة بما تملك من قوة وقدرة على الفعل وإنما تنزل بها إلى قيمة التناظر والتكافؤ مع الأخر ,إلا أن الوقائع تشهد تبلور حاد باتجاه القيادة الفردانية الممتلكة للمشروع وتنبذ القبول بما لا يجعلها على قدم المساوات مع الأنا البعيد والأخر.
يقول أحد منتقدي الحداثة عن جانب مهم في تبرير غياب الوعي بالوجود بالوعي الكوني المتعالي بحقيقته فيورد ((لقد وقع تهجير الفلسفة الانسانية الكونية من اصولها ومن حقيقة تجسيدها الحضاري بفعل العولمة، وها هي اليوم قد ملت اللجوء وتبحث عن "حق العودة" فعسى أن تكون الاستراتيجيات هي المشروع الكفيل بتحقيق حلم العودة الفلسفية إلى حقيقة الوجود الانساني)) قد يكون هذا جانب حقيقي عندما تغيب الفلسفة برؤيتها العميقة وبرهانها العملي عن أن تنتج حلول وتثير الإشكاليات وتبرهن على أن الواقع المتهرئ إنما هو في حقيقته إهمال لجوانب رئيسية في فعل الإنسان وعقله مما أثر على اغتراب حقيقي وتناقض بين الواقع والهدف, ومنها دراسة الأنا والأخر هنا وفي مكان أخر لتستنتج من ذلك قيم نظرية لا تخلو من صراحة مع الحقيقة وتتصالح مع الواقع.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا تنتظروا عودة كاظم _ قصة قصيرة
- الحس و الإحساسية
- الشخصية الإنسانية _ تعريف ومفهوم
- وداع مريم الاخير
- حقوق الأقليات _ قراءة في الفكر الإسلامي
- أهمية فهم المعاني لدارس علم النفس
- عقلنة العلم أم علمنة العقل
- في الفهم القرآني للنفس والسلوك _ الجزء الثاني
- فهم النفس فهم السلوك الجزء الاول
- جدلية صراع القيم
- قوة العلم
- أصالة الكينونة
- ما هو التأريخ ج1
- ما هو التاريخ ج2
- أزمة الفهم وتجسيد الأزمة
- البرغماتية الكهنوتية
- دور الفلسفة في التغيير
- أساسيات التغيير الفكري في أوربا
- كل النساء في مدينتي خالاتي
- أنسنة الوجود الكوني


المزيد.....




- بابا الفاتيكان يدعو لإنهاء -وحشية الحرب- ووقف العقاب الجماعي ...
- بابا الفاتيكان يدعو لإنهاء -وحشية الحرب- ووقف العقاب الجماعي ...
- تفاصيل خطيرة.. مصر تحبط مخطط -حسم- الإخوانية لإحياء الإرهاب ...
- الرئاسة الروحية للدروز تطالب بسحب -قوات دمشق- من السويداء
- الاحتلال يسرع السيطرة على المسجد الإبراهيمي
- نار السويداء وثلج الجولان وحلف الدم بين اليهود والدروز
- 7 ولايات أمريكية تعتمد رواية المستوطنين: «يهودا والسامرة» بد ...
- مصر: الداخلية تكشف تفاصيل -مخطط عناصر الإخوان- لاستهداف منشآ ...
- الطاقات الشبابية.. ورقة قوة للجمهورية الإسلامية الإيرانية
- قاليباف: على الحكومات الإسلامية الوقوف بوجه الكيان الصهيوني ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس علي العلي - الديمقراطية فلسفيا