أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إدريس ولد القابلة - قضية المدينتين السليبتين: سبتة ومليلية بين صمت الحكومة المغربية وازدواجية الخطاب الإسباني















المزيد.....

قضية المدينتين السليبتين: سبتة ومليلية بين صمت الحكومة المغربية وازدواجية الخطاب الإسباني


إدريس ولد القابلة
(Driss Ould El Kabla)


الحوار المتمدن-العدد: 4247 - 2013 / 10 / 16 - 08:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في غضون الأسبوع الماضي طرح رئيس الحكومة الإسبانية في خطابه أمام الأمم المتحدة استعادة صخرة جبل طارق من الاستعمار البريطاني، معتبرا أنه حان الوقت لتصفية آخر مستعمرة في القارة الأوروبية. ورد "أشلي فوكس" ممثل الصخرة عن حزب المحافظين في البرلمان البريطاني، أن على اسبانيا - قبل المطالبة باسترجاع جبل طارق – أن تنظر أولا في مدى شرعية وجودها في مدينتي سبتة ومليلية المحتلتين. علما أنه دأبنا على معاينة مثل هذا السيناريو، إذ كلما طرح الإسبان مشكل جبل طارق تطرح بريطانيا مشكل المدينتين المغربيتين السليبتين، سبتة ومليلية ، لكن أين حكومتنا – المعنية الأولى قبل غيرها- من كل هذا؟
ففيما قال "راخوي" أمام أكبر اجتماع داخل هيئة الأمم المتحدة، إن صخرة جبل طارق مدرجة رسميا في وثائق المنظمة الأممية في لائحة المناطق التي لم تقرر مصيرها بعد، أردف "أشلي فوكس" : "ربما كان على إسبانيا أن تقلق بخصوص شرعية بقائها في مستعمراتها الواقعة شمال إفريقيا، قبل أن تفكر في مهاجمة جبل طارق وبريطانيا".
حدث هذا في ظل صمت الحكومة مما أثار الاستغراب ، إذ في السابق كانت وزارة الخارجية المغربية ، كلما أقدمت مدريد على المطالبة باستعادة صخرة جبل طارق، ترد عبر تذكير الرأي العام العالمي بوجود مدينتي سبتة ومليلية تحت ظل الإسباني. لكن منذ سنتين دأبت الحكومة المغربية على الصمت بهذا الخصوص، رغم أن بعض الأحزاب القومية في كتالونيا وبلد الباسك طالبت، خلال هذه الفترة في أكثر من مناسبة، إسبانبا بإعادة المدينتين السليبتين إلى السيادة المغربية. وهذا أمر استعصى فهمه على كثيرين، في حين ذهب البعض إلى القول إن اختيار الصمت المؤقت بخصوص هذه القضية الوطنية، قد يعود إلى محاولة استمالة دعم اسبانيا لموقف الرباط في نزاع الصحراء المغربية.
ظلت إسبانيا تفضل تناسي قضية المدينتين المغربيتين السليبتين، ولعل آخر تصريح مجاملة صادر من جهة إسبانية، التصريح الشخصي لـ "خوان خوسي إيمبرودا"، رئيس الحكومة المستقلة للمدينة المحتلة مليلية في غضون شهر غشت الماضي، والذي اعتبر فيه ، أن المغرب سينتهي به المطاف عضوا في الاتحاد الأوربي وخاصة في ضوء ما اعتبرها المتغيرات الديمقراطية التي يعرفها المغرب، مؤكدا أن حدوث ذلك وإن كان يحتاج وقتا، فهو سيكون شيئا إيجابيا بالنسبة للاتحاد الأوروبي وللمدينة المحتلة. إذ في نظره أن دخول المغرب إلى الاتحاد الأوروبي قد يساهم في الحد من النزعة الوطنية لديه، ويتوقف عن المطالبة باسترجاع المدينتين السليبتين، سبتة ومليلية، وباقي الثغور المغربية المحتلة.
وكان عباس الفاسي- عندما كان على رأس الحكومة – قد طالب من نظيره الإسباني – وقتئذ - في جو من الاحترام بضرورة استعادة المغرب لمدينتي سبتة ومليلية، لكن رد "خوسي لويس رودريغيث ثاباتيرو" كان سريعا: " إطارنا المؤسساتي والديمقراطي واضح في هذا المجال، وبالتالي فإن المدينتين جزء لا يتجزأ من التراب الإسباني.
وسبق أن حدث سجالا سياسيا، في وقت سابق بين المغرب وإسبانيا في حظيرة الاتحاد الأوروبي ببروكسل، جراء تأكيد مندوب المغرب على الطابع المغربي لمدينتي سبتة ومليلية اللتين تحتلهما إسبانيا. في حين أكدت، وقتئذ،إسبانيا على لسان"موراتينوس" أكد بما لا يدع مجالا للشك أن سبتة ومليلية جزء لا يتجزأ من التراب الإسباني، مع تنبيه المسؤولين المغاربة إلى ذلك، مثلما نبه الاتحاد الأوروبي الذي قام بدوره بإخطار المغاربة وبسرعة على لسان الرئاسة الدورية لبريطانيا، التي أفهمت الجانب المغربي بأن الاتحاد الأوروبي لا يشاطره نفس الآراء بخصوص المدينتين السليبتين، سبتة ومليلية.
وبالأمس القريب – في بداية شهر شتنبر 2013 – قدّم رئيس بلدية بني أنصار، يحيى يحيى، استقالته إلى وزارة الداخلية احتجاجا على عدم مطالبة المغرب باستعادة المدينتين السليبتين، سبتة ومليلية، والثغور المغربية المختلة من طرف إسبانيا، أمام الأمم المتحدة كما ظلت تفعل مدريد بخصوص صخرة جبل طارق احتجاجا على صمت الحكومة بهذا الخصوص.
فبين المطالب التي ظلت الحكومات الإسبانية المتعاقبة تجددها بخصوص المطالبة باسترجاع السيادة على جبل طارق وبين استمرار رفضها للدعوات المغربية باسترجاع المدينتين السليبتين، سبتة ومليلة، والثغور المغربية الأخرى، منطق استعماري قوي مفضوح مازال يتحكم في الإسبان، الذين اطمأنوا إلى أن حكومة بن كيران كسابقاتها لن تثير ملف المدينتين إلا من باب "الخطابة " بين الفينة والأخرى ليس إلا. فلا يتردد الإسبان ، قيد أنملة، في اعتبار المطالب المغربية مطالب غير واقعية ومستحيلة التحقق وغير قابلة للترجمة على أرض الواقع.

وغالبا ما يواكب الردود الإسبانية سواء الرسمية أو الإعلامية على المطالب المغربية المشروعة، إجراءات على أرض الواقع، من قبيل إبرام صفقة السلاح مع الصين لجلب نوع خاص من سلاح المدفعية إلى المدينة المغربية المحتلة، مليلية.

فهناك ازدواجية مفضوحة في الخطاب الإسباني، حين مطالبة مدريد بالسيادة على جبل طارق وحين ردها على المطالب المغربية باسترجاع سبتة ومليلية والثغور المغربية الأخرى . وهي ازدواجية تكشف عن مأزق في مشروعية وجودها واحتلالها للمدينتين، لا يستغله المغرب بالوجه المطلوب، بفعل ربما بفعل تداعيات ملف الصحراء حسب البعض. لكن إسبانيا ظلت تعمل على سد كل المنافذ التي قد تمكن المغرب من تذكير الرأي العالم الدولي بحقوقه التاريخية على المدينتين السليبتين، حيث لم تلق دعوة الملك الراحل الحسن الثاني إلى خلق خلية للتفكير في مستقبل المدينتين أي استجابة من طرف الإسبان سوى الرفض.

وتمضي حكومتنا على نفس الدرب، الدبلوماسية الانتظارية، في التعامل مع الملف، حيث تترك للمجتمع المدني في الشمال، مهمة تحريك هذا الملف.
فمنذ احتلال المدينتين – منذ وقت بعيد - لم يعترف السلاطين المغاربة بتبعية المدينتين السليبتين للإسبان واعتبروها جزءًا لا يتجزأ من المغرب يجب استعادته. لذلك حاول المغاربة في القرون التالية لاحتلال المدينتين استعادتهما من قبضة الإسبان، وكان أبرز هذه المحاولات محاولة السلطان إسماعيل في القرن السادس عشر الميلادي، حيث حاصر المغاربة، في هذه الفترة، مدينة سبتة ولم يُقدَّر لهم أن يفتحوها، وكذلك محاولة السلطان محمد بن عبد الله عام 1774، إذ حاصرة مدينة مليلية، ولم يفلح في تخليصها من يد الإسبان. كما بذل سكان المدينتين من المسلمين جهودًا كبيرةً للتمرد على واقع الاحتلال في نهايات القرن الثامن عشر وبداية القرن العشرين، وبين عامي 1921 و1926، وقاد البطل المغربي محمد بن عبد الكريم الخطابي ثورة ضد الإسبان في الشمال المغربي، لكن إسبانيا تصدت لها بالتحالف مع دول أوروبية أخرى بعد أن أشعلت ثورته شرارة الجهاد في المدينتين، وحاول الجنرال "فرانكو" دغدغة وتأجيج المشاعر القومية لسكان سبتة ومليلية الإسبان قصد دعمه في حربه ضد حكومة الجبهة الشعبية، إذ وعدهم بمنحهم الاستقلال إذا ما تولى السلطة في إسبانيا، واستطاع بذلك تجنيد الآلاف منهم في الحرب الأهلية الإسبانية عام 1936، دون أن يفي بوعده لهم، وهكذا ظل هذان الثغران المغربيان يدفعان ثمن موقعهما الجغرافي الرفيع والمتميز على الواجهة بين أوروبا وإفريقيا.

وعملت إسبانيا على جعل معالم المدينتين أكثر انسجاما مع العقلية الإسبانية، وعمدت إلى انتهاج أساليب عديدة، عن طريق الترغيب تارة بإغراء الشباب المغاربة من أهالي سبتة ومليلية لحمل الجنسية الإسبانية مقابل الاستفادة من منح التجنس وتسهيلات أخرى كالحصول على عمل والإعفاء من الضرائب التجارية... أو بالترهيب تارة أخرى عبر التضييق ومنع بناء المساجد و فتح الكتاتيب القرآنية.وقد أطلقت إسبانيا أعمال تسييج للمنطقة الفاصلة بين مليلية ومدينة الناظور المغربية عام 1998 بشريط مزدوج من الأسلاك الشائكة بارتفاع يصل إلى أربعة أمتار وطول ستة كيلومترات، وهو مجهز بأحدث وسائل المراقبة التكنولوجية بتمويل أوروبي – إسباني، ويعد الثاني من نوعه بعد السياج المزدوج الذي أقيم على الحدود بين سبتة والمغرب، أملا في أن تتحول نقطة الحدود - باب سبتة - بين مدينة سبتة وبقي ترب المغربي منذ بداية تسعينيات القرن الماضي إلى حدود جغرافية بين الاتحاد الأوروبي والمغرب. وتلفت الزائر إلى المنطقة تلك اللوحة الكبيرة التي كتب عليها "أهلا بكم في الاتحاد الأوروبي" عوض "أهلا بكم في إسبانيا" كما يتبادر إلى الدهن.



#إدريس_ولد_القابلة (هاشتاغ)       Driss_Ould_El_Kabla#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -من أجل مصلحة الوطن- مقولة حق أريد بها الباطل المستطير
- يستنكر السود العنصرية والاستعباد الذي تمارسه جبهة البوليساري ...
- طموحات الذهب الأسود المغربي لا تنضب
- تعيين مغربي وزيرا في حكومة مالي الجديدة
- حكومة بنكيران لا تجيد إلا شيئا واحدا سياسة تنغيص حياة المواط ...
- أطول شريط تخصصه القاعدة للمغرب يستهدف النظام الملكي هل هي ال ...
- تزوير العملة جريمة اتسعت بالمغرب
- بين مقهى فاخرة وأخرى مقهى فاخرة ما سرّ تناسل مقاهي من هذا ال ...
- يتساءل المواطن المغربي المغلوب على أمره: هل منظومتنا القضائي ...
- التصاعد الصاروخي للوافدين من جنوب الصحراء على المغرب فرض اعت ...
- ضحايا الترحيل التعسفي من الجزائر قضية ظلت مطمورة في سلة مهمل ...
- أصدقاء ملك المستقبل للمغرب
- قسمة ضيزى
- لا وجود لعلاقات تجارية بين المغرب وإسرائيل ... لكن
- المغرب : كان الأمل سابقا أما اليوم فضباب فوق ضباب
- جذور تهميش وإقصاء جيل من المغاربة لم يفرح بشبابه
- تقنين زراعة الكيفّ في المغرب... إلى أين؟
- هل ولج المغرب نادي مالكي الغواضات الحربية؟
- هل هناك ربّان يدير اللعبة السياسية في المشهد المغربي اليوم م ...
- حميد شباط العدو الأول للحكام الجزائريين


المزيد.....




- مكالمة هاتفية حدثت خلال لقاء محمد بن سلمان والسيناتور غراهام ...
- السعودية توقف المالكي لتحرشه بمواطن في مكة وتشهّر باسمه كامل ...
- دراسة: كل ذكرى جديدة نكوّنها تسبب ضررا لخلايا أدمغتنا
- كلب آلي أمريكي مزود بقاذف لهب (فيديو)
- -شياطين الغبار- تثير الفزع في المدينة المنورة (فيديو)
- مصادر فرنسية تكشف عن صفقة أسلحة لتجهيز عدد من الكتائب في الج ...
- ضابط استخبارات سابق يكشف عن آثار تورط فرنسي في معارك ماريوبو ...
- بولندا تنوي إعادة الأوكرانيين المتهربين من الخدمة العسكرية إ ...
- سوية الاستقبال في الولايات المتحدة لا تناسب أردوغان
- الغرب يثير هستيريا عسكرية ونووية


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إدريس ولد القابلة - قضية المدينتين السليبتين: سبتة ومليلية بين صمت الحكومة المغربية وازدواجية الخطاب الإسباني