أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلاقات الجنسية والاسرية - احمد عسيلي - الجنس في رواية ساق البامبو














المزيد.....

الجنس في رواية ساق البامبو


احمد عسيلي

الحوار المتمدن-العدد: 4238 - 2013 / 10 / 7 - 07:59
المحور: العلاقات الجنسية والاسرية
    


ساق البامبو رواية صدرت عن الدار العربية للعلوم للكاتب الكويتي سعود السنعوسي...و قد حصلت على الجائزة العالمية للرواية العربية عن عام 2013
هي رواية حديثة اذن لكاتب لم يكن معروف بشكل جيد على المستوى العربي...و هي تستحق الجائزة لانها كتبت بشكل متقن و باسلوب جديد حاول الكاتب فيها تجريب الكثير من اساليب الرواية الجديدة بما فيها الخوض في المسائل المحرمة......و على قمتها تقع بالتأكيد المسألة الجنسية
و ان لم يكن الجنس يحتل الجزء الاهم من الرواية لكن الكاتب حاول ان يتناول موضوعه بمختلف اتجاهاته و ان يضع فكره و نظرته حول الجنس بطبيعتيه المثلية و الغيرية......و بالشكل الانثوي و الذكوري
و لتبيان ذلك سأتناول الموضوع الجنسي من كلا الزاويتين
الاولى هو الجنس الغيري
الثانية هي الجنس المثلي
1 – الجنس الغيري: و جاء مقتصرا تقريبا على الاجزاء الاولى من الرواية من خلال التجارب القاسية التي خاضتها عمة المؤلف الوهمي للرواية...العمة ايدا التي أجبرها والدها على امتهان الدعارة فمرت بمعاناة كبيرة نتيجة تعرضها لشذواذات زبائنها....فالجنس هو دعارة و عهر.....و هو قهر و امتهان للكرامة الانسانية.....حتى عندما حاول المؤلف تناوله بشكل افضل فكانت من خلال علاقة راشد السيد الكويتي مع الخادمة جوزفين الفلبينية....اي علاقة سيد بتابع...نتج عنها طفل بالخطأ سرعان ما تخلى عنه هذا السيد
فلم أجد ابدا في الرواية اي علاقة جنسية سليمة ..... علاقة تعبر عن حب او حتى الشهوة الطبيعية.....فالجنس انحلال و شذوذ يجلب دائما الدمار للانسان..حتى الرغبة التي كانت تعتمل في نفس عيسى....و هو الشخصية الاساسية في الرواية تجاه ابنة عمه...تعترف له لاحقا بانها مثلية....و لا ترغب سوى بالرجال
2 – الجنس المثلي : و قد تناوله المؤلف من الجانب الانثوي اكثر من الجانب الذكري ربما لسهولة ذلك و قلة تكلفته ادبيا...فالمثلية الانثوية مباحة بشكل اكبر في الرواية العربية من المثلية الذكورية لذلك فقد توسع بتناولها بعض الشيئ و سأتوسع انا بدوري في الكتابة عنها
A – المثلية الانثوية: و هو التوجه الجنسي لاحد الشخصيات المهمة في الرواية......ميرلا...حبية البطل و حلمه و هوامه و رغبته الاولى.....هي ابنة غير شرعية من فتاة فلبينية فقيرة مع احد الاوربيين العابرين....و لا بد من وجود الاوربي دائما حين الحديث عن المثلية....تعبر عن ميلها الجنسي هذا بكل قوة و جرأة..كما تعترف لابن عمها بهذا الميل بمنتهى البساطة و تستقبل جبيبتها ماريا داخل منزل العائلة لتمارس معها الجنس...اما صديقتها ماريا فهي كالراجال...تمشي مثلهم و تتحرك مثلهم....بل ان لها بعض شعيرات من الشارب فوق شفتها العلوية...تغوص ميرلا بالجنس مع صديقتها و تترك بيت العائلة لتسقر معها في نفس السكن...لكن هذه الحبيبة تعجز عن اشباعها عاطفيا و جنسيا....تشعر فجأة ميرلا بالفراغ و اللاجدوى....فتلجأ الى ابن عمها الرجل الوحيد الذي لا تكرهه.....و في نهاية الرواية تكتشف ميرلا ان لا وجود للمثلية الجنسية......و انها بحاجة لرجل.....فتتزوج بطل الرواية و تنجب منه ابنا و تيتي تيتي....خلصت الحدوتة
فالجنسية المثلية الانثوية هي هكذا بكل بساطة.....مرض نفسي نتيجة الحقد على الرجال....و تستطيع اي انثى الشفاء من هذا المرض النفسي من خلال رجل تحبه و يحبها
لا داعي لاي علم او اي ابحاث......هي مرض رغما عن كل الحقائق العلمية......بل هي مرض بسيط جدا جدا....لا يحتاج لطبيب نفسي و لا لدواء.....تحتاج فقط لرجل
هل من الممكن ان يخرج هذا الكلام من كاتب مثقف....و يكتب في رواية تفوز بأرقى جائزة عربية؟؟؟؟؟؟
ربما كنا نتقبل هذا الكلام في القرن الثامن او التاسع عشر.....لكن تناوله بهذه السطحية خفف كثيرا من رونق الرواية...لان هذا التحليل مازال يسبح في بحار العصور الوسطى حين كانوا ينصحون المصاب بالمثلية الجنسية أن يتزوج.....؟؟؟؟
B – المثلية الجنسة الذكورية : و كما قلت سابقا فان الكاتب تناولها بشكل عرضي جدا و كان الافضل له عدم تناولها....فجاءت ضمن موقفين اثنين
الاول من خلال وصف شاب فلبيني انه (مخنث) و انه يتحرك كالاناث و يتحدث عن الشباب الكويتي بشكل اباحي جدا متذكرا فحولتهم الجنسية..و قيام هذا الشاب بالرقص الانثوي الذي يجعله عرضة للسخرية من قبل البقية
اما الموقف الثاني فمن خلال تحرش احد الرجال الكويتيين ببطل الرواية ذو الملامح الفلبينية...و مطاردته في شوارع الكويت كي يصطاده....
ما ميز هذا الجزء أن (الاخر) و هو هنا الاخر الفلبيني هو دائما الانثوي المخنث......اما (الذات) و هي هنا الذات العربية الخليجية فهي الذكورية التي تطارد هذا الاخر....
اذن نحن الذكور.....و لا ذكور الا نحن....ممكن ان نسمح لانفسنا ببعض الشذوذ..لكن من باب الفاعل الذكوري و ليس المفعول به الانثوي.......و لا وجود ابدا في مجتمعاتنا للمخنث او الانثوي....لاننا مجتمع يحترم العادات و التقاليد و يحترم ارثه العظيم....و حتى لو جاءت الرواية لانتقاد هذا الارث و هذه التقاليد....لكن دون المساس ابدا بذكورية رجالنا....
الرواية بكل حق عمل جميل و ممتع...و من الواضح الجهد الجبار الذي بذله الكاتب في انجازها محاولا مساءلة التاريخ الخليجي كله و مواجهته بالكثير من عيوبه و خاصة في طريقة تعامله مع العمالة الاسيوية.....التي اجبرها حظها العاثر للوقع بين ايدي مجتمع قاس....فاذاقها الويلات و عاملها بكل عنجهية و هي زاوية تحسب للكاتب كموضوع و اسلوب تناول
و لكن الموضوع الجنسي جاء باهتا جدا و مكررا لاقوال رجال الدين في القرون الوسطى
فلماذا ارتفع الكاتب محلقا في كل صفحاته.....لكنه نزل الى الحضيض في تناوله للجنس؟؟
ربما هذا ما يحتاج الى دراسة اعمق تشمل الرواية الخليجية ككل و علاقتها بالجانب الاجتماعي و الجنسي على الاخص



#احمد_عسيلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاسرائيليون و نحن........
- بين معركة أحد و 25 يناير
- المؤسسة العسكرية في سوريا؟؟؟
- على الجسد السلام
- حول ضعف الشخصية لدى المعارضة السورية
- تحليل مخبري لطائفية الثورة في سوريا
- فلسفة البوط العسكري في سوريا
- السياسة السورية و البندول
- يا عزيزي كلنا أقزام
- اين الائتلاف الوطني؟؟
- وداعا لليبرالية العربية
- مؤيدي الاسد و الثورة في تركيا.......محاولة لمقاربة نفسية
- من هؤلاء؟؟؟؟
- اعلام نظام الاسد في ظل الثورة السورية
- لا تظلموا جبهة النصرة
- تصريحات رجل الدين الايراني مهدي طائب..........لماذا الان؟
- الثورة السورية و الطب النفسي
- بعض دلالات صفقة تبادل الاسرى في سوريا
- الجماعات الاسلامية في ظل نظام الاسد
- نبيل فياض و موقف الليبراليين من الثورة السورية


المزيد.....




- “مش حيقوموا من قدامها” جميع ترددات قنوات الاطفال على النايل ...
- الحكم على الإعلامية الكويتية حليمة بولند بالسجن بذريعة “الفج ...
- استشهاد الصحافية والشاعرة الغزيّة آمنة حميد
- شاهد.. أرجنتينية بالغة من العمر 60 عاما تتوج ملكة جمال بوينس ...
- إلغاء حكم يدين هارفي واينستين في قضايا اغتصاب
- تشييع جنازة امرأة وطفلة عمرها 10 سنوات في جنوب لبنان بعد مقت ...
- محكمة في نيويورك تسقط حكما يدين المنتج السينمائي هارفي واينس ...
- محكمة أميركية تلغي حكما يدين -المنتج المتحرش- في قضايا اغتصا ...
- بي بي سي عربي تزور عائلة الطفلة السودانية التي اغتصبت في مصر ...
- هذه الدول العربية تتصدر نسبة تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوي ...


المزيد.....

- الجندر والجنسانية - جوديث بتلر / حسين القطان
- بول ريكور: الجنس والمقدّس / فتحي المسكيني
- المسألة الجنسية بالوطن العربي: محاولة للفهم / رشيد جرموني
- الحب والزواج.. / ايما جولدمان
- جدلية الجنس - (الفصل الأوّل) / شولاميث فايرستون
- حول الاجهاض / منصور حكمت
- حول المعتقدات والسلوكيات الجنسية / صفاء طميش
- ملوك الدعارة / إدريس ولد القابلة
- الجنس الحضاري / المنصور جعفر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلاقات الجنسية والاسرية - احمد عسيلي - الجنس في رواية ساق البامبو