أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد عسيلي - نبيل فياض و موقف الليبراليين من الثورة السورية














المزيد.....

نبيل فياض و موقف الليبراليين من الثورة السورية


احمد عسيلي

الحوار المتمدن-العدد: 3966 - 2013 / 1 / 8 - 16:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


اثار ظهور نبيل فياض مرتين على قناة الجزيرة في برنامج فيصل القاسم (الاتجاه المعاكس) ووقوفه المستهجن مع نظام الاسد موجة من الانتقادات ليست فقط لنبيل فياض بل للقوى الليبرالية ككل باعتبار نبيل فياض احد اهم العلمانيين و الليبراليين السوريين و قد تجاوز البعض خطاب فياض ليصفه كخطاب باسم الليبراليين ووصف الليبراليين السوريين بأنهم مؤيدين للنظام او خانعين و انهم وقفوا ضد ثورة شعوبهم......لكل هؤلاء اود ان اقول اولا و قبل كل شيء انه لا يوجد اصلا تيار ليبرالي سوري و لا يوجد بالتالي من يعبر عنه........فوجود التيار الليبرالي و الذي يوصف بالبراغماتية عادة لا يمكن تخيله في ظروف عمل سياسية كالظروف التي حكمتنا في ظل حكم الاسد القاسي جدا و التعسفي و الاجرامي........لذلك و طوال العقود التي حكمنا بها عائلة الاسد لم نجد سوى التيارات الايديولوجية الصارمة و التي تستلزم ممن يمارسها ايمان عقائدي قوي و قوي جدا يدفعه لمعاندة نظام قد يؤدي به هذا الموقف الى حبل المشنقة او الى قضاء عشرات السنين خلف قضبان المعتقلات-و ما اكثرها في سوريا الاسد-
لذلك لم نشهد منذ السبعينات من القرن العشرين الا ظهور للتيارات الاسلامية او الماركسية و التي دفعت ثمنا باهظا لمعاداتها للنظام السوري-الاخوان المسلمين و حزب العمل الشيوعي خاصة- و اول حزب انشئ في سوريا بصبغة ليبرالية كانت في ال2004 مع الحزب الديمقراطي السوري.....والذي هو انشقاق عن حزب ذو طابع ناصري اصلا......و كان هذا الحزب-اي الديمقراطي السوري- معبر عن توجهات طبقة رجال الاعمال الحلبية خاصة في ظل انتقال الدولة السورية وقتها من الاقتصاد المخطط الى اقتصاد السوق و بدء النظام للمفاوضات من اجل الدخول بشراكة مع السوق الاوربية المشتركة اي انه حزب بني على اسس المصالح الاقتصادية اولا دون ان يصوغ اي قاعدة فكرية له.....و عندما حاول نبيل فياض لاحقا انشاء تجمع لليبراليين السوريين مكون من تسعة اشخاص-نصفهم عميل للأمن حسب تعبير فياض نفسه-قامت قوات الامن السورية باعتقال هؤلاء التسعة جميعا و اغلقت صفحتهم على النت.....و كي ندرك ضحالة الحالة الليبرالية في سوريا....نتذكر فقط ان هذا التجمع الذي يحوي تسعة اشخاص فقط لقي احتفاء كبير من قبل العديد من الليبراليين العرب باعتباره خطوة مهمة على طريق انشاء تيار ليبرالي سوري....و كتب عن هذه التجربة و بحماسة بالغة الكاتب الليبرالي الكبير شاكر النابلسي........فعن اي تيار ليبرالي سوري نتحدث؟؟؟؟ و بالتالي لا يمكننا ابدا ان ندعي وجود تيار ليبرالي عريق كما هي الحالة عليه في مصر مثلا او تونس او المغرب لان الحالة العامة لم تكن تسمح لنشوء هذا التيار اصلا.....
طبعا هذا لا يقلل من شأن الفكر الليبرالي و من قابليته للعمل او استعداد الليبراليين للتضحية....لكن ظروف العمل و الثقافة السورية لم تكن تسمح بتشبع هذه القيم ذات المنبع الغربي اساسا و لم تكن هناك ظروف تاريخية او درجة من الوعي او حتى نشوء نخبة ليبرالية قادرة على نشر هذا الفكر في البيئة السورية.....لكن بالمجمل نقول ان هذا التيار و الذي بدأت ارهاصاته فقط منذ عدة سنوات و مع بروز بعض من الانفراج السياسي المتعثر في سوريا . هذا التيار ما زال في الطور الجنيني و لا احد يمكن ان يتوقع له التبلور في ظل هذه الظروف الدموية....و لكني اتوقع انه سيشهد خطوات مهمة و خاصة في مرحلة ما بعد الاسد....هذا التيار لا يتحمل ابدا مواقف مثل موقف نبيل فياض لأنه غير مسؤول عنه و فياض لا يعبر ابدا عن اي تيار او توجه في سوريا
الامر الاخر.....و هو ان فكر نبيل فياض فكر شمولي و تعميمي اصلا.....و من يطلع على مقالاته المنشورة في الحوار المتمدن مثلا يدرك مدى هيمنة فوبيا الاسلام السني على تفكيره
و ان كان من سخرية التاريخ ان يقف هو و رموز هذا الفكر في خندق واحد مع نظام بشار الاسد.....فمن يتذكر معاركه مع الداعية السوري محمد سعيد رمضان البوطي....او سخريته الشديدة جدا من مفتي الجمهورية احمد حسون....او اعتراضه على النظام بسبب تبنيه لظاهرة القبيسيات......من يقرأ كل ذلك في تاريخ فياض سيدرك مدى التصنع و اللاجدية في معارضته السابقة للنظام و حالة السخرية التي ميزت مجالنا الثقافي السوري حين يرى هؤلاء يجمعهم مع نبيل خندق واحد و موقف واحد......
و سيرى مدى السخرية التي كنا نعيش في ظلها حين نسمع فياض نفسه مدافعا عن نظام الاسد باعتباره نظام علماني......و هو نفسه الذي كان يهاجم النظام باعتباره حاضن للفكر السلفي و الديني المتطرف و يعيب على النظام دوما احتضانه للقبيسيات و لكفتارو و استقباله يوما ليوسف القرضاوي بالحفاوة و التقدير
كيف يمكن لهذا النظام المؤيد للسلفيين و الداعم للتيارات الدينية المتطرفة ان يتحول بين ليلة و ضحاها الى نظام علماني و حامي للعلمانيين؟
هذا التناقض لا يمكن حله منطقيا الا بفكر منحرف و لا يحمل اي سمات الموضوعية مثل فكر فياض
ثانيا ان شخص يقبل على نفسه الوقوف مع نظام كان قد اتهمه سابقا بمعادة العلمانية و حاول الحصول على فيزا من سفارة الولايات المتحدة الامريكية باعتباره لاجئا علمانيا من نظام لا يحترم فكره.......فاذا به مدافعا عن علمانية هذا النظام.........هو موقف مريب فعلا و يحمل الكثير من التساؤلات و علامات الاستفهام........ لكني ارى ان لا اكتب بعض الافتراضات كأجوبة على هذه التساؤلات كي لا اتهم شخصا ما بأشياء دنيئة جدا و دون دليل واضح..... و لكن الايام و سجلات المخابرات السورية و بيانات مصاريفها هي التي ستكشف لنا لاحقا ان هناك الكثير من امثال عبد الباري عطوان في وسطنا الاعلامي
طبعا انا لا اقصد شيئا و لا اتهم احدا
و لكن اللبيب من الاشارة يفهم



#احمد_عسيلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءات حول الفيديو المسرب
- و انتصر اردوغان مرة اخرى
- سأبقى عاشقا لايران
- سورية.....ما الذي يطبخه لنا العالم؟
- شيرين عبادي ... مذكرات الثورة و الامل
- ادونيس... محاولة لقراءة نفسية في موقفه من الثورة السورية
- من أجل وقفة شجاعة و صريحة
- لست خائفا على مصر
- النظام السوري و السياسة الامريكية في المرحلة القادمة
- العلمانيون و النكسة الثالثة
- ماذا لو لم يسقط النظام السوري خلال 6 اشهر
- خارطة المأساة السورية
- سورية و معركة الامعاء الخاوية......لماذا؟
- قراءة نفسية لانتفاضة المسلمين ضد الفيلم المسيئ
- هل من مستقبل للعلمانية
- الثورة السورية و اللغة-ا-الحيونة
- في مفهوم (الاب الاوروبي)
- المثقف و البيك اب
- الثورة السورية و الكاريزمات القزمة
- خطة عنان.........و خيارات النظام السوري


المزيد.....




- ماذا كشف أسلوب تعامل السلطات الأمريكية مع الاحتجاجات الطلابي ...
- لماذا يتخذ الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة إجراءات ضد تيك ...
- الاستخبارات الأمريكية: سكان إفريقيا وأمريكا الجنوبية يدعمون ...
- الكرملين يعلق على تزويد واشنطن كييف سرا بصواريخ -ATACMS-
- أنطونوف يصف الاتهامات الأمريكية لروسيا حول الأسلحة النووية ب ...
- سفن من الفلبين والولايات المتحدة وفرنسا تدخل بحر الصين الجنو ...
- رسالة تدمي القلب من أب سعودي لمدرسة نجله الراحل تثير تفاعلا ...
- ماكرون يدعو للدفاع عن الأفكار الأوروبية -من لشبونة إلى أوديس ...
- الجامعة العربية تشارك لأول مرة في اجتماع المسؤولين الأمنيين ...
- نيبينزيا: نشعر بخيبة أمل لأن واشنطن لم تجد في نفسها القوة لإ ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد عسيلي - نبيل فياض و موقف الليبراليين من الثورة السورية