أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد عسيلي - خارطة المأساة السورية















المزيد.....

خارطة المأساة السورية


احمد عسيلي

الحوار المتمدن-العدد: 3865 - 2012 / 9 / 29 - 20:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نشر الكاتب البريطاني باتريك سيل في جريدة الحياة عدد الجمعة 28 ايلول مقال بعنوان حرب سورية الطويلة......طبعا لا شيء جديد في مقالة سيل الاخيرة سوى الرقص على انغام النظام من تصوير للثورة السورية على اساس انها معركة بين العلمانيين و الاسلاميين و ذلك من خلال استعراض تاريخي للعلاقة بين حزب البعث(العلماني) و بين الاخوان المسلمين....و يرى سيل ان الثورة السورية ليست سوى استمرار للمعركة بين هذين الحزبين
هذه النظرية الرسمية التي روج لها النظام السوري وهي موجهة بالأصل للخارج و للأوروبيين تحديدا عن طريق بعض الصحفيين و الاعلاميين الاوروبيين او الناطقين بلغتهم في مقابل اطروحة مناقضة لها تماما روج لها النظام عن طريق رجل الدين السني محمد سعيد البوطي من ان الثورة السورية ليست سوى معركة بين الاسلام السوري الذي يحميه النظام مقابل اعداؤه الملحدين المتمثلين بأعضاء المجلس الوطني و هو خطاب موجه للداخل السوري المحافظ و ايضا لأبناء الدول المجاورة و الخليج تحديدا
.............................................................
لن ادخل هنا طبعا في سجال عقيم اقل ما يقال عنه انه تافه من تصوير للمعركة على انها حرب تاريخية بين الاخوان و البعث باعتبار ان لا البعث و لا الاخوان اصلا لهما اليد الطولى في هذه الانتفاضة او قمعها.......لكن الملفت للنظر هو اعتماد سيل على تقرير لكاتب سويدي اسمه ارون لاند و الذي لاحظ ان معظم افراد الجيش الحر هم من (العرب السنة) و ان معظم اماكن الاحتجاج هي عربية سنية.....فما هي حقيقية هذه المزاعم ؟
......................................................
اولا و قبل تحليل مدى صدقية هذه الحقيقية يجب التذكير دائما ان ثورة الشعب السوري هي ثورة كل اطيافه و مكوناته و ان الجميع خرج متظاهرا ضد النظام من السنة و المسيحيين و العلويين و الدروز و لا اعتقد اني سأكون مبتعدا عن الحقيقية اذا قلت ان نسبة مشاركة مكونات الشعب السوري في انتفاضته هي بنسب متقاربة نسبة الى عدد السكان ......لكن رد فعل النظام و اسلوب تعامله مع كل مظاهرة حسب المكون العرقي و الطائفي للمتظاهرين فرض سيناريو مختلف عن الاخر بين المناطق....و هذا السيناريو المختلف شعبيا لم يفرق ابدا بين مكونات الشعب السوري و لم ينشر الحقد الذي كان يتمناه النظام بمقدار نشره للمحبة و التفهم بين هذه المكونات......
و الان لنقي نظرة سريعة على اماكن الانتفاضة السورية حسب التقسيمات التالية
1-مناطق خرجت بمظاهرات سلمية و كان رد فعل النظام عليها قاسيا جدا و مدمرا جدا و همجيا جدا و هذا حال درعا و مدينة دوما الدمشقية و حمص و حماة و ادلب و دير الزور و هذه المناطق التي شهدت دخول الجيش بشكل همجي جدا و بالتالي ادت الى انشقاقات اما من افراد الجيش ابناء هذه المناطق احتجاجا على ما اصاب اهلهم...او فراد الجيش الموكلين بقتل سكان تلك المناطق بعد رفضهم للخضوع لهذه الاوامر و هذه الانشقاقات هي التي شكلت نواة الجيش الحر لاحقا
2-مناطق حاول بها النظام بداية استعمال الوسائل السياسية للقضاء على مظاهر الاحتجاج و عندما فشل عمد اما الى العنف المقنن كحال الرقة او الى بث الرعب بأهلها و رفع فزاعة الاسلاميين كحال جرمانا و التي شهدت العديد من التفجيرات و اتهم بها اسلاميين متطرفين
و الغريب ان هؤلاء الاسلاميين المتطرفين و المتعصبين فجروا جرمانا تحديدا و هي مركز للإغاثة و العمليات الاغاثية و مركز لنزوج العائلات من المناطق المنكوبة و لم يفجر هؤلاء الاسلاميون بعض الاحياء المحسوبة على النظام و شبيحته و ليست مناطق نزوح او اغاثة....هل لان هذه المناطق اكثر حماية من جرمانا ام انها ليست هدف هؤلاء الارهابيين....و لماذا ليست هدف لهم و هم متطرفون و طائفيون؟؟؟
3-مناطق استعمل النظام بها الاسلوب السياسي في الحل و لم يطلق بها النار على المتظاهرين و حاول استمالة الشعب و مراضاتهم او استعمال شبيحته من ابناء تلك المناطق تحديدا لقمع المظاهرات و ذلك بالتعذيب و السجن دون القتل و هذه حال مناطق الاقليات الدينية و العرقية.....كالسويداء والمالكية و طرطوس....
...........................................................................
تحدث مرة احد اصدقائي الدروز في السويداء عن مقدار فرحته و حماسه اثناء المظاهرة التي شارك بها في السويداء و عن الهتافات التي اطلقوها هناك......و عندما ابديت استغرابي من عدم وجود اطلاق نار على تلك المظاهرة على خلاف مدينة دوما مثلا...اجابني ان النظام لا يريد ان يفقد احد من الدروز و ذلك كي يستخدمهم كحطب من اجل احراق السنة....و انهم مدركون تماما لهذه الحقيقة
........................................................................................
اذا كان اسلوب الرد المختلف ادى الى سيناريوهات مختلفة فهذا لا يعني ابدا ان البقية اوقفوا مظاهر الاحتجاج او وقفوا الى صف النظام...كما زعم هذا الكاتب السويدي.....بل استمروا بالتظاهر و الاحتجاج و ان لم يتشكل عمل مسلح في هذه المناطق نتيجة عدم استخدام الجيش لقمع تلك التحركات.....و لو ان النظام استعمل اللين و الاسلوب السياسي كحل في كل المناطق السورية و لم يستخدم الجيش للقمع لبقي الحراك حراكا مدنيا فقط و لم يكن ليشهد الجيش اي انشقاق و لما تشكل الجيش الحر...و هذا ما فعلته العديد من الانظمة العربية الاخرى كالأردن او الجزائر مثلا
.................................................................
اذن مناطق انتشار الجيش الحر لا علاقة لها بالانتماء الديني او المذهبي بمقدار علاقته بطبيعة رد فعل النظام.....و لو ان النظام ادخل جيوشه الى السويداء او طرطوس مثلا لشهدت هذه المناطق تشكل للجيش الحر لحماية المدنيين و لأصبحت الان كما هي حمص او حماة
اما بخصوص ان المعركة هي بين الاسلاميين و العلمانيين فهل كان البابا بندكتوس السادس عشر يحيي الاسلاميين المتطرفين مثلا حين حيا شجاعة الشعب السوري في انتفاضته هذه......ام هل الراهب باولو ايضا جزء من معركة الاخوان ضد البعث....؟.
صراحة لا استغرب ان يستنتج باترك سيل ان البابا عضو في جماعة الاخوان المسلمين......لأننا صرنا بعالم من الفانتازيا و الغرائب اذا اردنا ان نرى العالم كما يراه هذا الصحفي البريطاني المخضرم



#احمد_عسيلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سورية و معركة الامعاء الخاوية......لماذا؟
- قراءة نفسية لانتفاضة المسلمين ضد الفيلم المسيئ
- هل من مستقبل للعلمانية
- الثورة السورية و اللغة-ا-الحيونة
- في مفهوم (الاب الاوروبي)
- المثقف و البيك اب
- الثورة السورية و الكاريزمات القزمة
- خطة عنان.........و خيارات النظام السوري
- الوطن ........و اثر الفراشة
- د.اياس حسن و يوتوبيا المثقفين في الساخل السوري.......دراسة م ...
- الدولة السورية و مجهر الثورة
- المجتمع السوري يعود الى حلبة الصراع


المزيد.....




- كيف تمكنّت -الجدة جوي- ذات الـ 94 عامًا من السفر حول العالم ...
- طالب ينقذ حافلة مدرسية من حادث مروري بعد تعرض السائقة لوعكة ...
- مصر.. اللواء عباس كامل في إسرائيل ومسؤول يوضح لـCNN السبب
- الرئيس الصيني يدعو الولايات المتحدة للشراكة لا الخصومة
- ألمانيا: -الكشف عن حالات التجسس الأخيرة بفضل تعزيز الحماية ا ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تدعم استقلال تايوان
- انفجار هائل يكشف عن نوع نادر من النجوم لم يسبق له مثيل خارج ...
- مجموعة قوات -شمال- الروسية ستحرّر خاركوف. ما الخطة؟
- غضب الشباب المناهض لإسرائيل يعصف بجامعات أميركا
- ما مصير الجولة الثانية من اللعبة البريطانية الكبيرة؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد عسيلي - خارطة المأساة السورية