أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد عسيلي - الثورة السورية و الكاريزمات القزمة















المزيد.....

الثورة السورية و الكاريزمات القزمة


احمد عسيلي

الحوار المتمدن-العدد: 3708 - 2012 / 4 / 25 - 22:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مخطئ , و مخطئ ألف مرة من يعتقد أن دكتاتورية –اي دكتاتورية- قادرة على ان تعمر عشرات السنين ,هي بينة شاذة او غريبة عن المجتمع الذي تحكمه ,لأنها لو كانت كذلك لما استطاعت الاستمرار هذه المدة الطويلة
نعم........يوجد في التاريخ بعض انظمة الحكم الاستبدادية و التي كانت مجرد غفوة أو نتيجة خطأ ارتكبته تلك المجتمعات في لحظة تاريخية ما.......و المجتمعات كالأفراد لها اخطاؤها و ستدفع ثمن تلك الاخطاء استبداد و دمارا و تراجعا اقتصاديا او انكسار للكرامة الوطنية عدد من السنين
كما حصل مع المجتمع الالماني و هتلر و المجتمع الايطالي و موسو ليني و الاسباني و فرانكو
و لكن المجتمع السليم تماما سيصحو من تلك الغفوة بعد فترة و يصحح مسار تاريخه و يرمي بدكتاتوريته في غياهب النسيان.......و لا يبقى من تلك الفترة سوى دروس و حكم يتعظ منها الشعب ويتعلم من تلك الاخطاء
لكن الدكتاتورية الشرقية ليست كمثيلاتها الغربية لأنه لدينا ارث طويل من الدكتاتورية.....و بالطبع فأن هذا لا يعني ان الدكتاتورية قدرنا....ابدا بل ان هذا يعني ان النضال ضد هذه الدكتاتورية سيكون أثقل حملا و اكثر تكلفة و بحاجة لشباب مناضل أكثر وعيا و أشد التزاما بقضيته
و مما لا شك فيه اننا نحن الشباب السوري جئنا الى العالم و نحن مكبلين بكل اشكال الاستعباد فتغلغلت ثقافة الاستعباد في عقولنا و اصبح لها امتدادا سرطانيا يحتاج امهر الجراحين لاستئصاله
ثقافتنا كلها قائمة على الدكتاتورية و كما عبر يوما مالك بن نبي واصافا حالة شعوبنا بالقابلية للاستعمار كذلك ايضا فان شبابنا عقولها كلها قابلة للدكتاتورية
و الا فلماذا خلقنا نحن و بإرادتنا (الكاريزمات القزمة)
الكاريزما القزمة هي شخصية عاجزة عن التأثير على جمع غفير من البشر.....و عاجزة عن الامساك بمفاصل التاريخ لكنها شخصية امتلكت حدا ادنى من القوة و الموهبة فاستغلت هذه القوة اقصى استغلال لتمسك بذمام حي او عدة احياء و تؤثر في عدد من عشرات او مئات الشباب المفكك الشخصية و المضطرب الهوية و الباحث عن قضية ما يتشبع بها و يدافع عنها
و ما اكثر هذه الكاريزمات القزمة في وطننا السوري
هذه الكاريزمات القزمة التي تستغل الظلم و البؤس الرازح تحته عدد كبير من القوميات و الطوائف و الطبقات او حتى الفئات العمرية او الجنسية في وططنا فتبني من هذا البؤس مجدها الشخصي دون ان تلتفت لرفع هذا الظلم عن هذه الفئات.
الكاريزما القزمة سبب وجود اكثر من 13 حزب كردي في سوريا .كلهم يحملون نفس الاطروحات و نفس الاهداف و( يناضلون) لنيل الحقوق نفسها
و لكن لكل حزب امينه العام الابدي ....الامين العام المثقف المخلص العارف ببواطن الامور و القادر الوحيد على اللعب على احابيل السياسة
هذا الامين العام الذي يتصدر الحزب عشرات السنين دون اي انجاز يذكر سوى بعض المقالات و بعض الكتيبات التي تسرد تاريخا يعرفه الجميع و يعدد انجازات لا يراها احد
هذا الامين العام الذي يخطب كل عدة اسابيع و يصفق له عشرات او مئات من الشباب المتحمس.....و يبق هذا الشباب مصفقا له حتى تكبر شخصية أحد هؤلاء الشباب و يستشعر في نفسه قوة ما او حنكة ما او تأثرا ما على عدد اصغر من الشباب.....ف(ينشق) على الحزب بفكر تجديدي... جارا معه في هذا الانشقاق عدد من الشباب المصفق في دورة لا تعرف نهاية
الكاريزما القزمة سبب وجود 10 احزاب في الجبهة الوطنية التقدمية السابقة.....و كل انشقاق هو بنفس الاسلوب و لنفس الاهداف و يكرس نفس الاوضاع
بدعوى التجديد اتقسم الحزب الشيوعي السوري لأنه اصبح يسمى الحزب الشيوعي السوري- بكداش...فثار مجموعة من الشباب بقيادة يوسف الفيصل على هذه الدكتاتورية الحزبية
و أنشأوا حزبا جديدا ديمقراطيا تزعمه اليوسف و اصبح مع الزمن يدعى الحزب الشيوعي السوري –يوسف الفيصل
بل ان عددا كبيرا من الاحزاب بقي نفس الامين العام عشرات السنين و عندما رحل هذا الامين العام استلم القيادة من بعده ابنه المصون
الكاريزما القزمة هي سبب التشابه في اليات عمل و اساليب و انشقاقات كل الاحزاب السورية من اليمين الى اليسار الى كل الاتجاهات.....
هذا التطابق يستدعي احيانا السخرية بنوع من الكوميديا السوداء المريرة
و هل من لا يعرف في الحياة السياسية السورية قصة الصراع بين الابن و الصهر
هذا يا سادتي يا كرام كان في جديد الزمان في سوريا جماعة دينية برئاسة شخصية ايقونية تاريخية, و حزب ثوري مناضل بزعامة ايضا شخصية تاريخية ايقونية
و مع التقدم في العمر.......و تراخي قبضة هذه الايقونات على جماعتها بدء صراع بين ابن الزعيم هذا و صهره من اجل استلام زمام الحزب و الجماعة
و ببعض المكيدة من الابن طرد الصهر من الجماعة الدينية و من الحزب الثوري المناضل ايضا
طرد الصهرين بتواريخ متقاربة جدا......فعمل كل صهر على انشاء مجموعته الدينية او لجنته الثورية بداعي التجديد في الفكر
و بالفعل حصل انشقاق في الجماعة الدينية و في الحزب الثوري و اصبح الصهر شخصية عامة اكبر حتى من الابن بل ربما من الايقونة نفسها
حصل هذا بتواريخ جدا متقاربة و مع شخصيتين جدا معروفتين في الساسة السورية.......احدهم رجل دين و الاخر رجل ثورة
اذن لا فرق.......كله في مرض السياسة السورية واحد
و كل كاريزما قزمة تستطيع لملمة بعض الشباب و التصفيق لها
و لن نفلح نحن كشباب سوري بصنع اي تغيير ما لم نخلق تيارا فكريا قويا يجرف هذه الكاريزمات القزمة و يفتتها و يجعلها اثرا من التاريخ
لن نفلح كشباب كسوري في صنع وطن علماني ديمقراطي الا اذا اقتلعنا كل تلك الاشنيات من بنية حياتنا السياسية و استطعنا الاجهاز على ايقوناتنا الحزبية و التي وقفت طويلا و ما زالت و ستقف سدا منيعا ضد اي تغيير لأنه سيحرمها من مكاسبها الضخمة من تصفيق الشباب و الظهور على شاشات الفضائيات
يجب ان ننزع القداسة عن هؤلاء العجائز الذي لم يستطيعوا طوال عشرات السنين سوى الثرثرة بكلام فارغ ليس له قيمة الا في بعض العقول التائهة و المضطربة
و لا يعني هذا الكلام ان نوقف الحراك و العمل من اجل اعادة صياغة بنية الدولة بما يكفل الديمقراطية و احترام الجميع
و لا يعني ابدا ان نترك قضايانا الاساسية و التلهي بالقضاء على هذه الكاريزمات القزمة
بل ان كلا النوعين من النضال ضروري من اجل خلق عالم يشبهنا و يعبر عنا
و بالتالي فأن اهمال اي جانب من الثورة سيخلق ثورة عرجاء غير قادرة على السير.....و ان قدرت فربما تمشي بضع خطوات و تنهار بعدها لينهار معها الوطن ككل



#احمد_عسيلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خطة عنان.........و خيارات النظام السوري
- الوطن ........و اثر الفراشة
- د.اياس حسن و يوتوبيا المثقفين في الساخل السوري.......دراسة م ...
- الدولة السورية و مجهر الثورة
- المجتمع السوري يعود الى حلبة الصراع


المزيد.....




- شاهد ما حدث على الهواء لحظة تفريق مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين ف ...
- احتجاجات الجامعات المؤيدة للفلسطينيين تمتد لجميع أنحاء الولا ...
- تشافي هيرنانديز يتراجع عن استقالته وسيبقى مدربًا لبرشلونة لم ...
- الفلسطينيون يواصلون البحث في المقابر الجماعية في خان يونس وا ...
- حملة تطالب نادي الأهلي المصري لمقاطعة رعاية كوكا كولا
- 3.5 مليار دولار.. ما تفاصيل الاستثمارات القطرية بالحليب الجز ...
- جموح خيول ملكية وسط لندن يؤدي لإصابة 4 أشخاص وحالة هلع بين ا ...
- الكاف يعتبر اتحاد العاصمة الجزائري خاسرا أمام نهضة بركان الم ...
- الكويت توقف منح المصريين تأشيرات العمل إلى إشعار آخر.. ما ال ...
- مهمة بلينكن في الصين ليست سهلة


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد عسيلي - الثورة السورية و الكاريزمات القزمة