من هؤلاء؟؟؟؟

احمد عسيلي

الحوار المتمدن-العدد: 4108 - 2013 / 5 / 30 - 02:01
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    

ربما لن اكون مبالغا اذا قلت ان هذا السؤال هو الاكثر تداولا منذ فترة طويلة من قبل الناشطين السياسيين في الساحة السورية....من هؤلاء؟؟ فكل عدة ايام يظهر على شاشات التلفزيون احد ما ليدلي بتصريح او قرار يخص الثورة السورية.....و الاكثر تراجيدية ان يكون هذا الشخص بمنصب حساس داخل المعارضة سواء بالائتلاف او المجلس الوطني او تشكيل ما من مئات التشكيلات التي عجزت اللغة عن استيعاب تسمياتها من تيار و تكتل و مجرى و نهر و سيول جارفة ......و لنكتشف لاحقا بعد عمليات مضنية من التحريات ان هذا الشخص اما انه و لفترة قريبة جدا كان من ضمن الاقزام المحسوبة على النظام و الذي يجود عليهم ببعض الفتات كلما تملقوا له بمقالة او مسيرة مؤيدة للقائد الرمز ثم اكتشفوا ان لهم حظوظا اكبر داخل صفوف المعارضة او انه مغترب منذ عشرات السنين و ربما يكون بعيد جدا عن الوسط السياسي سواء بشقه الاسدي او المعارض ثم وجد في الثورة السورية فرصة عمل ليس الا......و ليته يكتفي بنفسه فقط بل ان الكثيرين منهم يصرون على احضار طاقم كامل معهم من اولاد عمومتهم او اصهرتهم او اصدقائهم حسب الفرص التي تتاح له
و ان كان سؤال القذافي الشهير (من انتم) اصبح مصدر للسخرية في كل الاوساط العربية لما فيه من تصغير و تحقير رغم مأساويته فان (من هؤلاء) الذي يكرره الناشطون في سوريا ربما فيه من التراجيديا ما يفوق تراجيدية القذافي.....لأن (هؤلاء) الذين اصبحوا فجأة ممسكين بكل المقاليد السياسية و المالية للثورة السورية هم الوبال و الكارثة التي حلت على الثورة السورية و قد اصبجوا احد مصادر الخراب السوري مثلهم كمثل النظام تماما....فهم يقررون أليات العمل للناشطين و يوزعون الأدوار و العمل الذي يقوم به الثوار بل و يخططون للعمليات الاغاثية دون اي علم او دراية منهم لا بالحاجات و لا بالاشخاص الا ما تقرره علاقاتهم و مزاجيتهم و يضربون عرض الحائط بكل التوصيات و النصائح التي يرسلها لهم الناشطين على الارض...لانهم اصلا لا يعترفون بهؤلاء الناشطين و لا بدورهم و كثيرا ما تراهم يطلقون الشعارات عبر المحطات التلفزيونية و يضعون خطط طريق افتراضية لا علاقة لها بالواقع السوري ابدا بل ربما اصبحوا يكررون بعض الكلمات التي تدلل على رغبة دكتاتورية في نفوسهم.....اي انهم ليسوا سوى اناس يرغبون بتوليد نظام قمعي جديد لكن مع تغيير الاشخاص
و الا كيف نفسر وجود عدة اطفال لهم صلاحيات كبيرة داخل بعض مؤسسات الثورة دون ان يكون لهؤلاء الاطفال ما يميزهم من اعمال بطولية او خبرة او دراسة او ذكاء و لنكتشف لاحقا ان ميزةهؤلاء الاطفال الوحيدة هي صلة نسب او علاقات خاصة مع شخصيات نافذة في المعارضة.........اذا لماذا قامت الثورة اصلا؟؟؟؟
و هنا اعترف اني اكتب هذه الكلمات بتردد و حيرة كبيرة....بل ربما اكتب الكلمة و افكر الف مرة قبل ان اكتب التي تليها..لاني لا اريد ابدا ان اشوه ثورة كان لها تكاليف باهظة على ابناء بلدي.....لكني ايضا ادرك ان هذه الثورة قامت ضد نظام الفساد و المحسوبيات و استغلال المناصب للمصالح الشخصية و هو ما كلف البلاد هدر المليارات من الاموال و الطاقات و جعل سوريا تعيش حالة مأساوية و على كل الصعد.....و بالتالي الوفاء للثورة لا يكون الا بالوفاء للافكار التي قامت من اجلها بغض النظر عن اي اعتبار اخر....ولهذا تعمدت ان لا اذكر ابدا اي اسم او حقائق حول وضع تشكيلات المعارضة السورية لان الهدف ليس التهجم او الاساءة و انما لفت النظر الى ظاهرة اصبحت اكبر من ان تتم تغطيتها او تجميلها
لذلك على كل السورييين الذين تؤلمهم هذه الحالة التي وصلنا اليها ان يتخلصوا من عقدة اخفاء الواقع و محاولة التستر عليه...... و ان يعملوا كل حسب جهده و حسب ما يراه مناسبا على التخلص من هؤلاء الذي ركبوا موجة الثورة بكل انتهازية و بنفوس مريضة و ارواح مشوهة و ان لا يكتفي اي سوري بالتسليم للواقع الذي وصلنا اليه لان هذه السلبية هي التي اوصلت امثال هؤلاء الناس لتلك المناصب (الثورية) و جعلتهم قادة لثورة لم يسمعوا بها الا عبر التلفزيون ووسائل الاعلام.و هنا المسؤولية الكبيرة تقع خاصةعلى الشخصيات السورية الكبيرة الذين لهم كلمتهم و تاريخهم و التي لا يختلف السوريين على نزاهتها و على احساسها بالالم السوري من اجل ان يقوموا بتنظيف كل البيت الداخلي للمعارضة السياسية ....و ان لم يحدث ذلك فان النصر سيبتعد كثيرا...و كثيرا جدا.....و هذا ليس ناتجا عن قوة في النظام...بل عن رغبة مشتركة بين النظام و بين هؤلاء المعارضة في عدم اسقاطه....و لا اعتقد ان شخصا لا تعنيه بلاده لا من قريب و لا من بعيد ووجد فجأة عملا يدر عليه الالاف من الدولارات و شهرة لم يكن يتوقع ان امكانياته المحدودة تسمح له ان يحلم بها.....لا اتوقع ابدا انه في عجلة من امره لاسقاط النظام و الانتقال الى مرحلة اخرى قد تجرده من امتيازاته هذه او تفرض عليه عملا جديا لبناء الوطن من جديد..و هو ما يدركون تماما انهم عاجزون عنه او ليس لديهم الرغبة للقيام به
لذلك اطلب من الجميع ان انقذوا الثورة السورية من هؤلاء ارجوكم.....فشعبنا يستحق اكثر من تلك الاقزام....

#احمد_عسيلي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات