أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين سليمان- هيوستن - تــداخل أمكنــــة - إلى فاطمة ناعوت














المزيد.....

تــداخل أمكنــــة - إلى فاطمة ناعوت


حسين سليمان- هيوستن

الحوار المتمدن-العدد: 1209 - 2005 / 5 / 26 - 10:27
المحور: الادب والفن
    


أقول أنني إنسان شرير ذلك
لأنني قبلت أن أحيا فوق هذه الأراضي.
فتصلح لي الخطأ قائلة: بعد كلمة "قال- يقول" الخ لا بدا أن تكون "الهمزة" تحت الألف! فأقول: أن البنت التي فتحت عليّ الباب فتحته على نفسها أيضا.
فترد علي: والله انك عنيد!
أظن بأنني البنت!
التي فتحت عليّ الباب. فاستغرقتُ في صنع ملابسي... امشي في ساعة ليلي في شقتي بين المطبخ والحمام وأضع الرتوش كي أتحول. لقد حانت ساعة النوم!
هناك في فضاء الليل الذي أراه من النافذة- دوما تنقل لي النافذة ( الأنثى) في مثل هذه الساعة شعورا بالغربة وأنني بالفعل من دون أحد، رغم أن الناس مثل النمل حولي، لكنني لست مجنونا كي أظن أنهم غيري، بل كلهم أنا، وكلهم البنت التي أريد.
أضع الرتوش كي أكونها، البنت، فقط من اجل خبرة التحول وكيف سيكون شعوري حين أصير بنتا.
فرأيت وجهي في المرآة.
الليل الآن. والرجال البغيضون. هناك مدية في يدي أرميها كي تنكسر.
الساعة ستدق على سندريلا. يقرصها عقرب الدقائق عند باطن ساقها كي تنتبه إلى السحر الذي أراد أن يخلص.
ينتهي السحر ونصبح في بيت زوجة الأب!
إن. أقول إن تصعيب الحياة لعبة الجبابرة.
فركضتْ تنزل الدرج بين رنين الأساور تأخذ معها صوت الأمير وهو يسألها لمن هذه الأصابع. أصابع القدم.
- تضع الصينيات أقدامهن في جُبلة بيتون منذ الصغر حتى يتمكنّ من لبس حذاء سندريلا الضائع!
وهي تمر بين المطبخ والحمام وتلقي نظرة من وراء رأسها كما كان يفعل النبي مع أصحابه.
لقد تحولت يا عمري! صرت مثلي!
اسمع الآن موسيقى الحرب العالمية الثانية. موسيقى حرب. فتظهر صورة النسوة العاشقات ينتظرن بشوق وفخر وصول المحاربين الذين خربوا الأرض. تهتف ملايين المحبات واقفات على الرصيف والزهور في أيديهن بينما يمر القطار السريع المحارب أمامهن… بالأسود والأبيض… والصورة: لقد عبئنا الأبطال في قنطار.
فخذوا أبطالكن لتلوين التاريخ بألوان قوس قزح.
هتلر ينزل يده، يحلق نصف شاربيه، بالأسود والأبيض، وقد أدرك لعبة تقسيم الأرض.
الصورة غير كاملة. لقد أخفاها السياسيون.
فالحقيقة خائفة ولا تعرف أن تقف على عتبة لسان.
الحمد لله أنني لا اعرف ماهي الحقيقة. من يريد أن يعرف الحقيقة؟
لا أحد.
فسأتحول إلى بنت إذن. أمشي بين المطبخ والحمام وأنا انظر إلى حبيبي حبيبتي في كرسيها أمام الكومبيوتر. نظرة نبي.
نبي جبران- زير النساء الذي لم يترك واحدة من شره.
ترسل النافذة الليل نحوي.
فأشير لحبيبتي أن تعدل الستائر. أغلقي، بالله عليك، الظلمة على ظلمة أخرى كي نعيش في عزلتنا.
*
تدق مرة أخرى الساعة. فأصاب بالقشعريرة لأنني أكره تنبيه الزمن.
"لا مناص، فرائحة اللوز المر كانت تذكرني دوما بمصير الغراميات غير المواتية. هذا ما أدركته حين حضرت على عجل"
الدخول إلى الحب في زمن الكوليرا كان دخولا صعبا مملا. ستون صفحة وانا أتحضر كي أكوّن فكرة عن كيف يأتي الحب المتأخر.
فتهدي لي كتابا: إلى المتأخر. الذي تأخر. فأرد عليها: كنت قد تهت في صحراء موسى يا علامتي.
من الصعب العيش في مكان واحد.
*
الزمان يمر ولا تني الساعة...تدق دقاتها السحرية كي يواصل العالم دورانه حولي. فأقول له: إنني قد تعبت أيها العالم.
لن أكون مركزك بعد اليوم! سوف اخرج من بيتك، وأفتح الباب وأدعك تدور حول نفسك منطويا كي تصبح عجوزا يقتات من ذكرياتي.
*
فنغلق سويا المكان. نفاجئ العالم العجوز بصورة الزمان الرحب المفتوح على قصيدة عربية….
لكن، أسألها في عنوان النص: أين كل ذلك… كل ذلك من تداخل أمكنة؟
فترد: أنت عنيد. المكان هو واحد، لا تداخل فيه…. والأراضي ليست إلا أرض واحدة ونحن عليها لسنا إلا غروب وشروق.



#حسين_سليمان-_هيوستن (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تخفيف اللحظة
- ربما سحر
- تسخين الشمس- فاعلات ليلية للشاعر المصري اشرف عامر
- النبي المسافر
- الأدباء العرب هم اخر المدافعين
- عودة متعب الهذال
- صوت الأبجدية - قراءة في تقويم للفلك لأدونيس
- النيل الذي لا يكف، إلا أن يجري ولو متأخرا - قراءة في قصيدة ك ...
- ليليت لن تعود- قراءة في الثقافة العربية
- كوة الحائط العالي حد الدنيا
- رسالة إيميل- بعدما انتهى عيد الحب
- اجنحة ماركيز المقلوبة
- عن الحب فقط- مدن الحب
- الأم في العام 1905
- المرأة ذات الوجه الأبيض- 2
- المرأة ذات الوجه الأبيض
- حب إيــه بعـــد ثلاثــين عـامـا
- الجنِِــة جيدة- قصة مكتوبة على حائط مهمل
- طالعة من بيت -أبوها-
- حبي لها كان كاذبا


المزيد.....




- اكتشاف طريق روماني قديم بين برقة وطلميثة يكشف ألغازا أثرية ج ...
- حوارية مع سقراط
- موسيقى الـ-راب- العربية.. هل يحافظ -فن الشارع- على وفائه لجذ ...
- الإعلان عن الفائزين بجائزة فلسطين للكتاب 2025 في دورتها الـ1 ...
- اكتشاف طريق روماني قديم بين برقة وطلميثة يكشف ألغازا أثرية ج ...
- من الجو..مصور يكشف لوحات فنية شكلتها أنامل الطبيعة في قلب ال ...
- التمثيل الشعري للذاكرة الثقافية العربية في اتحاد الأدباء
- الكوتا المسيحية: خسارة ريان الكلداني وعودة الجدل حول “التمثي ...
- مؤرخ وعالم آثار أميركي يُحلل صور ملوك البطالمة في مصر
- -المعرفة- في خدمة الإمبريالية والفاشية والاستبداد


المزيد.....

- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين سليمان- هيوستن - تــداخل أمكنــــة - إلى فاطمة ناعوت