أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - المنظمة العربية للدفاع عن حرية الصحافة والتعبير - يحدث في سورية اليوم : هل بدأ النظام الموتور في شد الرحال باتجاه العودة إلى حقبة الثمانينيات الدموية ؟














المزيد.....

يحدث في سورية اليوم : هل بدأ النظام الموتور في شد الرحال باتجاه العودة إلى حقبة الثمانينيات الدموية ؟


المنظمة العربية للدفاع عن حرية الصحافة والتعبير

الحوار المتمدن-العدد: 1209 - 2005 / 5 / 26 - 10:34
المحور: الصحافة والاعلام
    


25.5.2005
تماما ، وعلى غرار ما ألفته نهاية السبعينيات وعلى مدى عقد الثمانينيات الماضية ، كانت سورية يوم أمس على موعد مع مشهد مخابراتي أحيى في ذاكرة المواطنين السوريين تلك الصور الشنيعة لزوار الفجر الذين يحطمون الأبواب ويقتحمون غرف النوم على الآمنين ( إن كان تبقى في سورية آمنون ) ويختطفونهم من أسرّتهم إلى أماكن بعضها لم يزل مجهولا حتى الآن ، وبعض نزلائها لم يزل مجهول المصير بعد ربع قرن على تغييبه ! ففي ساعة مبكرة من فجر أمس ، قام عشرات الضباط والعناصر من جهاز الأمن السياسي بمداهمة ثمانية منازل لكتاب وصحفيين ومثقفين وناشرين يشكلون في مجموعهم الهيئة الإدارية لـ " منتدى الأتاسي للحوار الوطني " في دمشق . ولم يعرف السبب الحقيقي لهذا السلوك الإرهابي ، إذا ما وضعنا السبب التافه المثير للسخرية الذي أعلنت عنه السلطة ، وهو " اتصال هؤلاء بجماعة محظورة ( الإخوان المسلمون ) وترويج أفكارها " !! وقد تحدث أكثر من مصدر عن أن عناصر المخابرات ، وكما في المشاهد التي تتضمنها حكاية " علي بابا والأربعين حرامي" ، قفزوا من فوق أسوار منازل البعض من هؤلاء ( على الأقل هذا ما حدث بالنسبة للسيدة سهير الأتاسي ) واقتادوهم بملابس النوم دون أن يسمح لهم بأخذ أي شيء من لوازمهم الضرورية . وتحدثت مصادر أخرى عن أن البعض منهم تم جره حافي القدمين ، ودون أن يسمح له حتى بانتعال حذائه ، لكأنما أرادوا أن يقولوا لهم " لدينا من الأحذية ما يكفي لكم وللمئات غيركم " ! وأشارت مصادر أخرى إلى أن المحامي ممدوح عبد العظيم ، نجل المحامي حسن عبد العظيم الناطق باسم التجمع الوطني الديمقراطي ( تجمع يضم خمسة أحزاب قومية ويسارية ) ، قد اعتقل أيضا من منزله في قرية حلبون في ريف دمشق بطريقة مهينة أمام الجيران لحوالي ثلاث ساعات وتم الإفراج عنه لاحقا . إلا أنه لم يتسن لنا التأكد من دقة هذا الخبر . وكان العضو التاسع في إدارة المنتدى ، الكاتب علي العبد الله ، قد اعتقل قبل بضعة أيام على هذه الحملة . ليصبح بذلك جميع أعضاء الهيئة الإدارية للمنتدى رهن الاعتقال .
من المؤكد أن النظام السوري لن يستطيع خداع مواطنيه بالسبب السخيف الذي ساقه لتبرير هذا السلوك الإرهابي الذي لا يبرر ، وهو اتصالهم بجماعة الإخوان المسلمين وترويجهم لأفكارها . إلا أن هذه الأكذوبه قد تجد من يصدقها في الخارج . ولهذا من المفيد الإشارة إلى أن جميع المعتقلين ينتمون ( فكريا ) إلى التيار الناصري كالسيدة سهير الأتاسي ، أو التيار القومي ـ اليساري مثل الكاتب والناشر حسين العودات ( صاحب ومدير دار الأهالي ) والكاتب والناشر يوسف الجهماني ( صاحب ومدير دار حوران ) ، أو الماركسي مثل الكاتبة السيدة ناهد بدوية . وحسب معلوماتنا فإن الكاتب علي العبد الله هو الوحيد من بين المعتقلين التسعة الذي ينتمي إلى التيار الإسلامي ( فكريا وليس تنظيميا ) . وكان " منتدى الأتاسي " هو الوحيد الذي أفلت من الحملة التي أسفرت في شباط / فبراير 2001 عن إغلاق العشرات من المنتديات الثقافية التي ظهرت إلى الوجود بعد وفاة الديكتاتور السوري السابق الجنرال حافظ الأسد . بل إن الرئيس السوري الحالي بشار الأسد ذهب في مقابلته اليتيمة مع صحيفة النيويورك تايمز إلى حد التفاخر بهذا المنتدى وبالنقاشات الديمقراطية التي تدور فيه بشكل منتظم ، واعتبره برهانا على " الانفتاح والاصلاح " الذي يجري في عهده الميمون ! فلماذا اعتقل هؤلاء إذن ، خصوصا وأن جميعهم يعتبرون ، بشكل أو بآخر ، من " مؤيدي " السياسة الرسمية للنظام ، والتي تدعي مواجهتها وتصديها للمشاريع " الإمبريالية " في المنطقة !؟
إن جميع المؤشرات تصب في خانة التأكيد على أن السبب الحقيقي لاعتقال هؤلاء إنما يتصل بخشية النظام من تحول نقاشات المنتدى إلى " شرارة تشعل السهل كله " . وقد تعززت خشية النظام هذه من واقعة أن المنتدى قد أصبح في الآونة الأخيرة ملتقى لجميع التيارات السياسية والفكرية في سورية تقريبا ، والتي تجازوت الكثير من خلافاتها واختلافاتها ، أقلّه فيما يتصل بالخطوط العامة لمستقبل سورية الديمقراطي ، وأصبح إنهاء الدولة الاستبدادية محط إجماعها . وما من شك في أن النظام يضع في خلفية تفكيره واقعة أن منتديات النقاش العام كانت الشرارة التي انطلقت منها عملية التغيير الديمقراطي السلمي في الكثير من الأمكنة والأزمنة . وفاقم من خشية النظام هذه تلك الضغوط الكبيرة التي يتعرض لها على خلفية اتهامه بالتورط في العديد من قضايا الإرهاب في لبنان والعراق . وما من شك في أن " الصراع " داخل مراكز قوى النظام وفيما بين أجنحته يسهم في تشديد قبضة القمع على عنق أي تحرك ديمقراطي سلمي ، بالنظر لخشية الكتلة القوية في النظام من انزلاق بعض أجنحته " خلال ربع الساعة الأخير من عمره " ، وهو أمر حدث كثيرا في التاريخ القريب والبعيد ، إلى تغيير ولاءاتها التقليدية والانحياز إلى الكتلة الشعبية في مواجهة السلطة التي " كانوا " حتى الأمس القريب ركنا من أركانها .
لهذه الأسباب ليس من المستبعد ، وربما بات مرجحا ، أن تكون الحملة الأخيرة فاتحة تحول دراماتيكي في مسار القمع ، بحيث يتحول من قمع " مضبوط ومدروس وحذر " إلى قمع منفلت يشد الرحال باتجاه العودة إلى حقبة الثمانينيات الدموية . ولأن أي تحرك ديمقراطي سلمي غالبا ما يكون وقود إقلاعه ، على الأقل في مراحله الأولى ، من جمهرة الكتاب والصحفيين والمثقفين وأهل الفكر عموما ، فإننا نعرب عن خشيتنا من تطور الأمور باتجاه قمع موتور وأعمى يجرف في طريقه طليعة أبناء الشعب السوري الشقيق من الكتاب والمثقفين الديمقراطيين . وانطلاقا من هذه الخشية ، تدعو المنظمة العربية للدفاع عن حرية الصحافة والتعبير جميع الكتاب والصحفيين والمثقفين العرب إلى عدم التلكؤ في إبداء جميع أشكال التضامن السلمية الممكنة مع زملائهم السوريين في معركتهم النبيلة من أجل الديمقراطية والحريات العامة .
الحرية لجميع الكتاب والصحفيين والمثقفين السوريين المعتقلين ، والهزيمة لخفافيش الظلام !



#المنظمة_العربية_للدفاع_عن_حرية_الصحافة_والتعبير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نداء إلى جميع الكتاب والصحفيين والمثقفين ودعاة حقوق الإنسان ...
- نموذج آخر للإصلاح الذي تبشر به واشنطن : أحكام حاقدة على ثلاث ...
- إذا صحت الرواية ، ستكون فضيحة أخرى غير مسبوقة في الإعلام الس ...
- السلطات السورية توسع دائرة - حربها بالوكالة - ضد الصحفيين ال ...
- ازدياد شكاوى السوريين من الدور - اللامهني- الذي تلعبه نشرة - ...
- في أسرع محاكمة من نوعها في تونس : الحكم بالسجن لثلاث سنوات و ...
- بعد أكثر من ثلاثة أشهر على اختطافه من قبل أجهزة السلطة : الك ...
- استمرار اعتقال موفد - العربية- دون مبرر منطقي أو قانوني يقوّ ...
- صناعة - الديمقراطية الشرق أوسطية - بالنصب والاحتيال و - البل ...
- اللوبي الأصولي التكفيري يخترق القضاء الكويتي : الحكم بالسجن ...
- فيما السلطات التونسية تمعن في قمع مستخدمي شبكة الانترنت ، ال ...
- ظاهرة - البلطجة الصحفية - ـ ملاحظات على خلفية امتناع - الرأي ...
- ثلاثة عشر عاما على اعتقال عصفور الحرية في سورية : عبد العزيز ...
- الشاعر الكردي / السوري مروان عثمان يدخل اليوم الحادي عشر من ...
- تشارك فيه المنظمة العربية للدفاع عن حرية الصحافة والتعبير : ...
- مؤسسة - مارتن إينالس- الدولية تقر ترشيح المنظمة للمحامي السو ...
- صحفي جديد ينضم إلى قائمة معتقلي الرأي في مملكة الظلام السعود ...
- ما الذي يجري في راديو سوا !؟ صحفيي الإذاعة في يوم حقوق الإنس ...
- ما الذي يجري في إذاعة سوا؟! فصل صحفية بسبب - النشاط الحقوقي ...
- إلى : هيئة تحرير الحوار المتمدن


المزيد.....




- لقاء وحوار بين ترامب ورئيس بولندا حول حلف الناتو.. ماذا دار ...
- ملخص سريع لآخر تطورات الشرق الأوسط صباح الخميس
- الهند تشهد أكبر انتخابات في تاريخها بمشاركة مليار ناخب
- هل يستطيع الذكاء الاصطناعي أن يخرج التدريس من -العصر الفيكتو ...
- دراسة تكشف تجاوز حصيلة قتلى الروس في معارك -مفرمة اللحم- في ...
- تدمير عدد من الصواريخ والقذائف الصاروخية والمسيرات والمناطيد ...
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /18.04.2024/ ...
- -كنت أفكر بالمفاتيح-.. مؤلف -آيات شيطانية- يروي ما رآه لحظة ...
- تعرف على الخريطة الانتخابية للهند ذات المكونات المتشعبة
- ?-إم إس آي- تطلق شاشة جديدة لعشاق الألعاب


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - المنظمة العربية للدفاع عن حرية الصحافة والتعبير - يحدث في سورية اليوم : هل بدأ النظام الموتور في شد الرحال باتجاه العودة إلى حقبة الثمانينيات الدموية ؟