المنظمة العربية للدفاع عن حرية الصحافة والتعبير
الحوار المتمدن-العدد: 1144 - 2005 / 3 / 22 - 14:26
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
21.3.2005
أصدرت محكمة الاستئناف الكويتية يوم أول أمس حكما بالسجن لمدة عام مع الشغل على الكاتب والأستاذ الجامعي الدكتور أحمد البغدادي بتهمة " تحقير الدين والاستهزاء به " ، ولكن مع تعليق تنفيذ الحكم لمدة ثلاثة أعوام شريطة أن يوقع تعهدا بكفالة قدرها 2000 دينار كويتي ( حوالي دولار ) . وقد وصلت المهزلة إلى حد وضع شرط آخر لليحلولة دون تنفيذ الحكم ضده ، هو توقيعه تعهدا يلتزم فيه " بعدم العودة إلى الإجرام " كما لو أنه يقود عصابة أشرار !! وكانت دائرة الجنايات في المحكمة الكلية قد برأت في وقت سابق كلا من الدكتور البغدادي و الصحفي أحمد الجار الله رئيس تحرير يومية " السياسة " الليبرالية من تهمة الجنحة الصحفية المرفوعة ضدهما على خلفية مقال كتبه الدكتور البغدادي تحت عنوان " أما لهذا التخلف من نهاية؟ " . إلا أن النيابة العامة استأنفت الحكم بعد أن رأت فيه " تجاوزا لحدود النقد المباح (..) واستهزاء بدروس الدين ، وربطا بين التربية الاسلامية والإرهاب الفكري " . وقد وصف الدكتور البغدادي الحكم بأنه " قاس ولا يخدم تعددية الآراء وحرية التعبير " ، كما وصف الديمقراطية في الكويت بأنها " مشوهة في حال استمر بعض السلطات بقمع الآراء والتعدي على الحريات الصحافية التي كفلها الدستور " ( الشرق الأوسط ، 21 آذار / مارس 2005 ) . والجدير بالذكر أنها ليست المرة الأولى التي يحكم فيها على البغدادي بتهمة الإساءة للدين ، فقد سبق له أن سجن في وقت سابق لمدة خمسة عشر يوما كانت سببا في حملة تنديد دولية استدعت من الأمير جابر الأحمد الصباح إصدار عفو عنه .
إن المنظمة العربية للدفاع عن حرية الصحافة والتعبير ، ومع تقديرها واحترامها للمحكمة التي أصدرت الحكم ، وللقضاء الكويتي عموما ، لا ترى في الحكم الصادر على الدكتور البغدادي أكثر من حكم " قراقوشي " تقف وراءه عملية تصفية حسابات سياسية وفكرية بقيادة اللوبي الأصولي التكفيري الذي يجتاح العديد من مفاصل الدولة والمجتمع الكويتي المشهود له بانفتاحه ، والذي يقاتل بشراسة ضد جميع أشكال الإصلاح في الكويت ، وبشكل خاص حرية الرأي والتعبير والصحافة والحقوق السياسية للمرأة ، مستغلا الهامش الديمقراطي الواسع ونفوذه داخل السلطة القضائية . وتناشد المنظمة صاحب السمو أمير دولة الكويت بإلغاء هذا الحكم الجائر ، ليس لأنه يشكل ظلما وإهانة لكاتب ومثقف كبير ، وتعديا على حرية الرأي والتعبير وحسب ، بل ولأنه يشكل فضيحة حقيقية لا تليق بسمعة الكويت !
#المنظمة_العربية_للدفاع_عن_حرية_الصحافة_والتعبير (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟