وصفي أحمد
الحوار المتمدن-العدد: 4231 - 2013 / 9 / 30 - 22:01
المحور:
الثورات والانتفاضات الجماهيرية
الحلقة الثانية و الثمانون من ثورة 14 تموز
الصراف باشي
كان منصب الصراف باشي , أي رئيس صرافي الباشوية , الذين كان شاغلوه يؤخذون من بين التجار – الصرافين اليهود الأثرياء - , يوفر انفتاحاً أكبر على السلطة , ولكنه انفتاح غير مباشر ومن النوع المناور . وكان النفوذ المكن لهذا المنصب يتعزز نتيجة لأن الأشخاص ذوي المراكز العالية كثيراً ما كانت لديهم التزامات مالية تجاه الصرافين مقرضي المال , وكان ذلك ينجم إلى حد كبير عن عادة شراء المناصب بالمال التي كانت سائدة في الدولة العثمانية . وكقاعدة , ونظراً لتقلبات الباشوات والتقلبات السياسية , ولمنزلتهم كأعضاء في أقلية دينية , كان الصرافون باشي يزنون مخاطرتهم بدقة ويتحركون بحذر شديد . ولكن , بعضهم مد عنقه أبعد من اللزوم وعانى نتيجة ذلك . وكان حسقيل , أحد أغنى صرافي مملوك بغداد , قد حظي , بطريقة أو بأخرى , بعطف حلت محمد سعيد أفندي , حامل أختام السلطان محمود الثاني ( 1808 – 1839 ) , فحصل على نفوذ واسع في اسطنبول حتى إنه كان , كما قيل , يثير لدى الناس (( رعباً كالرعب الذي يثيره الانكشاريون )) , وهناك من كان يؤكد بأنه كانت له يد في سقوط اثنين من باشوات بغداد , سليمان الصغير سنة 1811 وسعيد باشا سنة 1817 , وكذلك في ضرب عنق أحد أكبر علماء المدينة . وقد كدس حسقيل أموالاً كثيرة من بيعه مناصب الباشوات والولاة لمن يدفع أكثر . ويقول أحد المؤرخين اليهود : (( كان يتجمع أحياناً ما يصل إلى خمسين أو ستين باشا في غرفة انتظار هذا اليهودي الرفيع المقام )) . أما عزرا , فقد أصبح من ناحيته صراف باشي عند داود باشا ( 1817 – 1931 ) وفي الوقت نفسه كبير مستشاريه , ولكن الشقيقين واجها المتاعب في ما بعد , حيث دفعا حياتهما ثمناً لذلك سنة 1826 . يتبع
وصفي السامرائي
#وصفي_أحمد (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟