وصفي أحمد
الحوار المتمدن-العدد: 4231 - 2013 / 9 / 30 - 21:14
المحور:
الثورات والانتفاضات الجماهيرية
العقدين الأولين للعهد الملكي
وفي المقام الثالث يجب أن نذكر أن الشرائح العليا والمتوسطة العليا من الطبقات التجارية والمالية في بغداد كانت , من ناحية الثروة , وفي العقدين الأولين من العهد الملكي , وربما في نصف القرن السابق أو ما حول ذلك , مؤلفة من أجانب ( بريطانيين ) في أكثرهم , أو غير مسلمين ( يهود ) , وأنه إذا كان هناك من مسلم فإنه غالباً ما يكون واقعاً في شبكة مصالح مرتبطة برأس المال الأجنبي . لذلك كن هؤلاء , بشكل عام , معزولين عن كتلة العراقيين الواعين سياسياً . وفي الوقت نفسه , فإن الضعف الاقتصادي النسبي الذي ميّز العنصر التجاري المسلم منذ أيام المماليك لم يساعد هذا العنصر في تأكيد مطالبة فعالة باعتبار ملائم من قبل النظام الحاكم أو يساعده في تنمية القدرة على ممارسة ضغط عام ثابت , مكشوف أو خلف الكواليس , دفاعاً عن مصالحه . وصحيح أن هؤلاء راكموا بعد الثلاثينات , وخصوصاً في الخمسينات , ثروات أكبر فأكبر . ولكن هذه الثروات أصبحت غير ذات معنى بالمقارنة مع موارد الدولة و شركات النفط المالية .
في عهد المماليك , الذين كانت صيغة حكمهم أوتوقراطية حقيقية معدلة بمراعاة معينة للقوى الاجتماعية المحلية , لم يكن لرأس التجار أو رئيسهم مقعد في الديوان , أي في المجتمع الاستشاري للباشوية . ومن المشكوك فيه أنه كان هو نفسه , يطمح إلى أي دور في اتخاذ القرارات في الأمور السياسية . فمصائر الباشوات المماليك كانت عرضة لتبدلات متكررة مما كان يجعل البعد عن السياسة هو الأمر الوحيد الآمن , من وجة نظر المصالح التجارية . ومن ناحية أخرى , فإن الكثير كان يعتمد على ايتنساب الباشوات . ومع ذلك , فإن احد رؤوس التجار هو نعمان جلبي الباججي , أصبح صديقاً شخصياً لسعيد باشا ( 1813 – 1817 ) , وهو ما كاد يكلفه حياته عند سقوط الباشا المذكور . يتبع
وصفي السامرائي
#وصفي_أحمد (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟