وصفي أحمد
الحوار المتمدن-العدد: 4228 - 2013 / 9 / 27 - 14:21
المحور:
الثورات والانتفاضات الجماهيرية
الأمور تتغير بعض الشيء
في العقد الأخير من العهد الملكي كانت الصورة قد تغيرت بعض الشيء , إذ كانت الحكومة العراقية قد أقامت مؤسسات نقدية خاصة بها : ففي سنة 1936 أقامت البنك الزراعي , وفي 1941 بنك الرافدين , وفي 1947 البنك المركزي , هذا فضلاً عن البيوت المالية التي أوجدها رأسماليون محليون . ومنذ 1936 أصبحت السكك الحديد ملكية عراقية .
وكانت هنالك تطورات أخرى ذات مغزى في العهد الملكي . وكان أحدها هو تغير ظروف وتكوين الطبقة التجارية المحلية الذي نجم عن هجرة اليهود في أواخر الأربعينات ومطلع الخمسينات من القرن الماضي . وإذا كان صحيحاً أن العنصر المسلم قد أخذ منذ سنة 1921 في الارتقاء إلى دور أكبر يشغله في التجارة , فإن الوزن النسبي لليهود وإن كان قد تضائل بعض الشيء , استمر ملحوظاً وخصوصاً في حقل اقراض المال . فقل سنة 1947 كان للتجار المسلمون – باستثناء الموجودين في الذروة أو قريباً منها – يجدون صعوبة في الحصول على قروض من المصارف الأجنبية , وكانوا – نظراً لافتقار بنك الرافدين الحديث التأسيس إلى الأموال اللازمة – يلجأون في الغالب إلى الاقتراض من الصرافين اليهود , الذين كانت معدلات الفائدة لديهم تزيد نقطتين أو أكثر عن معدلات فوائد المصارف . ومع مغادرة هذه الطبقة وكل رجال الأعمال اليهود تقريباً للعراق , وما رافق ذلك من هرب ما لا يقل عن عشرة ملايين دينار من العراق , أصيبت السوق المالية بالكساد . كذلك فقد تقلصت عمليات البيع و الشراء بشكل ملحوظ . ولكن هذه الأزمة لم تدم طويلاً . وقبل مضيّ وقت طويل تقدمت الحكومة , التي كانت تطفو على النفط , فصارت المصدر الرئيسي للإقراض التجاري . وملأ الرأسماليون الشيعة إلى حد كبير الفراغ الناجم في المجال التجاري البحت .
وكان التطور الآخر الذي يستحق الذكر هو ظهور فئة جديدة من الصناعيين من بين ظهراني العائلات التجارية الأغنى أو الأنشط . ( يتبع ) وصفي السامرائي
#وصفي_أحمد (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟