وصفي أحمد
الحوار المتمدن-العدد: 4225 - 2013 / 9 / 24 - 17:00
المحور:
الثورات والانتفاضات الجماهيرية
أصول العائلات الجلبية
وكما يمكن أن يكون متوقعاً , فإن عدداً غير قليل من الجلبيين يتحدرون من عائلات عشائرية عربية أو يرتبطون معها بصلة القربى . وكان الغنام مشايخ عشيرة عقيل العسكرية و التجارية التي كانت في مستهل القرن التاسع عشر تتمتع وحدها بحق تسيير قوافل عبر بادية الشام , وتتحدر عائلة القصاب من الشيخ درع من عشيرة جشعم , التي كانت أول من استوطن مدينة راوة الصغيرة على الفرات الأعلى في القرن السابع عشر . أما عائلة شوكت فكانت ترتبط بالزواج بفرع لهيب من عشيرة الجبور . وكانت عائلة المدلل من بني تميم , وكذلك كانت عائلة البصام التي استمدت أصولها من شيخ من عنزة , عاصمة القصيم , وهي احدى محافظات نجد . وكانت عائلة القشطيني , التي كانت لها استثمارات كبيرة في التجارة بين نجد والعراق وسوريا , تتحدر من زعماء عشيرة العيسى . وكانت عائلة عبد الواحد , التي كان لها موطىء قدم في تجارة التمور في البصرة , من بيت بني أريع من بني خالد .
والصفة الأخرى التي ميّزت بعض الجلبيين عن التجار اليهود هي العلاقة الوثيقة التي ربطتهم بالصناعة المحلية . وهذه المجموعة كانت هي المجموعة الأكثر عراقية تحيداً من بين الجلبيين . وكان من بين المتاجرين بالأقمشة الحريرية ( وكانت حياكة الحرير احدى أهم الصناعات في العراق في القرن التاسع عشر ) عائلات الملوكي وكبة وبغدادي والزبير . وكانت عائلة كبة تتعامل بالجوخ والأقمشة وعائلة المراياتي فكانت تتاجر بالمرايا كما يدل اسمها . وكانت هنالك عائلة قديمة واحدة ورثت عن الأجداد فن صناعة البلور ( الكريستال ) فكانت تزود بائعي التجزئة بالأكواب والمزهريات و الأباريق ومختلف أنواع الزجاج . وكانت هنالك عائلات أخرى , كالرحال , تملك قوارب شراعية نهرية وللمحيطات , وكانت بالتالي على علاقة بصناعة بناء السفن التي كانت تتمركز في هيت وسوق الشيوخ والبصرة وأماكن أخرى . ومن الواضح ان هذه العائلات , والعائلات المتاجرة بالخيل والجمال , عانت من ثورة وسائل النقل , تماماً كما عانى الجلبيون المتاجرون بالأقمشة المحلية من تدفق بضائع لانكشاير وبومباي القطنية . يتبع
وصفي السامرائي
#وصفي_أحمد (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟