وصفي أحمد
الحوار المتمدن-العدد: 4222 - 2013 / 9 / 21 - 22:48
المحور:
الثورات والانتفاضات الجماهيرية
التجار اليهود
لم يكن حجم الوجود اليهودي في شؤون العراق التجارية شيئاً حديث الظهور أو المعرفة به . ويشير تقرير قنصل بريطاني يعود تاريخه إلى سنة 1879 , يشير إلى تمركز الكثير من عمليات بيع وشراء البضائع الانجليزية في بغداد بأيديهم . وتقول رواية سرية أخرى صادرة عن بغداد سنة 1910 أن (( اليهود احتكروا التجارة المحلية بكل معنى الكلمة ولا يستطيع المسلمون ولا المسيحيون منافستهم في هذا )) . وإذا كانوا قد لعبوا دوراً اقتصادياً ضئيلاً في الموصل , فقد كان جزء جيد من تجارة البصرة تحت سيطرتهم , حتى سنة 1920 على الأقل .
كيف تمكن اليهود من تشكيل عنصر بهذه القوة باقتصاد العراق ؟ ربما كان من الضروري أن نبرز أن صعودهم التجاري ترافق مع نمو المصالح البريطانية . وقد يكون من المفيد أيضاً أن نشير إلى ترافق آخر , وهو التزامن بين الايقاع المحموم للدخول الانجليزي إلى السوق العراقي والتزايد لعدد سكان بغداد من اليهود في النصف الثاني من القرن التاسع عشر وما بعد .
ولكن من الخطأ الاستنتاج من تزامن الصعود التجاري لليهود مع توسع التجارة البريطانية أنه كان أمر يتفق , بالضرورة أو كلياً , مع الرغبات البريطانية . وصحيح أن هناك دليلاً على وجود نقاط كانت تشير بلا شك تشير إلى انفتاح على التجار اليهود عند السلطة الحاكمة في أيام الاحتلال البريطاني . فقد كتب المفوض المدني البريطاني في العراق يقول في العام 1918 : (( لقد وجهت عنايتي دوماً إلى القيام بدعم ناشط للجماعة التجارية اليهودية كإمكانية ثمينة ذات قيمة سياسية كبيرة ....... )) . وفي الوقت نفسه كان التجار البريطانيون واليهود متنافسين فيما بينهم , على الأقل منذ حوالي منتصف القرن التاسع عشر وما بعد طبعاً , كان التجار اليهود يتاجرون اكثر ما يتاجرون بالبضائع البريطانية , ولكنهم كانوا يتاجرون – إلى حد كبير – لحسابهم , إذ كانوا يستوردون البضائع من بريطانيا و الهند مباشرة , بينما كان البريطانيون يفضلون زرع السوق العراقي بوكلاء العمولة , أو أن تكون لمواطنيهم حصة في السوق المحلية . ومع أنه كان لوكلاء العمولة أن يضربوا جذوراً أعمق في النصف الثاني من خمسنيات القرن الماضي بعد هجرة اليهود من العراق . يتبع
وصفي السامرائي
#وصفي_أحمد (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟