أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جمال القواسمي - جيرة-قصة قصيرة














المزيد.....

جيرة-قصة قصيرة


جمال القواسمي

الحوار المتمدن-العدد: 4218 - 2013 / 9 / 17 - 14:27
المحور: الادب والفن
    


الرأسمالي غير الشريف منذ أربع سنوات قرفان من جيرانه المستورين ويريد أن يفضحهم. في البدء أقنع بعض أصحاب شقق المشروع الإسكاني، الذين اشترى شقةً مثلهم، بدفع مبلغ ألفي شيكل للقيام بتحسينات للعمارة؛ ثم في النهاية طالبهم بدفع مبلغ نصف مليون شيكل. الرأسمالي الشريف سرق المخازن ومواقف السيارات وجعل حديقة الأطفال مقبرة لخزان الغاز، وفعل ما خطر بباله دون موافقة أصحاب الشقق.
الرأسمالي غير الشريف الآن عينه على مطلع الدرج، وهو فقط مساحة مترين بين باب شقته وباب شقة جاره الموظف؛ وجاره الحيط بالحيط موظف معاق يعمل معلماً. الرأسمالي الشريف أحتل مطلع الدرج بوضع عربة ورد اصطناعي، واعتاد منذ سنة ونصف أن يضع بجانبها وتحتها أحذيته وجزمة ابنه واحذية ضيوفه خارج باب شقته، أمام باب شقة جاره. وهكذا اضطر الموظف المعاق لإخراج حذاءه المهترئ وحذاء ابنته الصغيرة وبابوج زوجته خارج باب شقته.
الرأسمالي غير الشريف لم يطق منظر الأحذية المتآكلة والمتسخة لجاره الموظف، لجاره الموظف المعاق، الخليلي. الأمر الذي استفزَّه ان جاره ليس بمستواه الاقتصادي، الأمر الذي استفزه ان جاره ليس بمستوى قوته البدنية، الأمر الذي استفزه ليس ان جاره خليلي، بل استفزه منظر الأحذية شبه المهترئة بين الشقتين.
ذات صباح سمع الموظف الكحيان صوت باب جاره الرأسمالي وكذلك ارتطام الاحذية، وحين تمكن من العثور على مفتاح الباب وفتحه، لاحظ ان احذيته قد طارت على الدرج بفعل فاعل مثل جاره الرأسمالي الشريف؛ وهكذا جرَّ الموظف المُعاق الكحيان الخليلي عربة الورد الاصطناعي وألقاها لتدشِّن محاولة طيرانها الأولى من على الدرج أيضاً.
الرأسمالي غير الشريف الذي عينه على مساحة مترين بين بابي الشقتين، وضع فاصلاً خشبياً امام باب المصعد؛ الفاصل الخشبي ماليزي الصنع كان يمنع الكرسي المتحرك من الدوران ودخول المصعد او الخروج منه، بل كاد يقع على رأس جاره مرتين وعلى كرسيه المتحرك. وبعد ان سمعت عائلة الرأسمالي. بمحض الصدفة استهجن احد الجيران في المصعد ما رأه من حرب القواطع الماليزية، فاضطرت عائلة الرأسمالي أن تزيل القاطع الخشبي. عند عودة الرأسمالي ربُّ المال إلى البيت، اكتشف غير الشريف اختفاءَ الفاصل، فجنَّ جنونه، فتح باب شقته وألقى بين الشقتين بنهر من الأحذية الجديدة والنظيفة وبعضها ما زال مغلَّفاً في صناديقه، بل ان بعض الأحذية ابنة الماركات ذات الحسب والنسب، الرأسمالي شتم وسب وهدَّد وتوعَّد وتفاخر، كأنَّ حاله يقول: لا صوت يعلو فوق صوت أحذيتي!!
الرأسمالي غير الشريف القرفان من جيرانه، الذي عينه على ما لا يملك، خليلي أيضاً، وهو قرفان من اسمه أيضاً، وأسمه لا كرامة فيه وغير شريف أبداً.
1-5-2012



#جمال_القواسمي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لعبة-قصة قصيرة
- شين-قصة
- نصَّان:طوق/أنا دمي
- ضياع-قصةقصيرة
- شوبتحكي- قصة
- القدس-نصٌّْ
- كابوس- قصةقصيرة
- ذكرى - قصة قصيرة
- يوم 5 حزيران
- كتابي- نص
- نظام- قصة قصيرة جداً
- كوب- قصة قصيرة
- أعدُّ - نصّ
- أميرة تريد أن تلعب- قصة قصيرة
- ظلم- قصة ق جداً
- تلخيص - قصة قصيرة
- كاتب فاشل - قصة قصيرة جداً
- ملِك - قصة قصيرة
- حمَّام- أقصوصة
- بيتي- قصة قصيرة جداً


المزيد.....




- القُرْنة… مدينة الأموات وبلد السحر والغموض والخبايا والأسرار ...
- ندوة في اصيلة تسائل علاقة الفن المعاصر بالمؤسسة الفنية
- كلاكيت: معنى أن يوثق المخرج سيرته الذاتية
- استبدال بوستر مهرجان -القاهرة السينمائي-.. ما علاقة قمة شرم ...
- سماع الأطفال الخدج أصوات أمهاتهم يسهم في تعزيز تطور المسارات ...
- -الريشة السوداء- لمحمد فتح الله.. عن فيليس ويتلي القصيدة الت ...
- العراق يستعيد 185 لوحا أثريا من بريطانيا
- ملتقى السرد العربي في الكويت يناقش تحديات القصة القصيرة
- الخلافات تهدد -شمس الزناتي 2-.. سلامة يلوّح بالقضاء وطاقم ال ...
- لماذا قد لا تشاهدون نسخة حية من فيلم -صائدو شياطين الكيبوب- ...


المزيد.....

- الذين لا يحتفلون كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- شهريار / كمال التاغوتي
- مختارات عالمية من القصة القصيرة جدا / حسين جداونه
- شهريار / كمال التاغوتي
- فرس تتعثر بظلال الغيوم / د. خالد زغريت
- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جمال القواسمي - جيرة-قصة قصيرة