جمال القواسمي
الحوار المتمدن-العدد: 3833 - 2012 / 8 / 28 - 11:38
المحور:
الادب والفن
ثمة صراخ يوقظني، اطلاق نار، كثيف احياناً، متقطع احياناً، أرى أختي تنام على سرير صغير بجانبي، ما الذي جاء بها إلى غرفة النوم؟ أقفز إلى الشباك، افتح الشباك بيدي، أنظر ماذا يجري، مقدسيون فلسطينيون يتدافعون، يجرون، جماعات يهودية، منهم بزيِّ الجيش الاسرائيلي ومنهم مستوطنون بأزياء مدنية، على رؤؤسهم كيپات ولهم سوالف مبرومة، يحملون رشاشات او مسدسات، وهم جميعاً يركضون كرعاة البقر ويطلقون النيران على الفلسطينيين. اللعنة من أنا!؟ أحذِّر عبر الشبَّاك المقدسيين العرب من المهاجمين. يتساقط كثير من العرب. لا أحد من العرب يقاوم. اسمع صوت ارتطامات أجساد على الأرض، وازيز رصاصات كواتم صوت. ثمة عصابات تُجهز على المصابين. أدرك ان في الأمر مؤامرة تطهير عرقي. ثمة شخص مرتعب راكض يصرخ قائلاً لي: ماذا تنتظر!؟ أهرب!! أنا أدرك انني من الذين عليهم أن يهربوا، راكضين. أركض وأوقظ أختي. أختي تهرب، الجميع يهربون، راكضين، وأنا أضيع الوقت فلا أتمكن من الهرب ممن سيغتالني، ربما يبقر أحدهم بطني ليجهز عليّ، أو ربما يطلق طلقة في رأسي، أصرخ: كابوس، كس أم هيك كابوس!! اللعنة، يركض الكثيرون هاربين منذ ساعات بينما كلُّ ما أفعله هو أن أتراكض في البيت وأفتح أبواب الغرف والشرفات وأغلقها وأصعد درجاً وأنزل درجاً، باحثاً عن كرسيِّي المتحرك!!!
26-8-2012
#جمال_القواسمي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟