جمال القواسمي
الحوار المتمدن-العدد: 3763 - 2012 / 6 / 19 - 10:42
المحور:
الادب والفن
في الخامس من حزيران، التقيتُ في مناسبة الزفاف بابناء اعمامي وبعضهم اصدقائي. كنا ننتظر أهل العريس والعريس وهم آتون من قرية مخماس عبر طريق جبع لطلب العروس من بيت والدها في الرام. معظم المنتظرين معي في دار والد العروس عمَّال ورشات الومنيوم، بناء وكهرباء، وكانوا منهكين بعد يوم عمل طويل. وتساءل عامل منهم عن سبب أزمة المرور في قلنديا. تأخر العريس واهل العريس في الوصول لأن دورية عسكرية اسرائيلية اغلقت طريق جبع.
قلتُ له: اليوم ذكرى حرب حزيران!!
- طيب، عدَّت الذكرى قبل شهر!!
قال الثاني: عدَّتْ؟ تلك ذكرى أخرى، اعتقد انهم يسمُّونها بالـ نكسة!
قال الثالث: النكسة هي هذه التي نحن فيها اليوم!!
قال صاحب عدَّت: اليوم ليست النكسة، اليوم نكشة!!
قال الثاني: تذكرت الآن، اليوم النكسة، قبل شهر كانت النكبة!!
قال الرابع: ايوة النكبة في 48، هدموا فلسطين ومهدوا اساسات دولة اسرائيل.
قال صاحب عدَّت: طب، والنكشة!؟
قلتُ له: النكشة!؟ لم اسمع عن شيء اسمه نكشة أبداً، هل تقصد النكسة!؟
قال الرابع: في النكسة، صبُّوا العقدة..
قال صاحب عدَّت: إذن، ما كانت نكشة، كانت ورشة!!
قال الخامس: يلعن هيك ورشة، يهدمون ويبنون ولا ينتهون من البناء من جديد، وما زالوا يكحلوننا*..
قال الرابع: سيدي، اليوم مش النكسة: اليوم الكُحْلة!!
قال الأول: حدسني قلبي ان اليوم يوم العمى، الغاز عمى عيون الناس في قلنديا.. انا حتى الآن غير مصدق ان اليوم نكسة.. غير معقول!! كل الخراء الذي نحن فيه اسمه فقط نكسة.. معقول!؟ كيف بوسعنا ان نتحمل يوم العمل الطويل المستمر من ستين سنة ولا ينتهي.. هذه الورشة فتحت ط.... .
قال الثاني: اسمها ليس ورشة!! اسمها نكسة!!
قال صاحب عدَّت: ك. امه من يوم عمل خرا.
* الكُحلة: المقصود بالكحلة هنا هي خليط الرمل والاسمنت الابيض الذي يُوضع بين قطع الحجارة التي تكسو البناء الجديد.
5-6-2012
#جمال_القواسمي (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟