جمال القواسمي
الحوار المتمدن-العدد: 3584 - 2011 / 12 / 22 - 21:55
المحور:
الادب والفن
باب الحمام له صرير يرعبني، يبدأ دوام رعبه حالما أضع رأسي على السرير. له بلا شك علاقة أكثر من عابرة مع الريح، إن أبقيتُ الباب مفتوحاً صرَّرني، وإن أغلقته يغازل الريح ويطرق حلقَ الباب طرقات مغناجية; ذات يوم نزعتُ الباب من حلقه، وأركنته جانباً فأناب عنه البرد الذي بات يتسلل بل يجتاح البيت ليلاً ليجد مرفأه الأخير في جسدي، وعظامي تحديداً. ذات ليلة استيقظتُ وأنا ارتعش من البرد وأسناني بين الفينة والأخرى تصطك؛ نهضت من السرير والتحفت حراماً واتجهت الى الحمام، كان للحلق لهاة كثيرة الحركة تفوه بأصوات الرعد وهسيس الرياح وفحيح مواسير المياه العادمة، وكان الباب البارد منحنياً فوق كرسي الحمام يتقيأُ رائحتي وتاريخي ومرضي المزمن وأسمي وقلة حيلتي. كان ذلك بيتي، وكان يدعوه كثير جداً من أقاربي ومعارفي باسم واحد: أرق.
#جمال_القواسمي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟