جمال القواسمي
الحوار المتمدن-العدد: 4200 - 2013 / 8 / 30 - 20:21
المحور:
الادب والفن
كلُّ ما في الأمر ان قصة ضياعي لها عُقدة، وسوف تنحل عقدتي عند الذروة. لكن لو كان الماء عقدتي، فكيف أحلُّها؟ ولكي لا أضيعُ في غابة سردي الذي يعجُّ بالمفاتيح والأقفال والكواليس والضباب والشخصيات والستائر، فتفتُّ قصَّتي وألقيتها ورائي لكي يسهل عليَّ العودة إلى بدايتها، قائلاً في نفسي: لعلَّ القرَّاء او الناس أيضاً يتعرَّفون إلى شخصي، ويصلون ذروة القصة، ويشاركونني بحلِّ عقدتها ويحلُّون عني. لكن الناس حاكوا إشاعات من كِسرات سيرتي كأنَّهم أطفال يلعبون لعبة جماعية لتلفيق القصص عني؛ وسرعان ما برعمت إشاعات أخرى حتى نسي الناس قصتي الأصلية. وحين عدتُ الملم كِسراتي، لم أتعرَّف على شخصي ولا الطريق ولا سردي؛ كلُّ ما بقيَ من ماضيَّ وفتافيت سيرتي أخذتْ تغرِّد بها الطيور بلغاتها: العصافير تزقزق، والغربان تنعب، والبوم تنعق، والحمام يهدل. هكذا قدَّمتُ، وأنا الضائع الذي لا يستسيغ شيئاً، أوراق اعتمادي ومائي وكتاب اعتزالي لعالم الغرقى، وعيناي زائغتان كعيني ثعلب خجل من النهر، موشوم بوصمة الوحدة، ملتفع بضباب الغابات.
23-3-2013
#جمال_القواسمي (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟