أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - أمينة النقاش - التلويش السياسى














المزيد.....

التلويش السياسى


أمينة النقاش

الحوار المتمدن-العدد: 1203 - 2005 / 5 / 20 - 11:03
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


والتلويش هو الضرب في اتجاهات متعددة، تتسم بالاضطراب والعشوائية، ولا تتحسب للأهداف والنتائج. والتلويش هو السمة التي يبدو أنها تميز المشهد السياسي في مصر الآن علي الصعيدين الرسمي وغير الرسمي.

ولعل أسوأ ما في هذا المشهد هو الطريقة الغبية التي أدار بها الحزب الحاكم معركة تعديل المادة 76 من الدستور، والتي انتهت بإقرار مجلس الشعب بأغلبيته المصنوعة، لشروط تحكمية في المرشحين لرئاسة الجمهورية،. بما يضمن احتكاره الدائم لهذا المنصب، بعد أن رفض في عناد، كل الاقتراحات التي قدمتها أحزاب المعارضة وخبراء القانون الدستوري والقضاة، للتعديلات التي كان يمكن أن تتضمنها المادة 76 من الدستور، بما يسمح بإجراء انتخابات رئاسية تنافسية بشكل حقيقي. وجاءت توصيات الجمعية العمومية لنادي القضاة برفض المشاركة في الإشراف علي انتخابات رئاسة الجمهورية وانتخابات مجلس الشعب في الخريف القادم، نتيجة منطقية لهذا التلويش الذي أسرف في تجاهل الحكومة وحزبها للشروط القانونية والدستورية التي اقترحها القضاة لكي يشرفوا علي الانتخابات العامة والرئاسية وفقا لما يحدده الدستور. وكان من بينها إجراء الانتخابات الرئاسية علي أكثر من يوم، لمعالجة الخلل الناجم عن نقص أعداد القضاة، وكثرة أعداد اللجان الانتخابية العامة والفرعية.

ومن النتائج المحتملة لمقاطعة القضاة للإشراف علي الانتخابات، أن يصبح من اليسير الطعن في عدم دستورية انتخابات الرئاسة القادمة، وهو الأمر الذي لا يحسب له التلويش الوطني الديمقراطي أي حساب.

وفي مجال التلويش أيضاً، نجح الحزب الحاكم في إقناع مجموعة من النواب بمجلس الشعب، بينهم حزبيون ومستقلون، في التقدم بمشروع قانون جديد، بتعديل قانون الشركات المساهمة، يقضي بحل جميع تلك الشركات، التي يثبت كما يقولون قيامها بنشاط سياسي، أو نشاط تختص به الجمعيات الأهلية. وأكدت الدكتورة أمينة الجندي وزيرة الشئون الاجتماعية، أنه في حالة إقرار التعديلات الجديدة، فإنه سيتم حل مركز ابن خلدون، باعتباره إحدي الجمعيات التي تعمل كشركة مساهمة. والعقلية التي أفرغت تعديل المادة 76 من مضمونه لتجهض محاولة إجراء انتخابات رئاسية تنافسية متكافئة، ليأتي التعديل مخيبا لكل الآمال، تقفز هذه العقلية نفسها لمحاصرة منظمات المجتمع المدني بأوضاع تشريعية جديدة تحت ذرائع شكلية، لم تكن مصادفة أن تأتي بعد أن طالبت معظم تلك المنظمات، وبينها مركز ابن خلدون بالإشراف الدولي علي الانتخابات البرلمانية والرئاسية في مصر، يقوم به مراقبون تابعون لهيئة الأمم المتحدة.

المشترك بين التلويش هنا والتلويش هناك، هو النزوع الوطني الديمقراطي لشخصنة القوانين، فهذا تضييق في التعديل الدستوري لمحاصرة الإخوان، وتلك مادة في القانون لمنع أيمن نور من الترشيح، وذلك تشريع أعد بهدف صريح هو ملاحقة الدكتور سعد الدين إبراهيم ومركزه البحثي!

القوانين والدساتير تصاغ لمواجهة ظواهر لها صفة الثبات النسبي وليس لمحاربة الخصوم، وإصدار قانون لمواجهة شخص أو حالة طارئة يعقد النظام التشريعي، ويفقد فكرة القانون نفسها مصداقيتها واحترامها، ويخلق مشاكل في تطبيقها، ويفتح الباب للطعن في عدم دستوريتها، فضلا عن أنه يغري بالخروج عليها.

ويا أيها الحزب الحاكم كفاية تلويش!



#أمينة_النقاش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أولويات المعركة
- أجواء سبتمبرية
- أشواق السودان
- بعد اتفاق قرنق - طه.. هل إنتهت الحرب الاهلية فى السودان؟؟
- جناة ومتهمون
- ليته ما تكلم .
- مواجهة المسكوت عنه
- رسالة الى الرئيس مبارك
- الإرهابيون يصوتون لبوش
- السودان يحترق
- الماهر
- ومتي يحين الوقت المناسب؟
- برنامج الوفد للإصلاح
- دعاة الاستبداد
- فهرنهايت
- أسئلة بلا أجوبة
- سياسة التهويش
- تحالف السلطة والمال
- حصن الحرية
- من هنا نبدأ


المزيد.....




- شاهد: تسليم شعلة دورة الألعاب الأولمبية رسميا إلى فرنسا
- مقتل عمّال يمنيين في قصف لأكبر حقل للغاز في كردستان العراق
- زيلينسكي: القوات الأوكرانية بصدد تشكيل ألوية جديدة
- هل أعلن عمدة ليفربول إسلامه؟ وما حقيقة الفيديو المتداول على ...
- رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية يتهرب من سؤال حول -عجز ...
- وسائل إعلام: الإدارة الأمريكية قررت عدم فرض عقوبات على وحدات ...
- مقتل -أربعة عمّال يمنيين- بقصف على حقل للغاز في كردستان العر ...
- البيت الأبيض: ليس لدينا أنظمة -باتريوت- متاحة الآن لتسليمها ...
- بايدن يعترف بأنه فكر في الانتحار بعد وفاة زوجته وابنته
- هل تنجح مصر بوقف الاجتياح الإسرائيلي المحتمل لرفح؟


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - أمينة النقاش - التلويش السياسى