|
قُبيلَ إنتخابات أقليم كردستان
امين يونس
الحوار المتمدن-العدد: 4209 - 2013 / 9 / 8 - 12:19
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
رياحٌ واحدة ، تهُبُ على أعلام الأحزاب في شوارع المدينة وتجعلها تتراقص .. شمسٌ واحدة تَشرُق على الأعلام الصفراء والخضراء والمارونية والحمراء فتدفئها .. ونفس السماء تُغَطي كُل الأعلام . ( الطبيعة ) بمكوناتها : الريح / الشمس / السماء ، تتعامل مع أعلام الأحزاب المتنافسة ، نفس المُعاملة ، فالطبيعة حيادية وتقف من الجميع على مسافة واحدة . لكن ومثل جميع الأمور الأخرى أيضاً .. حيث يوجد البَشر ، تبدأ الفروقات والتمايزات ، فليستْ هنالك عدالة في توزيع الأعلام والشعارات . فالأحزاب " الغنية " والتي تصرف ببذخٍ وبلا حساب ، تستطيع تعليق أعلامها بكمياتٍ ضخمة في الأماكن العالية والصعبة والبارزة ، وتنثر صور مُرشحيها في أنحاء المدينة ومحيطها .. بينما الأحزاب " الفقيرة " ، تُعّلِق أعلامها وصور مُرشحيها ، على إستحياء ، في الأماكن المنزوية والثانوية ، تاركةً المواقع الإستراتيجية للأحزاب الكبيرة ذات النفوذ والسُلطة ! . غالبية الناس ( حسب الإستطلاعات البسيطة التي أقوم بإجراءها بين الحين والحين ! ) .. لايطّلعونَ على [ برامج ] الأحزاب بصورةٍ كافية ، بل لاتحتل البرامج عندهم أهمية تُذكَر. ففي الواقع ، ان هذه المنافسة ، هي بين قيادات الأحزاب ، والشخصيات الرئيسية فيها ، هي على الإمتيازات المتأتية من الوصول الى السلطة ، هي على النفوذ والسيطرة على منافذ الإقتصاد والتجارة .. هي بين العشائر والأفخاذ . وبالفعل فلقد سألتُ العديد من الناس المحسوبين على مُختلف الإتجاهات السياسية ، سؤالاً مُحدداً وبسيطاً : ما هي أبرز فقرة في البرنامج الإنتخابي للحزب الذي تؤيده وبماذا يختلف عن برامج الاحزاب الأخرى ؟ .. صّدقوني بأن جميع الذين سألتهم ، لم يعرفوا ما هو " البرنامج الإنتخابي " للحزب الذي سيصوت له ! . طبعاً عندما أقول ( إستطلاع بسيط ومحدود ) فأعني بأنني سألتُ أربعة عشر فرداً من مُحيطي الذي أعيشُ فيه .. جميعهم فوق الخمسين من العُمر .. تسعةٌ منهم خريجوا كليات ومعاهد وأربعة خريجوا إعدادية وواحدٌ خريج الإبتدائية .. بينهم خمسة نساء . فكانتْ الإجابات كما يلي : أحد مؤيدي الحزب الديمقراطي الكردستاني المتحمسين ، قال : .. لاأعرف ولا أحتاج أن أعرف ، برنامج الحزب .. بالنسبة لي هو الحزب القائد ، وأنا من الموالين لمسيرة الزعيم التأريخي للكرد أي الملا مصطفى البارزاني .. وقادتنا اليوم ، هُم أبناءه وأحفاده .. وذلك يكفيني . شعارنا : حصة من أرباح النفط لكل مواطن في الأقليم . نحنُ حزب المناضلين والشُهداء ! . مُؤيدٌ للإتحاد الإسلامي الكردستاني ، أجاب : برنامجنا واضح ، يدعو الى الإلتزام بالشريعة الإسلامية ، ويختلف بذلك عن جميع البرامج الأخرى .. إذ نحن نقول بان حل جميع مشاكلنا يكمن في تطبيق الإسلام في المجتمع ! . مُؤيدٌ للإتحاد الوطني الكردستاني ، قال : برنامج الإتحاد هو دعوة الى الإصلاح والمشاركة والعدالة الإجتماعية .. يختلف عن الآخرين بأنه واقعي . إعتمادنا على تأريخنا النضالي ودماء شهداءنا ! . مُؤيدٌ لحركة التغيير أجاب : برنامجنا يتلخص في محاربة الفساد بأنواعه وتحويل الأقليم الى دولة مُؤسسات والإبتعاد عن حُكم الأحزاب والعوائل والأفراد . الكثير من الشُهداء كانوا مّنا بالأصل !. مُؤيدٌ للحزب الشيوعي الكردستاني : نحن حزب الفقراء والمُهمشين والكادحين .. وقّدمنا الكثير من الشُهداء على طول مسيرة نضالنا ! . ............................... الكُل يتحدث عن " الماضي " أكثر مما يتحدث عن " المُستقبل " .. وذلك قصورٌ في التفكير واضح . وتلك مسؤولية الأحزاب ، التي فشلتْ في تثقيف جماهيرها وتعويدها على المناقشة الإيجابية والنقد البَناء . ............................... هؤلاء الأربعة عشر ، هُم نماذج للناخبين في الأقليم .. وهُم مثالٌ على الشريحة " المُثقفة " في المُجتمع .. معلوماتهم عن البرامج ، تنحصر على شعارات الأحزاب ، وبعض تصريحات قادة الأحزاب .. ولم يقرأ أي منهم برنامج الحزب الذي يُؤيده ، بصورةٍ مرّكزة وتفصيلية وبنظرةٍ نقدية . عموماً ، ان " العاطفة " تلعب الدور الرئيسي في توجيه بوصلة التصويت في إنتخاباتنا ، أما " العقل " فنادراً ما يكون له تأثيرٌ جّدي ! . فإذا كانتْ الفئة المُثقفة ، هكذا .. فكيف بمئات الآلاف من الأميين وأنصاف المتعلمين ؟! .
#امين_يونس (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
المُدير
-
الموت الرحيم
-
المالكي يُدافع عن السُراق
-
لِمَنْ أعطي صَوتي ؟
-
ضوءٌ على إنتخابات أقليم كردستان
-
حتى الأموات .. ينتخبون
-
أيها المصريون .. لاتُبالغوا في إمتداح السعودية
-
لا تَقُل : حَجي ولا أبو فلان !
-
هزيمة اليمين الديني في مصر
-
ما أغبانا .. ما أغبانا !
-
المُشكلة في : الثلج
-
تداعيات إعتزال مُقتدى الصدر
-
كُرد سوريا .. بين الخنادِق والفنادِق
-
المدينة الصائمة
-
لا يمكن تبديل الجيران
-
الفيلُ والنملة
-
اللعنةُ .. اللعنةُ !
-
السُمعة الجيدة ، والنوايا الطيبة .. ليستْ كافية
-
فوضى بغداد .. وإستقرار أربيل
-
العقرب السام
المزيد.....
-
إيران تؤسس مجلس دفاع وطني بعد حربها الأخيرة مع إسرائيل
-
هل يشتعل الصراع بين تركيا والهند في المحيط الهندي؟
-
90 ألفا تظاهروا بأستراليا تعاطفا مع غزة وإسرائيل غاضبة
-
ترامب: على إسرائيل أن تطعم الناس في غزة
-
إيران تعلن تأسيس -مجلس الدفاع الوطني- لتعزيز قدراتها
-
حماس ترد على طلب نتنياهو بشأن -غذاء- الرهائن
-
هآرتس: ويتكوف وقع في -فخ- نتنياهو.. والحل في يد ترامب
-
رسامة يابانية تثير الجدل بعد تحقق نبؤءة زلزال روسيا الكبير
...
-
10 أعراض قد تنذر بانخفاض خطير في ضغط الدم
-
الأمن السوري يستعيد السيطرة على مناطق بالسويداء بعد اشتباكات
...
المزيد.....
-
شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية
/ علي الخطيب
-
من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل
...
/ حامد فضل الله
-
حيث ال تطير العقبان
/ عبدالاله السباهي
-
حكايات
/ ترجمه عبدالاله السباهي
-
أوالد المهرجان
/ عبدالاله السباهي
-
اللطالطة
/ عبدالاله السباهي
-
ليلة في عش النسر
/ عبدالاله السباهي
-
كشف الاسرار عن سحر الاحجار
/ عبدالاله السباهي
-
زمن العزلة
/ عبدالاله السباهي
-
ذكريات تلاحقني
/ عبدالاله السباهي
المزيد.....
|