أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - امين يونس - ما أغبانا .. ما أغبانا !














المزيد.....

ما أغبانا .. ما أغبانا !


امين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 4183 - 2013 / 8 / 13 - 10:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في جمهورية " مالي " الأفريقية .. جرتْ قبل يومَين ، الإنتخابات الرئاسية .. وفاز زعيم المُعارَضة وخسرَ الرئيس .. إعترفَ الرئيس بخسارتِهِ وهَنأ منافسه الفائز . جُملةٌ قصيرة متكونة من بضعة كلماتٍ واضحة .. لكننا هُنا في العراق ، لانفهم هذه الكلمات ولا نستوعب معانيها مُطلقاً ... لأنه ببساطة ، لم يسبق لنا منذ تأسيس الدولة العراقية الحديثة في 1921 ولِحد اليوم .. أن حصلَ عندنا .. شئٌ مُماثِل : أي أن تجري إنتخابات ، ويفوز مُرّشحٌ مُعارِض ويخسر الرئيس .. ويجري كُل ذلك بهدوء .. ويُصافِح رئيس الدولة ، المنهَزِم .. غريمهُ المنتصِر ، وينتهي الأمر . ولا تحدث ضّجة حول تزوير الإنتخابات ، ولا معارك في الشوارع بين مُؤيدي الرئيس الخاسر والمُرشح الفائز ، ولا يتدخل الجيش او القوى الأمنية .
حسناً .. " مالي " دولة مساحتها ثلاثة أضعاف مساحة العراق ، ونفوسها أقل من نصف نفوس العراق .. ليسَ لها أية سواحل . ومعظم مناطقها صحراوية ، إعتمادها على الزراعة والثروة الحيوانية ، وفيها القليل من الذهب واليورانيوم . " مالي " عموماً دولة فقيرة واكثر من نصف سكانها ، يعيشون تحت مستوى خط الفُقر . كانتْ مستعمرة فرنسية ، عانتْ من الحكم الفردي في السابق ، لكن خلال العقدَين الماضيين ، تعلَمتْ مبادئ الديمقراطية شيئاً فشيئاً .. بحيث وصلتْ اليوم ، الى مرحلة تكريس التداول السلمي الديمقراطي ، للسُلطة ، بإسلوبٍ مقبول .
حسناً .. ميزانية جمهورية " مالي " لا تُشكِل سوى جزءا بسيطاً من ميزانية العراق ، بل أنها أقل كثيراً من ميزانية أقليم كردستان . حوالي السبعين في المئة من السكان ، أمِيون .. لاتوجد في جمهورية " مالي " أي جامعة ، وأقصى مرحلة دراسية هي الثانوية ، وتوجد بعض المعاهد الدينية الإسلامية ! .. حيث ان 90% من الشعب المالي ، مُسلمون سُنة وصوفيون .
حسناً .. تُعاني " مالي " من الفًقر وقِلة الموارد وتبعات الإستعمار الفرنسي السابق ، وبعض المشاكل مع الجيران هنا وهناك ، وعقود من الحكم الفردي الإستبدادي من نهاية الخمسينيات لغاية بداية التسعينيات .. وضغوط مَد الإسلام السياسي المُتشّدِد .. وبالرغم من كل ذلك .. ففيها " إستقرارٌ " سياسي مقبول طيلة السنوات العشرين الماضية .. وفيها " أمنٌ " مُستتِب الى درجةٍ معقولة .. وتجري فيها إنتخابات وتداول سلمي للسلطة ، كما حصل قبل يومَين .
.......................
حسناً .. بِحق الآلهة وكُل المُقدسات .. لماذا الوضع في بلادي العراق : إنفجاراتٌ كل يوم وكل ساعة ؟ في المدارس والملاعب والأسواق ؟ عمليات إنتحارية تستهدف الأبرياء ؟ نَزعةٌ إجرامية لتدمير كُل شئ ؟ فسادٌ مُتغلغلٌ كالسرطان في الانحاء جميعاً ؟ مئات القتلى والجرحى يومياً ؟ .. ونحنُ نمتلك مئة جامعةٍ مُختلفة ، تُخّرج سنوياً الآلاف من الإختصاصات .. نمتلك أرضاً من ذَهب .. موارد خُرافية من النفط والمعادن الاخرى ، وزراعة وثروة حيوانية ؟ نمتلك ثروة بشرية عملاقة ، وعلماء وخُبراء في كُل المجالات ؟ ..حسناً .. مع كُل هذه الموارد البشرية والمادية والطبيعية .. لماذا لانستطيع ان نعيش ونتعايش مثل بقية خلق الله ؟ .. حتى " الماليون " الفقراء الأميون .. أحوالهم الأمنية والسياسية أفضل مِنّا كثيراً .
ما أغبانا .. ما أغبانا !.



#امين_يونس (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المُشكلة في : الثلج
- تداعيات إعتزال مُقتدى الصدر
- كُرد سوريا .. بين الخنادِق والفنادِق
- المدينة الصائمة
- لا يمكن تبديل الجيران
- الفيلُ والنملة
- اللعنةُ .. اللعنةُ !
- السُمعة الجيدة ، والنوايا الطيبة .. ليستْ كافية
- فوضى بغداد .. وإستقرار أربيل
- العقرب السام
- الإتحاد الوطني .. لِصاحِبهِ .. ؟
- بينَ التهّور والإتِزان
- العمل في الشمس .. والتسكع في الفئ
- على هامش إنتخابات مجالس أقليم كردستان
- هل سيصبح البرزاني رئيساً لجمهورية العراق ؟
- أزمَتنا عميقة
- - السيسي - و - سعدون الدليمي - !
- مُفتي العمادية .. وأثيل النُجيفي !
- تأجيل إنتخابات رئاسة أقليم كردستان
- ساعاتٌ حاسمة ، لشعبِ مصر الحَي


المزيد.....




- مصر.. علاء مبارك يشعل تفاعلا بفيديو لوالده عما قاله له صدام ...
- السعودية: فيديو القبض على 4 مصريين وعدة أشخاص والأمن يكشف ما ...
- -الحكومة بلا استراتيجية-.. جنرال إسرائيلي سابق يحذّر: نحن عل ...
- اكتشاف حشرة عصا عملاقة في غابات أستراليا
- فيديو.. زلزال قديم يوقظ بركانا نائما منذ 600 عام في روسيا
- ترامب يعين مقدمة برامج من أصول لبنانية على -هرم القضاء-
- تحول أميركي في مفاوضات غزة.. -كل شيء أو لا شيء-
- -حلقوا شعره ورسموا على وجهه-.. اعتداء على مطرب شعبي في سوريا ...
- لماذا أثارت قائمة السفراء الجدد انقساما سياسيا في العراق؟
- الجيش السوري و-قسد- يتبادلان الاتهامات بشأن هجوم منبج


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - امين يونس - ما أغبانا .. ما أغبانا !