أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - توماس برنابا - العلاقات والدلالات الضمنية لفترات الصمت المطولة في حياة بولس رسول المسيحية مع الفكر التوسعي اليهودي عبر التاريخ!















المزيد.....



العلاقات والدلالات الضمنية لفترات الصمت المطولة في حياة بولس رسول المسيحية مع الفكر التوسعي اليهودي عبر التاريخ!


توماس برنابا

الحوار المتمدن-العدد: 4208 - 2013 / 9 / 7 - 10:09
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


من خلال العقيدة اليهومسيحية Judeo-Christian يتم إقرار أن اليهود هم أول من صاغوا من قصص التاريخ الجامدة فلسفة للتاريخ Philosophy of History! هذا معناه أنهم في البداية صاغوا قصة Story لهم ( سواء كانت تاريخية بالفعل أم لا!) ثم منها أنتجوا تاريخاً للشعب اليهودي History وبعد ذلك صاغوا المعاني والأهداف الخاصة بهذا الشعب ومعنى وجوده من خلال وضع فلسفة للتاريخ Philosophy of History للعالم أجمع وكأن تاريخ العالم يدور في فلك تاريخ اليهود و سيخلو من الهدف والمعنى بدون تلك القبيلة الصغيرة البربرية التي ترعرعرت في أطراف مصر وفلسطين وعاشت على نهب الأخرين وقتلهم وسببت الكثير من الأضطرابات والقلاقل للدولة الفرعونية مما نتج عن إستعبادهم في مصر! وكان رد فعل اليهود أنهم أختلقوا قصة دخولهم الألهي التاريخي الى مصر وإستعبادهم هناك الى أن أضحوا من قبيلة من سبعين نفس الى شعب مهوب أكثر وأقوى من شعب الفراعنة نفسه الذى حكم وتحكم في العالم المعروف حينذاك! ( وهذه الكتابات الأسطورية ظهرت وتم كتاباتها بعد قرون من هذه القصص إبان سبي أخر لهم فيما بعد في ( في بابل)!!! ( و ابنا يوسف اللذان ولدا له في مصر نفسان جميع نفوس بيت يعقوب التي جاءت الى مصر سبعون (تك 46 : 27) .... و كانت جميع نفوس الخارجين من صلب يعقوب سبعين نفسا و لكن يوسف كان في مصر (خر 1 : 5) ..... فارتحل بنو اسرائيل من رعمسيس الى سكوت نحو ست مئة الف ماش من الرجال عدا الاولاد (خر 12 : 37) ... ( وهذا عدد قد يصل الى الملايين إذا عددنا كافة الأنفس البشرية من أولاد وبنات ونساء مع إحتساب عمر الرجل حينما يتم تسميته رجلاً! وأخذ تعدد الزوجات في الحسبان الذي كان سمة في هذا الشعب! فيعقوب أباهم كان متزوجاً لأربع نساء!!) .... مما دعى فرعون ( طبقاً لسفر الخروج) أن يقول : (فقال لشعبه هوذا بنو اسرائيل شعب اكثر و اعظم منا (خر 1 : 9) )!!! يمكننا بإختصار القول بأن من يسمون اليهود هم قبائل وعصابات من حثالات الشعوب فكُتاب أسفار التوراة هم من أصول مختلفة لذا ينسب الكتاب ومحرروا الاسفار تارة كلدانيا و مرة أخرى اراميا واموريا..الخ.

فكيف يا ذوي العقول المريضة بالحقد والحسد أن سبعون نفس تتحول الى الملايين ثم الى عدد يفوق ويقوى على الشعب الفرعوني المصري المضطهد لهم في خلال فترة زمنية تربو على الاربع مائة عام؟! حتى الارانب والفئران لن تستطيع هذا!! فالمنطق لا يمكن أن يصدق هذه الكذبة! وكان نتيجة هذا الحقد على الفراعنة أنهم كتبوا أسفار دينية تظل لأولادهم وأحفادهم تمثل تطلاعاتهم وخططهم الإمبريالية التوسعية في الاستيلاء على مصر وكل الأراضي الواقعة ما بين النيل الى الفرات بإعتبار أن إلههم ( يهوى) ( رب الارباب) قد منحهم إياها فهم شعب الله المختار! فبما أنهم لاقوا الأمرين من شعب مصر وبابل ... سيكون رد فعلهم في يوم ما الإستيلاء على جميع الأراضي من النيل للفرات ( في ذلك اليوم قطع الرب مع ابرام ميثاقا قائلا لنسلك اعطي هذه الارض من نهر مصر الى النهر الكبير نهر الفرات (تك 15 : 18) )!! وكتبوا تاريخ ( سيرة ذاتية خيالية لما يودون أن يكونوا عليه) في كتاب سمى التوراة بالاضافة الى كتب أخرى كثيرة ولكنها قائمة على التوراة التي نسبت لموسى بالرغم من أن الكتاب التوراتي كتب بعد زمن موسى في عهد عزرا الكاتب ب 700 سنة!!


وهنا لا أدعى مثل البعض أن عزرا الكاتب أعاد كتابة التوراة ( بما يوحي أنه كان هناك توراة أخرى أعاد كتابتها لإثبات وهم التحريف) بل أؤكد أنا أول كتابة للتوراة وبداية للكتابات التوراتية كانت أيام سبي بابل عن طريق عزرا الكاتب، فأقدم كتابة وأيضاً قراءة للتوراة العبرية جرت حوالي عام 444 قبل الميلاد! ولا يخفي على العين الفاحصة وجود تناقضات فيها وأخطاء، توحي بأنه قد يكون كتبتها متعددون وليس كاتب واحد كعزرا مما يؤكد أن يكون عزرا قد قام بالتوليف بين الروايات المختلفة التي وصلت إليه من ديانات أخرى ومن التقاليد الشفهية المتوراثة بين اليهود. وقد قام علماء الكتاب المقدس بفحص دقيق وعلمي عبر دراسات طويلة، يؤكد أن هذه الأسفار لها روايات تربو على المائة، وينتمون إلى أربع مدارس ظهرت في القرنين الثامن والتاسع قبل الميلاد في مملكتي إسرائيل ويهوذا. وتسمى هذه الدراسات نظرية المصادر الأربعة. وقد اعترف الكاثوليك بنظرية المصادر الأربعة كمدخل للكتاب المقدس. وتتلخص نظرية المصادر الأربعة أنه ثمة أربع مدارس مختلفة ساهمت في كتابة التوراة ثم ضمت نصوص هذه المدارس إلى بعضها، وكون نص موحد لا يخلو من كثير من التناقضات والأخطاء، وقد استطاع المحققون التفريق بين هذه النصوص المتداخلة، ونسبوا كل فقرة إلى مصدرها، وهذه المصادر الأربعة هي:

1 ) المصدر الأول : ( اليهوي )

وكتب نصه فيما بين القرن العاشر والثامن قبل الميلاد، ورجح البعض أنه في التاسع قبل الميلاد وقد كانت كتابته في مملكة يهوذا الجنوبية.
ولغة هذا النص قديمة فجة، تتحدث عن الله بصورة بشرية سيئة، ويتحدث هذا النص عن بدء الخلق ويمتد إلى موت يعقوب، ويظهر فيه الشعور القومي، وسيطرة إسرائيل على كنعان، وشغله الشاغل التأكيد على وعد الله لإسرائيل بأرض كنعان. ويطغى هذا النص في سفر التكوين، ويشترك مع الثاني والرابع في سفري الخروج والعدد. وأهم ما يميز هذا النص تسميته الإله ( يهوَه ).

2 ) المصدر الثاني : ( الألوهيمي )

وهو متأخر عن المصدر الأول في زمن كتابته، إذ يرجع للقرن الثامن أو السابع قبل الميلاد، وكتب هذا النص عن الإله، وجنّبه النشاطات البشرية، ويظهره بصفات مهيبة نسبياً، ويركز النص في الأحداث الخاصة بإبراهيم ويعقوب ويوسف، وهذا المصدر موجود في الأسفار الثلاثة التكوين والخروج والعدد، ويعود لهذا المصدر والأول معظم سفري التكوين والخروج. وأهم ما يميز هذا النص تسميته الإله ( ألوهيم ).
3 ) المصدر الثالث : ( سفر التثنية )

وقد عمل هذا المصدر في سفر التثنية فقط، وبه سمي، ويعود تاريخه للقرن الثامن أو السابع قبل الميلاد، ولغة هذا المصدر خطابية داعية لاتباع الشريعة، وتطبيق العهد، ويكثر فيه " اسمع يا إسرائيل"، ويمتلئ بالتشريعات، وغايته تركيز عبادة يهوه في مكان خاص هو أورشليم.
وقد خضع سفر التثنية لإصلاحات متأخرة جداً يمكن الوقوف عليها بمقارنة السفر مع بقية الأسفار الأربعة.
4 ) المصدر الرابع : ( الكهنوتي ).

ويعود تاريخ كتابته لما بعد النفي البابلي، أي للقرن السادس قبل الميلاد، وهو من عمل بعض الأحبار. وموضوعه ذكر الشرائع والتعاليم الطقسية، وكيفية تطبيق تعاليم الدين. ويتميز بأنه يذكر الخبر ونقيضه بحسب كاتبه من الكهان (انظر العدد 4/3، والعدد 8/24)، ويستخدم هذا المصدر اسم: ألوهيم وهو يتحدث عن الله. ولهذا المصدر دور كبير في سفري اللاويين والعدد، كما شارك قليلاً في سفري التكوين والخروج.
وقد بين الأب دوفو أرقام الفقرات التي تتبع النص الألوهيمي، وتلك التي تتبع النص اليهوي، وهكذا......

و طبقاً لعلماء اللاهوت المسيحيون نظرية المصادر الاربعة أو الوثائقية معتمدة عالمياً في تفسير سفر التكوين والتي تؤكد وجود روايات مصادرها مختلفة جمعت في كتاب واحد فهناك المصدر أو الرواية اليهوية وأخرى كهنوتية وأخرى ايلوهيمة بالاضافة الى المصدر الرابع التثنوي الخاص بسفر التثنية لكن لم يتطرق أحد لكيفية تأليف التوراة كما نعرفها اليوم حتى ظهر اللاهوتي ريتشارد سيمون (1638-1712) الذي اقترح أن التوراة ما هي إلا جمع من عدة وثائق مختلفة، وقد استند في رأيه هذا إلى أن التوراة تتضمن روايات مكررة لنفس الحدث، واستنتج من ذلك أن أصل تلك الوثائق يرجع لموسى وأن عزرا الكاتب – بعد عودته من السبي – قام بنسج الوثائق معاً في وثيقة واحدة هي التوراة بصورتها التي بين يدينا اليوم!!

ويقول الأب دوفو : " لقد تكونت أسفار موسى الخمسة من أقوال موروثة لأمم مختلفة، جمعها محررون وضعوا تارة ما جمعوا جنباً إلى جنب، وطوراً غيروا من شكل هذه الروايات بهدف إيجاد وحدة مركبة، تاركين للعين أموراً غير معقولة، وأخرى متنافرة.... "
وتقول دائرة المعارف البريطانية : " إن أسفار العهد القديم كتبت في عصور مختلفة، وبأيدي كتاب مختلفين ذوي ثقافات مختلفة متباينة ".
ويرجح ولد يورانت في كتابه قصة الحضارة أن هذه الروايات قد امتزجت وأخذت صيغتها النهائية سنة 300 ق. م.
وفصل آخرون فقالوا بأن الأسفار الخمسة أخذت وضعها النهائي سنة 400 ق. م، بينما امتدت بقية أسفار العهد القديم إلى سنة 200 ق. م.

لقد اتجه العلماء بشكل تدريجي إلى النتيجة الحتمية القائلة: إنّ الكتب الخمسة الأولى للكتاب المقدس : التوراة.. «التكوين- الخروج- اللاويون- العدد- التثنية» هي حصيلة عملية تحريرية معقدة تم خلالها تجميع الوثائق المصدرية الرئيسة... ودمجها ببراعة, حيث تم الربط بينها بشكل حاذق من قبل النسّاخ والمنقحين, وأياً كان الأمر فقد أصبح الكل يُجمع على أنّ الأسفار الخمسة {التوراة} ليست تأليفاً فردياً واحداً.. بل هي تجميع وترقيع لمصادر مختلفة.. كل منها كتب تحت ظروف تاريخية مختلفة... لإبداء وجهات نظر دينية أو سياسية مختلفة. ‏

وحينما نتكلم عن الكتاب المقدس, فإننا نحيل –أولياً- إلى مجموعة الكتابات القديمة التي دونت على مدى مدة طويلة والتي أصبحت تُعرف –فيما بعد- باسم أسفار العهد القديم, ويسميها العلماء الدارسون الآن بالكتاب المقدس العبري وهو مجموعة من الأساطير, والقوانين, والأشعار, والنبوءات, والفلسفة, والتاريخ, كُتبت كلها تقريباً باللغة العبرية. ويشتمل هذا الكتاب المقدس على تسعة وثلاثين كتاباً قسمت في البداية حسب موضوعها أو حسب مؤلفها أو في حالة الكتب الأطول. ‏

فقراءة التوراة ماهي الا عبارة عن حكايات من التاريخ خالية من الاخلاق والرسالة الروحية والتي تبدأ بهجرة إبراهيم عام 1800 ق.م. وتنتهي بعزرا حوالي عام 500 ق.م. ومن خلال قراءة الروايات التوراتية فهي لم تنال المصداقية التاريخية. يقول الباحث كاربين Garbin في كتابة المعنون History and Ideology in Ancient Israel الصادر عام 1988 (أن الاسفار المدعوة بالاسفار التاريخية في كتاب التوراة قد دونت في أواخر العصر الفارسي وأوائل العصر الهلنستي آي خلال القرن الخامس والقرن الرابع قبل الميلاد) وعشرات الكتاب الاخرين امثال Soggin Miller , Hays, Seter,Thompson,Thoms, وكل هؤلاء المؤرخين والباحثين يتفقون حيث جاءوا بما ليس فيه أي شك (وهو أن يجب علينا ان نتخلى اليوم بشكل جذري وواع عن كل المسلمات التي فر ضت علينا من قبل النصوص التوراتية ) . أما الباحثين الكبيرين أمثال Meyers, Gunkel حيث يعلمنا الباحثان بان المصدر الاساسي للتقاليد التوراتية هو الحكايا الشعبية والملاحم والقصص البطولية والتي كانت متداولة شفاهية في فلسطين . واضاف Meyers أن سفر تكوين من أبراهيم إلى يوسف لا علاقة له بالتاريخ وهي عبارة عن خيال كتبة التوراة!!!

وقد يتهمني قارئ بالإختلاق والتزوير والتحريف للحقائق، ولكني سألجأ الى منطقك العقلاني وأترك الحكم لك! فما دخل عزرا الكاتب بهذه القضية، وما الذي دفع الباحثين لهذه الافتراضات التي ثبت مصداقيتها؟ سأتي لك بالدليل عزيزي القارئ من أسفار اليهود في الكتاب المقدس ( العهد القديم):

وهذا ما حدث بالفعل فسفر الملوك الثاني (22: 8-13) يخبرنا أن سفر الشريعة الكاهن حلقيا قد عثر عليه في الهيكل أثناء صيانته في عهد الملك يوشيا بن آمون . وعلى أثر هذا الاكتشاف قام بحركة اصلاح دينية واسعة وطهر الهيكل والبلاد من مظاهر الوثنية. ونحن اليوم لا نملك أي نسخة من التوراة تعود إلى عصر موسى أو داود وسليمان ولا عصر المنفى ولا نملك تلك النسخة التي قرأها عزرا في بداية القرن الرابع قبل الميلاد على اليهود . وأقدم نسخة حية للتوراة اليوم هي المكتشفة في كهوف قمران قرب البحر الميت ابتداء من العام 1947م والتي يرجع تاريخ تدوينها إلى القرن الثاني أو الثالث قبل الميلاد على أحسن تقدير أي أن بين تاريخ كتابتها وعهد موسى فجوة زمنية مقدرة بألف سنة . و لقد أثبتت الدراسات أن التوراة التي قدمها حلقيا الكاهن للملك يوشيا ليس لها علاقة بالتوراة التي قرأها عزرا أمام جمهور اليهود بعد عودتهم من السبي فلم تلك التي اعتمد عليها يوشيا في برنامج إصلاحه الديني.

ولكن لدى ملاحظات هنا فردود فعل الشعب الذي سمع الشريعة حينما وجدت وقرأت في حالتي الملك يوشيا وعزرا الكاتب توحي بأن الشعب لم يكن قد سمع بتاتاً ولو شفاهةً شئ مما يقرئ عليه من قبل!! (( وَأَخْبَرَ شَافَانُ الْكَاتِبُ الْمَلِكَ: [قَدْ أَعْطَانِي حِلْقِيَّا الْكَاهِنُ سِفْراً]. وَقَرَأَهُ شَافَانُ أَمَامَ الْمَلِكِ. فَلَمَّا سَمِعَ الْمَلِكُ كَلاَمَ سِفْرِ الشَّرِيعَةِ مَزَّقَ ثِيَابَهُ. وَأَمَرَ الْمَلِكُ حِلْقِيَّا الْكَاهِنَ وَأَخِيقَامَ بْنَ شَافَانَ وَعَكْبُورَ بْنَ مِيخَا وَشَافَانَ الْكَاتِبَ وَعَسَايَا عَبْدَ الْمَلِكِ: [اذْهَبُوا اسْأَلُوا الرَّبَّ لأَجْلِي وَلأَجْلِ الشَّعْبِ وَلأَجْلِ كُلِّ يَهُوذَا مِنْ جِهَةِ كَلاَمِ هَذَا السِّفْرِ الَّذِي وُجِدَ. لأَنَّهُ عَظِيمٌ هُوَ غَضَبُ الرَّبِّ الَّذِي اشْتَعَلَ عَلَيْنَا مِنْ أَجْلِ أَنَّ آبَاءَنَا لَمْ يَسْمَعُوا لِكَلاَمِ هَذَا السِّفْرِ لِيَعْمَلُوا حَسَبَ كُلِّ مَا هُوَ مَكْتُوبٌ عَلَيْنَا. ( ملوك الثاني 22: 10-13) )).... (( وَلَمَّا اسْتُهِلَّ الشَّهْرُ السَّابِعُ وَبَنُو إِسْرَائِيلَ فِي مُدُنِهِمِ اجْتَمَعَ كُلُّ الشَّعْبِ كَرَجُلٍ وَاحِدٍ إِلَى السَّاحَةِ الَّتِي أَمَامَ بَابِ الْمَاءِ وَقَالُوا لِعَزْرَا الْكَاتِبِ أَنْ يَأْتِيَ بِسِفْرِ شَرِيعَةِ مُوسَى الَّتِي أَمَرَ بِهَا الرَّبُّ إِسْرَائِيلَ. فَأَتَى عَزْرَا الْكَاتِبُ بِالشَّرِيعَةِ أَمَامَ الْجَمَاعَةِ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَكُلِّ فَاهِمٍ مَا يُسْمَعُ فِي الْيَوْمِ الأَوَّلِ مِنَ الشَّهْرِ السَّابِعِ. وَقَرَأَ فِيهَا أَمَامَ السَّاحَةِ الَّتِي أَمَامَ بَابِ الْمَاءِ مِنَ الصَّبَاحِ إِلَى نِصْفِ النَّهَارِ أَمَامَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْفَاهِمِينَ. وَكَانَتْ آذَانُ كُلِّ الشَّعْبِ نَحْوَ سِفْرِ الشَّرِيعَةِ. ( نحميا 8: 1-3) ))
فهل يمكن لشعب ما في تاريخ الكرة الارضية أن ينسى تعاليم وشرائع و وصايا دينه ، بحجة أنها ضاعت منه؟! أبحث وتفحص ولن تجد الا شعب اليهود من قام بهذه الخدعة وليس لمرة واحدة بل مرتين داخل دفتي الكتاب المقدس في عهد يوشيا الملك وعزرا الكاتب!!

وهذه خدعة تواترت و لها صدى على ذهن المتدينين في تاريخ الاديان الابراهيمية! فهذه الخدعة تم القيام بها مراراً حينما كُتبت الأناجيل ... ومما يمكنك مشاهدته بصورة معاصرة إكتشاف إنجيل برنابا! فقد وجد المسلمون أن كتب التوراة والاناجيل لا تتحدث عن محمد نبيهم فقاموا بإختلاق إنجيل جديد يتنبأ عن محمد رسول الاسلام وحشوه بالتخاريف والاساطير! ثم القيام بنسبه لشخصية تاريخها غامض وقد أختفت عن المشهد في الانجيل كبرنابا لكي يعجز الباحثين عن رصد وتعقب الانجيل تاريخياً! ولكن عند فحصه ونقده داخليا رفضه المسلمون ومنهم عباس محمود العقاد قبل المسيحيون أنفسهم! ولكن ما يُعول عليه هنا أن الخدعة أنطلت على كثيرين وما زال الملايين يؤمنون أنه إنجيل صحيح!!

وهناك خدعة الكفن المقدس للمسيح، حينما تم الادعاء بإكتشافه وقدسته أجيال كثيرة وما زال هذا التقديس مستمراً بالرغم من أن أختبار الكربون 14 أكد على أن نسيج الكفن حديث نسبياً وعمرة بضعة مئات من السنين ولا يمكن أن يكون عمره 2000 عام أبداً!! وغيرها الكثير من الخدع التي يحبها من يريدون أن يُخدعوا!!!

وفي السبي جمع عزرا 120 شيخا؛ هذا العدد كان النواة لمجمع السنهدريم ومن ضمنه هؤلاء من تسموا بلقب الأنبياء الصغار أو الأنبياء الأخيرين في العهد القديم، وهم حجي وزكريا وملاخي، وسمي بالأنبياء الصغار لأن أسفارهم كانت صغيرة في حجمها مقارنة بأشعياء والمزامير على سبيل المثال ومن هذا المجمع أبتدئت خطط جعل اليهود أمة لها شأن... فقد أنتهوا من وضع أسفار مقدسة لهم مكونين فلسفة لتاريخ مزعوم لهم ... ومنه ينطلقون لرسم سيناريو مستقبلي يطمحون إليه في التوسع ولو فكرياً، وهم كانوا على درجة عالية من الذكاء! فشعب اليهود شعب يتغذى على الدهاء والذكاء ولا يمكن الاستهانة بهم أبداً!!!

ومن إنجازات هذا المجلس الإتفاق على الاحتفاظ بدمهم نقياً من الاختلاط بجنسيات أخرى فلا يمكن طبقاً للعقيدة اليهودية إعتبار أن أحدهم يهودي إلا إذا ولد من أم يهودية، ولا يمكن لأحد أقام أو حصل على الإقامة القانونية في أراضي يهودية منذ نشأة اليهودية أن يصبح يهودي! إلا في الجيل الرابع! وهذا معناه أن المقيم قانونياً بين اليهود لا يمكنه أخذ الجنسية اليهودية ؛ لا هو ولا أبنائه ولا حتى أحفاده، بل أبناء أحفاده هم من ينالون هذه الجنسية بشرط إقامة الأجيال الاربعة بسلام طوال حياتهم بين اليهود! (لا تكره ادوميا لانه اخوك لا تكره مصريا لانك كنت نزيلا في ارضه ، الاولاد الذين يولدون لهم في الجيل الثالث يدخلون منهم في جماعة الرب (تث 23 : 7-8) وهذه القاعدة طبقاً لسفر التثنية يُستثنى منها العمونيين والموآبيين الممنوعين من دخول جماعة الرب حتى الجيل العاشر!: ( لا يَدْخُل عَمُّونِيٌّ وَلا مُوآبِيٌّ فِي جَمَاعَةِ الرَّبِّ. حَتَّى الجِيلِ العَاشِرِ لا يَدْخُل مِنْهُمْ أَحَدٌ فِي جَمَاعَةِ الرَّبِّ إِلى الأَبَدِ مِنْ أَجْلِ أَنَّهُمْ لمْ يُلاقُوكُمْ بِالخُبْزِ وَالمَاءِ فِي الطَّرِيقِ عِنْدَ خُرُوجِكُمْ مِنْ مِصْرَ وَلأَنَّهُمُ اسْتَأْجَرُوا عَليْكَ بَلعَامَ بْنَ بَعُورَ مِنْ فَتُورِ أَرَامِ النَّهْرَيْنِ لِيَلعَنَكَ. وَلكِنْ لمْ يَشَإِ الرَّبُّ إِلهُكَ أَنْ يَسْمَعَ لِبَلعَامَ فَحَوَّل لأَجْلِكَ الرَّبُّ إِلهُكَ اللعْنَةَ إِلى بَرَكَةٍ لأَنَّ الرَّبَّ إِلهَكَ قَدْ أَحَبَّكَ. لا تَلتَمِسْ سَلامَهُمْ وَلا خَيْرَهُمْ كُل أَيَّامِكَ إِلى الأَبَدِ.ِ) ( تثنية 23: 3-6)!!! فلا يمكن إتهام اليهود بالتوسع أو الإمبيرالية أبداً طبقاً لدينهم! ولكنهم لهم طرق أخرى في التوسع الذي لا يفسد عرقهم سأتناوله بعد قليل!

بعد إنتهاء عصر عزرا وكتبة الاسفار الصغيرة الذين كانوا نواة أول مجمع سنهدريمي. إنقطع الوحي! فلا توجد كتب ثبت قانونيتها في هذه الفترة التي تسمى فترة ( ما بين العهدين) وهناك أسفار مثل أسفار المكابيين ظهرت إبان هذه الفترة لم يقبلها اليهود ولفظتها الكنيسة في العصور الأولى ورفضها فيما بعد البروتستانت ومن قبلوها فقط هم الكنائس التقليدية من الارثوذكس والكاثوليك إتباعاً لمجمع ترنت في القرن السادس عشر و وضعت في نسخة الفولجاتا بأسم ( الكتب القانونية الثانية)! وخلال عصر ما بين العهدين ظهر الانتشار الروماني في معظم العالم المعروف حينئذ مما أثار فكر اليهود القومي المعتمد على الاسفار الالهية التي بين أيديهم ... بأنهم شعب مختار من الله ولا يمكن أن يُستعبد، ولا يتم التحكم فيه من شعوب أخرى كالرومان!

ولذلك قبل الميلاد بحوالي 150 عام ظهرت حركة يهودية تسمت بإسم (النتذريم …… Neitzerim ( من نتذر Neitzer العبرية أي (غصن ) ويمكن أن نطلق عليها بالعربية إصطلاح الغصنوية وكانوا ينتظرون تخليص اليهود من الرومان على يد ( الرجل الغصن ... وهو تسمية مختلفة للمسيا المنتظر!!) كما قيل فى أشعياء وأرميا و حزقيال وزكريا :
1. في ذلك اليوم يكون غصن الرب بهاء و مجدا و ثمر الارض فخرا و زينة للناجين من اسرائيل (اش 4 : 2)
2. و يخرج قضيب من جذع يسى و ينبت غصن من اصوله (اش 11 : 1)
3. ها ايام تاتي يقول الرب و اقيم لداود غصن بر فيملك ملك و ينجح و يجري حقا و عدلا في الارض (ار 23 : 5)
4. في تلك الايام و في ذلك الزمان انبت لداود غصن البر فيجري عدلا و برا في الارض (ار 33 : 15)
5. هكذا قال السيد الرب و اخذ انا من فرع الارز العالي و اغرسه و اقطف من راس خراعيبه غصنا و اغرسه على جبل عال و شامخ (حز 17 : 22)
6. و كلمه قائلا هكذا قال رب الجنود قائلا هوذا الرجل الغصن اسمه و من مكانه ينبت و يبني هيكل الرب (زك 6 : 12)


وكانت الغصنوية هذه تنتشر فى فلسطين ؛ وأضطهدوا أتباعها و طردوا منها على يد اليهود بإيعاز من الرومان لبقاع أخرى وخاصة أرض الحجاز ( شبه الجزيرة العربية) ليسموا هناك ما يدعى بالنصارى ( نتذارى) .... لأنها التحوير العربي النحوي لصيغة الجمع العبرية ( نتذريم) لأن مقطع (-ايم) هو للجمع في العبرية ولذلك تحورت الكلمة الى نتذارى ( نصارى) في عربية أرض الحجاز!!!
وقد رأى حكماء اليهود بمجمع السنهدريم نفعاً لهذه الحركة، بأنها يمكنها أن تكون نواة لطائفة يهودية جديدة يمكن لغير اليهود دخولها. وحينئذ يمكن التحكم في أفكار غير اليهود من خلال العقائد اليهودية وتكوين طابور خامس في الامم الأخرى ينادي بالمصالح والاهداف اليهودية حتى ولو كانوا من أصول غير يهودية من الأمم مع الاحتفاظ بدم اليهود نقياً من الإختلاط! ولذلك أختاروا ممثل وهمي(كالغصن المنتظر) لهذه الطائفة ( التي تحولت لديانة منفصلة فيما بعد) وربما كان شخصية قيادية في حركة النتذريم يسمى يشوع أو يسوع (أو أيسوس باليونانية) ( أو أيسى أو عيسى بعد حذف علامة الرفع وهي الواو والسين في نهاية الكلمات اليونانية!!! ) ... وقائد ينادى بها وقد تم إختيار بولس رسول المسيحية لحنكته في دراسة الاديان المعروفة في العالم أنذاك بالاضافة الى تبحره في اللاهوت اليهودي وأيضاً لحصوله على الجنسية الرومانية التي ستسهل عليه الحركة والانتقال في دول العالم!!

وهنا ربما يعترض معارض لماذا يسمح الاصوليون بتكوين طوائف ومذاهب قد تخالفهم وتعاديهم في المستقبل؟! ربما تود أن تقرأ القصة القصيرة الطريفة التي كتبتها في هذا الشأن عزيزي القارئ بعنوان ( نظرية الفول المدمس) لتتضح لك الفائدة التي تقع من السماح بظهور طوائف فكرية جديدة في أي مجتمع ديني مع الاحتفاظ بالاصولية مصونة بلا تحريف بجانب المذاهب الأخرى! الرابط: ( http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=352483 ) ومن هذه الفوائد محاصرة أتباع هذا الدين الذين نضج فكرهم وأرادوا التحرر أو كرد فعل لظهور أفكار جديدة؛ مع جذب من هم بخارج الدين لإعتناقه بطريقة متحضرة!!

وربما يعترض معترض أخر بتوجه مختلف قائلاًأنه ليس من السهل قبول ظهور أديان ومذاهب جديدة ليس لها أصل في الوعي المجتمعي سواء المحلي أو العالمي! سأجيب على هذا السؤال بتجربة عملية قمت بها لإثبات إمكانية ذلك! ربما سمع القارئ عن حركة أو مذهب يسمى ( الرضوانية )في الشهور الماضية! هل تعلمون أن مؤلف ومبتدع ذلك المذهب أو الدين هو أنا ( توماس برنابا)! وإليكم ما فعلت بالتفصيل؛ إيمانا مني بأن الأديان الحالية تتميز بالانغلاقية وعدم قبول الأخر، بل وعدم علميتها بما تحد من التقدم للمستقبل، لذا بحثت في الوسط الديني عن ديانة ربما تعالج الصدغ الذي بين الدينية والرجعية وبين اللادينية والعلمية! هذا لأني رأيت أن من تنهار في عقولهم ديانتهم ، غالباً ما يصابون بالخواء الفكري الايدولوجي والاونتولوجي بما يسبب التفكير في الانتحار للبعض منهم! ولتخفيف الوطأ على هؤلاء البشر فكرت أنه ربما توجد ديانة تعمل كجسر بين الفكر الديني الابراهيمي واللادينية، وبحثت و وجدت ما يعرف بالبهائية وحينما درستها وناقشت ممثليها لمدة شهور، أكتشفت ذات الانغلاقية وعدم تقبل الأخر وأيضا ما يبغض في الأديان عندي ، الا وهو عدم العلمية والعقلانية! لذا فكرت مع صديق لي في تأليف وإبتداع ديانة جديدة تردأ هذا الصدغ الفكري وتمثل جسراً ينتقل منه الديني الى اللادينية دون مضاعافات نفسية أو أيدولوجية! وقمنا بعمل موقع على الانترنت وكان صديقي يهتم بالجانب التقني بإدارة الموقع وأنا كنت أهتم بالمحتوى الديني ( الوحي) ، و أتفقنا على تسميته هذه الديانة ( الرضوانية) لمؤسسها رضوان الله الذي ولد في بيت لحم الفلسطينية منذ 150 عاماً وترعرع في مدينة الرضوانية العراقية حيث أبتدأ دعوته الدينية وكان من أب مسلم سني وأم مسيحية ! و وضعنا في الموقع أقوال كثيرة ( قمت بكتابتها أنا) ونسبتها لرضوان الله... مع إختلاق معجزات حدثت على يديه! وأيضاً بحثنا على النصوص المؤيدة ( حرفاً) والمبشرة بقدوم رضوان الله في كلاً من الكتاب المقدس والقرأن! والأهم كتاب ( مجمل الأقداس) الذي أتى به رضوان الله، وقد كتبته خصيصاً لهذه الديانة ونسبته كوحي من الله لرضوان الله! وقد ناقشنا ودافعنا على الانترنت عن الرضوانية بطريقة سوفسطائية جعلت الكثيرين من المسيحيين والمسلميين يتقبلون هذه الديانة الجديدة ( الرضوانية) وكان ردهم دائما ( أعجبت بهذا الدين ... ولكني أفضل الدين الذي ولدت عليه!) ... وفوجئت أنا بعد شهر من إطلاق موقعنا بأن الموقع أُغلق وحينما بحثت عن الأمر وجدت صديقي ( الكندي) كان قد عمل موقعناً بصورة مجانية تستمر لشهر واحد، وقد غاب صديقي عن الانترنت لأسابيع مما دعاني أن أقلع وأنفض عن هذا المشروع! ولكن ما أدهشني بحق هو إكتشافي لأناس كانت تتحدث عن الرضوانية وكأنها ديانة معترف بها و يحترمونها! والأدهش وجدت قلة من الناس أبتدأوا يدعون أنفسهم بأنهم مؤمنون بالرضوانية! بالرغم من أن إغلاق الوقع و ممثلي الرضوانية ( وهم أنا وكنت أُسمى الاخ/ رضا وصديقي الكندي) قد أقلعنا عن التبشير بها منذ فترة!

هذا مجرد تأكيد عملي على أنا دارس متعمق في الأديان يمكنه صياغة مذهب أو دين بكل سهولة؛ وسيدافع عن المذهب أو الدين الجديد بنفس السهولة مما سيتسبب في إقناع الناس وخلق أتباع له! فالأمر يتطلب دراسة عميقة بالأديان وفطنة وذكاء مع هدف إنساني ( أو أي كان نوعه) يصبو الى تحقيقه! وهذا ردي على أي معترض ربما يعترض بقوله كيف يدافع إنسان عن كذبة قام بإفتعالها؟ سأرد وأقول أنه فعل هذا الأمر نصرة لقضية يؤمن بها لإصلاح مجتمعه أو رفعة شأن قومه، وهو هنا يشبه المصلح الاجتماعي أو الجندي في المعركة الذي يرحب أن يموت شهيداً في سبيل قضيته!! وإن أردت أن تضطلع على كتاب الرضوانية عزيزي القارئ ( مجمل الأقداس) فستجده على موقعي هنا في الحوار المتمدن كثاني موضوع لي ، وها هو الرابط : ( http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=351484 ) !!

عذراً عزيزي القارئ على هذا الإستطراد الخارج عن الموضوع! ورجوعاً لبولس رسول المسيحية؛ فبولس نشأ في بيئة مكنته من التعمق الشديد في كافة الاديان المعروفة في القرن الأول الميلادي. وكان بالإضافة لذلك متمكنا من اللغة اليونانية بجانب لغته الأصلية العبرية والارامية. ومن حصوله على الرعوية ( الجنسية) الرومانية (1ع 22: 25-29) نستنتج أنه كان من عائلة شريفة وعلى الأقل ليست فقيرة، وصاحبة نفوذ فإنه في (رو 16: 7 و11) نجده يرسل التحية إلى ثلاثة أنسباء له ويظهر أن الأولين اعتنقا المسيحية قبله. ومن 1(ع 23: 16 ( نعلم أن ابن أخته نقل إليه خبر المؤامرة ضده. ويحتمل أنه كان موظفًا أو ذا نفوذ يجعله يعرف مثل هذه الأسرار. ويدلّ على شرف محتده ما نال من شرف ونفوذ في السنهدريم وبين القادة اليهود (أع 9: 1 و2 و22: 5 وفي 3: 4-7). وكان أبوه فريسيًا من سبط بنيامين وقد ربّي على الناموس الضيق المشدد (1ع 23: 6 وفي 3: 4-7) ولكنه ولد وهو يتمتع بالرعوية الرومانية.



كان أوّل ذكر لبولس في (سفر الأعمال 7: 58) إن الشهود في محاكمة استفانوس "خلعوا ثيابهم عند رجليّ شاب يقال أنه شاول" مما يدلّ مه جاء في 1(ع 8: 1) أنه صاحب نفوذ وأنه كان راضيًا بقتله أي أنه كان، على الأغلب، ضمن المذكورين في 1(ع 6: 9) الذين ساقوا التهم ضد الشهيد الأول. فيظهر هنا كشخص متعصّب، يكره الفكرة أن ذلك المصلوب هو المسيا ويعتقد أن تابعيه كانوا خطرًا دينيًا وسياسيًا. وبضمير مستريح كان يقوم بنصيب وفير في محاولة إرجاع هؤلاء أو قطع دابرهم (1ع 8: 3 و22: 4 و26: 10 و11 و1 كو 15: 9 وغل 1: 13 وفي 3: 6 و1تي 1: 13) وقد قام بهذا الاضطهاد . فلم يكتفي بمهاجمة أتباع ذلك الطريق في أورشليم بل لاحقهم في خارجها. وفي كل ذلك يظن أنه يؤدي خدمة الله والناموس ! لأنه كان يرى في مذهب المسيحية تهديد لفريسيته وقوميته اليهودية، التي تدعو لإذابة مميزات قومه وأصله العرقي في مذهب عالمي!!



وللتحدث عن بداية تحوله الديني وهو ذاهب لدمشق للقضاء على المسيحيين دعني عزيزي القارئ أن أضع النص الكتابي: (( أَمَّا شَاوُلُ فَكَانَ لَمْ يَزَلْ يَنْفُثُ تَهَدُّداً وَقَتْلاً عَلَى تَلاَمِيذِ الرَّبِّ فَتَقَدَّمَ إِلَى رَئِيسِ الْكَهَنَةِ وَطَلَبَ مِنْهُ رَسَائِلَ إِلَى دِمَشْقَ إِلَى الْجَمَاعَاتِ حَتَّى إِذَا وَجَدَ أُنَاساً مِنَ الطَّرِيقِ رِجَالاً أَوْ نِسَاءً يَسُوقُهُمْ مُوثَقِينَ إِلَى أُورُشَلِيمَ. وَفِي ذَهَابِهِ حَدَثَ أَنَّهُ اقْتَرَبَ إِلَى دِمَشْقَ فَبَغْتَةً أَبْرَقَ حَوْلَهُ نُورٌ مِنَ السَّمَاءِ فَسَقَطَ عَلَى الأَرْضِ وَسَمِعَ صَوْتاً قَائِلاً لَهُ: «شَاوُلُ شَاوُلُ لِمَاذَا تَضْطَهِدُنِي؟» فَسَأَلَهُ: «مَنْ أَنْتَ يَا سَيِّدُ؟» فَقَالَ الرَّبُّ: «أَنَا يَسُوعُ الَّذِي أَنْتَ تَضْطَهِدُهُ. صَعْبٌ عَلَيْكَ أَنْ تَرْفُسَ مَنَاخِسَ». فَسَأَلَ وَهُوَ مُرْتَعِدٌ وَمُتَحَيِّرٌ: «يَا رَبُّ مَاذَا تُرِيدُ أَنْ أَفْعَلَ؟»فَقَالَ لَهُ الرَّبُّ: «قُم وَادْخُلِ الْمَدِينَةَ فَيُقَالَ لَكَ مَاذَا يَنْبَغِي أَنْ تَفْعَلَ». وَأَمَّا الرِّجَالُ الْمُسَافِرُونَ مَعَهُ فَوَقَفُوا صَامِتِينَ يَسْمَعُونَ الصَّوْتَ وَلاَ يَنْظُرُونَ أَحَداً. فَنَهَضَ شَاوُلُ عَنِ الأَرْضِ وَكَانَ وَهُوَ مَفْتُوحُ الْعَيْنَيْنِ لاَ يُبْصِرُ أَحَداً. فَاقْتَادُوهُ بِيَدِهِ وَأَدْخَلُوهُ إِلَى دِمَشْقَ. وَكَانَ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ لاَ يُبْصِرُ فَلَمْ يَأْكُلْ وَلَمْ يَشْرَبْ. وَكَانَ فِي دِمَشْقَ تِلْمِيذٌ اسْمُهُ حَنَانِيَّا فَقَالَ لَهُ الرَّبُّ فِي رُؤْيَا: «يَا حَنَانِيَّا». فَقَالَ: «هَأَنَذَا يَا رَبُّ». فَقَالَ لَهُ الرَّبُّ: «قُمْ وَاذْهَبْ إِلَى الزُّقَاقِ الَّذِي يُقَالُ لَهُ الْمُسْتَقِيمُ وَاطْلُبْ فِي بَيْتِ يَهُوذَا رَجُلاً طَرْسُوسِيّاً اسْمُهُ شَاوُلُ - لأَنَّهُ هُوَذَا يُصَلِّي. وَقَدْ رَأَى فِي رُؤْيَا رَجُلاً اسْمُهُ حَنَانِيَّا دَاخِلاً وَوَاضِعاً يَدَهُ عَلَيْهِ لِكَيْ يُبْصِرَ». فَأَجَابَ حَنَانِيَّا: «يَا رَبُّ قَدْ سَمِعْتُ مِنْ كَثِيرِينَ عَنْ هَذَا الرَّجُلِ كَمْ مِنَ الشُّرُورِ فَعَلَ بِقِدِّيسِيكَ فِي أُورُشَلِيمَ. وَهَهُنَا لَهُ سُلْطَانٌ مِنْ رُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ أَنْ يُوثِقَ جَمِيعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ بِاسْمِكَ». فَقَالَ لَهُ الرَّبُّ: «اذْهَبْ لأَنَّ هَذَا لِي إِنَاءٌ مُخْتَارٌ لِيَحْمِلَ اسْمِي أَمَامَ أُمَمٍ وَمُلُوكٍ وَبَنِي إِسْرَائِيلَ. لأَنِّي سَأُرِيهِ كَمْ يَنْبَغِي أَنْ يَتَأَلَّمَ مِنْ أَجْلِ اسْمِي». فَمَضَى حَنَانِيَّا وَدَخَلَ الْبَيْتَ وَوَضَعَ عَلَيْهِ يَدَيْهِ وَقَالَ: «أَيُّهَا الأَخُ شَاوُلُ قَدْ أَرْسَلَنِي الرَّبُّ يَسُوعُ الَّذِي ظَهَرَ لَكَ فِي الطَّرِيقِ الَّذِي جِئْتَ فِيهِ لِكَيْ تُبْصِرَ وَتَمْتَلِئَ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ». فَلِلْوَقْتِ وَقَعَ مِنْ عَيْنَيْهِ شَيْءٌ كَأَنَّهُ قُشُورٌ فَأَبْصَرَ فِي الْحَالِ وَقَامَ وَاعْتَمَدَ. وَتَنَاوَلَ طَعَاماً فَتَقَوَّى. وَكَانَ شَاوُلُ مَعَ التَّلاَمِيذِ الَّذِينَ فِي دِمَشْقَ أَيَّاماً...)) ( أعمال الرسل 9: 1-19)


النص السابق من سفر أعمال الرسل يمثل رؤيا الرسول بولس ( وهي أمر مشكوك فيه فيمكن أن تكون مختلقة لهدف ما في نفس يعقوب أم ناتجة من اللاشعور كهلاوس بصرية سمعية و قد عالجنا هذا الموضع في مقالتين سابقتين ( سلسلة ظواهر الباراسيكولوجي بين العلم والإيمان – 8 – الإيمان بالظهورات النورانية!!! ...... الرابط: ( http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=372395 ..... ، و سلسلة ظواهر الباراسيكولوجي بين العلم والإيمان – 19 – الإيمان بروحانية الهالات النورانية!!! ..... الرابط ( http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=375523 )


فدائما رواد الأديان غالباً ما يفتعلوا قصة معجزية لتكون سبباً في تحولهم الديني أمام الناس ليلاقوا قبولاً وإستحساناً ؛ مثل موسى والعليقة، ومحمد وغار حراء وجبريل، وهنا نجد بولس والرؤيا على أبواب دمشق !!! ومن هنا أستخلص درس لكم، ربما للبعض من أعزائي القراء يمثل درر لا تقدر بثمن! فربما تكون ملحد وعرفت عنك ذلك أسرتك ومجتمعك وتريد أن تعيش في سلام بلا مطارادات وتهديد لحياتك؛ وربما تهدف لمصلحة ومكسب مادي عن طريق الدعوة الدينية. كل ما عليك فعله لتوحي للناس بتحولك الديني الصادق، هو إختلاق قصة معجزية خضتها ومنها الرؤى! وفيها تحادث معك المسيح أو ملاك أو قديس أو ولي بضرورة ترك المعاصي والارتداد وأن ترجع لله! وفجأة أستيقظت وتحولت لإنسان جديد! صدقني ستجتذب الناس حولك فهذا سر كاريزما الكثيرين من القادة الدينيين؛ فقد تكون قصصهم مفتعلة أو أن يكونوا صادقين متوهمين طبقاً لظواهر البارسيكولوجي! وقد كتبت في هذا عن عشرون ظاهرة يظن أنها دينية وهي في الحقيقة تخلو من الدينية والماورائيات!

وقد قام بولس/شاول بهذه التمثيلية بحرفية يُحسد عليها وطبقاً لسفر الأعمال الذي ورد فيه : "قم ادخل المدينة وهناك يقال لك ماذا ينبغي أن تفعل" (1ع 9: 6) ودخل المدينة طبقاً للرواية حيث جاءه حنانيا بعد أن بقي أعمى مصليًا ثلاثة أيام وأبلغه برنامج حياته (1ع 9: 15-19) ومن العدد الأخير نفهم أنه بعد أن بقي أيامًا في دمشق، اختلى في الاراضي العربية ثلاث سنين!! طبقاً للنص الأتي : (( وَأُعَرِّفُكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ الإِنْجِيلَ الَّذِي بَشَّرْتُ بِهِ، أَنَّهُ لَيْسَ بِحَسَبِ إِنْسَانٍ. لأَنِّي لَمْ أَقْبَلْهُ مِنْ عِنْدِ إِنْسَانٍ وَلاَ عُلِّمْتُهُ. بَلْ بِإِعْلاَنِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ. فَإِنَّكُمْ سَمِعْتُمْ بِسِيرَتِي قَبْلاً فِي الدِّيَانَةِ الْيَهُودِيَّةِ، أَنِّي كُنْتُ أَضْطَهِدُ كَنِيسَةَ اللهِ بِإِفْرَاطٍ وَأُتْلِفُهَا. وَكُنْتُ أَتَقَدَّمُ فِي الدِّيَانَةِ الْيَهُودِيَّةِ عَلَى كَثِيرِينَ مِنْ أَتْرَابِي فِي جِنْسِي، إِذْ كُنْتُ أَوْفَرَ غَيْرَةً فِي تَقْلِيدَاتِ آبَائِي. وَلَكِنْ لَمَّا سَرَّ اللهَ الَّذِي أَفْرَزَنِي مِنْ بَطْنِ أُمِّي، وَدَعَانِي بِنِعْمَتِهِ أَنْ يُعْلِنَ ابْنَهُ فِيَّ لِأُبَشِّرَ بِهِ بَيْنَ الأُمَمِ، لِلْوَقْتِ لَمْ أَسْتَشِرْ لَحْماً وَدَماً وَلاَ صَعِدْتُ إِلَى أُورُشَلِيمَ إِلَى الرُّسُلِ الَّذِينَ قَبْلِي، بَلِ انْطَلَقْتُ إِلَى الْعَرَبِيَّةِ، ثُمَّ رَجَعْتُ أَيْضاً إِلَى دِمَشْقَ. ثُمَّ بَعْدَ ثَلاَثِ سِنِينَ صَعِدْتُ إِلَى أُورُشَلِيمَ لأَتَعَرَّفَ بِبُطْرُسَ، فَمَكَثْتُ عِنْدَهُ خَمْسَةَ عَشَرَ يَوْماً.)) ( غلاطية 1: 11-18)!

و وجوده في الأراضي العربية لمدة ثلاث سنوات يمثل الفترة الصامتة المطولة الأولى التي يكتنفها الغموض في حياة بولس! فلماذا العربية بالذات، وماذا يوجد في البلاد العربية يحتاجه بولس الرسول للذهاب هناك؟ هل العربية مكان مثالي للإختلاء بالله كما يدعي دارسي الكتاب المقدس؟ الكتاب المقدس صمت بطريقة مثيرة عن هذه الفترة وما فعله بولس هناك لم يتحدث عنه مطلقاً! فإن كانت هذه الفترة خدمة للمسيح، كان سيتحدث عنها، فلماذا هذا الصمت؟ هل كانت فترة إعداد؟ أي إعداد هذا الذي يمكن لبولس التحصل عليه بعد دراسته العلمية والفلسفية بطرسوس وبعد تعلمه أصول الدين عند رجلي غمالائيل فمن ( أع 23: 3 ) نعرف أنه تربى عند رجلي غمالائيل وكان هذا من أشهر معلمي الناموس ومفسّريه!! فماذا سيحتاج من العرب بعد كل هذا؟

فطبقاً للمخطط السنهدريمي البلاد العربية أو أرض الحجاز هي المكان الذي لجأت اليه الحركة النتذريمية بعد إضطهادهم وطردهم من البلاد من عشرات السنوات، فكان لزاماً لبولس أن يتفهم أصول هذه الحركة منهم شخصياً لأنها ستمثل المنطلق والاساس الايدولوجي الذي سيصيغ الديانة الجديدة منه! بالأضافة الى دراسة الديانات الشرقية التي كانت بين أيادي المثقفين في بلدان العربية أنذاك! فأرض الحجاز كانت متصلة بالهند والصين واليابان في الشرق والتي تمثل بلدانهم بزوغ ديانات الهندوسية والبوذية والطاوية وغيرها قبل ذلك الأوان بثلاث الاف عام! فعكف على دراستها وجاء بعد ثلاث سنوات إلى أورشليم بفكر تركيبي من النتذريمية و اليهودية وديانات الشرق القديمة ومصطبغة بالفكر الديني الأغريقي الذي درسه في طرسوس! ومن هنا ظهرت قصص يسوع المسيح كتركيب ذكي من حوادث حيوات ألهة هؤلاء الاديان مجتمعين؛ وبذلك تكون شخصية أسطورية أُستمدت من الألهة السابقين في الشرق والغرب مثل حورس، أوزوريس، كريشنا، بوذا، تموز، أدونيس، زرادشت، ميثرا، ديونسيوس هيراكليس، هرميس، أتيس، باخوس، برميثيوس .... وغيرهم الكثير من الألهة الذين تتشابه بل أحياناً تتطابق قصصهم مع قصة المسيح رغم أن الناس عبدوا تلك الالهة قبل المسيحية بألاف السنين!!! ويمكن للقارئ الباحث أن يتأكد بنفسه... و الانترنت وجوجل سيقومان بالواجب!!

وفترة الصمت الثانية المطولة التي قد تصل من ست الى ثمان سنوات طبقاً لبعض الباحثين كانت في طرسوس مسقط رأسه! فالكتاب المقدس يؤكد أنه بعد رجوعه من الاراضي العربية رجع ملتهبًا بنفس الغيرة التي كان يحارب بها يسوع وإنما الأن شهد بها ليسوع (أع 9: 20-25) ولما حاولوا قتله هرب إلى أورشليم حيث رحب به برنابا وقدّمه للرسل، وحيث بشّر بمجاهرة جعلت اليونانيين في أورشليم يحاولون قتله فذهب إلى قيصرية ومنها إلى طرسوس مسقط رأسه (1ع 9: 26-30). ولا نعرف شيئًا عن الوقت الذي قضاه في طرسوس ولا كيف صرفه وإن كان يرّجح الكثيرون أن الزمن استغرق من ست الى ثمان سنوات، وأنه فيها أسس الكنائس المسيحية في كيليكية، المذكورة عوضًا في (أع 15: 41( ... ولكن هذا إستنتاج باحثي الكتاب المقدس كرد فعل على الصمت الذي أنتاب هذه الفترة أيضاً! فمن الواضح أن بولس نفسه رغم طول هذه الفترة لم ينبس ببنت شفة عما فعله هناك! وهنا تقع علامة إستفهام كبيرة؟ فلماذا هذا التخفى أو الحرج في البوح بما فعل هناك؟ فالسر يرجع الى أنه أراد أن يُكمل الصورة أو التصور لشخصية المسيح من خلال دراسة مستفيضة لكل الديانات والمذاهب والالهة الإغريقية!!!

فبولس وطبعاً مجلس السنهدريم كانوا يهدفون لتكوين ديانة وأفكار عقائدية للشعوب الغير يهودية حتى يتحكمون بها فكرياً، ويخلقون طابور خامس في أراضي الشرق والغرب الروماني ( المستعمر لأراضيهم أنذاك!) لنصرة قضيتهم القومية! فهم كانوا متيقنين أن قلة عددهم لن تمكنهم من التوسع العسكري ولا محاربة الجيوش الرومانية... ففرقة رومانية واحدة كانت كافية للقضاء على الشعب اليهودي بأكمله! لذا لجئوا الى الحيلة والدهاء الماهرين والحاذقين فيه في إحتلال الشعوب فكرياً عن طريق تقديم مخلص وهمي لهم من بؤسهم، يعمل كمخدر لوعيهم؛ ومن خلال ذلك تكون السيطرة الفكرية ( والسياسية فيما بعد) لليهود! فلن يعلم أبداً غير اليهودي سر تأيده لليهود وقضيتهم، ويجد أن مجرد الأيمان بالمسيحية تأييد لقضية اليهود! فبذلك يشبه اليهود تلك الفيروسات الضعيفة التي تسكن الجسم وتتحكم في عقل الإنسان القوي لمصلحتها!!!

وأنتشرت المسيحية، وتحولت من مجرد طائفة يهودية الى ديانة أنتشرت في الغرب قبل الشرق أثناء حياة بولس الرسول حيث أتم وحقق هدفه القومي بنجاح ... ولا يذكر الكتاب المقدس كيف ومتى مات! إلا أن التاريخ الكنسي يؤكد أنه أستشهد في سبيل المسيحية عام 67 أو 68 ميلادية!!


وتذكر لنا كتب التاريخ الكنسي أن الإمبراطور قسطنطين الأكبر قد أعتنق المسيحية بعد أن كان يعاديها عداءً شديداً، ويعلن عليها حرباً ضارية، وسر هذا التحول الغريب يرجع الى ( معجزة) رآها رؤية العين في السماء عام 312م ، إذ إنطلق إليه من يخبره أن الله قد شاء أن يظهر له المعجزة، ولما خرج لينظر الى حيث أشاروا إليه، رأى الصليب معلقاً في السماء، وهو بالفعل قد رآه في طبقات الجو العليا، ليس هذا فحسب، بل أن الصليب كان يتحرك ويتراقص ويضئ أمام عينيه وعيون كل من رآه، وعندئذ لم يجد بداً من إعتناق المسيحية، وصار من أخلص أنصارها، وأتخذ الصليب له شعاراً واصدراً فرماناً إمبراطورياً بإعتبار المسيحية هي الديانة الرسمية لكل المستعمرات الرومانية التي أنتشرت في أغلب العالم المعروف حينذاك!، إذا كيف ينكر هذه ( المعجزة) العظيمة وقد رآها رؤية العين؟!


ولقد كانت هذه الظاهرة هي ملاذ وفرصة المسيحيين لتدعيم المسيحية- ذلك المذهب اليهودي المتطرف والذي آمن به أقل القليل في بلاد قليلة ومن قبل الجهال والفقراء ومن يبتغون ملاذاً أخروياً بديلاً عن هذه الدنيا الظالمة!- وكانت المسيحية في حالة إستضعاف وإضمحلال بمحاربة الرومان لها إلى أن حدثت هذه الظاهرة وكانت سبباً في إنتشار المسيحية رغماً عن أنف الجميع من أصحاب الديانات الأخرى التي كانت سائدة في البلدان والمستوطنات والمستعمرات الرومانية!!! ( ولي تفسير علمي لظاهرة الصليب المضئ الذي رأه قسطنطين، فإن أردت قراءته عزيزي القارئ يمكنك الرجوع للمقالة الأتية: سلسلة ظواهر الباراسيكولوجي بين العلم والإيمان – 19 – الإيمان بروحانية الهالات النورانية!!! ..... الرابط ( http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=375523 ).

وأنتشرت المسيحية بصورة مبالغ فيها في كافة الافاق بسبب أعتراف الامبراطورية الرسمي لها وجعلها الديانة الرسمية! وتضائلت الديانة اليهودية بإزاء المسيحية، ولكن اليهودية كسبت الكثير من تلقاء هذا وأزدهروا ثقافياً وإقتصادياً في كنف المسيحيين والباحث المتأمل ليهود الاسكندرية قبل الغزو العربي لمصر يمكنه أن يتأكد من ذلك! ولكن الأبن النافع أصبح عاقاً في عصور تالية، حيث عاني اليهود أشد المعاناة في أوروبا متهمينهم بأنهم قتلة المسيح!!! وأشد إضطهاد شديد الوطأة كاد يقضي على شأفتهم كان على يد هتلر ( المؤمن المسيحي) النازي الفاشي الذي آمن بأفضلية ورقي الجنس الأبيض وخاصة الشعب الجيرماني على باقي الشعوب، و وجد في اليهود الذين يرون أنفسهم أنهم شعب الله المختار تهديد لقوميته الفاشية، متهماً إياهم بأنهم قتلة المسيح ولا يستحقون الحياة! ومن خلال الهولوكوست أحرق وقتل الملايين منهم في محارق الغاز وأبقى على بقية قليلة وقال هتلر للأجيال التالية " تركت لكم قلة مكن اليهود لتعلموا أنتم بأنفسكم قذارتهم ولماذا أقدمت على إبادتهم " !!!

وكان من نتيجة ذلك أن لملم اليهود من أنفسهم وأعادوا تقييم الموقف، بأن المسيحية الأن خطر لا يستهان به على اليهود لذا لجأوا لحيلهم الفكرية القديمة وأستطاعوا بعد الدراسة المستفيضة والواعية إختراق الفكر اللاهوتي المسيحي والتحكم فيه لقيادة المفكرين المسيحيين لنصرة شعب إسرائيل مما تسبب في مساعدتهم وتوطينهم من قبل المسيحيين في أرض فلسطين!! وقد نجحوا في ذلك بجدارة ولكن في ماذا كان يتمثل هذا الإختراق؟

تظهر كل أحلام الصهاينة اليهود منذ نشأتهم في أن يحققوا الحلم بأمتلاك الاراضي الموعودة لإبراهيم أبيهم والتي كانوا يمتلكونها في عهد سليمان وداود ( كما يدعي العهد القديم) من النيل للفرات (في ذلك اليوم قطع الرب مع ابرام ميثاقا قائلا لنسلك اعطي هذه الارض من نهر مصر الى النهر الكبير نهر الفرات (تك 15 : 18)) !!! ولأن أعدادهم قليلة ونفوذهم ضئيل ولأنهم كانوا يريدون وطناً ويريدون إعتراف رسمي عالمي لهم وأيضاً يريدون بناء هيكل سليمان في نفس مكانه القديم ( والذي يوجد عليه الأن المسجد الأقصى)... ويريدون إستعادة أمجادهم المزعومة في الكتاب المقدس في إنتظار المسيا المنتظر!! ... ففعلوا مثلما تفعل الطفيليات والفيروسات التي تحتل أجساد الحيوانات الضخمة وتسيطر على عقولها لتجعلها تنفذ ما تريد... وقد كان !!! فبطريقة ما سيطروا على أذهان الانجيليون ( البروتستانت وأغلب المسيحيين الامريكيين بروتستانت ) المسيحيون وأقنعوهم من خلال عقائد كتابية أخروية بضرورة مجئ المسيح ليملك على الأرض ألف سنة حرفية، يتخذ من أورشليم عاصمة لمملكته !!!

ولكي تتدرس عزيزي القارئ هذا الأمر بصورة عقائدية لاهوتية مفصلة إليك مقالي عن هذه القضية : الإختراق الصهيوني للمسيحية ... الرابط: ( http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=362590 ) وفيه عزيزي القارئ – وعذرا إن وجدت المقال جامداً لعرضه الكتابي للقضية – سترى الفيروسات العقائدية اللاهوتية التي تم إلقائها من قبل الصهاينة اليهود في الطبق اللاهوتي المسيحي ليسبب مغص لاهوتي في معدات وأمعاء بل عقول المسيحيين وخاصة المفكرين المؤدلجين منهم ... لينتجوا لنا دراسات مستفيضة بمصطلحات يتوه فيها المسيحي قبل الغير مسيحي... فهذا مخطط صهيوني يهودي لكسب حلفاء من الجانب المسيحي يؤيدون دعاوي وإدعاءات الصهاينة اليهود...فالمسيحي المنتظر لملك المسيح الحرفي سيساعد اليهودي في مبتغاه لأن ذلك سيساهم في الاسراع بمجئ المسيح الثاني ليملك الف عام حرفية والذي هو مُبتغى الصهيوني في ذات الوقت لأنه هو هو المسيا المنتظر الذي سيأتي خصيصاً لشعبه المُختار !!!فأنظر عزيزي القارئ كيف يتم التلاعب بعقائد الناس الدينية للخروج بمصالح سياسية وإقتصادية؟!!

ولتحصين اليهود لأنفسهم أكثر ولمنع كارثة الهولوكوست من الحدوث مرة ثانية، لم يكتفوا بالسيطرة على عقول أغلب طوائف المسيحيين البروتستانت فكرياً، بل أرادوا التحكم في الإقتصاد العالمي. وأصبحوا يمتلكون الشركات العابرة للقارات. فاليهود على المستوى العالمي لا يتجاوزون 14 مليوناً وتأثيرهم عالمياً كبير؛ فالذين حركوا التاريخ وغيروا اتجاهه كانوا من اليهود، منهم: آينشتاين وفرويد وكارل ماركس .. على مدى القرن الماضي فاز 180 يهوديا بجائزة نوبل. و الشركات العالمية العملاقة كلها في أيدي اليهود ومنها: كوكا كولا - ستاربكس - أمازون.كوم - جوجل - أوراكل - دل - باسكن روبنز - دنكن دونتس الخ ... المثقفون والاقتصاديون والسياسيون الذين يرسمون خرائط العالم السياسية والاقتصادية من اليهود مثل: كسينجر - ألن جرينسبان - مادلين أولبرايت - يفجيني بريماكوف - ساركوزي - وغيرهم كثيرون. الإعلاميون الذين يشكلون الرأي العام العالمي من اليهود: روبرت مردوخ - توماس فريدمان - باربرا وولترز - وولف بلتزر .. وكاثرين جراهام .. !!
وأنظر لبروتوكلات حكماء صهيون لتتأكد من صدق هذا الكلام... ومن الناحية المجتمعية بين المثقفين في جميع أنحاء العالم وبين كل الديانات، كان لليهود الفضل في تأسيس الماسونية العالمية لنفس السبب المميز لليهود دوماً وهو الإحتلال الفكري للشعوب لنصرة قضيتهم ومصالحهم ولو بطريقة غير مباشرة. والماسونية بإختصار هي عبارة عن منظمة أخوية عالمية يتشارك أفرادها عقائد وأفكار واحدة فيما يخص الأخلاق و الميتافيزيقيا وتفسير الكون والحياة والإيمان بخالق إلهي. تتصف هذه المنظمة بالسرية والغموض وبالذات في شعائرها في بدايات تأسيسها مما جعلها محط كثير من الأخبار، لذلك يتهم البعض الماسونية بأنها "من محاربي الفكر الديني" و"ناشري الفكر العلماني".!!!

وختاماً لا يغيب عن ذهن القارئ حدوث حركة موازية لحركة بولس الرسول المسيحية في بلاد العرب على أيادي اليهود والمسيحيين الاريوسين هناك ( ورقة أبن نوفل وبحيرة الراهب وغيرهم) ؛ وقد تم إختيار محمد ( ابو القاسم) أبن عبد الله ليكون رسول الدين الجديد ( الاسلام) الذي سيوحد العرب!! ولكن لسبب ما حينما قويت شوكة محمد ومات فريق الوحي ( ورقة بن نوفل وبحيرة الراهب وأخرين) أو بلغة المسلمين بعد إنقطاع الوحي؛ حارب اليهود والمسيحيين وطردهم من الاراضي العربية وأمتدت إمبراطوريته الاسلامية في الشرق الاوسط وبلاد أخرى في حياته! ولتعرف رأيي عزيزي القارئ في محمد رسول الإسلام: فهو ملحد ذكي من الدرجة الأولى ولكن من النوع الغير أخلاقي! وهذا النوع الغير أخلاقي يتواجد بكثرة في المجتمعات وحينما يعلم ويتيقن من زيف الاديان، يلجأ الى خداع الأخرين والتحكم فيهم بالقيود الدينية لمنفعته الشخصية ولا يساهم أبداً في تنويرهم بل في زيادة إستعبادهم الفكري ، وصدقني يا عزيزي القارئ وعزيزتي القارئة ؛ ما أكثرهم بيننا!!!

والقصة لن تنتهي هنا ... بل سأتركك عزيزي القارئ لإنهائها أنت والاجيال من بعدك: فحيثما وجد النصابين من جانب، والسُذج من الجانب الأخر... ستظل الأديان والفكر الديني متربعين على عروش الأذهان... وسيظل المستغلون والمحتلون وغيرهم في رأس المجتمعات يتغذون على سذاجة الناس!!!



#توماس_برنابا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سلسلة في نقد العقل المصري – 2 – الإغتصاب والتحرش الجنسي!
- سلسلة في نقد العقل المصري – 1 – مروءة الرجال مع النساء!
- سلسلة في نقد العقل القبطي المسيحي – 1 – منع أبن الزوجة الثان ...
- العرب والشعر ... في مقابل ... الغرب والعلم!!!
- مهلاً أيها العلمانيون... فلم نتهيأ بعد!!!
- فلسفة إنكار الجميل المسيحية!!!
- مواجهة مشاعر الفقدان والحرمان ( من ضياع ويتم و ثُكل و ترمل و ...
- علاقة بولس ( الرسول) بأستاذه برنابا... هل هي علاقة عرفان أم ...
- يا ليت داروين يكون على حق؛ فسأحزن جداً إن كان على باطل!!!
- ( باراباس أم يسوع؟)... سؤال أولوياتي يميز الخائن من الوطني!! ...
- حينما تتبع الراعي بثقة عمياء، فلن تعلم أبداً هل سيقودك نحو ا ...
- سلسلة ظواهر الباراسيكولوجي بين العلم والإيمان – 20 – الإيمان ...
- سلسلة ظواهر الباراسيكولوجي بين العلم والإيمان – 19 – الإيمان ...
- سلسلة ظواهر الباراسيكولوجي بين العلم والإيمان – 18 – الإيمان ...
- دعاء وصلاة مسيحيي الأمس ومسلمي اليوم للإله الأمريكي لضرب أوط ...
- هل فعلاً ما يزرعه الإنسان إياه يحصد أيضاً؟!!
- إنسانية الحيوان... أم... حيوانية الإنسان!!!
- السلفية المسيحية في الطريق!!!
- مغضوب عليهم من الله بلا ذنب أقترفوه – 9 – الأرض!
- اللغة حينما تكون سماً أو دواءاً للفكر !!!


المزيد.....




- مشاهد مستفزة من اقتحام مئات المستوطنين اليهود للمسجد الأقصى ...
- تحقيق: -فرنسا لا تريدنا-.. فرنسيون مسلمون يختارون الرحيل!
- الفصح اليهودي.. جنود احتياط ونازحون ينضمون لقوائم المحتاجين ...
- مستوطنون يقتحمون مدنا بالضفة في عيد الفصح اليهودي بحماية الج ...
- حكومة نتنياهو تطلب تمديدا جديدا لمهلة تجنيد اليهود المتشددين ...
- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...
- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - توماس برنابا - العلاقات والدلالات الضمنية لفترات الصمت المطولة في حياة بولس رسول المسيحية مع الفكر التوسعي اليهودي عبر التاريخ!