أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - توماس برنابا - حينما تتبع الراعي بثقة عمياء، فلن تعلم أبداً هل سيقودك نحو المرعىّ أم نحو المذبح؟!!













المزيد.....

حينما تتبع الراعي بثقة عمياء، فلن تعلم أبداً هل سيقودك نحو المرعىّ أم نحو المذبح؟!!


توماس برنابا

الحوار المتمدن-العدد: 4201 - 2013 / 8 / 31 - 11:20
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لست أعلم لماذا يتمسك الناس بفكرة الراعي الدينية ويلصقونها برب الأسرة وعمدة القرية ومحافظ المدينة ورئيس الدولة وكاهن الكنيسة وغيرهم...؟ بإعتبار أن الكل راعي ومسئول عن رعيته!!! يا أعزائي أحب أن أوضح الجانب الغير مُلاحظ لا شعورياً في الراعي؛ فهو لا يرعى الخرفان لا حباً فيها ولا لسواد عيونها! بل لأنها مصدر رزقه فهي مصدر الألبان والصوف واللحوم التي يقتات عليها ويسترزق منها، يمتلكها ويتصرف فيها كما يريد وهي لا تملك من أمرها شيئاً سوى الطاعة والإتباع! حتى حينما لا تعلم أن الراعي سيقودها نحو الحظيرة أم نحو المرعى والكلأ أم نحو المذبح!!! فهل ما زلت عزيزي القارئ تتمسك برعاتك وتعتز بكونك خروف؟!

ترجع هذه الفكرة الى الأديان التي زرعتها في الأذهان واللاشعور بطريقة بشعة، توحي بسلبية القطيح نحو راعيهم؛ سواء إن كان أب أم عمدة أم رئيس أم كاهن أو شيخ أو مرشد أو مرجع ديني! فهؤلاء الناس يقودوهم ويفكرون عنهم وهم يثقون فيهم ثقة عمياء ولا يدرون أبداً أن رعايتهم لا لهدف سوى منافع شخصية تتمثل في التضحية بهم والتغذي على لحومهم والبانهم و ( نصيبهم في الدخل القومي) والناس بكل ثقة يقتادون منهم نحو المذبح دونما أي إعتراض كما يقول الكتاب المقدس (ظلم اما هو فتذلل و لم يفتح فاه كشاة تساق الى الذبح و كنعجة صامتة امام جازيها فلم يفتح فاه (اش 53 : 7) ) وهذا النص يؤكد المسيحيون أنه عن المسيح حينما صُلب... مما يزيد في إستكانة وخنوع المسيحيون نحو مضطهدينهم وذابحينهم من قادة الكنيسة والبلاد مستشهدين بقول الكتاب المقدس (فقال بولس لم اكن اعرف ايها الاخوة انه رئيس كهنة لانه مكتوب رئيس شعبك لا تقل فيه سوءا (اع 23 : 5) ، و ( الرب يقاتل عنكم و انتم تصمتون (خر 14 : 14) ) !!! وبالمناسبة فكر الثورة على قادة الظلم سواء في الدين أو البلاد فكرة غريبة وبعيدة كل البعد عن الكتاب المقدس فحتى شخصية المسيح في الكتاب المقدس لم يهاجم الرومان في عصره بالرغم من إضطهادهم وتعذيبهم لليهود حينذاك وبالرغم وجود حزب يهودي وقتذاك يسمى ( الغيوريون) Zealots كان يهاجم الرومان ولكنه لم ينضم إليه ، وقال قولته المشهورة في التعامل مع الإستعمار ( فقال لهم اعطوا اذا ما لقيصر لقيصر و ما لله لله (لو 20 : 25) )!!!


وقد أتبع الأقباط معلمهم المسيح في التعامل مع العرب الغزاة حينما أحتلوا مصر.... وتركوا العرب يمثلون بهم ويقتلونهم ( حيث كانت أعداد سكان مصر القبطية بما فيها من يهود ومسيحيين ووثنيين تقدر بحوالي 13 مليوناً... يؤكد التاريخ القبطي أنها أصبحت مليونا واحدا بمن فيهم المسلمين أنفسهم بعد دخول العرب المسلمين إليها ... ولا يوجد ما يشير الى هجرة جماعية للأقباط الى أي دولة مجاورة مما يثبت أنه تم قتلهم! وللمتأمل في كيف يعامل أحفاد العرب من السلفيين الأن المسيحيين سيعلم كيف كان التعامل معهم من قبل أجدادهم من أربع عشر قرناً بعيداً عن زيف التاريخ الكاذب الذي ينادي بعدم رفع السيف في نشر الإسلام ! فهم دائما والكذب صنوان لا يفترقان!) و بذلك أعاثوا ببلادهم الفرعونية الفساد وهم في إستكانة وخضوع وترقب على أمل أن ينصرهم الله وهم صامتون! وما زالوا ينتظرون صامتين لأكثر من 1400 سنة دونما أي إستجابة من المسيح ( أو الله)!


فهكذا المسيحيون من يومهم وإن حدث وتعلموا الثورة على الظلم والإضطهاد فهذا غريب عن روح المسيحية بل هي شئ مرفوض من رجال الدين المسيحيون في جميع الأجيال والعصور، فهم يؤكدون أن في الإضطهاد منفعة للمسيحي والمسيحية! فالمسيحي يتوجه ويرجع لله حينما يُضطهد من جانب؛ ومن الجانب الأخر فالمسيحية لم تنتشر ( طبقاً لتعاليمهم) سوى بالإضطهاد والدول التي لا يحدث فيها إضطهاد للمسيحيين تضعف وتموت المسيحية فيها!!! ( لذلك اسر بالضعفات و الشتائم و الضرورات و الاضطهادات و الضيقات لاجل المسيح لاني حينما انا ضعيف فحينئذ انا قوي (2كو 12 : 10) )، ( طوبى لكم اذا عيروكم و طردوكم و قالوا عليكم كل كلمة شريرة من اجلي كاذبين (مت 5 : 11) ، ( و اما انا فاقول لكم احبوا اعداءكم باركوا لاعنيكم احسنوا الى مبغضيكم و صلوا لاجل الذين يسيئون اليكم و يطردونكم (مت 5 : 44) !!!

يمتلأ الكتاب المقدس بالتشبيهات والاستعارات من بيئة حرفة رعي الأغنام التي كانت تحترفها قبيلة بني إسرائيل ... وكانوا يعتبروا الله هو الراعي الأعظم وهم خراف لا حول ولا قوة لهم بدونه !!!


1. فكلم داود الرب عندما راى الملاك الضارب الشعب و قال ها انا اخطات و انا اذنبت و اما هؤلاء الخراف فماذا فعلوا فلتكن يدك علي و على بيت ابي (2صم 24 : 17)


2. فقال رايت كل اسرائيل مشتتين على الجبال كخراف لا راعي لها فقال الرب ليس لهؤلاء اصحاب فليرجعوا كل واحد الى بيته بسلام (1مل 22 : 17)

3. و قال داود لله الست انا هو الذي امر باحصاء الشعب و انا هو الذي اخطا و اساء و اما هؤلاء الخراف فماذا عملوا فايها الرب الهي لتكن يدك علي و على بيت ابي لا على شعبك لضربهم (1اخبار 21 : 17)


4. كان شعبي خرافا ضالة قد اضلتهم رعاتهم على الجبال اتاهوهم ساروا من جبل الى اكمة نسوا مربضهم (ار 50 : 6)


5. مَزْمُورٌ لِدَاوُدَ اَلرَّبُّ رَاعِيَّ فَلاَ يُعْوِزُنِي شَيْءٌ. فِي مَرَاعٍ خُضْرٍ يُرْبِضُنِي. إِلَى مِيَاهِ الرَّاحَةِ يُورِدُنِي. يَرُدُّ نَفْسِي. يَهْدِينِي إِلَى سُبُلِ الْبِرِّ مِنْ أَجْلِ اسْمِهِ. أَيْضاً إِذَا سِرْتُ فِي وَادِي ظِلِّ الْمَوْتِ لاَ أَخَافُ شَرّاً لأَنَّكَ أَنْتَ مَعِي. عَصَاكَ وَعُكَّازُكَ هُمَا يُعَزِّيَانِنِي. تُرَتِّبُ قُدَّامِي مَائِدَةً تُجَاهَ مُضَايِقِيَّ. مَسَحْتَ بِالدُّهْنِ رَأْسِي. كَأْسِي رَيَّا. إِنَّمَا خَيْرٌ وَرَحْمَةٌ يَتْبَعَانِنِي كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِي وَأَسْكُنُ فِي بَيْتِ الرَّبِّ إِلَى مَدَى الأَيَّامِ. ( مزمور 23) .



وتستمر هذه الاستعارات الى أسفار العهد الجديد ... ليكون الراعي هو الرب يسوع المسيح ( الله الظاهر في الجسد) للمسيحيين ...:


1. و لما راى الجموع تحنن عليهم اذ كانوا منزعجين و منطرحين كغنم لا راعي لها (مت 9 : 36)

2. ماذا تظنون ان كان لانسان مئة خروف و ضل واحد منها افلا يترك التسعة و التسعين على الجبال و يذهب يطلب الضال (مت 18 : 12)

3. و يجتمع امامه جميع الشعوب فيميز بعضهم من بعض كما يميز الراعي الخراف من الجداء (مت 25 : 32)

4. حينئذ قال لهم يسوع كلكم تشكون في في هذه الليلة لانه مكتوب اني اضرب الراعي فتتبدد خراف الرعية (مت 26 : 31)

5. فلما خرج يسوع راى جمعا كثيرا فتحنن عليهم اذ كانوا كخراف لا راعي لها فابتدا يعلمهم كثيرا (مر 6 : 34)

6. «أَيُّ إِنْسَانٍ مِنْكُمْ لَهُ مِئَةُ خَرُوفٍ وَأَضَاعَ وَاحِداً مِنْهَا أَلاَ يَتْرُكُ التِّسْعَةَ وَالتِّسْعِينَ فِي الْبَرِّيَّةِ وَيَذْهَبَ لأَجْلِ الضَّالِّ حَتَّى يَجِدَهُ؟ وَإِذَا وَجَدَهُ يَضَعُهُ عَلَى مَنْكِبَيْهِ فَرِحاً وَيَأْتِي إِلَى بَيْتِهِ وَيَدْعُو الأَصْدِقَاءَ وَالْجِيرَانَ قَائِلاً لَهُمُ: افْرَحُوا مَعِي لأَنِّي وَجَدْتُ خَرُوفِي الضَّالَّ. ( لوقا 15: 4-6)

7. و اله السلام الذي اقام من الاموات راعي الخراف العظيم ربنا يسوع بدم العهد الابدي (عب 13 : 20)

8. لانكم كنتم كخراف ضالة لكنكم رجعتم الان الى راعي نفوسكم و اسقفها (1بط 2 : 25)

9. «اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ الَّذِي لاَ يَدْخُلُ مِنَ الْبَابِ إِلَى حَظِيرَةِ الْخِرَافِ بَلْ يَطْلَعُ مِنْ مَوْضِعٍ آخَرَ فَذَاكَ سَارِقٌ وَلِصٌّ. وَأَمَّا الَّذِي يَدْخُلُ مِنَ الْبَابِ فَهُوَ رَاعِي الْخِرَافِ. لِهَذَا يَفْتَحُ الْبَوَّابُ وَالْخِرَافُ تَسْمَعُ صَوْتَهُ فَيَدْعُو خِرَافَهُ الْخَاصَّةَ بِأَسْمَاءٍ وَيُخْرِجُهَا. وَمَتَى أَخْرَجَ خِرَافَهُ الْخَاصَّةَ يَذْهَبُ أَمَامَهَا وَالْخِرَافُ تَتْبَعُهُ لأَنَّهَا تَعْرِفُ صَوْتَهُ. وَأَمَّا الْغَرِيبُ فلاَ تَتْبَعُهُ بَلْ تَهْرُبُ مِنْهُ لأَنَّهَا لاَ تَعْرِفُ صَوْتَ الْغُرَبَاءِ». هَذَا الْمَثَلُ قَالَهُ لَهُمْ يَسُوعُ وَأَمَّا هُمْ فَلَمْ يَفْهَمُوا مَا هُوَ الَّذِي كَانَ يُكَلِّمُهُمْ بِهِ. فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ أَيْضاً: «الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنِّي أَنَا بَابُ الْخِرَافِ. جَمِيعُ الَّذِينَ أَتَوْا قَبْلِي هُمْ سُرَّاقٌ وَلُصُوصٌ وَلَكِنَّ الْخِرَافَ لَمْ تَسْمَعْ لَهُمْ. أَنَا هُوَ الْبَابُ. إِنْ دَخَلَ بِي أَحَدٌ فَيَخْلُصُ وَيَدْخُلُ وَيَخْرُجُ وَيَجِدُ مَرْعًى. اَلسَّارِقُ لاَ يَأْتِي إِلاَّ لِيَسْرِقَ وَيَذْبَحَ وَيُهْلِكَ وَأَمَّا أَنَا فَقَدْ أَتَيْتُ لِتَكُونَ لَهُمْ حَيَاةٌ وَلِيَكُونَ لَهُمْ أَفْضَلُ. أَنَا هُوَ الرَّاعِي الصَّالِحُ وَالرَّاعِي الصَّالِحُ يَبْذِلُ نَفْسَهُ عَنِ الْخِرَافِ. وَأَمَّا الَّذِي هُوَ أَجِيرٌ وَلَيْسَ رَاعِياً الَّذِي لَيْسَتِ الْخِرَافُ لَهُ فَيَرَى الذِّئْبَ مُقْبِلاً وَيَتْرُكُ الْخِرَافَ وَيَهْرُبُ فَيَخْطَفُ الذِّئْبُ الْخِرَافَ وَيُبَدِّدُهَا. وَالأَجِيرُ يَهْرُبُ لأَنَّهُ أَجِيرٌ وَلاَ يُبَالِي بِالْخِرَافِ. أَمَّا أَنَا فَإِنِّي الرَّاعِي الصَّالِحُ وَأَعْرِفُ خَاصَّتِي وَخَاصَّتِي تَعْرِفُنِي كَمَا أَنَّ الآبَ يَعْرِفُنِي وَأَنَا أَعْرِفُ الآبَ. وَأَنَا أَضَعُ نَفْسِي عَنِ الْخِرَافِ. ( يوحنا 10: 1-15)


فعند المسيحي المثالي المسيح هو راعي النفوس الأعظم وهو خروف ليس إلا... يرعاه المسيح ويرد عنه كل شر ويحميه من الذئاب المفترسة التي تملأ الأجواء من البشر والشياطين... ويعيش المسيحي صغيراً في أدلجة عقلية بأنه خروف في مواجهة ذئاب والحامي والراعي هو المسيح ... فيرنم ترانيم مثل ترنيمة الخروف نونو ... ويشترك في أوبريتات ومسرحيات وكانتاتات فنية عن هذا الموضوع theme بأن المسيحي ليس الا خروف تحت رعاية المسيح الراعي ... ويكبر ويشيب في إطار هذه المفاهيم ويرنم كبيراً ترانيم وتراتيل الابيات المفتاحية فيها هذه العبارة ( أنا الخروف الضال...) حيث توجد عشرات الترانيم المختلفة القديمة منها والحديثة تدور حول ذات الفكرة Theme !!! و بذلك يشترك الشعر والموسيقى والدراما بالاضافة الى القراءات الروحية من كتب كثيرة وخاصة الكتاب المقدس في أدلجة و بناء عقيدة الخرفنة هذه داخل عقل المسيحي ليصبح في النهاية خروف بكل ما تحمله الكلمة من معاني !!!


فمن صفات الخروف: الوداعة ، والضعف ، والتواكلية ، وقلة الحيلة ، والقطعنة ... فالخروف يعتمد إعتماد كلي في طعامه وحمايته على الراعي ويسير ورائه في قطيع ... وراء أخوانه الخراف ... لا يفكر في وجهة المسير ... فهو واثق أن أول صف من الخراف يتبع الراعي ... وهو يسير وراء القطيع بلا أدني تفكير الى أين يذهب الراعي ... أيذهب به نحو الخضرة ، أم نحو الحظيرة ، أم نحو المذبح !!!


وحينما يواجه المسيحي المتاعب والإغتصابات والإضطهادات والقتل من الغير المخالف لمسيحيته... يعتبرهؤلاء المضطهدين ذئاب... ويستحضر صورة الخروف والراعي لذهنه ... ويذهب الى الكنيسة أو المخدع بالبيت ليسكب نفسه في صلاة بدموع كثيرة ... وقد يشترك المسيحيين في جموع كثيرة للصلاة قد تمتد للصباح وأحيانا لأيام إيماناً منهم أن عدد المصلين يفرق أمام الله (لانه حيثما اجتمع اثنان او ثلاثة باسمي فهناك اكون في وسطهم (مت 18 : 20) ) !! ليسلموا الأمر لله فهو راعي نفوسهم الأعظم وهم ضعاف ولا حول لهم ولا قوة (توكل على الرب بكل قلبك و على فهمك لا تعتمد (ام 3 : 5) ) ! فلذلك يشعرون بعد الصلاة بالراحة وشعور يقارب الشعور بالأنتقام الذي ينتاب ولد صغير ضعيف حينما يخبر أباه بأن هناك ولد شرير أخر ضربه !!! ووجدنا هذا الأمر بصورة جلية من بطرك الاقباط البابا تواضروس حينما تم مهاجمة الكاتدرائية الرئيسية في العباسية بمحافظة القاهرة من قبل الارهابيين البلطجية... كان رد فعله الاعتكاف الكامل في الدير في صلاة أمام الله !!! ولست أعلم كيف يفكر هذا البطرك ومن ورائه الأقباط ... هل تفكيره أن يسلم الأمر لصاحب الأمر وهو المنتقم الجبار؟!! أم هل كان تفكيره إثارة مشاعر الذنب لدي المتهجمين المسلمين حينما يعلمون أن المسيحيين لجئوا لله ولم يقاوموا الشر بالشر؟! ألا يعلم هؤلاء المسيحيون بأنهم كفار أمام أعين المسلمين وطبقاً لكتابهم وأن الله لا يستجيب للكفار؟! بل أن الله يأمرهم بإضطهادهم بل و بقتلهم (لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَـهٍ إِلاَّ إِلَـهٌ وَاحِدٌ وَإِن لَّمْ يَنتَهُواْ عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ [المائدة : 73]....وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَلَا عُدْوَانَ إِلَّا عَلَى الظَّالِمِينَ(البقرة 193).... وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ(الأنفال 60)... فَإِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّى إِذَا أَثْخَنْتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا ذَلِكَ وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَانْتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِنْ لِيَبْلُوَ بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَنْ يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ(محمد 4).... وهم لن يشعروا بتأنيب الضمير أبداً ... بل سيشعروا بالإنجاز وإنتظار المكافأة من الله لأنهم ينفذوا وصاياه !!!


وصراخ وصلاة المسيحيين لراعيهم الذي يسكن السماء ... حينما يتم الاعتداء عليهم... يشبه ثغاء الخراف حينما تهاجمهم الذئاب! فالذئاب لن ترتدع من هذا الثغاء ( فثغاء الخروف هو صراخ ونداء للراعي ... ولكن إن لم يكن الراعي موجوداً فهيهات أن ينقذ الخروف أحد ) وأيضا المضطهدين والمعتدين الذين يرون في تعديهم جهاداً في سبيل الله لن تُردعهم صلاة المسيحيين ... ولن يخيفهم أو يؤثر على ضمائرهم تحويل المسيحيين الخد الأخر أمامهم (من ضربك على خدك فاعرض له الاخر ايضا و من اخذ رداءك فلا تمنعه ثوبك ايضا (لو 6 : 29) ) !! بل سيكون نصيبهم الاستهزاء وزيادة التعدي والأضطهاد وسيسمعون عبارة ( أروني بقه من اللى هيحامي عنكم !) وأبلغ أمر حدث يؤكد ذلك حينما تم إغتصاب سيدة محتشمة مسيحية قبطية في إحدى أسواق مصر تحت مرأى ومسمع الجميع... فقد كانت المرأة تصرخ مبتهلة الى الله والى الملائكة والى العذراء والقديسين أن ينقذوها دون جدوى... وكان المغتصب يواصل إغتصابها جنسياً مستمتعاً بتوسلاتها للمسيح والعذراء... والناس المتفرجين من المسلميين المصريين يُغطوا على صراخها بالتكبير ... الله أكبر ... الله أكبر ... الله أكبر!!!


الكتاب المقدس يؤكد على كل مسيحي أن لا يرد على الشر بالشر (انظروا ان لا يجازي احد احدا عن شر بشر بل كل حين اتبعوا الخير بعضكم لبعض و للجميع (1تس 5 : 15) ) ... ومعظم المسيحيين يردوا على الشر والاضطهاد الموجه لهم بالاستكانة والضعف منفذين وصايا كتابهم !! وحتى من يرفض رد الفعل هذا ويرد العدوان بالعدوان حينما يستمع لعظات أو يقرأ الكتاب المقدس ويقرأ الايات التى تحثه على عدم مقاومة الشر... يقع في تأنيب الضمير ويذهب ليعترف أمام الله أو أمام الكاهن لتُغفر له فعلته حينما رد على العدوان بالعدوان ولم يترك الأمر لله (لا تنتقموا لانفسكم ايها الاحباء بل اعطوا مكانا للغضب لانه مكتوب لي النقمة انا اجازي يقول الرب (رو 12 : 19).... الرب يقاتل عنكم و انتم تصمتون (خر 14 : 14) ) !!!


يحث الكتاب المقدس المسيحيين بأن يكونوا كما تقول هذه الأية: (ها انا ارسلكم كغنم في وسط ذئاب فكونوا حكماء كالحيات و بسطاء كالحمام (مت 10 : 16)... ولست أعلم كيف يتم التوفيق بين صفات الغنم والحيات والحمام في كائن واحد ؟!! فالغنم ودعاء وضعفاء وقليلي الحيلة بل متواكلين ومعتمدين على الراعي بلا عقل مفكر مدبر... والحيات ( الثعابين) متلونة ومتلوية وشرسة... والحمام يتسم بالضعف والبساطة !!! فلن تجتمع هذه الصفات في إنسان الا إن كان لئيماً مكاراً كالثعلب!!! فالإنسان الذي يظهر وديعاً بسيطاً أمام الناس وهو لئيماً متلوناً وداهية في الحقيقة لهو إنسان لا يمكن أن يؤتمن على شئ...! فهل الكتاب المقدس يحث المسيحيين على أن يكونوا هكذا؟! هل الجمع بين صفات الخراف والحيات والحمام هو شئ محمود أم منبوذ ويثير الإحتقار!!! فإما أن تكون ثعباناً يخافك الناس ، أو أن تكون خروفاً تفترسك الذئاب !!


يا أعزائي : البيت الموصد لا يُنقب، والعرض المصون لا يُغتصب، والمال المحمي لا يُنهب ، ومن يعتبر نفسه أسداً بالقول والفعل لا يُعتدى عليه ، ومن يعتبر نفسه خروفاً فهو عُرضة للإغتصاب والنهب... و لا يمكن أن يلوم الذئاب على إفتراسه!!



يا عزيزي المسيحي... هكذا الدنيا... إما أن تكون أسداً يوقرك الناس... أو خروفاً لتطمع فيك الذئاب... وأنظر وتأمل من أبتدع نظرية وإستعارات الراعي والخراف في الكتاب المقدس ( اليهود- شعب إسرائيل)... هل يعتبرون أنفسهم الأن خراف بين العرب أم أسود يهابهم الجميع !!! فقد نبذوا هذه الإيدولوجية ... وأصبحوا يبحثون عن القوة ومجابهة القوة بالقوة... ورد العدوان بالعدوان ... فلن يسكت أبداً أسد على من يُهاجم عرينه !!! لماذا أيها المسيحيون متمسكين بهذه العقيدة، بالمسكنة والذُل وأنتم محبوسون في إطار عقيدة نبذها أصحابها منذ القديم ... فياليتكم تكفوا عن كونكم خراف وكونوا أنفسكم من فضلكم !!! يمكنكم تعديل أيدولوجياتكم اللاهوتية في هذا الأمر لمواكبة الاحداث ... أو أن تنبذوها نهائياً حفاظاً على سلامتكم العقلية... بل حفاظاً على حياتكم هنا على الأرض ... هذا إن كنتم تريدون الحياة معنا في هذه الدنيا ... وإما تريدون الإسراع في ذهابكم الى عالم أخر تسمونه الفردوس... أو ملكوت السموات !!!

أعزائي القراء، ياليتكم تنبذوا مفهوم الراعي من أذهانكم وحياتكم... ولنتمسك بأفكار أخرى كالأبوة والأمومة والزعامة وغيرها من المصطلحات التي لا توحي ضمنياً بإستغلال الغير... فمصطلح الراعي له وقع على نفس المتدين يشبه وقع التنويم المغناطيسي على الإنسان! فكونك تعتبر شخصاً ما راعياً؛ سواء كان مرشد أو مرجع ديني ، أو قس أو شيخ ، أو عمدة، أو محافظ أو رئيس أو كيان أخر، فأنت ضمنياً ولا شعورياً تجد نفسك مستكين وسلبي أمامه، لا تملك من أمرك شيئاً سوى الطاعة العمياء والإتباع الغير عقلاني بلا أدني مناقشة أو إعتراض! هذا لأن مفهوم الراعي يزرع فيك لا شعوريا منذ الطفولة ردود أفعالك القهرية والمستكينة نحو من تدعوهم رعاتك! هكذا المسيحيون الأقباط وهكذا الأخوان المسلمون وغيرهم في كل الأديان تقريباً!!! فإسيقظوا وأستفيقوا أرجوكم وثوروا على واقعكم الديني والإجتماعي والسياسي والإقتصادي، فإنهم لا يقودونكم نحو العشب والكلأ أو المرعى ؛ بل نحو المذبح في الحقيقة!!



#توماس_برنابا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سلسلة ظواهر الباراسيكولوجي بين العلم والإيمان – 20 – الإيمان ...
- سلسلة ظواهر الباراسيكولوجي بين العلم والإيمان – 19 – الإيمان ...
- سلسلة ظواهر الباراسيكولوجي بين العلم والإيمان – 18 – الإيمان ...
- دعاء وصلاة مسيحيي الأمس ومسلمي اليوم للإله الأمريكي لضرب أوط ...
- هل فعلاً ما يزرعه الإنسان إياه يحصد أيضاً؟!!
- إنسانية الحيوان... أم... حيوانية الإنسان!!!
- السلفية المسيحية في الطريق!!!
- مغضوب عليهم من الله بلا ذنب أقترفوه – 9 – الأرض!
- اللغة حينما تكون سماً أو دواءاً للفكر !!!
- المسئولية والمساءلة داخل وخارج إطار عقيدة القضاء والقدر!!!
- رد فعل أخلاقي على إنتشار الإلحاد في الشرق الأوسط !!!
- لماذا ينتشر الالحاد بين فئات من الناس دون غيرها؟
- سلسلة ظواهر الباراسيكولوجي بين العلم والإيمان – 17 – الإيمان ...
- سلسلة ظواهر الباراسيكولوجي بين العلم والإيمان – 16 – الإيمان ...
- سلسلة ظواهر الباراسيكولوجي بين العلم والإيمان – 15 – الإيمان ...
- سلسلة ظواهر الباراسيكولوجي بين العلم والإيمان – 14 – الإيمان ...
- سلسلة ظواهر الباراسيكولوجي بين العلم والإيمان – 13 – الإيمان ...
- سلسلة ظواهر الباراسيكولوجي بين العلم والإيمان – 12 – الإيمان ...
- سلسلة ظواهر الباراسيكولوجي بين العلم والإيمان – 11 – الإيمان ...
- سلسلة ظواهر الباراسيكولوجي بين العلم والإيمان – 10 – الإيمان ...


المزيد.....




- نزل قناة mbc3 الجديدة 2024 على النايل سات وعرب سات واستمتع ب ...
- “محتوى إسلامي هادف لأطفالك” إليكم تردد قنوات الأطفال الإسلام ...
- سلي طفلك مع قناة طيور الجنة إليك تردد القناة الجديد على الأق ...
- “ماما جابت بيبي” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على النايل ...
- مسجد وكنيسة ومعبد يهودي بمنطقة واحدة..رحلة روحية محملة بعبق ...
- الاحتلال يقتحم المغير شرق رام الله ويعتقل شابا شمال سلفيت
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- أول رد من سيف الإسلام القذافي على بيان الزنتان حول ترشحه لرئ ...
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- صالة رياضية -وفق الشريعة- في بريطانيا.. القصة الحقيقية


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - توماس برنابا - حينما تتبع الراعي بثقة عمياء، فلن تعلم أبداً هل سيقودك نحو المرعىّ أم نحو المذبح؟!!