أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - توماس برنابا - فلسفة إنكار الجميل المسيحية!!!















المزيد.....

فلسفة إنكار الجميل المسيحية!!!


توماس برنابا

الحوار المتمدن-العدد: 4204 - 2013 / 9 / 3 - 18:51
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يمكن إعتبار هذا المقال كسرد و عرض شخصي ذاتي لما عرض قبلاً بطريقة موضوعية في مقال سابق بعنوان: (علاقة بولس ( الرسول) بأستاذه برنابا... هل هي علاقة عرفان أم نكران للجميل؟!! .... الرابط: ( http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=376214 )


لقد قمت سابقاً بإقناع أحد الأصدقاء وكان يعمل في حرفة بسيطة لأنه كان حاصل على دبلوم فني بتقدير متدني، بأن يلتحق بكلية اللاهوت معي.. هذا لأني رأيت فيه أنه مناسب لمهنة راعي كنيسة! وقد ساعدته طوال فترة الكلية التي أستمرت لسنوات، تقريبا في كل المواد، فقد كنت أذاكر له لمدة ساعات حوالي خمس أو أربع مرات أسبوعياً لمدة ثلاث سنوات متصلة... لأني كنت أرى فيه خامة جيدة أن يكون قساً! وحادثت مدير الكلية ورئيس الطائفة ( الذي كان يُدرس لنا بعض المواد) عن بعض من حياته الشخصية لأنقل لهم جداوه وكفاءته ليتم تفريغه لرعاية كنيسة ما! وقد كان و وقع الاختيار عليه أن يكون قساً ووضعت عليه الايادي وأصبح قساً ومن وقتها لا أسمع عنه شيئاً! أين رد الجميل؟ لا أعرف! تقريباً بولس عدى وأفسد أخلاق أتباعه! فطبقاً للمقال المذكور أعلاه أنكر بولس جميل برنابا صديقه ومعلمه ولم يحفظ المعروف! وإضافة على ما ذكر في مقال علاقة بولس ببرنابا، أود أن أزيد الأتي:

(( أَمَّا شَاوُلُ فَكَانَ لَمْ يَزَلْ يَنْفُثُ تَهَدُّداً وَقَتْلاً عَلَى تَلاَمِيذِ الرَّبِّ فَتَقَدَّمَ إِلَى رَئِيسِ الْكَهَنَةِ وَطَلَبَ مِنْهُ رَسَائِلَ إِلَى دِمَشْقَ إِلَى الْجَمَاعَاتِ حَتَّى إِذَا وَجَدَ أُنَاساً مِنَ الطَّرِيقِ رِجَالاً أَوْ نِسَاءً يَسُوقُهُمْ مُوثَقِينَ إِلَى أُورُشَلِيمَ. وَفِي ذَهَابِهِ حَدَثَ أَنَّهُ اقْتَرَبَ إِلَى دِمَشْقَ فَبَغْتَةً أَبْرَقَ حَوْلَهُ نُورٌ مِنَ السَّمَاءِ فَسَقَطَ عَلَى الأَرْضِ وَسَمِعَ صَوْتاً قَائِلاً لَهُ: «شَاوُلُ شَاوُلُ لِمَاذَا تَضْطَهِدُنِي؟» فَسَأَلَهُ: «مَنْ أَنْتَ يَا سَيِّدُ؟» فَقَالَ الرَّبُّ: «أَنَا يَسُوعُ الَّذِي أَنْتَ تَضْطَهِدُهُ. صَعْبٌ عَلَيْكَ أَنْ تَرْفُسَ مَنَاخِسَ». فَسَأَلَ وَهُوَ مُرْتَعِدٌ وَمُتَحَيِّرٌ: «يَا رَبُّ مَاذَا تُرِيدُ أَنْ أَفْعَلَ؟»فَقَالَ لَهُ الرَّبُّ: «قُم وَادْخُلِ الْمَدِينَةَ فَيُقَالَ لَكَ مَاذَا يَنْبَغِي أَنْ تَفْعَلَ». وَأَمَّا الرِّجَالُ الْمُسَافِرُونَ مَعَهُ فَوَقَفُوا صَامِتِينَ يَسْمَعُونَ الصَّوْتَ وَلاَ يَنْظُرُونَ أَحَداً. فَنَهَضَ شَاوُلُ عَنِ الأَرْضِ وَكَانَ وَهُوَ مَفْتُوحُ الْعَيْنَيْنِ لاَ يُبْصِرُ أَحَداً. فَاقْتَادُوهُ بِيَدِهِ وَأَدْخَلُوهُ إِلَى دِمَشْقَ. وَكَانَ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ لاَ يُبْصِرُ فَلَمْ يَأْكُلْ وَلَمْ يَشْرَبْ. وَكَانَ فِي دِمَشْقَ تِلْمِيذٌ اسْمُهُ حَنَانِيَّا فَقَالَ لَهُ الرَّبُّ فِي رُؤْيَا: «يَا حَنَانِيَّا». فَقَالَ: «هَأَنَذَا يَا رَبُّ». فَقَالَ لَهُ الرَّبُّ: «قُمْ وَاذْهَبْ إِلَى الزُّقَاقِ الَّذِي يُقَالُ لَهُ الْمُسْتَقِيمُ وَاطْلُبْ فِي بَيْتِ يَهُوذَا رَجُلاً طَرْسُوسِيّاً اسْمُهُ شَاوُلُ - لأَنَّهُ هُوَذَا يُصَلِّي. وَقَدْ رَأَى فِي رُؤْيَا رَجُلاً اسْمُهُ حَنَانِيَّا دَاخِلاً وَوَاضِعاً يَدَهُ عَلَيْهِ لِكَيْ يُبْصِرَ». فَأَجَابَ حَنَانِيَّا: «يَا رَبُّ قَدْ سَمِعْتُ مِنْ كَثِيرِينَ عَنْ هَذَا الرَّجُلِ كَمْ مِنَ الشُّرُورِ فَعَلَ بِقِدِّيسِيكَ فِي أُورُشَلِيمَ. وَهَهُنَا لَهُ سُلْطَانٌ مِنْ رُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ أَنْ يُوثِقَ جَمِيعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ بِاسْمِكَ». فَقَالَ لَهُ الرَّبُّ: «اذْهَبْ لأَنَّ هَذَا لِي إِنَاءٌ مُخْتَارٌ لِيَحْمِلَ اسْمِي أَمَامَ أُمَمٍ وَمُلُوكٍ وَبَنِي إِسْرَائِيلَ. لأَنِّي سَأُرِيهِ كَمْ يَنْبَغِي أَنْ يَتَأَلَّمَ مِنْ أَجْلِ اسْمِي». فَمَضَى حَنَانِيَّا وَدَخَلَ الْبَيْتَ وَوَضَعَ عَلَيْهِ يَدَيْهِ وَقَالَ: «أَيُّهَا الأَخُ شَاوُلُ قَدْ أَرْسَلَنِي الرَّبُّ يَسُوعُ الَّذِي ظَهَرَ لَكَ فِي الطَّرِيقِ الَّذِي جِئْتَ فِيهِ لِكَيْ تُبْصِرَ وَتَمْتَلِئَ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ». فَلِلْوَقْتِ وَقَعَ مِنْ عَيْنَيْهِ شَيْءٌ كَأَنَّهُ قُشُورٌ فَأَبْصَرَ فِي الْحَالِ وَقَامَ وَاعْتَمَدَ. وَتَنَاوَلَ طَعَاماً فَتَقَوَّى. وَكَانَ شَاوُلُ مَعَ التَّلاَمِيذِ الَّذِينَ فِي دِمَشْقَ أَيَّاماً...)) ( أعمال الرسل 9: 1-19)

النص السابق من سفر أعمال الرسل يمثل رؤيا الرسول بولس ( وهي أمر مشكوك فيه فيمكن أن تكون مختلقة لهدف ما في نفس يعقوب أم ناتجة من اللاشعور كهلاوس بصرية سمعية و قد عالجنا هذا الموضع في مقالتين سابقتين ( سلسلة ظواهر الباراسيكولوجي بين العلم والإيمان – 8 – الإيمان بالظهورات النورانية!!! ...... الرابط: ( http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=372395 ..... ، و سلسلة ظواهر الباراسيكولوجي بين العلم والإيمان – 19 – الإيمان بروحانية الهالات النورانية!!! ..... الرابط ( http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=375523 ) )... فدائما رواد الأديان غالباً ما يفتعلوا قصة معجزية لتكون سبباً في تحولهم الديني مثل موسى والعليقة، ومحمد وغار حراء وجبريل، وهنا نجد بولس والرؤيا على أبواب دمشق! فمن هذا النص يفهم القارئ أن (الله) أو ( الروح القدس) هو الذي سيعين بولس... وهذا ما جعل بولس منتشياً مشرئب العنق بكبرياء آنف كان لا يحترم مساعدات الأخرين له معتبرهم أدوات مُسخرة من قبل الله لإتمام إرساليته وكأن الناس جميعهم يدورون في فلكه ومن أجله ومن أجل إرساليته التي لن يصلح مخلوق غيره لإنجازها!

ومن مقالة بولس وبرنابا ( http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=376214 ) وجدنا كيف أنكر بولس جميل برنابا في إعداده للخدمة الروحية فبولس قبل ذهابه لإنطاكية كان في طرسوس لحوالي سبع أو ثماني سنوات بلا أي خدمة... أو على الأقل إن كان قام بخدمة بالفعل فقد كانت من التفاهة والقلة حتى لا يذكر عنها الكتاب المقدس ورسائله أي شئ عنها! فإن كان فعل أي شئ ذا قيمة في هذا العقد من السنوات في طرسوس قبل إستدعاء برنابا له لمساعدته في خدمة إنطاكية، لكان ذكرها في رسائله! ففعلاً هذه الفترة كانت جامدة ميتة من أي إنجاز ومن يرجع له الفضل بأنه ساعد بولس في إنطلاقه لخدمة الأمم وأوربا هو برنابا! ولكن بولس أستغنى عن هذه العلاقة فيما بعد بعد أن أخذ مبتغاه من برنابا... فأحقر الناس هو من يصعد على أكتاف الأخرين ثم يستغني عنهم ... هذا لأن برنابا تمسك بمرقس أن يذهب معهم في الرحلة التبشيرية الأولى وكان نتيجة هذا الخلاف الغير مبرر أن بولس قطع علاقته ببرنابا طوال حياته!!! وهنا بولس لم يشعر بتأنيب ضمير أبداً على هذا السلوك... ولم يعتبر الأمر خطأ أو خطية يتوب عليها وبالتالي المسيحيين من بعده تشبهوا به! لأن ( طبقاً لفكر بولس وفكر المسيحيين) تلقى بولس الارسالية من الله ... وستنفذ سواء عن طريق برنابا أم عن طريق غيره! فالكل أدوات في يد الله يسخرهم كيفما يشاء لخدمة ملكوته!!!

لا اعلم تفسير محاولات المسيحيين المستميتة في الدفاع عن بولس هنا وإنكار فضل أستاذه برنابا عليه.... أين منطقكم؟! ألم يعاون برنابا بولس بالتدريب والنصح والأرشاد... فالاستاذية ليست دائماً صب معلومات! ولماذا أنكر بولس فضل معلمه برنابا في مجمل ما ذكر في الكتاب المقدس؟! هكذا أنتم أيها المسيحيون في كل جيل تدافعون عن المذنب والسئ الأخلاق لا لشئ سوى التشبه به!

دائماً العقلية المسيحية تدرك حينما يتم مساعدة المسيحيين مادياً أو معنويا من قبل فرد أو جماعة، أن الله سخرهم لخدمتهم! وبالتالي يرجع الشكر لله دونما توجيه الشكر والعرفان لهؤلاء الذين عبروهم وساعدوهم بعكس هذا الاله الصامت المحتجب!

وربما يذكر المسيحي المخدوم الخادم بأنه لا يريد إثارة ذاته وكبرياؤه كما يقول الكتاب (و اما انت فمتى صنعت صدقة فلا تعرف شمالك ما تفعل يمينك (مت 6 : 3) ) فمتى صنعت صدقة فلا تصوت قدامك بالبوق كما يفعل المراؤون في المجامع و في الازقة لكي يمجدوا من الناس الحق اقول لكم انهم قد استوفوا اجرهم (مت 6 : 2) حتى لا يضيع أجرك!

والمقرف هو إقتناع المسيحي التام أن العطايا أو الخدمات المقدمة اليه هي حق مستحق له... لأنه قدم خدمات لله في القديم وكان لا بد أن يستردها... دون إعتبار لمشاعر المُعطي الذي ربما يكون أول مرة تعامل معه أو رأه! (هاتوا جميع العشور الى الخزنة ليكون في بيتي طعام و جربوني بهذا قال رب الجنود ان كنت لا افتح لكم كوى السماوات و افيض عليكم بركة حتى لا توسع (ملا 3 : 10) ، ( بيعوا ما لكم و اعطوا صدقة اعملوا لكم اكياسا لا تفنى و كنزا لا ينفد في السماوات حيث لا يقرب سارق و لا يبلي سوس (لو 12 : 33) ) وهذا الكنز يعتبر رصيد عند الله يسترده المؤمن ( عن طريق أخرين يرسلهم الله ليخدمونه)!! وهذا طبقاً للمبدأ الكتابي ( لا تضلوا الله لا يشمخ عليه فان الذي يزرعه الانسان اياه يحصد ايضا (غل 6 : 7) )!


ولكن الواقع غير ذلك ففي قرارة نفس المسيحي أن عاقبة الخير لا تحدث على الارض أثناء الحياة الا نادراً...فلذلك أستغرب توقع المسيحي للحصاد عن أفعاله الخيرة وهو حي! وأبلغ دليل على ذلك يسكن اللاشعور الفردي والجمعي المسيحي مزمور73 الذي لأساف:

(( مَزْمُورٌ. لآسَافَ إِنَّمَا صَالِحٌ اللهُ لإِسْرَائِيلَ لأَنْقِيَاءِ الْقَلْبِ. أَمَّا أَنَا فَكَادَتْ تَزِلُّ قَدَمَايَ. لَوْلاَ قَلِيلٌ لَزَلِقَتْ خَطَوَاتِي. لأَنِّي غِرْتُ مِنَ الْمُتَكَبِّرِينَ إِذْ رَأَيْتُ سَلاَمَةَ الأَشْرَارِ. لأَنَّهُ لَيْسَتْ فِي مَوْتِهِمْ شَدَائِدُ وَجِسْمُهُمْ سَمِينٌ. لَيْسُوا فِي تَعَبِ النَّاسِ وَمَعَ الْبَشَرِ لاَ يُصَابُونَ. لِذَلِكَ تَقَلَّدُوا الْكِبْرِيَاءَ. لَبِسُوا كَثَوْبٍ ظُلْمَهُمْ. جَحَظَتْ عُيُونُهُمْ مِنَ الشَّحْمِ. جَاوَزُوا تَصَوُّرَاتِ الْقَلْبِ. يَسْتَهْزِئُونَ وَيَتَكَلَّمُونَ بِالشَّرِّ ظُلْماً. مِنَ الْعَلاَءِ يَتَكَلَّمُونَ. جَعَلُوا أَفْوَاهَهُمْ فِي السَّمَاءِ وَأَلْسِنَتُهُمْ تَتَمَشَّى فِي الأَرْضِ. لِذَلِكَ يَرْجِعُ شَعْبُهُ إِلَى هُنَا وَكَمِيَاهٍ مُرْوِيَةٍ يُمْتَصُّونَ مِنْهُمْ. وَقَالُوا: [كَيْفَ يَعْلَمُ اللهُ وَهَلْ عِنْدَ الْعَلِيِّ مَعْرِفَةٌ؟] هُوَذَا هَؤُلاَءِ هُمُ الأَشْرَارُ وَمُسْتَرِيحِينَ إِلَى الدَّهْرِ يُكْثِرُونَ ثَرْوَةً. حَقّاً قَدْ زَكَّيْتُ قَلْبِي بَاطِلاً وَغَسَلْتُ بِالنَّقَاوَةِ يَدَيَّ. وَكُنْتُ مُصَاباً الْيَوْمَ كُلَّهُ وَتَأَدَّبْتُ كُلَّ صَبَاحٍ. لَوْ قُلْتُ أُحَدِّثُ هَكَذَا لَغَدَرْتُ بِجِيلِ بَنِيكَ. فَلَمَّا قَصَدْتُ مَعْرِفَةَ هَذَا إِذَا هُوَ تَعَبٌ فِي عَيْنَيَّ. حَتَّى دَخَلْتُ مَقَادِسَ اللهِ وَانْتَبَهْتُ إِلَى آخِرَتِهِمْ. حَقّاً فِي مَزَالِقَ جَعَلْتَهُمْ. أَسْقَطْتَهُمْ إِلَى الْبَوَارِ. كَيْفَ صَارُوا لِلْخَرَابِ بَغْتَةً! اضْمَحَلُّوا فَنُوا مِنَ الدَّوَاهِي. كَحُلْمٍ عِنْدَ التَّيَقُّظِ يَا رَبُّ عِنْدَ التَّيَقُّظِ تَحْتَقِرُ خَيَالَهُمْ. لأَنَّهُ تَمَرْمَرَ قَلْبِي وَانْتَخَسْتُ فِي كُلْيَتَيَّ. وَأَنَا بَلِيدٌ وَلاَ أَعْرِفُ. صِرْتُ كَبَهِيمٍ عِنْدَكَ. وَلَكِنِّي دَائِماً مَعَكَ. أَمْسَكْتَ بِيَدِي الْيُمْنَى. بِرَأْيِكَ تَهْدِينِي وَبَعْدُ إِلَى مَجْدٍ تَأْخُذُنِي. مَنْ لِي فِي السَّمَاءِ؟ وَمَعَكَ لاَ أُرِيدُ شَيْئاً فِي الأَرْضِ. قَدْ فَنِيَ لَحْمِي وَقَلْبِي. صَخْرَةُ قَلْبِي وَنَصِيبِي اللهُ إِلَى الدَّهْرِ. لأَنَّهُ هُوَذَا الْبُعَدَاءُ عَنْكَ يَبِيدُونَ. تُهْلِكُ كُلَّ مَنْ يَزْنِي عَنْكَ. أَمَّا أَنَا فَالاِقْتِرَابُ إِلَى اللهِ حَسَنٌ لِي. جَعَلْتُ بِالسَّيِّدِ الرَّبِّ مَلْجَإِي لِأُخْبِرَ بِكُلِّ صَنَائِعِك.(( ((مزمور 73)


فملخص هذا المزمور أنه نتيجة رؤية أساف لإزدياد فجور الأغنياء وشرهم دون إصابتهم بأي عاقبة شريرة نتيجة لأفعالهم الشريرة وهذا بعكس الأخيار الذين هم دوماً مصابون وكأن عاقبة صلاحهم وخيرهم هي حدوث الشر لهم! ولذلك كاد يكفر أساف- وهو من كبار خدام الهيكل المرموقين وسط الناس حينذاك- وينادي للناس ببطلان فعل الصلاح (حَقّاً قَدْ زَكَّيْتُ قَلْبِي بَاطِلاً وَغَسَلْتُ بِالنَّقَاوَةِ يَدَيَّ. وَكُنْتُ مُصَاباً الْيَوْمَ كُلَّهُ وَتَأَدَّبْتُ كُلَّ صَبَاحٍ. لَوْ قُلْتُ أُحَدِّثُ هَكَذَا لَغَدَرْتُ بِجِيلِ بَنِيكَ.)! ولم يطمأن أساف ويواصل حياته إلا بعد رؤيته لرؤيا بسوء عاقبة الأشرار في الآخرة! ولكم ماذا عن الحاضر؟ ماذا عن تعاملات البشر فيما بينهم؟ وكيف نعلم أن هذه الرؤيا ليست إلا هلاوس رجل مضطرب الفكر من أثار الصدمة النفسية التي يعانيها من عدم جدوى فعل الخير في هذه الدنيا؟!!


لأوضح لكم كيف يفكر المسيحيين وإيضاح هذه الفلسفة المتغلغلة في العقول المسيحية... دعوني أستعرض رد فعل أغلب الأقباط على ما حدث في مصر وطريقتهم في تفسير الأمر لاهوتياً حينما قام الجيش بقيادة الفريق أول عبد الفتاح السيسي بتنحية الدكتور مرسي ونظام الأخوان عن السلطة... وقيامه بسلسلة إصلاحات في البلاد! بالنسبة للقبطي المتدين ما حدث هو نتيجة وإستجابة لصلواتهم ( قلب الملك في يد الرب كجداول مياه حيثما شاء يميله (ام 21 : 1) ) فحتى الملوك والرؤساء في يد الله يحركهم لمصلحة أولاده المسيحيين!... ولا أعلم لماذا لم يستجيب الله لهم طوال عشرات بل مئات من السنوات السابقة!! فقد رأيت مسيحي يرفض أن يغني الأنشودة الجميلة المقدمة للجيش وللفريق أول عبد الفتاح السيسي المسماة ( تسلم الأيادي)... وكان منطقه الغريب أن الله هو المسئول عن التغيرات في البلاد والله هو المسئول عن إنقاذهم من نظام المتأسلمين الفاشي الذي كان سيفعل أكثر جداً مما يفعلونه الأن من قتل وعنف وليس حرق كنائس فقط... ولذلك يرى أنه لن يعتمد على أو يتكل على أو يشكر بشر زائل مثل الفريق أول عبد الفتاح السيسي بل سيوجه عرفانه وشكره وتمجيده لمن في يده الأمر دوماً والى الأبد كما يقول الكتاب المقدس (هكذا قال الرب ملعون الرجل الذي يتكل على الانسان و يجعل البشر ذراعه و عن الرب يحيد قلبه (ار 17 : 5) )!!! أردت أعزائي أن أحلل لكم هذه العقلية وفلسفتهم الغريبة التي يحتسبونها ثقة في الله وإتكال عليه ويغيب عن أذهانهم أن ما يفعلونه في عرف الانسان العاقل والواعي ( نكران جميل)!!!

يا صديقي المسيحي لأوضح لك أن هذا الفهم هو مرفوض من أغلبية الناس فأفترض أني ملحد أرفض وجود الله وأرفض الصلاة أساساً لأنها من وجهة نظري أدعية موجهه للوهم وللفراغ...! فحينما أراك في عوز وحاجة نفسية أو معنوية أو مادية... وإنسانيتي تحثني أن أقدم لك المساعدة أي كان نوعها ومهما أستغرقت من وقت ومال ومجهود مني فقد فعلتها بسلامة قلب لا أبتغي شئ ولا أنتظر رد! ولكن أعزائي لا شئ مجاني في هذه الحياة! فأنا أفعل هذا حتى أتقبل نفسي وأتقبل الأخرين من حولي إصلاحاً للمجتمع... فأنا أنتظر منك إبتسامة وتقبل لي كإنسان وربما كصديق! فهل يا عزيزي أصلح حينئذ أن أكون صديقك؟ ولكن رد فعلك في مثل هذه المواقف أنك تستقبل الخدمات والعطايا ثم تتجه لمخدعك وتشكر إلهك وتتركني على الباب بالخارج ( معنويا) وتستغرب جداُ مني لماذا أنتظرك؟!

يا عزيزي ربما كنت تدعي وتصلي سنوات عديدة لتحقيق طلبة ما ولم يعيرك إلهك أي إنتباه، فحينما أشعر أنا بهذه الحاجة وأقدمها لك طوعاً... تتركني وتذهب لتشكر هذا الاله ( الوهمي) مدركاً أن (الله) سخرني لخدمتك ( طوعاً أو قسراً)!! كيف سيكون رد فعلي – أرجوك- حينما تتصرف أمامي هكذا! صدقوني أعزائي القراء والقارئات أنا لا أتكلم من فراغ بل كنتيجة وخلاصة لعشرات الخبرات مع المسيحيين الذين كانت ردود أفعالهم على مساعادتي لهم بهذه الطريقة!! فكم سرق (الله) مني إستحسان وجمايل الناس، وهم حق مستحق لي!!!



#توماس_برنابا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مواجهة مشاعر الفقدان والحرمان ( من ضياع ويتم و ثُكل و ترمل و ...
- علاقة بولس ( الرسول) بأستاذه برنابا... هل هي علاقة عرفان أم ...
- يا ليت داروين يكون على حق؛ فسأحزن جداً إن كان على باطل!!!
- ( باراباس أم يسوع؟)... سؤال أولوياتي يميز الخائن من الوطني!! ...
- حينما تتبع الراعي بثقة عمياء، فلن تعلم أبداً هل سيقودك نحو ا ...
- سلسلة ظواهر الباراسيكولوجي بين العلم والإيمان – 20 – الإيمان ...
- سلسلة ظواهر الباراسيكولوجي بين العلم والإيمان – 19 – الإيمان ...
- سلسلة ظواهر الباراسيكولوجي بين العلم والإيمان – 18 – الإيمان ...
- دعاء وصلاة مسيحيي الأمس ومسلمي اليوم للإله الأمريكي لضرب أوط ...
- هل فعلاً ما يزرعه الإنسان إياه يحصد أيضاً؟!!
- إنسانية الحيوان... أم... حيوانية الإنسان!!!
- السلفية المسيحية في الطريق!!!
- مغضوب عليهم من الله بلا ذنب أقترفوه – 9 – الأرض!
- اللغة حينما تكون سماً أو دواءاً للفكر !!!
- المسئولية والمساءلة داخل وخارج إطار عقيدة القضاء والقدر!!!
- رد فعل أخلاقي على إنتشار الإلحاد في الشرق الأوسط !!!
- لماذا ينتشر الالحاد بين فئات من الناس دون غيرها؟
- سلسلة ظواهر الباراسيكولوجي بين العلم والإيمان – 17 – الإيمان ...
- سلسلة ظواهر الباراسيكولوجي بين العلم والإيمان – 16 – الإيمان ...
- سلسلة ظواهر الباراسيكولوجي بين العلم والإيمان – 15 – الإيمان ...


المزيد.....




- الجماعة الإسلامية في لبنان تزف شهيدين في البقاع
- شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية ...
- أكسيوس: واشنطن تعلق العقوبات على كتيبة -نيتسح يهودا-
- آلام المسيح: كيف حافظ أقباط مصر لقرون على عادات وطقوس أقدس أ ...
- -الجماعة الإسلامية- في لبنان تنعي قياديين في صفوفها قتلا بغا ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن اغتيال قيادي كبير في -الجماعة الإسلامي ...
- صابرين الروح جودة.. وفاة الطفلة المعجزة بعد 4 أيام من ولادته ...
- سفير إيران بأنقرة يلتقي مدير عام مركز أبحاث اقتصاد واجتماع ا ...
- بالفصح اليهودي.. المستوطنون يستبيحون الينابيع والمواقع الأثر ...
- صابرين الروح.. وفاة الرضيعة التي خطفت أنظار العالم بإخراجها ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - توماس برنابا - فلسفة إنكار الجميل المسيحية!!!