أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - توماس برنابا - علاقة بولس ( الرسول) بأستاذه برنابا... هل هي علاقة عرفان أم نكران للجميل؟!!















المزيد.....

علاقة بولس ( الرسول) بأستاذه برنابا... هل هي علاقة عرفان أم نكران للجميل؟!!


توماس برنابا

الحوار المتمدن-العدد: 4203 - 2013 / 9 / 2 - 23:44
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ملحوظة هامة: كل ما سيذكر في هذا المقال مستخلص من الكتاب المقدس فقط لا غير!!!


سأوضح وسأبرز في هذا المقال علاقة بولس / شاول ببرنابا! ولكن قبل عرض هذه العلاقة دعونا نستعرض ملخص عن حياة كلاً من بولس وبرنابا:

ولد بولس الرسول في طرسوس في ولاية كيليكية من أعمال الإمبراطورية الرومانية حيثما صرف مدة طفولته. ومن حصوله على الرعوية أو الجنسية الرومانية (أع 22: 25-29) نستنتج أنه كان من عائلة شريفة وعلى الأقل ليست فقيرة... وكان أبوه فريسيًا من سبط بنيامين وقد ربّي على الناموس المتشدد (أع 23: 6 – فيلبي 3: 4-7) ولكنه ولد وهو يتمتع بالرعوية الرومانية. ولمّا أتم تحصيل ما يمكن تحصيله في طرسوس ) وقد كانت طرسوس مركزًا من مراكز التهذيب العقلي. فقد كثرت فيها معاهد العلم والتربية. وكانت مركزًا للفلسفة الرواقية التي ظهر تأثيرها في كثير من تعبيرات الرسول (أرسل بعدذاك إلى أورشليم، عاصمة اليهودية ليتبحر في الناموس!!! ومن( أعمال 23: 3) نعرف أنه تربى عند رجلي غمالائيل وكان هذا من أشهر معلمي الناموس ومفسّريه!!!

ونقطة التحول في حياته بعد أن كان مضطهداً للمسيحية ... كرد فعل أمين لحماية دين اليهودية الذي يعزه من المسيحيين ... كانت حينما ذهب إلى دمشق للقضاء على المسيحيين هناك بتحريض من رؤساء الكهنة، ظهرت له رؤيا كانت من نتيجتها أنه فقد بصره وقيل له في الرؤيا أن يدخل مدينة دمشق وهناك سيقال له ماذا ينبغي أن يفعل، ثم قابل حنانيا بعدما بقي أعمى ثلاثة أيام ثم أسترجع بصره وعرف ما حدث له وتفسير ذلك وكيف تم إختياره للتبشير للأمم ثم اختلى في العربية (بلاد العرب) ثلاث سنين (غل 1: 16 و17 ( ثم رجع ملتهبًا بنفس الغيرة التي كان يحارب بها يسوع وإنما الأن شاهدا له! ولما حاولوا قتله هرب إلى أورشليم حيث رحب به برنابا وقدّمه للرسل وهنا كانت بداية علاقته ببرنابا التي فيها تعلم أن ينبذ التهور وأمور أخرى تعلمها من برنابا!

أول شخص جدير بالتفرد بين الالوف التي أمنت بالمسيحية في الكتاب المقدس، هو يهودي قبرسي يدعى ( يوسف) سمى فيما بعد ( برنابا) وقد سمي بهذا الأسم بسبب أنه كان واعظاً أو خطيبا مفوه هذا لأن لفظة برنابا تعني في اليونانية ( أبن الوعظ) ( و يوسف الذي دعي من الرسل برنابا الذي يترجم ابن الوعظ و هو لاوي قبرسي الجنس (اع 4 : 36) )! ويُذكر عن خدمته الأولى حوادث ثلاث: ( اذ كان له حقل باعه و اتى بالدراهم و وضعها عند ارجل الرسل (اع 4 : 37) ... ( فاخذه ( والهاء هنا تعود على شاول الذي دعي فيما بعد بولس) برنابا و احضره الى الرسل و حدثهم كيف ابصر الرب في الطريق و انه كلمه و كيف جاهر في دمشق باسم يسوع (اع 9 : 27) .... ( ثم خرج برنابا الى طرسوس ليطلب شاول و لما وجده جاء به الى انطاكية (اع 11 : 25) )

وكان برنابا هذا من قبيلة أو سبط لاوي، إحدى عشائر بيت إسرائيل. وهم الذين كانوا يعاونون في عبادة الهيكل. وكان أسلافه قبله قد خدموا الله عن طريق المنح والعطاء، فحملوا خيمة الإجتماع وتابوت العهد، ولم يُعطوا نصيباً في أرض كنعان عند إقتسامها ، فلم يحصلوا على أراضي. والظاهر أن برنابا أمتلك حقلاً عن طريق ما. ومع أن هذا الحقل كان كبير القدر في نظره إلا أنه لم يتوانى في بيعه وإحضار ثمنه الى الرسل، عندما أعلنت جماعة المؤمنين إبان الضيق ان ممتلكات الفرد ليست خاصة له. وهو بهذا العمل قد أظهر نفسه شخصية ممتازة في حركة إشتراكية ، إذ لم يتوانى في إعطاء ما يمتلك وبذل كل شئ لنصرة المبدأ الذي دان به وأحبه!!

وهكذا دائما الشخصية المسماة برنابا... كان من أصل معطاء... وكانت شخصيته معطاءة سواء في المقتنيات أو النفس أو المعارف! فقد ساعد كلاً من بولس ومرقس دونما تمييز دون إنتظار أي مقابل! و قد كان سنداً ونصيراً في وقت الشدة والمحن، إذ بادر الى إغاثة المضطر بين المتضايقين. وكان حصناً وملجأ للمخذولين وللمستوحشين الذين لا صديق لهم! هذا بالطبع يشوقنا لنعرف ماذا فعل لأقول عنه هذا الكلام!

وأول شئ مأثور يوضح علاقته بالمحتاجين والمضطرين في الكتاب المقدس كان عندما جاء ببولس المهتدي للمسيحية ( بعدما كان مفتريا ومضطهدا للكنيسة) الى الرسل في أورشليم، وقد كانوا ما زالوا يخافونه ... ولكن الظروف تغيرت فالمُضطهد قد صار مضطّهِداً. وأرتاب التلاميذ الاولون، وكثير منهم قد أودع السجن بسبب بولس، في حسن نواياه وبواعثه ( لما جاء شاول الى اورشليم حاول ان يلتصق بالتلاميذ و كان الجميع يخافونه غير مصدقين انه تلميذ (أع 9 : 26) ) وظنوه جاسوساً يتجسس عليهم للغدر بهم. أي إنسان مهما كانت درجة حماسته حينما يجد نفسه مطارداً ومعادىّ من بين زملائه وأصدقائه القدامى من جنود الهيكل... ومكروهاً ومصدر ريبة لمن يريد خدمتهم من المسيحيين الأعداء القدامى بعد إهتدائه للمسيحية... هذا كافياً ببث روح اليأس والاحباط والحزن في نفسه... وهنا جاء دور المعزي برنابا ( بارقليس/ أبن الوعظ) حيث ( اصل لفظة برنابا ( كلمة بارقليط اليونانية) المترجمة في الإنجيل بكلمة (مُعزي) وهو أيضا اللقب الذي أُطلق على الروح القدس! وعزاه وأخذه الى التلاميذ وطمأنهم بشأنه! وهذا الأمر كان يقتضي شجاعة وحصافة، كما يقتضي عطفاً وإخلاصاً. فذلك التلميذ الطيب القلب برنابا كان الوسيط والصديق لغير المرغوب فيهم! و بشّر بولس/ شاول بمجاهرة غير حكيمة في أورشليم جعلت اليونانيين في أورشليم يحاولون قتله فذهب إلى قيصرية ومنها إلى طرسوس مسقط رأسه (أع 9: 26-30). ولا نعرف شيئًا عن الوقت الذي قضاه في طرسوس ولا كيف صرفه!!

وكان الثنائي بولس وبرنابا سبباً في حل أول مشكلة تدب في أواصر المسيحية في أعمال الرسل 15 حيث أنعقد أول مجمع مسيحي في المسيحية بسبب مناداة البعض بضرورة إختتان غير اليهودي المعتنق المسيحية حتى ينال الخلاص... ووقع الاختيار على رجلين بجانب بولس وبرنابا لطمأنة المؤمنين من الأمم ( حِينَئِذٍ رَأَى الرُّسُلُ وَالْمَشَايِخُ مَعَ كُلِّ الْكَنِيسَةِ أَنْ يَخْتَارُوا رَجُلَيْنِ مِنْهُمْ فَيُرْسِلُوهُمَا إِلَى أَنْطَاكِيَةَ مَعَ بُولُسَ وَبَرْنَابَا: يَهُوذَا الْمُلَقَّبَ بَرْسَابَا وَسِيلاَ رَجُلَيْنِ مُتَقَدِّمَيْنِ فِي الإِخْوَةِ. وَكَتَبُوا بِأَيْدِيهِمْ هَكَذَا: «اَلرُّسُلُ وَالْمَشَايِخُ وَالإِخْوَةُ يُهْدُونَ سَلاَماً إِلَى الإِخْوَةِ الَّذِينَ مِنَ الْأُمَمِ فِي أَنْطَاكِيَةَ وَسُورِيَّةَ وَكِيلِيكِيَّةَ: إِذْ قَدْ سَمِعْنَا أَنَّ أُنَاساً خَارِجِينَ مِنْ عِنْدِنَا أَزْعَجُوكُمْ بِأَقْوَالٍ مُقَلِّبِينَ أَنْفُسَكُمْ وَقَائِلِينَ أَنْ تَخْتَتِنُوا وَتَحْفَظُوا النَّامُوسَ - الَّذِينَ نَحْنُ لَمْ نَأْمُرْهُمْ. رَأَيْنَا وَقَدْ صِرْنَا بِنَفْسٍ وَاحِدَةٍ أَنْ نَخْتَارَ رَجُلَيْنِ وَنُرْسِلَهُمَا إِلَيْكُمْ مَعَ حَبِيبَيْنَا بَرْنَابَا وَبُولُسَ رَجُلَيْنِ قَدْ بَذَلاَ نَفْسَيْهِمَا لأَجْلِ اسْمِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ - فَقَدْ أَرْسَلْنَا يَهُوذَا وَسِيلاَ وَهُمَا يُخْبِرَانِكُمْ بِنَفْسِ الْأُمُورِ شِفَاهاً.) ( أعمال الرسل 15: 22-27)


ولم يكتفي برنابا بالسعي لتوطيد روح التآلف الأخوية بين بولس وبين الكنيسة في أورشليم، بل أدخل بولس في محك عملي أو تدريب ميداني يشرف عليه في حقل الخدمة والدعوة الدينية وأحضر بولس بمواهبه الفائقة ليخدم في أنطاكية عاصمة سوريا التي أبتدأ الايمان المسيحي ينتشر فيها ( فَسُمِعَ الْخَبَرُ عَنْهُمْ فِي آذَانِ الْكَنِيسَةِ الَّتِي فِي أُورُشَلِيمَ فَأَرْسَلُوا بَرْنَابَا لِكَيْ يَجْتَازَ إِلَى أَنْطَاكِيَةَ. الَّذِي لَمَّا أَتَى وَرَأَى نِعْمَةَ اللهِ فَرِحَ وَوَعَظَ الْجَمِيعَ أَنْ يَثْبُتُوا فِي الرَّبِّ بِعَزْمِ الْقَلْبِ لأَنَّهُ كَانَ رَجُلاً صَالِحاً وَمُمْتَلِئاً مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ وَالإِيمَانِ. فَانْضَمَّ إِلَى الرَّبِّ جَمْعٌ غَفِيرٌ. ثُمَّ خَرَجَ بَرْنَابَا إِلَى طَرْسُوسَ لِيَطْلُبَ شَاوُلَ. وَلَمَّا وَجَدَهُ جَاءَ بِهِ إِلَى أَنْطَاكِيَةَ. فَحَدَثَ أَنَّهُمَا اجْتَمَعَا فِي الْكَنِيسَةِ سَنَةً كَامِلَةً وَعَلَّمَا جَمْعاً غَفِيراً. وَدُعِيَ التَّلاَمِيذُ «مَسِيحِيِّينَ» فِي أَنْطَاكِيَةَ أَوَّلاً. ) ( أعمال الرسل 11: 22-26)

ولم يُرسل التلاميذ في أورشليم أحداً من التلاميذ الأثنى عشر الاصليين الذين تم إختيارهم من قبل المسيح لبحث الأحوال في العاصمة السورية. لأن أحداً منهم لم يكن كفؤاً لتلك المهمة الخاصة مثل برنابا الكبير القلب والنفس الذي أختار بولس/شاول ليدربه ويضعه على الطريق السليم لأن برنابا رأى في بولس كفاءة وحمية تناسب أنطاكية وغيرها من الأمم الغير يهودية. ومنها أُرسل برنابا وشاول إلى المسيحيين في أورشليم ومعهما عطية مادية لإعانتهم وقت الجوع. ثم جاءت الدعوة للتبشير في الخارج (أع 13: 2-4) وبدأت رحلات هذا الرسول التبشيرية التي كان من نتائجها نشر الإنجيل في آسيا الصغرى والبلقان وايطاليا وأسبانيا!

وقد رافق بولس/شاول برنابا في رحلته التبشيرية الأولى وقد كان معهم الشاب مرقس الانجيلي ( كاتب إنجيل مرقس وهو أول الاناجيل الأربعه وأخذ عنه كتبة أناجيل متى ولوقا ويوحنا فيما بعد وقد كان صغيرا في السن حينذاك) ولكن برنابا كان يرى في مرقس حماسة وكفاءة رغم صغر سنه وكان يدربه كما درب برنابا بولس! كما قلت سابقاً فقد كان سنداً ونصيراً في وقت الشدة والمحن، إذ بادر الى إغاثة المضطر بين المتضايقين. وكان حصناً وملجأ للمخذولين وللمستوحشين الذين لا صديق لهم! وكما فعل ببولس/شاول كان يفعل بمرقس الشاب ( ذلك التلميذ النابغة الذي كان كتابه أول إنجيل بين كل الأناجيل وأقتبس عنه الأخرون!)!!!

ولكن الفيصل هنا؛ وقع خلاف بينه وبين برنابا في رحلته التبشيرية الأولى، بخصوص مرقس الشاب الذي كان يرافق معلمه برنابا أينما ذهب لأنه كان أبن أخته ( و رجع برنابا و شاول من اورشليم بعدما كملا الخدمة و اخذا معهما يوحنا الملقب مرقس (اع 12 : 25) ) ...!! ( ثُمَّ بَعْدَ أَيَّامٍ قَالَ بُولُسُ لِبَرْنَابَا: «لِنَرْجِعْ وَنَفْتَقِدْ إِخْوَتَنَا فِي كُلِّ مَدِينَةٍ نَادَيْنَا فِيهَا بِكَلِمَةِ الرَّبِّ كَيْفَ هُمْ». فَأَشَارَ بَرْنَابَا أَنْ يَأْخُذَا مَعَهُمَا أَيْضاً يُوحَنَّا الَّذِي يُدْعَى مَرْقُسَ وَأَمَّا بُولُسُ فَكَانَ يَسْتَحْسِنُ أَنَّ الَّذِي فَارَقَهُمَا مِنْ بَمْفِيلِيَّةَ وَلَمْ يَذْهَبْ مَعَهُمَا لِلْعَمَلِ لاَ يَأْخُذَانِهِ مَعَهُمَا. فَحَصَلَ بَيْنَهُمَا مُشَاجَرَةٌ حَتَّى فَارَقَ أَحَدُهُمَا الآخَرَ. وَبَرْنَابَا أَخَذَ مَرْقُسَ وَسَافَرَ فِي الْبَحْرِ إِلَى قُبْرُسَ. وَأَمَّا بُولُسُ فَاخْتَارَ سِيلاَ وَخَرَجَ مُسْتَوْدَعاً مِنَ الإِخْوَةِ إِلَى نِعْمَةِ اللهِ. فَاجْتَازَ فِي سُورِيَّةَ وَكِيلِيكِيَّةَ يُشَدِّدُ الْكَنَائِسَ. ) ( أعمال الرسل 15: 36-41) ومن هذا النص الأخير نجد محاولة إستغناء بولس/شاول عن مرقس ( ربما لصغر سنه أو عدم كفاءته في الخدمة أو عدم تحمله... لأن مرقس كان قد فارق الفريق قبلا في بمفيلية ) في رحلته التبشيرية الأولى ... ولكن برنابا تمسك بأبن أخته مرقس ومن هنا دبت الفرقة! بولس رأى في مرقس شاب مستهتر لا يؤتمن على الخدمة وبرنابا كان يرى في مرقس قدرات أثبت الزمن وجودها في الشاب الصغير... فمرقس هذا كتب أول إنجيل تاريخياً وعنه أقتبس الأنجيلين الثلاثة الأخرين... وأيضا كان كاروز الديار المصرية طبقاً للتاريخ الكنسي... فقد كان شجاعاً ومقداماً ولكن بولس لم يرى فيه هذا بعكس خاله برنابا!!!

ولكن الكتاب المقدس يوضح تغير رأي بولس/شاول عن شخصية مرقس الذي أثبت جدارته بسبب تشجيع خاله ( يسلم عليكم ارسترخس الماسور معي و مرقس ابن اخت برنابا الذي اخذتم لاجله وصايا ان اتى اليكم فاقبلوه (كو 4 : 10) )

فبدون تشجيع برنابا لبولس والوقوف بجانبه وقت الشدة ... كان من الممكن أن ينهار بولس/شاول ولم تكن لخدمته أو إرساليته أي ظهور! وأيضاً بدون تشجيع برنابا لمرقس لما ظهرت قدرات وإمكانيات الشاب الصغير حتى يكون أول راصداً وكاتباً للأنجيل وكارزا ومبشراً للقطر المصري بحسب التاريخ القبطي!!!

ولكن ما أود التركيز عليه في شخصية بولس/شاول هنا ... هو نكران الجميل لمعلمه و معزيه ومشجعه برنابا ... فلم يذكر الكتاب المقدس أي مقابلة بين بولس/شاول وبرنابا الذي أختفى عن المشهد تماما ولم يرد أن يشارك بولس المجدً؛ فثلاث أرباع العهد الجديد من كتابات بولس/شاول ولم يذكر أي مقابلات بينه وبين صاحب الفضل عليه( برنابا) وكل ما ذكره عنه كان بمرور الكرام في أربع جمل فقط من مجمل رسائله بعكس أحاديثه المطوله عن شخصيات وحوادث أخرى غير ذات قيمة! وكانت هذه المواضع الأربعة عن علاقتهما قبل الشجار والفرقة بسبب مرقس! ( ام انا و برنابا وحدنا ليس لنا سلطان ان لا نشتغل (1كو 9 : 6) ... بعد اربع عشرة سنة صعدت ايضا الى اورشليم مع برنابا اخذا معي تيطس ايضا (غل 2 : 1) ... فاذ علم بالنعمة المعطاة لي يعقوب و صفا و يوحنا المعتبرون انهم اعمدة اعطوني و برنابا يمين الشركة لنكون نحن للامم و اما هم فللختان (غل 2 : 9))

وحتى لم يخجل بولس من التحدث عن برنابا بصورة سلبية متناسياً أو جاهلاً ببعد نظر برنابا في الكثير من الأمور : (و راءى معه باقي اليهود ايضا حتى ان برنابا ايضا انقاد الى ريائهم (غل 2 : 13) ) فقد كانت المشكلة في هذا المشهد كفيلة لفصم المسيحية بطريقة بشعة بين المسيحيين من أصل يهودي والمسيحيين من بين الأمم الغير يهودية والمذكورة في الاصحاح 15 بسفر أعمال الرسل وكان الحكيم برنابا يتعامل بحكمة وليس بتهور كما كان يفعل بولس والذي جهلاً يسمى شجاعة وإقدام من قبل المسيحيين!!!

بصراحة حينما درست هذين الشخصيتين كدت أهيم ببرنابا فهو مُعد للأجيال ... وثاقب البصيرة ... وبعيد النظر في حكمه على الناس! وهذا بعكس بولس/ شاول الذي لم يرى أو يعير أدنى أهتمام بهذه السمة البارزة في شخصية معلمه برنابا ... والتي كان لها الفضل في وضعه على الطريق الصحيح بعد الاعداد والتدريب! فحينما فعل برنابا المثل مع أبن أخته مرقس، أثار ذلك حنق وغضب بولس/شاول! لم أحترم شخصية بولس/شاول أبداً لهذا التصرف وخاصة حينما قاطع برنابا لنهاية حياته لسبب تافه مثل هذا! فلو عامل برنابا بولس بنفس منطقه حينما كان مطارداً من جنود الهيكل واليونانيين، وحينما كان منبوذاً من التلاميذ المسيحيين، لما ظهر بولس أساساً في التاريخ المسيحي! ولكن للأعتراف بالجميل أناسه وأصحابه الذين لا ينسون أبداً جميلاً قام أحدهم به لهم حتى ولو كان حيوان! وهذا بالطبع من محاسن الأخلاق التي لم يتمتع بها بولس/شاول ( مبدء المسيحية) حتى من داخل كتبه ( رسائله) التي كتبها بيده! فالإنسان الأخلاقي لا يستطيع إخفاء مميزاته كبرنابا حتى ولو غاب عن الأنظار وترك المشهد لغيره؛ وهكذا السيئ الأخلاق لا يمكن أبداً إخفاء عيوبه الأخلاقية عن الأعين الفاحصة حتى ولو غطاه الجماهير بأكاليل المدح والمجد بأنه فيلسوف المسيحية الأعظم!!!



#توماس_برنابا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يا ليت داروين يكون على حق؛ فسأحزن جداً إن كان على باطل!!!
- ( باراباس أم يسوع؟)... سؤال أولوياتي يميز الخائن من الوطني!! ...
- حينما تتبع الراعي بثقة عمياء، فلن تعلم أبداً هل سيقودك نحو ا ...
- سلسلة ظواهر الباراسيكولوجي بين العلم والإيمان – 20 – الإيمان ...
- سلسلة ظواهر الباراسيكولوجي بين العلم والإيمان – 19 – الإيمان ...
- سلسلة ظواهر الباراسيكولوجي بين العلم والإيمان – 18 – الإيمان ...
- دعاء وصلاة مسيحيي الأمس ومسلمي اليوم للإله الأمريكي لضرب أوط ...
- هل فعلاً ما يزرعه الإنسان إياه يحصد أيضاً؟!!
- إنسانية الحيوان... أم... حيوانية الإنسان!!!
- السلفية المسيحية في الطريق!!!
- مغضوب عليهم من الله بلا ذنب أقترفوه – 9 – الأرض!
- اللغة حينما تكون سماً أو دواءاً للفكر !!!
- المسئولية والمساءلة داخل وخارج إطار عقيدة القضاء والقدر!!!
- رد فعل أخلاقي على إنتشار الإلحاد في الشرق الأوسط !!!
- لماذا ينتشر الالحاد بين فئات من الناس دون غيرها؟
- سلسلة ظواهر الباراسيكولوجي بين العلم والإيمان – 17 – الإيمان ...
- سلسلة ظواهر الباراسيكولوجي بين العلم والإيمان – 16 – الإيمان ...
- سلسلة ظواهر الباراسيكولوجي بين العلم والإيمان – 15 – الإيمان ...
- سلسلة ظواهر الباراسيكولوجي بين العلم والإيمان – 14 – الإيمان ...
- سلسلة ظواهر الباراسيكولوجي بين العلم والإيمان – 13 – الإيمان ...


المزيد.....




- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...
- فيديو خاص عيد الفصح العبري واقتحامات اليهود للمسجد الأقصى
- “ثبتها الآن” تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah لمشاهدة ...
- بعد اقتحامات الأقصى بسببه.. ماذا نعرف عن عيد الفصح اليهودي ا ...
- ما جدية واشنطن في معاقبة كتيبة -نيتسح يهودا- الإسرائيلية؟
- بالفيديو.. مستوطنون يقتحمون الأقصى بثاني أيام الفصح اليهودي ...
- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...
- أسعدي ودلعي طفلك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - توماس برنابا - علاقة بولس ( الرسول) بأستاذه برنابا... هل هي علاقة عرفان أم نكران للجميل؟!!