أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - سنان الخالدي - لا جدوى من التنظير من على منصات الفيس بوك














المزيد.....

لا جدوى من التنظير من على منصات الفيس بوك


سنان الخالدي

الحوار المتمدن-العدد: 4205 - 2013 / 9 / 4 - 01:42
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


من المتعارف عليه أن القاعدة القانونية توفر العدل ولا توفر العدالة. عندما تكون الحكومة عادلة سيلتف حولها الشعب، هو وحده الذي يخلص البلد من الإرهاب. ولن تعدل هذه الحكومة معنا، ولا البرلمان والنواب، ولا من شاركهم من الأحزاب، لأنهم بالملخص هم من يمثل الإرهاب. إن جهل الغالبية العظمى من شعبنا منعهم من أن يتفهموا أن الحرية والحقوق تنتزع ولا تعطى. إن توفير العدالة داخل المجتمع يعتبر مقياسا حقيقيا لتمدنه وتحضره الفعلي، وهو السبيل الوحيد للارتقاء بقيمة الإنسان وكرامته الآدمية بشكل يجعل حضوره الإنساني في الشأن الخاص والعام حضورا شرعيا وحقا مجتمعيا ومؤسساتيا. إن تثبيت العدل والعدالة في المجتمع يعد السبيل الوحيد لتحويل القيمة الإنسانية إلى جوهر للعمل السياسي والاقتصادي والاجتماعي، إلى درجة يصبح ذلك هو القيمة البارزة في كل المناحي المعنوية والمادية لحياة الفرد والجماعة والمجتمع بصفة عامة. ومن هنا يتضح بأن إصلاح القضاء وتثبيت العدالة في المجتمع ليسا بالأمر الهين، لأنهما مرتبطين بالتطور الثقافي وبارتقاء المنظومة التعليمية والتربوية فيه. عشر سنوات مضت من الاحتجاجات و التظاهرات و حملات التنديد والاستنكار لما قامت به حكومات عقبت الاحتلال، لم تكن كافية لتنهض ببلد عانى الاضطهاد وتكتيم الأفواه ومنع الحريات منذ ما يزيد على نصف قرن. عشر سنوات فقط، لا شيء هي في عمر الثورات. فبعد مئة عام من الثورة الفرنسية الأولى استقرت فرنسا على القوانين الحالية الرائعة التي تعمل بها الآن، و أضحت معها رمزاً لمبادئ الحرية والمساواة والعدالة. لذا صار لزاماً علينا الاستمرار في صراعنا مع حكومة المنطقة الخضراء، لان النهاية ستكون جميلة حتماً طالما وجدت فينا تلك الرغبات المتطلعة للحرية في تحقيق أحلامنا وبناء دولة الحقوق والمواطنة. رغباتنا يجب أن لا تقتصر علينا كمثقفين مللنا من طروحاتنا بعد أن سئمنا القراءة لفلسفة المنعمين. نعم فأغلب من شارك في مظاهرات 31 آب 2013 هم من الطبقة المتوسطة وما فوق المتوسطة من الشعب العراقي، كان واضحاً عليهم ذلك، ويظهر هذا بكل بساطة من خلال مظهرهم أثناء الاحتجاجات، هم نفسهم الذين عادوا إلى بيوتهم ذات الفراش الناعم والطعام الوافر، هم نفسهم من عاد لينقل لنا صور المظاهرات التي التقطوها بكاميراتهم، تلك الكاميرات التي اجزم أن لا فقير في العراق يعرف كيف تشحن أو تنتزع منها بطاقة الذاكرة. كان على أولئك المتظاهرين الاحتكاك بالمعدمين من الشعب، وإجهاد أنفسهم في التبيان للفقراء المظلومين ضرورة الانتفاض على الظلم والحيف الذي أصابهم، وقتذاك ستكون المظاهرات مليونية بالفعل، ستخيف كل جيوش الأرض إن خرجت صارخة بحقها. لكن إن استمر حالنا على ما هو عليه فلن يحدث التغيير إلا بمعجزة إلهية، ولقد انتهى زمن المعجزات. عليكم أن تعلموا الناس كيف أن يحترموا أنفسهم بدلاً من التنظير على منصات الفيس بوك. إن أرضنا مغتصبة في ثرواتها، منهوب أهلها، مظلومين، يقضمها الحاقدون كل يوم ، كيف لنا أن نحررها بدون الفقراء من العراقيين ؟ فالفقراء ملح الأرض، وسادتها، وصبرها، وحضارتها وعمقها التأريخي، تتجلى في عيونهم عروق نباتها، وتسقي دموع أحداقهم كالأمطار ترابها، فكيف نخلصها من الدنس بدونهم؟ هم حائرون الآن ، يستائلون، كيف الخلاص مما يعانون ؟ فالآن حان دورنا كمثقفين عراقيين بما اكتسبنا من معارف التوضيح للفقراء بماهية العمل الثوري والانتفاض من اجل استعادة كرامة هذا الشعب.



#سنان_الخالدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أقباس من نور مظاهرات 31/8/2013
- متى نثور ؟
- حريتنا تكمن في معرفة من يحكمنا في الظلام
- إلى السيد النائب حيدر الملا عضو البرلمان العراقي
- الفرد العراقي الثائر - بين الواقعية والافتراضية
- عشتار وزيرة للداخلية في العراق
- إياكم والبرلمان - البرلمان خط احمر !
- سذاجة العرب وانقيادهم لمشروع خارطة الشرق الاوسط الجديد
- إنني اعيش الموت
- في سجن ابو غريب - حفلات ليست كالحفلات
- عيد الفطر عزاء لإطفال السماوة
- حطموا الثور المجنح وضعوا مكانه تمثال بعوضة
- صندوق الاقتراع هو جهاز لأستنساخ نفس الوجوه
- لبيك يا عراق ام لبيك يا طرطور ؟ !
- الملحدون وممارسة التسقيط في الخطاب الديني
- العراق بلا جهل سيثور بلا وجل
- لسنا أمعات
- اما ان تكونوا معنا او ضدنا ( بوش الأب )
- ترانيم يائس من عراق بائس
- فرانس نيكون ... وهل اكتشفت الطماطم ؟ !


المزيد.....




- الجبهة الديمقراطية: تثمن الثورة الطلابية في الجامعات الاميرك ...
- شاهد.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة إيم ...
- الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين خلال احتجاج في القدس للمطا ...
- الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح ...
- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...
- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...
- الديمقراطية تختتم أعمال مؤتمرها الوطني العام الثامن وتعلن رؤ ...
- بيان هام صادر عن الفصائل الفلسطينية


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - سنان الخالدي - لا جدوى من التنظير من على منصات الفيس بوك