أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سنان الخالدي - في سجن ابو غريب - حفلات ليست كالحفلات














المزيد.....

في سجن ابو غريب - حفلات ليست كالحفلات


سنان الخالدي

الحوار المتمدن-العدد: 4183 - 2013 / 8 / 13 - 21:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لإجل ان تستمر المداهمات العشوائية والاعتقالات الغير مبررة كان لابد من تكذيب خبر إلقاء القبض على الهاربين من سجن ابو غريب. قبل ثوان كنت حائراً، هل اسميهم هاربين ام طلاب حرية؟ لا اخفي لكم انني لازلت ومنذ ساعات مضت اقاسي تلك المشاهد المؤلمة التي تشكلت في مخيلتي عن مجموعة جلادين يحملون الهراوات والعصي، يملأهم حب تعذيب الجسد البشري وايقاع الألم به ثم السرور بذلك الاشباع وتلك الرغبة المستمرة في التعذيب والتنكيل والقتل. رغبة تكبر كلما علت صيحات المجلودين ألماً من عنف يمارس في اجسادهم بما يسمى الحفلة. والحفلة بالمختصر هو ان يدخل جلادو السجن على النزلاء بالهراوات فيبدأون ضربهم حتى الصباح او متى ما تكل اكتافهم من الضرب. يحدث ذلك كلما فجّر انتحاري نفسه عند بوابات السجن ! هذا ما كان بالفعل يوم الاحد الماضي. كل ما تخيلتهُ حتى هذه اللحظة عن تلك الحفلة الدموية بسبب قراءتي لتقرير كان قد اعده الصديق قاسم السنجري ونشره صباح هذا اليوم في صحيفة العالم الجديد موثقاً اياه بصور احد المعذبين وقد فارق الحياة نتيجة ما لاقى من تعذيب شديد يوم الأحد. و اليوم يخرج السيد حسن الشمري وزير العدل ليكذب تصريحات قادة الداخلية في مؤتمر صحفي عقده بمبنى مجلس الوزراء قال فيه: لم نلقي القبض بعد على معظم الفارين من سجن ابو غريب ولازال البحث جارياً عن 559 منهم. وفي ذات الوقت يستنكر مجلس محافظة الانبار اعتقال اكثر من 500 شخص جرى اقتيادهم في اليومين الماضيين بدون أمر قضائي غرب الانبار، ويدعو لعقد جلسة طارئة يطالب فيها حكومة بغداد بأسباب اعتقال ابناء المحافظة. لا تستغربوا إن فارقتكم اليوم او غداً إلى سجن ابو غريب او سجون قيادة عمليات بغداد، فقد اكون احد اولئك المعتقلين بلا جريرة فأحضر احدى الحفلات التي يقيمها السجانون على شرف الحكومة، بعدما يأتي انتحاري لا علاقة لي به فيفجر نفسه لأعذب بسببه ثم اصرخ الماً حتى الموت. وبعد هذا؛ هل لازلتم تقولون ان الارهاب متستر والارهابيون كما الاشباح، انهم هناك، في ابو غريب، والتاجي وبقية السجون، انهم في المنطقة الخضراء، يظهرون يومياً على الفضائيات بهندام جميل واجسام طويلة عريضة ومنطق منمق لأداءهم الحكومي الدنيء. إنني وكمواطن عراقي اتسائل؛ عن اي ذنب نعتقل؟ ولماذا نعذب؟ هل نحن ارهابيون؟ وهل الذين يعذبون في حفلات السجون مجرمون؟. رحم الله النواب حين قال: "وطني علمني ان اقرأ كل الاشياء، وطني علمني ان حروف التاريخ مزورة حين تكون بدون دماء، وطني هل انت بلاد الأعداء؟ هل انت بقية داحس والغبراء؟ وطني انقذني رائحة الجوع البشري مخيف، انقذني من مدن يصبح فيها الناس مداخن للخوف والزبل مُخيس، من مدن ترقد في الماء الآسن كالجاموس وتجتر الجيف، يا وطني المعروض كنجمة صبح في السوق، في العلب الليلية يبكون عليك و يستكمل بعض الثوار رجولتهم، و يهزون على الطبلة و البوق، أولئك أعداؤك يا وطني ". تلك هي ديموقراطية العراقيين منذ عشر سنوات، منذ عشر سنوات وهم مرؤوسين لعصابات ترقص على آهات المعذبين من ابناءهم، سمفونيات من الآهات، يصطدم صداها بجدران السجون، لكنني اسمعهُ كل دقيقة. امواج من الصدى الثقيل، تحمل قيح جروح الابرياء، ودم يكتب في مسامع الضمير: يال العار اين الأحرار؟. إنني اصارع الموت في الشوارع واعيش حالا مأساويا في السجون، واقاسي التشريد بين المدن، واعاني الضنى مع الفقراء، وابكي لأجل مرضى بلا دواء. وفي العراق ألم يسكنه الصبر والأمل.



#سنان_الخالدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عيد الفطر عزاء لإطفال السماوة
- حطموا الثور المجنح وضعوا مكانه تمثال بعوضة
- صندوق الاقتراع هو جهاز لأستنساخ نفس الوجوه
- لبيك يا عراق ام لبيك يا طرطور ؟ !
- الملحدون وممارسة التسقيط في الخطاب الديني
- العراق بلا جهل سيثور بلا وجل
- لسنا أمعات
- اما ان تكونوا معنا او ضدنا ( بوش الأب )
- ترانيم يائس من عراق بائس
- فرانس نيكون ... وهل اكتشفت الطماطم ؟ !
- أيها المثقفون ، مالكم كيف تحكمون
- مع احترامي للجميع - ثورة عراقية ام ثرثرة ؟
- لم ينتهي المسلسل الأمريكي في العراق ومختار العصر بطل هذه الح ...
- ايران و سياسة التوسع بإسم الدين والطائفة
- أقليم الأنبار والحجج الواهية لإقامته


المزيد.....




- اغتيال بلوغر عراقية شهيرة وسط بغداد والداخلية تصدر بيانا توض ...
- غالبية الإسرائيليين تطالب بمزيد من الاستقالات العسكرية
- السعودية.. فيديو لشخص تنكر بزي نسائي يثير جدلا والأمن يتحرك ...
- صحيفة: بلينكن سيزور إسرائيل الأسبوع المقبل لمناقشة صفقة الره ...
- الديوان الملكي يعلن وفاة أمير سعودي
- الحوثيون حول مغادرة حاملة الطائرات -أيزنهاور-: لن نخفض وتيرة ...
- وزارة الخارجية البولندية تنتقد الرئيس دودا بسبب تصريحه بشأن ...
- أردوغان يقول إن تركيا ستفرض مزيدا من القيود التجارية ضد إسرا ...
- وزير الدفاع الأمريكي يشكك في قدرة الغرب على تزويد كييف بمنظو ...
- مشاهد للوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير قبل لحظات من ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سنان الخالدي - في سجن ابو غريب - حفلات ليست كالحفلات