جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 4191 - 2013 / 8 / 21 - 12:32
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
تعتمد الامتحانات الانجليزية من امثال Cambridge و IElTS و غيرها على ناحيتين بضمنها مهارات المفردات والقواعد و هي:
اولا المهارات الاولية (الطبيعية) الاصغاء/ الانصات / الاستماعListening )مهارة تقبليةReceptive ) و التكلم / النطقSpeaking (مهارة منتجة / معبرة Prouctive)
ثانيا المهارات الثانوية ( المدرسية / الحضارية الحديثة نسبيا) الكتابة Writing (مهارة منتجة / معبرة Prouctive) و القراءة Reading )مهارة تقبليةReceptive ).
الذي يتمعن في هذه المهارات يرى بان في المهارات الثانوية تبدأ المهارة المنتجة / المعبرة Prouctive و هي (الكتابة) قبل المهارة التقبلية (القراءة) بعكس المهارات الاولية التي تسبق فيها المهارة التقبليةReceptive (الاصغاء) المهارة المنتجة / المعبرة Prouctive (التكلم) و لكن النصوص العربية تتكلم عن القراءة و الكتابة (المهنة: يقرأ و يكتب) اي تضع القراءة قبل الكتابة و هذا غير ممكن لانك لا تستطيع القراءة اذا لم تتعلم الكتابة قبلها.
و الان نرجع الى (كتب و قرأ) في العربية و هي مفردات اساسية في القرآن تستعمل بنفس المعنى في الاشارة الى القرآن: (ذلك الكتاب) و (هذا القرآن) رغم الاختلاف في المعنى اي ان القرآن يخلط بين مهارة الكتابة و القراءة لانها هي مهارات ثانوية مدرسية حضارية. يعود هذا الخلط و سوء الفهم ايضا الى اجنبية الكلمتين.
(كتب) كما كتبت سابقا في مقالتين على هذا الموقع كلمة ارامية اعتمدت استعارتها على الصياغة السرانية (كثابا) و لكن الثلاثي (كتب) في السامية القديمة لم يشير الى (الكتابة) بل الى التجميع و الربط و التشكيل يتوضح المعنى في الكتيبة (العسكرية). اما الثلاثي (قرأ) فهو ايضا استعارة من الارامية اعتمدت على الصياغة السريانية (قريانا) بمعنى كتاب او بالاحرى تلاوة و هو المعنى الاصلي للثلاثي (قرأ). السخرية هنا ايضا هي الافتخار بكلمة (إقرأ) السريانية و اعتبارها عربية.
يتضح هنا لماذا يخلط القرآن معاني (كتاب) فتارة كاشارة الى فقط آيات او سورة واحدة او كل القرآن و هذا يعكس المعنى الاصلي للثلاثي (كتب) الذي هو التشكيل والتجميع كالكتيبة العسكرية اي ان القرآن مشكل من آيات و سور (جنود كتيبة عسكرية) و لكنه في نفس الوقت تلاوة. كلمة (جندي) هي من الفارسية و (عسكر) من اللاتينية.
في القرآن (كتب = قرأ)
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟