البخل الانفعالي

علي عبد الرحيم صالح

الحوار المتمدن-العدد: 4190 - 2013 / 8 / 20 - 18:13
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    

غريبة هي طبائع الناس وشخصياتهم ، فالبعض تجده منفتح ومرح ، والبعض منطوي ، والآخر عدائي ، وقسم من الناس كريم ، والقسم الأخر صبور . ولكن هل سمعت عن البخيل انفعاليا !!!!!!
أنه نمط شخصي عجيب ، يتميز بخزن الانفعالات لنفسه ، ويحرم انفقاها في سبيل الآخرين ، فلا يتعاطف مع الناس ، ولا يعي بما يشعرون به ، ولا يشاركهم ألمهم وأفراحهم ، لذا فأن البخيل انفعاليا لا يقدم اي استجابة انفعالية تدل على أنه يشعر بالآخرين وحاجاتهم على سبيل المثال لو حلت بك كارثة أو مصيبة مثل حادثة وفاة تجد أن البخيل انفعاليا لا يكلف نفسه أن يرفع سماعة هاتفه ويعزيك على هذه المصابة ، وكذلك لو وجد البخيل انفعاليا في حفل عرس لا يعيرك اي اهتمام فالذي قد يهتم به هو وليمة الطعام التي تقيمها فقط !!! وقد لا يحضر إليها مطلقا فالحضور الى العرس سيكلفه بعض المال لشراء هدية ما .
وبذلك لا يتوقع من الاشخاص البخلاء انفعاليا أن يقدموا أية مساعدة أو معاونة للاخرين بل بالعكس فهؤلاء يحتفظون بطاقاتهم الانفعالية لأنفسهم فيواسون انفسهم فقط ، ويفرحون بمنجزاتهم ولا يشاركون أي أحدا بها ، وأن أجبروا على ذلك فنجد أن استجابتهم بليدة وباردة وخالية من أي تعاطف .
إن المصيبة الكبيرة في هذا النمط إذا وجد في أحد مناصب الدولة الكبيرة !!!! ففضلا عن ادخار اموال الدولة لنفسه نجده لا يقدم أية مواساة لأبناء لشعبه ، ولا يهتم بما يحدث لهم من جوع أو فقر أو تفجير ، وهذا ما نجده عند السياسيين فبعد اي تفجير لا يكلف المسؤول نفسه ليدين هذا الاعتداء او يواسي ابناء الضحايا ، وقد لا يعير أي اهتمام لفشله في حفظ الآمن ، فالذي يهمه هو نفسه فقط والبقية إلى الجحيم !!!

#علي_عبد_الرحيم_صالح (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل