أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - علي عبد الرحيم صالح - سيكولوجيا العنف ضد المرأة ( المرأة العراقية أنموذجا )















المزيد.....



سيكولوجيا العنف ضد المرأة ( المرأة العراقية أنموذجا )


علي عبد الرحيم صالح

الحوار المتمدن-العدد: 3208 - 2010 / 12 / 7 - 21:48
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


توصف المرأة في المجتمع العراقي بالنصف الأخر أو نصف المجتمع ، لها حقوقها و امتيازاتها و كرامتها و واجباتها ، تتميز أو تتساوى بها مع الرجل ، إذ هي : الأم ، و الأخت ، و الزوجة ، و البنت ، أو من دعائم القوى الاجتماعية في الأسرة و المجتمع على حدا ً سواء .
و لكن أليس من الغريب أن ما تصفه هذه العبارات (حبرا ً على ورق) . إذ الازدواجية هي ما نجده عند غالبية الذكور ، فعندما نسأل الرجال عن دور المرأة في الأسرة أو المجتمع ، لا يصفونها إلا بأروع الأمثلة ، فتشبه بالجمال و الطيبة و أروع ما خلقه الله سبحانه ، و قد يخرج هذا التشبيه للمرأة عن كونها كائن بشري له خصائصه الجسمية النفسية و العقلية و الاجتماعية و الانفعالية التي امتازت به ، ولماذا لا ( أليس الجنة تحت أقدامها ) و لكن لماذا هذه الازدواجية ، هل هي ازدواجية الحب و الكره التي تختلط فيها الميول العدائية مع الميول المناقضة لها ؟ !!
يمتاز المجتمع العراقي و حتى العربي بأنه مجتمع ذكوري تكثر فيه العلائق العدائية ذات العنف الجسدي و النفسي ، ويظهر ذلك : من أبسط أنواع المقاطعة السلبية إلى درجات الشتم و الهجر و الطرد و الضرب ، وقد يصل أحيانا ً إلى حد القتل !!، كأنما أصبحت المرأة في مجتمعنا وسيلة التنفيس و التفريغ عن الصراع و الإحباط و الخبرات الكابتة التي عانى منها ( الذكور ) ، ولكن لماذا كل هذا العنف ؟ و لماذا تعانيه المرأة العراقية ، و ما هي أسبابه و منشئه ؟ و ما هو علاجها ؟ و ما هو دور المؤسسات الحكومية و المدنية منه ؟ .

ما هو العنف ؟

لقد عرف العنف عدة تعاريف نظرية ، تناوله علماء النفس و مدارسهم المختلفة ، فمنهم من جعله أساس نظريته ، مثل نظرية فرويد في التحليل النفسي ، و منهم من يراه سلوك مكتسب من البيئة مثل سكنر و باندورة ، و منهم من أدخله في المنظور المعرفي مثل البرت اليس .
يرى فرويد : في العنف سلوك غريزي يقوم على نشاط متجه نحو الموضوع نشاطا ًعدوانيا ً للسيطرة عليه ، و هو محدد بسبب قوى داخل الفرد يكون وراءه عوامل نفسية قد لا يفهمها هو نفسه ، كما يرى أن الذكورة فاعلة و الأنوثة منفعلة ، و أن ( الفاعلية ) تعني العدوانية ، إذ العدوان هو الصفة الغالبة في السلوك الذكري للرجل ، بينما الخضوع هو الصفة الغالبة في السلوك الأنثوي للمرأة بسبب الكف و الكبت الذي تعاني منه . ( الخالدي / 2000 / ص 105 )
أما المدرسة الأخرى التي عرفت العنف وهي المدرسة السلوكية : ترى أن العنف مجموعة من الاستجابات المتعلقة بالبيئة ، آذ يمكن أن يشب الأطفال بميول عدائية بحسب ( التربية التي نجدها في الأسرة و المجتمع )، و ينمو هذا السلوك لدى الفرد عن طريق ( التعزيزو النمبذجة ) أي عن طريق مشاهدة الفرد لنموذج يقوم بارتكاب سلوك العنف و تعزيزه . ( أبو قورة / 1996 / ص 44 ) . أما المدرسة المعرفية ترى أن العنف له علاقة قوية بما يحمله الأفراد من قيم و معتقدات يتصرفون بموجبها ، كما ترى أن هؤلاء أصبحوا عدوانيين لأنهم يفكرون و يتصرفون على نحو غير مميز و سيئ طبقاً لأفكارهم الخاطئة ، إذ أن هذا السلوك الصادر يرجع إلى خلل معرفي أو عجز معرفي في التعامل مع الموضوعات و الأشياء و الأشخاص ( حنتول / 2004 / ص 22 ) .

تعريف العنف :
عرفه Wayne/ 1983 : الاستجابة البدنية و اللفظية لفرد أو جماعة ، يهدف من خلالها تحقيق أهداف على حساب الآخرين ، و تتضمن الاستجابات اللفظية التهديد و انتهاك الحرمات و التهكم و العبارات السيئة ، و تتضمن الاستجابات البدنية الضرب و الدفع و التشاجر و قذف الاشياء. ( Wayne/ 1983/ p.194 ) .
و عرفه ( حلمي / 1999 ) : بأنه ممارسة القوة البدنية لإنزال الأذى بالأشخاص و الممتلكات ، و المعاملة الخشنة ، و إحداث الضرر الجسمي و العاطفي و التدخل في الحرية الشخصية ( حلمي / 1999 / ص 9 ) .
أن العنف هو سلوك يعبر به الفرد ، عما في داخله من أفكار سيئة ، و مشاعر مشحونة بالكره و الغضب و الإحباط ، بقصد إلحاق الأذى و إيقاع الضرر الجسمي و النفسي بالشخص موضع العدائية.
وحسب هذه التعاريف ، نجد أن العنف وسيلة يستخدمها الفرد للتفريغ عن مشاعر الكراهية و الإحباط والإيذاء و السيطرة على الطرف الأخر . و قد يصدر عن فرد أو جماعة أو طبقة اجتماعية أو دولة بهدف استغلال وإخضاع الطرف الأخر في إطار قوة غير متكافئة اجتماعيا و اقتصاديا أو سياسياً ، مما يتسبب في إحداث أضرار مادية أو معنوية نفسية .
أما العنف ضد المرأة ، عرفته الوثيقة الصادرة عن ( الجمعية العامة للأمم المتحدة /1993) : أي عنف مرتبط بنوع الجنس، يؤدي على الأرجح إلى وقوع ضرر جسدي أو جنسي أو نفسي أو معاناة للمرأة بما في ذلك التهديد بمثل تلك الأفعال، والحرمان من الحرية قسراً أو تعسفاً سواء حدث ذلك في مكان عام أو في الحياة الخاصة . ( الجمعية العامة للأمم المتحدة / 1993 / ص 33 ) .
وعرفه (أسماعيل / 2004 ) : أي عمل أو تصرف عدائي أو مؤذ مهين يرتكب بأية وسيلة وبحق أية امرأة لكونها امرأة، يخلق معاناة جسدية وجنسية ونفسية بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، من خلال الخداع أو التهديد أو الاستغلال أو التحرش، أو الإكراه أو العقاب، أو إجبارها على البغاء أو أية وسيلة أخرى، وإنكار وإهانة كرامتها الإنسانية، أو سلامتها الأخلاقية أو التقليل من أمن شخصها ومن احترامها لذاتها أو شخصيتها أو الانتقاص من إمكانياتها الذهنية والجسدية. ( أسماعيل / 2004 / ص 8 ) .
وعرفه) عساف / 2004 ( : أي عمل عنيف يرتكز على فارق الجنس، يسبب - أو كان بالإمكان أن يسبب - أذىً أو معاناة جسدية، جنسية، أو نفسية للنساء، متضمناً التهديد بتلك الأعمال، والإكراه أو التجريد القسري لحرية المرأة، سواء حصل ذلك في العلن أو في الحياة الخاصة."( عساف / 2004 / ص 12 ).
و لا شكّ أنّ العنف الجسميّ والنّفسيّ والجنسيّ ضدّ المرأة منتشر في كلّ أنحاء العالم، تستوي في ذلك البلدان المتقدّمة والبلدان النّامية، ولكنّ ما تختلف فيه المجتمعات والحكومات هو:
1 . مدى وعيها وتوعيتها بالظّاهرة ومدى فكّها لجدار الصّمت حولها.
2 . مدى إنشائها للسّياسات والممارسات ومدى سنّها للقوانين التي تحمي النّساء من العنف أو تنتصف للنّساء المعنّفات وتقاضي معنّفيهنّ.
3. مدى إيجادها للهياكل التي تؤطّر ضحايا العنف، وتعيد إليهم القدرة على الكلام والتّفكير، وتعيد تأهيلهم وتجبر خسائرهم.
ولكنّ المجتمعات تختلف أيضا في نقطة أساسيّة هي مدى إدانتها للعنف أو تبريرها إيّاه باسم مبادئ رمزيّة مستمدّة من الدّين أو من العادات والتّقاليد، كما تختلف في الأشكال الثّقافيّة التي يتّخذها هذا العنف، فالعنف يشتدّ عندما يمارس باسم مبدأ رمزيّ يعتبر أسمى من ممارس العنف ومن ضحيّته معا، وعندما يفرض نفسه على الجميع ( سلامة / 2004 / ص 18 ) .

أنواع العنف:
أولاً: العنف العائلي: ويسمى أيضاً بالعنف الأسري ويدخل ضمن تهديد حرية الإنسان وكرامته وبالتالي حقوقه كإنسان، وأشارت المادة الخامسة من الإعلان المذكور إلى عدم تعريض أي إنسان للتعذيب ولا للعقوبات أو المعاملات القاسية أو الوحشية أو الإحاطة بالكرامة". وفي تعريف آخر للعنف الأسري " هو أحد أنماط السلوك العدواني الذي ينتج من وجود علاقات غير متكافئة في إطار نظام تقسيم العمل بين المرأة والرجل داخل الأسرة وما يترتب على ذلك من تحديد لأدوار ومكانة كل فرد من أفراد الأسرة وفقاً لما يمليه النظام الاقتصادي والاجتماعي السائد في المجتمع. وأيضاً فأن العنف العائلي يشير إلى ضرب وإهانة الزوجة والأطفال بأشكال متعددة، واغتصاب المحرمات من النساء في الأسرة، وقد يقوم بلك الزوج، الابن، الأب، الأخ حيث يتمتع الرجل في المجتمعات الأبوية بمكانة وسلطة، الأمر الذي يعزز تلك السلطة على المرأة وفرض نفوذه من خلال استخدامه العنف عليها. والمبرر الحقيقي وراء العنف أن للأمر علاقة بالتقسيم الاجتماعي للعمل تاريخياً، ونشوء السلطة الأبوية في المجتمع، فمن يقوم بالضرب يقوم به لعدة أسباب، ومن أبرزها أنه في ظل مجتمع ذكوري يتمتع فيه الرجل بالسلطة على أنه السيد، فإنه يعتبر أن المرأة جزءا من ممتلكاته له حق التصرف بها كيفما يشاء .( الألجاوي و نجيب / 2003 / ص 7 ).
ثانياً: العنف الجسدي: و يتمثل باستخدام القوة الجسدية بشكل متعمد تجاه الآخرين ، بهدف إيذائهم ،و إلحاق الضرر بهم ، وذلك كوسيلة عقاب غير شرعية مما يؤدي إلى التسبب بوقوع الألم، والأوجاع، والمعاناة جراء تلك الأضرار ، مما يعرضهم للخطر ومن الأمثلة على أشكال العنف الجسدي : الحرق أو الكي بالنار ، خنق، ضرب بالأيدي أو بالأدوات، دفع الشخص، لطمات.... الخ.
ثالثاً: العنف النفسي :و يتم ذلك من خلال القيام بعمل مهين أو حرمان المرأة من حقوقها و واجباتها ، او حرمانها من الاشياء و المواضيع المحببة اليها وفق مقاييس مجتمعية ومعرفية علمية ، وقد تكون تلك الأفعال على يد فرد أو مجموعة يمتلكون القوة والسيطرة مما يؤثر على وظائف المرأة السلوكية، و الوجدانية، و الذهنية والجسدية، ومن الأمثلة على العنف النفسي: الإهانة، التخويف، الاستغلال، العزل، عدم الاكتراث وكذلك فرض الآراء على الآخرين بالقوة يعتبر نوعاً من أنواع العنف النفسي.
رابعاً: الإهمال : ويتمثل بعدم تلبية الرغبات الأساسية لفترة مستمرة من الزمن ويصنف إلى فئتين: الإهمال المقصود- والإهمال غير المقصود. .

أثار العنف ضد المرأة
يعد العنف ضد النساء والفتيات مشكلة عالمية وخرق لقوانين حقوق الإنسان، إذ تلغي حق النساء بالمساواة، والأمان، والكرامة، والشعور بتقدير النفس، وحقهن بالتمتع بالحريات الأساسية. إذ لا زالت نسبة كبيرة من النساء حتى في الدول المتقدمة ( 50-70% ) يتعرضن للضرب من أزواجهن بدرجات مختلفة يصل بعضها إلى الموت أحيانا, هذا بالإضافة إلى العنف السلبي الأكثر انتشارا والمتمثل في الإهمال والتجاهل والتحقير والإلغاء والقهر والاستعباد والعناد والمكايدة من جانب الزوج، وهذا العنف السلبي يكمن وراء الكثير من الاضطرابات و الآثار النفسجسمية واضطرابات الجسدنة لدى المرأة. ( المهدي / 2004 / ص 4 ) .
و يرى كل من ( الألجاوي و نجيب / 2003 ) و ( عساف / 2004 ) و ( سلامة / 2004 ) أن الإثار المترتبة على أعمال العنف ضد المرأة يظهر فيما يلي :
1 . الصحة الجسدية: جروح وكسور ، خلل وظيفي، الإعراض
الجسدية ، صحة جسمية متدنية، إعاقات دائمة ، بدانة مفرطة ، أعراض آلام مزمنة، أعراض تهيج أمعاء واضطرابات معوية .
2 . الصحة العقلية: ضغط ناتج عن الحالة النفسية بعد الإصابة، اكتئاب، الرهاب (الخوف المرضي) ، اضطرابات الأكل، العجز الجنسي ، قلة احترام النفس، سوء استخدام الموارد ، الانتحار .
3 . تصرفات مضرة بالصحة: التدخين، إدمان الكحول والمخدرات ، ممارسات جنسية غير آمنة، قلة النشاط البدني، فرط الأكل .
4 . الصحة التناسلية: حمل غير المرغوب به، الإيدز، اضطرابات نسائية ، إجهاضات غير الآمنة ، تعقيدات الحمل، وانخفاض الوزن الولادي ، أمراض الالتهاب الحوضي .

اسباب العنف ضد المرأة في المجتمع العراقي
تتعدد الأسباب الرئيسة حول معاناة المرأة في مجتمعنا العراقي ، وقد نجد هذه الأسباب متجذرة على فترات زمنية طويلة مثل الأسباب الثقافية و العادات و التقاليد الرجعية ، أو نجدها نتيجة ظروف بيئية مؤقتة كالحروب و البطالة ..... أو تعاون الاثنان معا ً كتظافر و جود الأسباب الثقافية و العادات و التقاليد الرجعية و تعزيز ظهورها من قبل الأسباب البيئية ، و سوف نتناول كل سبب على حدة و نحاول تفسيره . فمن هذه الأسباب ما يلي:

شخصية الرجل العراقي :
يتميز الرجل العراقي بأنه عدائي ، و سلوكه قائم على الممارسات و الأساليب السلوكية العنيفة ، فهذه الصفة لصقت به ، و هي جاءت نتيجة ما عاناه من ويلا ت الحروب ، وما لحقه من ضغوط نفسية مدمرة ، و مآسي قتل و تعذيب و نقص ً في الحاجات ، مما نتج عنه احباطات و صراعات مختلفة ، أدت به إلى الخبرات المؤلمة و البحث عن وسيلة ليفرغ بها عن كاهله المتعب هذه الخبرات ، و بالتاكيد ان احدى صور هذا التفريغ هو السلوك العنيف ، مما أصبح تكرار هذا العنف و ما يجد فيه بعض من الراحة سلوك متكرر ، ليصبح سمة رئيسة في شخصية الرجل العراقي.

الخضوع و التقبل للمرأة :
تعد المرآة في مجتمعنا السبب الرئيسي و المباشر إلى حدوث العنف الذي يوجه ضدها، فتقبل المرأة كافة أشكال السلوك العدائي و التعسفي نحوها ، و المسامحة و الخضوع و التقبل له ، من أهم الأسباب الذي يكرر هذا السلوك ، إذ يعد (التسامح و الخضوع و التقبل) من قبل المرأة معززات إيجابية تميل إلى تكرار العنف ، ثم بدوره إلى الرسوخ و هذا لا محيص عنه ، و لنضرب المثل الأتي : غالبا ً ما تعاني المرأة في الأسر العراقية أو خارجها الكثير من العلاقات الاضطهادية و العدوانية ، فعندما نلقي نضرة متمعنة في داخل هذه العوائل نجد الدور الفاعل و المسيطر( للزوج أو الابن) و الخضوع ( للزوجة و الأخت ) فعندما تتلقى المرأة عدة ضربات موجعة و ألفاظ شتم و سب و طرد أو قسر ، نجد المرآة لا تقوم ألا بالخضوع و المسامحة و التقبل و ألقاء اللوم على نفسها محاولة تبرير الفعل الذي وقع من قبل الزوج أو الابن ، بالرغم من براءتها و استخدام العنف ضدها، هذا الخضوع و المسامحة و التقبل يعمل كمعزز ايجابي سمح للطرف الأخر ( المعتدي ) بتكرار هذا السلوك ، لأنه لم يجد ما يكبحه ، بل وجد ما يدعمه من ثقافة و عادات و تقاليد رجعية ، و اعتذار و تودد و تقبل من الطرف الأخر المعتدى عليه و هي المرأة، كرد فعلا ًعلى سلوكه، لذلك عملت نقاط الضعف هذه على تكرار العداء و رسوخه تجاه المرآة ، و التي بني على أساسها عدم أحترمها و سلب كافة حقوقها و امتيازاتها .

الجهل و عدم معرفة التعامل مع الطرف الأخر
تمارس الثقافة دور حيوي ً لأحياء الممارسات العدائية الموجه ضد المرآة ، فكما هو معروف أن الثقافة تختلف في طبيعتها و اتجاهها ، إذ منها ما يدعوا إلى ثقافة التسامح و الحب و المودة و الاحترام ، و منها ما هو صارم و جامد و عدائي و بارد و قاسي .
وتؤدي الثقافة دورً كبير ًفي تكوين الفرد ، و نموه باتجاهات مختلفة سلبية أو ايجابية. فالمجتمع المتسامح و الودود و المحب تكون اتجاهاته سليمة في نمو و تطبيع إفراده نحو المواضيع و العلاقات الإنسانية المختلفة ، و من ضمنها احترام المرآة و إعطائها كافة الحقوق والواجبات و وضعها في المكانة الصحيحة و المناسبة . أما لو كانت ثقافة المجتمع منطوية على البرود و الجمود و الصرامة و القسوة سوف تنعكس هذه الثقافة بالجهل و عدم المعرفة في كيفية التعامل مع الأخر ، و التقليل من القيمة الإنسانية و عدم الاحترام و العنف و اغتصاب الحقوق... ،و هذا بدوره ينعكس على وظيفة و دور المرأة في المجتمع ، فمثلا ً ثقافة المجتمع العراقي ثقافة تقوم على العنف و القسر و القسوة و المرآة فيها مضطهدة تعاني من السلب و الضرب و عدم إكساب فرص العمل و حرية التعبير عن الرأي فضلا ً عن التقليل من قيمتها و مكانتها ، و أعتبا رها منفذا ًلإشباع حاجات الرجل ، و هو ما يؤدي إلى تضليل دور المرآة و تهميشه ، و مبرر ًلسلوك العنف و اتجاهه .

الرؤية الجاهلية لتمييز الذكر على الأنثى
للتقاليد و العادات دور ًكبير في عزل المرأة و اضطهادها ، إذ تمارس العادات و التقاليد الاجتماعية من خلال الأفكار و المفاهيم و المعتقدات الخاطئة التي تسودها, على تعزيز التعصب الجنسي للرجل ضد المرأة ، و سلبها كافة حقوقها و استعمال العنف ضدها .إذ جاءت هذه القوالب الجامدة و الأفكار المتدنية نتيجة تغلغل و ترسخ ثقافة العنف ضد المرأة منذ القدم ، إذ ظهرت هذه الثقافة الخطرة في تاريخ مجتمعنا ، نتيجة ما ساد عند العرب في فترة الجاهلية ،من أفكار نمطية و جمود قبلي للذهنية العربية المتخلفة ،و على صور و علاقات عدائية متعددة ، أمثال أن المرأة وصمة عار على أهلها ، وقتل الفتاة عن طريق دفنها و هي حية ، و هو ما أشار أليه القرآن الكريم بقوله ( و إذا المؤدة سئلت بأي ذنب قتلت ) ، فكانت المرآة تعاني من هذه النظرة منذ الأزمنة القديمة و إلى وقتنا الحاضر .
أن هذه الأفكار و المعتقدات الخاطئة ما زالت مستمده ، و محافظة على قوتها و أن تغيرت على مر الزمن و بصور مختلفة، لكنها بقيت متأصلة في عاداتنا و تقاليدنا، بالرغم من مجيء الدين الإسلامي و سيادة تعاليمه و حرصه على أعطاء المرأة المكانة الصحيحة و المتميزة ، و نبذ كل عادة و فعل سلوكي خاطئ حرمه الشرع ، فبقيت هذه الأدراكات و التصورات متوارثة جيلا ً بعد جيل ، حاملة ً تلك النظرة المتصلبة تجاه دور و وظيفة المرأة في المجتمع ، لأنها ـ حسب تعبيرهم ـ مصدر على جلب العار و الرذيلة و الإثم. هذه العادات و التقاليد عملت على تهيئة و تبرئة العنف نحو المرأة .

الاجتهادات الدينية المتطرفة
للدين مكانة قيمة في توجيه الفرد نحو التعاليم و المبادئ الأخلاقية و الإنسانية السليمة، إذ يعمل الدين على تقويم سلوك الإنسان و تصحيحه ، فهو بمثابة فكر ذو منطلق وجداني و رباني عميق يتبناه الفرد و يؤمن به ، و يعمل على تعديل سلوكه نحو الطريق الفكري و الفعلي السليم .
إلا إن ما عانته غالبية الأديان هو الفكر الاجتهادي المتطرف الخارج عن المنبع الفكري الأصيل للكتب السماوية ، و ما تحمله هذه الكتب من أفكار تنويرية و نظم قيمية صحيحة ، فالديانة المسيحية ًخرجت عن المنحى الصحيح إلى منحى التزوير و التحريف ، إذ نجد تعاليم الكنيسة كانت تعد المرأة بمنزلة الشيطان و صاحبة مفاتن و غرائز تعمل على جلب الرذيلة و الشعور بالإثم و الذنب ، على الرجل الابتعاد عنها و اللجوء إلى تعاليم الله ، من أجل تجنب مشاعر الإثم و الرذيلة ، و هذا ما ظهر لدينا أيضاً ، فالدين الإسلامي ظهرت فيه تيارات دينية متطرفة عملت على تشويه النص القرآني و أحاديث السنة النبوية و الخروج منها بأفكار دينية غريبة لا تمد إلى الإسلام بشيء ، مما قامت على اضطهاد المرأة وسلب حقوقها و مكانتها الدينية و الاجتماعية ، فأظهرت المرأة بمنزلة تعاليم و مبادئ الكنيسة ، لأنها عدت ناقصة عقل و دين ، و فتنه يجب عزلها و إبقائها في بيتها حتى لا ترى أحد و لا أحدا ً يراها ، و لكن الم يقل الله سبحانه و تعالى في منزل كتابه (( أنا خلقنا الإنسان في أحسن تقويم )) فأين النقص الذي نجده في المرأة ! ألم يقل الرسول الكريم محمد ( ص و أله ) أن المسلمين سواسية كأسنان المشط لا يفرق أحدا عن غيره ألا بالتقوى و الأيمان فأين النقص ! صحيح أن هناك اختلافات في الخصائص الجسمية و النفسية و العقلية و الانفعالية و حتى الاجتماعية لدى المرآة ، تختلف بها عن الرجل أو تتميز و تتفوق عليه بفوارق نسبية ( و أن لدى الرجل كذلك خصائص و قدرات يتميز و يتفوق بها على المرأة وبفوارق نسبية أيضا ً ) و لكن هذا ليس دليل على ضعف المرأة و افتقادها القدرة على أداء الواجبات التي يمتاز بها الرجل ، سواء في اكتساب فرص العمل و تبوء مواقع رسمية في الدولة ، أو سلب امتيازاتها و حقوقها و كرامتها ، أن هذه المظاهر تعد بحد ذاتها مواقف عدائية بحتة تجاه المرأة .
عن وصيا المعصومين عليهم السلام في حق المرأة: ، فعن رسول الله (ص): (اتقوا الله عز وجل في النساء فإنهن عوان (أي أسيرات) بين أيديكم، أخذتموهن على أمانات الله)، وعنه (ص): (مازال جبرائيل يوصيني بالنساء حتى ظننت أنه سيحرّم طلاقهن). وعن أمير المؤمنين ) (ع): (إن المرأة ريحانة وليست بقهرمانة) و(الاستهتار بالنساء حمق)، وعن الإمام زين العابدين(ع): (وأما حق زوجتك فان تعلم أن الله عز وجل جعلها لك سكنا وأنسا، لأنها أسيرتك (فهي قد ربطت مصيرها بمصيرك.إذن فهي مثل الأسيرة لديك) ولابد أن تطعمها وتكسوها، وإذا جهلت عفوت عنها (.

الأساليب التربوية و الاجتماعية :
تعمل الأساليب و الخبرات التربوية و الاجتماعية التي يتلقاها الفرد عن طريق القنوات الاجتماعية من ( والدين و مدرسين و أقران ) المنبع الرئيسي في تكوين شخصيته . إذ أن نمو الفرد في جو تسلطي كابت و منغلق ، لا يوفر الإشباع البيولوجي و النفسي ، يكون لدى الفرد شخصية عدائية سلبية، تقوم على استخدام العنف كوسيلة مفضلة لحل مشاكلها و توافقها ، كما تتصف بفقر الحاجة للحب و الرعاية و فقدان الأمن و امتلاك صورة مشوهة للذات و ضعف الروابط الانفعالية ، و تهديد الآخرين و إخضاعهم و السيطرة عليهم بالقوة و الإكراه و القسر.

الأحباطات و الصراعات الناجمة عن البيئة :
أن للمشكلات البيئية و ما ينجم عنها من ضغوط حياتية و مشاكل نفسية و قلق و توتر و احباط و صرا ع , تعمل بالضغط على الفرد و توتره مثال ذلك بطالة رب الأسرة ، و أزمات الحرب ، و مشاكل العمل ،و كثرة الأزدحامات ، و أزمة السكن ، و ضعف الخدمات ، و قلة إشباع الحاجات الأولية و الثانوية ، كل هذا يؤدي بألافراد إلى النزعة العدوانية والسلوك ألصراعي ، و التي تكون المرأة احد المتنفسات التفريغية عنه .


دراسات إحصائية حو مظاهر العنف ضد المرأة
رغم قلة الدراسات والإحصائيات حول العنف ضد المرأة في المجتمع العراقي ، فأن المتوفر منها يدل على ما يلي :
1 . إحصائية عن المرأة العربية عرضتها الجمعية الليبية للتنمية السياسية و البشرية : جاءت في الإحصائية أن المرأة العراقية حصلت متأخراً على حقها دستوريا و ذلك عام 1980 ودخلت البرلمان في نفس العام ،و أن المرأة العراقية جاءت في المرتبة الرابعة عشرة بنسبة 45%. ضمن الدول العربية في الحصول على حقها في التعليم .
( الجمعية الليبية لتنمية البشرية / 2005 / ص 12 ) .
2 . في دراسة ميدانية أقامتها جمعية الأمل العراقية حول العنف ضد المرأة في العراق ـ إقليم كوردستان ـ ( أنموذجاً ) : إذ بلغت عينة الدراسة من (2350) امرأة (1234) منهن في مركز المدينة و(1116) منهن في خارج المدينة، إضافة إلى (18) امرأة من المسجونات داخل دار الإصلاحية للأحداث الجانحين في مركز مدينة أربيل، وشملت عينة البحث الفئات التالية (البنات، المتزوجات، المطلقات ) ، و من خلال استبيان ، تضمن مجموعة من الأسئلة وجهت إلى عينة الدراسة ، جاءت نتائج الدراسة كما يلي :
1 . (هل كان والداكِ يفضلان أخاكِ عليك، وهل شعرتي به؟) : تشيرنتائج الدراسة إلى أن (19.361%) من أفراد العينة شعرن بتفضيل إخوانهن عليهن من قبل العائلة، ولكن هذه النتيجة غير دقيقة لأن التفرقة بين الذكور والإناث موجودة بدرجة كبيرة، ولكن نتيجة الخوف والظروف النفسية المحيطة بجمع المعلومات، لم تستطيع المبحوثات التعبير الصريح عن آرائهن .وتعود هذه التفرقة إلى أن الأهل يحبون الإخوة والأولاد أكثر من البنت (18.68%) ولا يمنحون الحرية المرأة للخروج واختيار الأصدقاء بعكس الولد الذي له حرية كاملة للخروج واختيار الأصدقاء (17.37%). ومن جانب آخر الأهل لا يمنحون المرأة الفرصة لتكملة الدراسة(16.5%) ولكن الفرص كثيرة أمام الذكور لتكملة الدراسة الجامعية، ونسبة كبيرة من أهل أفراد العينة يقللون من شأن البنت فضلاً عن عدم إشباع حاجاتها الأساسية وفرض الآراء عليها بالقوة وعدم استشارتها في أمور كثيرة تخصها .
2 . الاعتداء الجنسي (التحرش ) : تبين من نتائج الدراسة بأن (62.127%) من أفراد العينة قلن (نعم)، أي برأي حوالي ثلثي أفراد العينة توجد التحرشات بالمرأة والبنات داخل الباصات والأماكن العامة من قبل الجنس الآخر (الذكور) وطبعاً هذه التصرفات غير مقبولة (اجتماعياً ودينياً وقانونياً (.
3 . الاعتداء النفسي (الإهانات والتعليقات( : عندما وجه السؤال (هل تتعرضن إلى الإهانات والتعليقات الجارحة من قبل الرجال والمراهقين في الأسواق والأماكن العامة) أجابت (69.617%) من أفراد العينة (بنعم). وهذه النتيجة تدل على أن المرأة (البنات) يتعرضن للتعليقات و الاهانات فضلاً عن الاعتداءات الجسدية مما يتسبب بالآلام النفسية للمرأة أثناء تواجدها في الأماكن العامة.
4 . (هل تعتقدن بأن أكثر الشتائم والإهانات المتداولة بين الرجال موجهة ضد النساء؟). أجابت (49.404%) من أفراد العينة (بنعم) والبقية (لا). وهذه النتيجة أيضاً توضح لنا بأن الرجال عندما يتشاجرون فيما بينهم ويوجه طرف السب والشتائم إلى الطرف الآخر،يوجهون أكثر شتائمهم وإهاناتهم إلى الأمهات والأخوات والزوجات بعضهم بعض. وهذه النتيجة أن دلت على شيء إنما تدل بأن المرأة حتى أثناء غيابها تتعرض للإهانات والشتائم من قبل الرجال.
5 . المرأة ناقصة العقل: أجابت (55.659%) منهن بأن بعض الرجال يؤمنون بذلك بينما أجابت (27.361%) منهن بأن أكثر الرجال يؤمنون بذلك، وتعتقد (8.808%) منهن بأن جميع الرجال يؤمنون بتخلف وجهالة المرأة. أي أن (92%) من أفراد العينة يعتقدون بأن النساء بنظر الرجل ناقصات العقل وجاهلات. ولاشك هذه العقيدة لها انعكاسات سلبية على سيكولوجية المرأة ونظرتها إلى نفسها وبحاجة إلى التعديل والتغيير.
6 . حرية الاختيار: أجابت (33.148%) من أفراد العينة بالنفي،أي ليس لهن الحق والرأي أثناء اختيار نوع الدراسة ونوع الملابس التي تحب أن ترتديها وأيضاً لا تستطيع الذهاب إلى زيارة الأصدقاء والأهل بدون موافقة مسبقة من الأهل أو الزوج؟ .
7 . الانتحار: عندما وجه السؤال التالي إلى أفراد العينة (هل تعرفين إحدى النساء انتحرت؟). أجابت (44.255%) من أفراد العينة بـ(نعم)و يوضح ذلك مدى معرفة الفرد بانتحار الأخريات ،أما أسباب الانتحار: بعد تحليل النتائج تبين بأن أسباب الانتحار متعددة منها (الزوج وجبروته ومعاملته الإنسانية للزوجة) (29.61%) التي احتلت المرتبة الأولى و (المشاجرات المستمرة في العائلة) (21.73%) والإرغام على الزواج وسوء الحالة الاقتصادية للعائلة، والمعاملة الإنسانية لأهل الزوج ... الخ .
8 . الظلم والاعتداء: تشير نتائج الدراسة إلى أن حوالي (58%) من أفراد العينة تعرضن للظلم والاعتداء من قبل أفراد عائلتها، والى أنواع من الإهانات والاعتداءات الجسدية والنفسية ولا شك تلك الإهانات والاعتداءات تترك أثاراً سلبية وخطيرة على نفسية وشخصية المرأة في المستقبل ، أما المعتدي، فتشير الدراسة إلى أن (23.35%) من أفراد العينة تعرضن للاعتداء و الإهانات من قبل الزوج و(22.69%) منهن تعرضن للاعتداء من قبل الأخ و(21.6%) منهن من قبل الأب .
9 . هل المرأة لا حول لها ولا قوة: أجابت (30.51%) من أفراد العينة بـ(نعم) وهذه النتيجة تشير إلى أن حوالي (ثلث) النساء في مجتمعنا لهن شعور سلبي بأنها بلا سند وبلا قوة وإنسان ضعيف لا يوجد أحد يدافع عنه أثناء الاعتداء عليه .
10 . كيف تدافعين عن نفسك: تشير البيانات الموجودة في الجدول أعلاه إلى أن نسبة كبيرة (41.06%) من أفراد العينة تلجأ إلى وسائل غير فعالة أثناء التعرض للإهانة والظلم والاعتداء وهي (البكاء والصمت) وهذه تشجع الطرف الآخر على الاستمرار في الاعتداء والظلم، ومن جانب آخر تلجأ نسبة قليلة (26.62%) من أفراد العينة إلى الحوار والمناقشة وإقناع الطرف المعتدى بظلمه وتجاوزه على حقوقها. ولكن في نفس الوقت تلجأ نسبة كبيرة أخرى إلى وسائل وطرق غير سليمة وأحياناً سلبية منها]ترك البيت (5.62%)، الانتقام (13.4%)،الإضراب عن الأكل والكلام (6.09% ) .
( جمعية الأمل العراقية / 2006 / ص 1 ـ 10 )
كيف نتخلص من العنف و أثاره في مجتمعنا اتجاه المرأة
لكي نتخلص من كافة المظاهر و الأساليب العدائية نحو المرأة أو التخفيف عنه ، لا بد أن نراعي النقاط الآتية :
•وعي المرأة ، يعتبر و عي المرأة بحقوقها و واجبها و الدور و الوظيفة التي تؤديه في الأسرة و المجتمع ،و كيفية الدفاع عن هذه الحقوق و الواجبات و عدم التنازل عنها من أهم سبل علاج العنف الموجه ضدها .
•الرجوع إلى الشرائع الدينية الصحيحة من أحاديث و تفاسير القرآن الكريم تعطي المرأة كافة حقوقها و واجبها ، و يتم ذلك من خلال مشاركة مراجعنا العظام و رجال الدين الأتقياء ، في محاربة جميع البدع و الأحاديث المزورة التي تخدم الأسس التعصبية الموجه ضد المرأة.
•إصدار قوانين دستورية محكمة و رصينة تعمل على أنصاف المرأة و خدمتها ، ويتم ذلك من خلال حماية المرأة و صيانة حقوقها ضد كافة أشكال القسر و العنف الذي تتعرض أليه .
•نبذ كافة العادات و التقاليد الرجعية التي تميز الرجل على المرأة ، و تعمل على تصغير و تضليل دورها و تهميشه ، و يتم ذلك عن طريق التوعية و الإرشاد بالتعاون مع المؤسسات الاجتماعية و الحكومية .
•العمل على نشر الثقافة الصحيحة و السليمة التي تسود فيها مشاعر الحب و المودة و التسامح, مع نبذ مختلف الأساليب الاجتماعية و التربوية التي تحبذ شيوع المشاعر السلبية و الأفكار و الأفعال العدائية ، و يتم ذلك من خلال تفعيل دور المؤسسات التربوية و الأكاديمية و بناء فلسفة حياة تربوية سليمة .
•تكثيف الأدوار التي تلعبها الوسائل الإعلامية المختلفة ،بكافة أشكالها المرئية و السمعية و المقروءة في نشر التوعية و المفاهيم الرشيدة حول كيفية التعامل مع المرأة ، مع تبيان الأضرار و الخسائر التي تنجم عنها عند سيادة مثل هذه الاتجاهات خاطئة اتجاه المرأة في المجتمع .
• استخدام مبدأ النصح و الإرشاد, و تحبيذ و تعزيز كافة الممارسات الايجابية الفعالة اتجاه دور المرأة و وظيفتها في المجتمع ، و أشراك كافة المؤسسات التي تهتم برعاية المرآة و صيانة حقوقها .

مقياس الاتجاهات العدائية و التعصبية نحو المرأة
من أجل تفعيل دور المؤسسات البحثية النفسية منها و الاجتماعية و التربوية ، ارتأى الباحث تزويد هذه الدراسة بمقياس حول الاتجاهات العدائية ـ التعصبية نحو المرأة ، إذ يحتوي هذا المقياس على عدد من الفقرات التي تقيس درجة الاتجاه التعصبي نحو المرأة لدى عينة الذكور في المجتمع ، و هذه الأداة قد تحققت فيها شروط الصدق و الثبات الموضوعي .
معلومات عن المقياس
يحتوي المقياس على ( 32 ) فقرة ايجابية و سلبية و يتألف من ثلاث بدائل هي :
أوافق متردد غير موافق
يأخذ البديل الأول أوافق ( 3 ) درجة و البديل الثاني لا أدري ( 2 ) و البديل الثالث غير موافق ( 1 ) درجة و ذلك للفقرات الأيجابية . في حين تأخذ الفقرات السلبية عكس تصحيح الفقرات الأيجابية .
علماً أن درجة المتوسط الفرضي للمقياس = ( 64 )
الفقرات
1. وظيفة المرأة إدارة البيت و تربية الأولاد فقط
2. لا يمكن بأي حال أن أساوي بين الرجل و المرأة
3. المرأة أقل ذكاء من الرجل
4. يجب أن تكون المرأة مساوية للرجل في جميع الحقوق
5. لا يمكن للمرأة أن تنجح في ميادين الإعمال الشاقة
6. يجب معاملة المرأة بالقسوة فهي لا تستحق الاحترام
7. المرأة المدرسة الأولى لتربية الناشئ
8. الزواج من المرأة شر لا بد منه
9. قدمت المرأة الكثير من الإنجازات العلمية و الأدبية و الإنسانية
10. المرأة شيطان في صورة إنسان
11 . يجب توجيه أعظم احترام للمرأة لما تتحمله من أعباء العمل و البيت
12 . أشعر بالامتعاض حين تكون رئيستي امرأة
13. لا يمكن الثقة بالمرأة
14 . يجب توجيه كل مظاهر الاحترام للمرأة
15 . المرأة أقل منزلة من الرجل
16 . افرح أذا جاء إلى البيت مولدا ًأنثى
17. يجب أن تنال كل امرأة حضها من التعليم
18 . لا أشاور أية امرأة في أي قرار أتخذه
19 . المرأة لا تقل نزاهة من الرجل في مجال الإدارة
20 . المرأة سبب تعاسة الرجل
21 .لا أتخذ قراراً إلا بعد مشاورة المرأة ( الزوجة ، الأم ) في هذا القرار
22 . التعليم للمرأة يفسد أخلاقها
23 . المرأة أكثر صلابة في مواجهة مشاكل كثير من الرجال
24 . تنهار المرأة عند تعرضها لأبسط المشاكل
25 . الغدر و الخيانة من شيمة المرأة
26 . أشعر بالارتياح في العمل حتى لو كانت مسؤولتي امرأة
27 . المرأة يجب أن لا تخرج من بيتها ألا عند وفاتها
28 . المرأة ملاك الرحمة
29 . خروج المرأة إلى العمل يفسد أخلاقها
30 . المرأة لا تقل ذكاء من الرجل أن لم تتفوق عليه في بعض الأحيان
31 .المرأة أكثر مرونة من الرجل في التعامل مع الآخرين في جميع الظروف
32 . يجب أن تتبؤا المرأة أرفع المناصب في الدولة

المصدر :
صالح ، علي عبد الرحيم ( 2009 ) : أسرار سيكولوجية في النفس الإنسانية ، دار البيت الثقافي ، العراق



#علي_عبد_الرحيم_صالح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سيكوسولوجيا التطرف الديني بين الانغلاق الفكري و جذور الارهاب
- الغرابة سيكولوجيا التشويش و الارتباك الإنساني
- سيكولوجيا الملابس و الحلي ( هويتنا الشخصية و الاجتماعية )
- تجنب الألم سيكولوجية الدفاع عن النفس
- الفشل سيكولوجية الإخفاق و الهزيمة
- الحاجة الى التنبيه الحسي سيكولوجية الإثارة الحسية
- الإدراك معنى الحياة
- أسباب التسرب الدراسي لدى طلبة الدراسة المتوسطة و الإعدادية
- مقومات التضحية سيكولوجية الشجاعة و الفداء
- سيكولوجية نشر الشائعات في المجتمع العراقي
- أحلام اليقظة وسيلة لإشباع الرغبات المكبوتة لدى الفرد العراقي
- التمركز حول الذات سيكولوجية تدهور الذات و العلاقات الانسانية ...
- رؤية تحليلية في سيكولوجية الشخصية المتعصبة
- لعب الأطفال بين براءة الأمس و عنف اليوم
- سيكولوجية اللغة بين أسرار النفوس وصدق الكلام
- الأنسان و الخرافة و الطب النفسي
- المستوى الإدراكي للطالب الجامعي اتجاه الوجود الأمريكي في الع ...
- العقاب المدرسي الطريق للهرب من المدرسة
- الاقتدار الاجتماعي سيكولوجية العيش و احترام الآخر
- قلق الموت هل أصبح هاجساً لدى الفرد العراقي ؟


المزيد.....




- فيديو غريب يظهر جنوح 160 حوتا على شواطىء أستراليا.. شاهد رد ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1000 عسكري أوكراني خلال 24 سا ...
- أطعمة تجعلك أكثر ذكاء!
- مصر.. ذعر كبير وغموض بعد عثور المارّة على جثة
- المصريون يوجهون ضربة قوية للتجار بعد حملة مقاطعة
- زاخاروفا: اتهام روسيا بـ-اختطاف أطفال أوكرانيين- هدفه تشويه ...
- تحذيرات من أمراض -مهددة للحياة- قد تطال نصف سكان العالم بحلو ...
- -نيويورك تايمز-: واشنطن سلمت كييف سرّا أكثر من 100 صاروخ ATA ...
- مواد في متناول اليد تهدد حياتنا بسموم قاتلة!
- الجيش الأمريكي لا يستطيع مواجهة الطائرات دون طيار


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - علي عبد الرحيم صالح - سيكولوجيا العنف ضد المرأة ( المرأة العراقية أنموذجا )