أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - علي عبد الرحيم صالح - سيكولوجية نشر الشائعات في المجتمع العراقي














المزيد.....

سيكولوجية نشر الشائعات في المجتمع العراقي


علي عبد الرحيم صالح

الحوار المتمدن-العدد: 2214 - 2008 / 3 / 8 - 04:21
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


يواجه المجتمع العراقي في الفترة الراهنة وهو غارق في ازماته السياسية ‏والاقتصادية وظروفه الامنية ، موجة عارمة من الشائعات على جميع ‏مستوياتها ، وانواعها المختلفة ، لاعبة الدور الكبير والسيء في اثارة افراد ‏هذا المجتمع لاجل خلق حالة من الفوضى والبلبلة وعدم الاستقرار . ‏
‏( الشائعة رواية كاذبة ولكنها قابلة للتصديق)‏
الشائعة من المنطلق السيكولوجي وكبداية لموضوعنا عبارة : عن اقوال او ‏اخبار او احاديث يخلقها البعض لأغراض خبيثة ، يتناقلها الناس بحسن النية ‏و دون التثبت من صحتها والتاكد من صدقها ، أذ تنتقل عن طريق الدردشة ‏او الثرثرة غير المقصوده ، في شكل قصص او روايات ، ليس لها أي أساس ‏من الصحه ، و لكنها قابله للتصديق ، مسببه حالة من التوتر والقلق ، و يشير ‏العالم ليون فستنجر في نظريته التنافر المعرفي في قوله ( ان أستقبال الافراد ‏او الجماعة لمعلومات غامضة او غير كافية او غير مناسبة او متناقضة تخلق ‏لديهم حالة من مظاهر سوء الادراك والفهم و لمجريات الاحداث ، مسببة حالة ‏من الارتباك والفوضى) .‏
تبدأ الشائعة على شكل خبر ذات اهمية خاصة لدى جماعة من الناس في ظل ‏ظروف من الغموض والالتباس وفي حالة من التوجس والخوف من حدوث ‏شيء ما ، بشرط ان تعبر الاشاعة عن القلق الحبيس ، وان تكون منفذا ‏للتفريغ ، وهي على انواع مثل اشاعة الخوف والسوداء والحالمة والكراهية ‏‏.‏
‏( انتشار الشائعة كسريان النار في الهشيم)‏
نجد كثيراً أن انتشار الشائعات ينتشر بشكل كبير وواسع في المجتمعات التي ‏تمر بفترات او مراحل انتقالية ، أثناء سعيها للانتقال من مرحلة سابقة الى ‏مرحلة التحضر , والمجتمع العراقي وهو يسعى الى مرحلة الانتقال من ازماته ‏واوضاعه المختلفة والمتأزمة على الصعيد السياسي والاقتصادي والاجتماعي ‏، يمر بعوامل ومسببات يكون البعض منها واضح ومعروف ، والقسم الاخر ‏كامن وغير واضح لدى أفراد المجتمع . و نجد أن هذه المسببات او العوامل ‏قد تنحصر بين افراد المجتمع نفسه نتيجة القلق ، والخوف ، والحرمان ‏والاحباطات ، والضغوط التي عاناها الافراد على صعيد الحاجات البيئية ‏المختلفة , او قد تنحصر على صعيد التدخل الداخلي والخارجي من قبل ‏جماعات واطراف معينة لا تريد الاستقرار ، لغرض التحكم والسيطرة ‏بمجريات الاحداث و الامور الجارية ، و لكن ما هي العوامل التي تشجع على ‏أنتشار الشائعات : ‏
‏(الحاجات والرغبات النفسية)‏
عانى الفرد العراقي من حاجات ورغبات نفسية مكبوته كان يسعى الى تحقيقها ‏وعلى امل اشباعها وخاصة بعد التخلص من مرحلة النظام السابق ولكن ‏عندما واجهت و جوبهت هذه الرغبات والحاجات بالرفض او عدم التحقق ‏نتيجة للظروف الحالية ، ظهرت على شكل صور تنفيسية ، و على شكل ‏قصص او أخبار قابلة للتصديق ،. وهنا الامر اشبه بالأحلام التي تنفس عن ‏رغبات الناس التي لم تتحقق في اليقظة ، فالاشاعات حالياً عملت على أشعار ‏الافراد بالرضا لانها اشبعت بعض الحاجات والرغبات التي لم تجد اشباعاً لها ‏في الواقع فتسبب نشوئها وانتشارها.‏

‏( الخوف و القلق )‏
عانى العراقيون في الفتره الراهنه و بصوره مرتفعه حاله من الخوف و ‏القلق و أنعدام الأمن أولاً ، و عدم توفر ضروريات الحياة و مستلزماتها ثانياً ‏، فالخوف والقلق هنا عاملان مهمان من عوامل خلق الاوهام ، فمثلاً نجد أن ‏الخوف من عدم توفير مواد الحصة التموينية ، التي هي من الحاجات ‏الضرورية التي يقتات عليها افراد المجتمع العراقي ، تؤدي الى شعور من ‏عدم الطمأنينة والأمن النفسي ، و تسودها مشاعر من الخوف والقلق ، فعلى ‏أثر ذلك تنشا لديهم توهم أشياء غير واقعية تكون في صورة توقعات تعمل ‏على انتشارها في صورة أخبار و حكايات لا أساس لها من الصحة بين ‏الافراد ، و هو ما يؤكده الدكتور علي كاظم الشمري ( ان الفرد العراقي يعيش ‏اليوم في حالة من التخبط والحيرة والقلق ، فبات يشعر بان الساحة أمامه ‏غامضة ، ولايملك لها اجوبة منطقية ، مما يجعله يلجاً الى انشاء أي ‏أستنتاجات ممكنة ازاء النقص الموجوده لديه في المعلومات ، فليس بوسعه ‏الا للجوء الى توقعات كحالة دفاعية قد يتمكن من خلالها خفض توتره وقلقه ‏واستعادة اتزانه ) فالخوف والقلق في هذه الصورة هنا وسيلة مهمة من ‏وسائل نشأة وسرعة انتشارالشائعات .‏
‏( مشاعر الكراهية )‏
تلعب مشاعر الكراهية والحقد الموجوده لدى الجماعات التي لا تريد لمجتمعنا ‏العراقي الثبات والاستقرار ، الى خلق الشائعات المختلفة، من أجل أثارة وزرع ‏صفوف الفتنة و نشر القطيعة بين الطوائف والمذاهب والقوميات والأديان ‏المختلفة ، اذ تظهر الشائعات بشكل معلومات مغلفة بطابع عدائي وغير ودي ، ‏وهي غالباً ما توجه الى الاشخاص البسطاء او العاديين الذين لا يملكون ‏الإمكانات العلمية والثقافية لنقد وتحليل الشائعات ، والغرض هنا هو توجيه ‏الافراد نحو أشياء معينة والتأثير على ارائهم ومواقفهم..‏

‏( الوسائل الاعلامية )‏
تعد الوسائل الاعلامية من اخطر الوسائل التي تروج الشائعات ، عن طريق ‏الصحافة والإذاعة والتلفزيون و نشر البيانات، و غالباً ما تكون الرسائل التي ‏تنشرها غامضة و غير صادقة ، و في أحداث مشوهه عن صورتها الواقعية و ‏بطرق إيحائية تحريفية .‏
ان للحد من احتواء و أنتشار الشائعات و ليس سهلا ، أذ لا بد من التصدي له ‏عن طريق تفعيل دور رجال الدين وكبار شخصيات الدولة او أصحاب المكانات ‏الاجتماعية العالية لتكذيبها ، مع وضع الحجج والبراهين المنطقية والحقائق ‏الملموسة والواقعية لدحضها ، وإزالة الاحباطات التي سببتها ، ورفع الروح ‏المعنوية المنخفضة التي نتجت عنها ، والعمل على ازالة الاحقاد والمشاحنات ‏بين الجماعات المتنازعة التي أثارتها ، دعماً لتثبيت وتماسك المجتمع من ‏اخطار الشائعات التي تبث في اوساطها ، مع برمجة وسائل الاعلام في القضاء ‏عليها .‏



#علي_عبد_الرحيم_صالح (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أحلام اليقظة وسيلة لإشباع الرغبات المكبوتة لدى الفرد العراقي
- التمركز حول الذات سيكولوجية تدهور الذات و العلاقات الانسانية ...
- رؤية تحليلية في سيكولوجية الشخصية المتعصبة
- لعب الأطفال بين براءة الأمس و عنف اليوم
- سيكولوجية اللغة بين أسرار النفوس وصدق الكلام
- الأنسان و الخرافة و الطب النفسي
- المستوى الإدراكي للطالب الجامعي اتجاه الوجود الأمريكي في الع ...
- العقاب المدرسي الطريق للهرب من المدرسة
- الاقتدار الاجتماعي سيكولوجية العيش و احترام الآخر
- قلق الموت هل أصبح هاجساً لدى الفرد العراقي ؟
- الذات الجسمانية سيكولوجية التوافق مع الجسد
- الرغبة في الزواج سيكولوجية الحاجة للجنس الآخر
- الاهتمام الاجتماعي سيكولوجية الصداقة و الحب
- الشعور بالوحدة سيكولوجية الانسحاب الاجتماعي
- لغة الأعراض سيكولوجية الشكوى الوجودية


المزيد.....




- مصادر تكشف لـCNN عن معلومات استخباراتية جديدة بشأن أهداف بوت ...
- المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية -فوجئت- بخبر تعيين روبيو مس ...
- تحقيق في البنتاغون بشأن مشاركة وزير الدفاع أسرار ضرب الحوثي ...
- إسرائيل تعلن شن غارة قرب القصر الرئاسي في دمشق.. ونتنياهو يع ...
- ما حاجة الكوريين إلى المشاركة في عملية روسيا العسكرية الخاصة ...
- لماذا يرفض زيلينسكي وقف إطلاق النار في عيد النصر؟
- الجيش الإسرائيلي يغير قرب القصر الرئاسي في دمشق ونتنياهو يوج ...
- طبيبة: الجلد -الرخامي- قد يكون أحد أعراض ورم الغدة الكظرية
- اكتشاف -إلهة الفجر- مخفية على أعتاب درب التبانة!
- هل أوكرانيا جاهزة لإجراء الانتخابات؟


المزيد.....

- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - علي عبد الرحيم صالح - سيكولوجية نشر الشائعات في المجتمع العراقي