المشكلة هي الكلمة

جمشيد ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 4190 - 2013 / 8 / 20 - 11:45
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    

المشكلة هي الكلمة
اكبر مشاكل العالم الشرقي هي الكلمة. لا تستخف ابدا بنفوذ الكلمة و طاقتها السحرية. تكفي كلمة واحدة لبدء الحرب (الحرب) و كلمة واحدة لانهائها (السلام). تكفي كلمة واحدة لتدمير ما بنته الطبيعة في الاف السنين وهذا يعني اذا كنا فعلا نقدّر الطاقة الكامنة في الكلمة لتعاملنا معها بمسؤولية اكثر. تكفي احيانا كلمة واحدة لتعكير صفو مزاجنا و كلمة واحدة لاسعادنا. كم اغنية عربية تتغنى بـ (كلمة منك) و تبقى فقط كلمة على الورق دون مفعول لا تصلح الا للاغنية؟

الزعل جزء من العلاقات مع الاصدقاء و الاهل سواء كنا صغارا او كبارا و الزعل يعني عدم التكلم مع البعض او قطع العلاقات بلغة السياسة. لقد انتبهت السياسة الامريكية الى عدم فائدة الزعل و قدرة الكلمة و التفاوض لذا فانها تتفاوض حتى مع الارهابي (سرا) وتبادل الاراء و تتشاور مع اطراف عديدة قبل القيام بمهمة رغم انها احيانا لا تحتاج للتفاوض بحكم كونها قوة عظمى.

يمكن تقسيم الكلمة الى نوعين:
كلمة تحل النزاع و المشاكل (كلمة ايجابية)
كلمة تسبب النزاع و المشاكل (كلمة سلبية)

رفع الاسلحة تعني فشل الكلمة الايجابية او عدم فهمها و لكنه يشير ايضا الى طاقة الكلمة السلبية لان النزاعات تسبقها الكلمات السلبية و الكلمات الايجابية مهمة لانهائها.الشعوب الشرقية مشهورة بميلها للزعل بسرعة و بسهولة و هي بحاجة ماسة الى تجنب كل انواع الزعل و التحاور مع الجميع و لكن لا تنسى لكل شخص رأي و يكمن انسجامنا في تنوعنا. لا تعتقد بانك 100% على حق و لا تعتقد بان الاخر 100% على خطأ. لا يفرقنا الاختلاف في الرأي بل يغنينا. قبول رأي الاخر هو جزء من هذا التنوع تساعدنا على رسم اهدافنا و تصحيحها.

انظر الى الطبيعة لتعلمك التنوع: اشكال و الوان من الاشجار و النباتات و الازهار و الفواكه من الموز و البرتقال و التفاح و الخضروات من الطماطة و البصل و الكرفس و ورق العنب و السلق و الفاصوليا.. لذا لا تحاول ان تملي رأيك على الآخرين macro-level بل حاول طريقة micro-level لتثبيت الصحيح في اللقاءات الاجتماعية. لا تنسى النزاعات هي دائما نتيجة الاحتكاكات لان مشاكلنا هي فقط مع الذين تربطنا بهم علاقة معينة.
www.jamshid-ibrahim.net

#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل