|
قطبا الحكم في النظام الديموقراطي
قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا
الحوار المتمدن-العدد: 4189 - 2013 / 8 / 19 - 11:36
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
قطبا الحكم في النظام الديموقراطي لم يكن الطريق الى الديموقراطية سهلا ، سريعا وواسعا كالاوتوستراد ، بل كان مليئا بالمطبات الكثيرة والعوائق ، بل والصراعات التي رافقت تطور النظام الديموقراطي بشكله الحالي ، وليس ديموقراطية الاسياد الاثينية . ونتج عن هذه الصراعات توازن "الرعب "بين السلطات الثلاث او الاربع ، اذا اعتبرنا الصحافة سلطة رابعة . وأشك في ذلك كثيرا ، فالأقلام المأجورة وكما يبدو لي كثيرة ومنتشرة في كل وسائل الاعلام . اذن ، ما يكفل تداول السلطة في الانظمة الديموقراطية ، هو توازن "الرعب " بين السلطات والفصل بينها ، اضافة الى الممارسة العريقة للعبة الديموقراطية والأهم من كل هذا ، هو الوعي الجماهيري لأهمية اللعبة والمشاركة فيها ، الحفاظ عليها وحمايتها ممن تُسول له نفسه مصادرتها لنفسه أو لحزبه . ففي الاغلب الأعم ، كل حزب يصل الى السلطة يرغب بالحفاظ عليها والتمسك بها ، الى ما شاء الله . وبما أنه يدرك استحالة هذا الأمر بواسطة الهيمنة والاقصاء ، فتجد الاحزاب نفسها ، وحكوماتها المنتخبة ، في سباق محموم ومنافسة شرسة على الاصوات ، والبرهنة فعلا وقولا على أن حكومتها قدمت للشعب الكثير ، وحققت انجازات حقيقية على ارض الواقع لصالح ناخبيها . لذا فالخاسر لهذه الجولة أو تلك ، يستعد للجولة القادمة ، بتكريس مشاركته الفعلية في الحياة السياسية وملاحقة الأداء الحكومي بالنقد القاسي ، مما يعود بالفائدة على الحكومة ،التي ينتقدها وينتقد اداءها !! فهي تتجنب الوقوع في نفس الخطأ مرتين !! لكن من يكفل الفصل بين السلطات ويضمن دورها ؟ أنها مؤسسة الدولة ، بأذرعها التنفيذية ،فالشرطة تنفذ احكام القضاء ، ولو كانت ضد وزير الشرطة شخصيا . فمؤسسات الدولة ،اذن ليست جهازا سياسيا أو حزبيا ، وتحظى بالاستقلالية . ومع ذلك يحصل الوزير، اي وزير في الحكومة ، على امتياز تعيين عدد من الموظفين ، يأتون معه ويرحلون برحيله ، ولا تنطبق عليهم قواعد المناقصات الوظيفية الحكومية ، وغالبا ما يكونون من حزبه أو طاقمه الانتخابي من مستشارين ومساعدين . وهكذا ، لا يتم تسييس الملاك الحكومي !!من شرطة ، جيش ومؤسسات الدولة الأخرى . أما احزاب المعارضة فأنها تحظى بتمثيل في اللجان البرلمانية ، وفي الغالب فأن المعارضة تترأس لجنة المراقبة البرلمانية ، والتي تراقب عمل الحكومة . ويتم اختيار رئيس للمعارضة ، وهو رئيس اكبر حزب معارض ، ويحتل مكانا خاصا ويحظى بامتيازات ، كعقد جلسات بينه وبين رئيس الحكومة يطلعه فيها على المستجدات والتي تخص اخطر واصعب القرارات ، كقرار الحرب مثلا ..!! وهكذا ، فالمعارضة هي القطب الاخر للحكم ، لأنها تُشكل البديل ، دائما للحكومة ، وعلى الطرف الاخر لا يمكن اتخاذ قرارات مصيرية دون اطلاع المعارضة عليها . وفي حالات الطوارئ ، عادة ما تتشكل حكومات مشتركة (ائتلاف وطني أو اجماع وطني )مع المعارضة . مما ورد ، المعارضة ليست "زينة " برلمانية ، بل تلعب دورا فاعلا في الحياة السياسية وتفرض على الحكومة في احيان كثيرة ، تغيير سياساتها . وقد تنجح المعارضة في اسقاط الحكومة ، بعد فترة وجيزة من انتخاباها . لا يوجد في النظام الديموقراطي قانون ، يضمن ان تستمر الحكومة في الحكم حتى انتهاء مدتها الافتراضية ، اي لحين موعد الانتخابات البرلمانية والتي تجري كل اربع او خمس سنوات !! لا توجد لها أو لمن يترأسونها ، اية حصانة مطلقا .. اليات تداول السلطة والتي حددها القانون ، هي التي تمنع من رئيس الحكومة ، الاستبداد السياسي !! وتوازن "الرعب "وخاصة الصلاحيات التي يكفلها القانون ، للسلطة التشريعية وللسلطة القضائية المستقلة ،هو ما "يمنع " من حزب أو فرد ، عن مجرد التفكير بالاستئثار او الاقصاء للأخرين !! أذا كان هذا هو حال الديموقراطية الوليدة في مصر ، فما جرى كان انقلابا !! اما اذا كانت الديموقراطية المصرية الناشئة على شاكلة الديموقراطية الاثينية ، ديموقراطية الاسياد ، فما جرى هو حكم قضائي شعبي جماهيري ، نفذته اذرع الدولة السيادية ..
#قاسم_حسن_محاجنة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
تضامن ومناشدة
-
اعوذ بك من علم لا ينفع ...!!
-
الارض المحروقة و-صيد الساحرات -...
-
-دكتاتورية - العلمانية ..-وديموقراطية - الاصولية ..!!
-
مغسلة الكلمات
-
مظهر واسلام ...مظهر الاسلام المعاصر
-
جدلية حقوق المجرم وحقوق الضحية
-
السياحة الجنسية ...
-
-اقتصاد -الابراج !!!
-
اقصاء النساء من مواقع اتخاذ القرار 2 ....الاحزاب العربية بين
...
-
زغلولشتاين ونجوان ... العجز والاعجاز!!
-
ديناميكية رفض المخالف والمغاير ..
-
خير اجناد الارض .... العوا ومعمر القرضاوي !!
-
اقصاء المرأة العربية من مواقع اتخاذ القرار .. السلطات المحلي
...
-
ورحل -فلسطيني - اخر ... العفيف الاخضر
-
تعليق على مقال الاستاذ ناصر لعماري بعنوان :رضاع الكبير في ال
...
-
فوائد الضحك
-
ندى الاهدل ايقونة المستقبل ...
-
خليهم يتربوا وخليهم يفرحوا ..
-
احتفاء واعتذار
المزيد.....
-
وسطاء المفاوضات يدعون إسرائيل وحماس لإبرام اتفاق وقف إطلاق ا
...
-
3 منهم حالتهم خطيرة.. إصابة 10 أشخاص بحادث في إستاد جامعة لش
...
-
بالتزامن مع خارطة طريق بايدن.. ما دور رئيس -سي أي إيه- في مف
...
-
أمير الكويت يصدر أمرا بتزكية الشيخ صباح خالد الحمد المبارك ا
...
-
فيديو طريف لمشجع يطلب التقاط صورة مع ولي العهد السعودي والأم
...
-
اضطرابات في حفل التخرج بجامعة شيكاغو تضامنا مع خريجين عوقبوا
...
-
مصر.. تفاصيل جديدة في قضية -سفاح التجمع- حول -5 وشوم على جسد
...
-
إيران.. زهرة إلهيان تقدم أوراق ترشحها للانتخابات الرئاسية ال
...
-
-العملية رقم 2000-.. -حزب الله- يسقط مسيرة إسرائيلية من نوع
...
-
كراتشفيك: الديمقراطيون مستعدون لإلقاء اللوم على ترامب في أي
...
المزيد.....
-
هواجس ثقافية 188
/ آرام كربيت
-
قبو الثلاثين
/ السماح عبد الله
-
والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور
/ وليد الخشاب
-
ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول
/ بشير الحامدي
-
ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول
/ بشير الحامدي
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي
/ رسلان جادالله عامر
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
-
العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني
/ حميد الكفائي
-
جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022
/ حزب الكادحين
المزيد.....
|