أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - سلام عبود - الاغتيال والتحقير السياسي في العهد الملكي















المزيد.....



الاغتيال والتحقير السياسي في العهد الملكي


سلام عبود

الحوار المتمدن-العدد: 4188 - 2013 / 8 / 18 - 16:09
المحور: حقوق الانسان
    


الاغتيال والتحقير السياسي في العهد الملكي
الاغتيال منهجا بريطانيّا
يقف دارس الحقبة الملكية أمام ظاهرة لافتة للنظر، هي ظاهرة الإغتيال السياسي. وما يميز هذا الضرب من الاغتيال أنه لم يشمل صغار المعارضين، بل كان في أحوال كثيرة موجها نحو الرؤوس الكبيرة، وزعماء الصف الأول، المثيرين للقلق، سواء كانوا في السلطة أو خارجها.
وقد تبدلت الحال في مطلع الأربعينيات، حيث تعاظمت ظاهرة الإعدام، باعتبارها حلا سياسيا، بديلا من ظاهرة الاغتيال.
لذلك جرى التشكيك في انتحار عبد المحسن السعدون (1929)، وفي مقتل الملك غازي (1939)، وتصفية بكر صدقي إغتيالا (1937)، وفي اغتيال محمد حيدر رستم (1940). كان الإقصاء بالاغتيال وسيلة فعالة في نهج وجدول أعمال المخابرات البريطانية، تنفذ عادة لصالح ترجيح توازنات محلية، تخدم الحالة السياسية القائمة آنذاك.
لم تزل الشكوك تسود الأوساط البحثية حول اغتيال وزير الداخلية في حكومة عبد المحسن السعدون: توفيق الخالدي، في 25 شباد 1924. وهو من المؤيدين لقيام حكم جمهوري، تولى منصب أول وزير دفاع في حكومة عبدالرحمن النقيب. كان قائدا لقوات الجيش العربي 17-1918 ، وعين حاكما على حلب حتى 1920. وقد وضعت علامات استفهام على نوري السعيد والملك وجعفر العسكري، الذين كانوا يملكون مصلحة مباشرة في موته. أما جعفر العسكري، أحد المتهمين الأساسيين في اغتيال الخالدي، فقد اغتيل عند قيام انقلاب بكر صدقي 1936، بأمر من بكر صدقي. واغتيل بكر صدقي الذي اغتال جعفر العسكري. ومات اغيالا ( وقيل انتحارا) رئيس الوزراء الذي اغتيل الخالدي في وزارته. وقتل الملك الذي تمت بعض تلك الاغتيالات في زمنه، في ظروف غامضة. إنها سلسلة مترابطة من أعمال الموت بالاغتيال أو الإزاحة المميتة، تكون بنفسها ظاهرة تستدعي التوقف والتأمل.
اغتيال محمد حيدر رستم لم يكن متوقعا. لذلك أثيرت حوله الشكوك الكبيرة أيضا. وحيدر رجل عصامي، من أصل لبناني، خدم توجهات الأسرة الهاشمية. عمل سكرتيرا ومستشارا خاصا للملك فيضل الأول ، ووزيرا للمالية عام 1930، ووزيرا للاقتصاد والمواصلات غير مرة ، ورئيسا للديوان الملكي في زمن الملك غازي، حتى قيام انقلاب بكر صدقي 1936 . اغتيل محمد حيدر رستم في كانون الثاني 1940.
تم اغتيال رستم على يد مفوض شرطة، وأضحى اغتياله سببا جديا من أسباب الخلاف بين كتلة رشيد عالي الكيلاني ونوري السعيد. فقد اتهم أنصار الكيلاني نوري السعيد بمؤامرة قتله، لأن رستم مال الى فكرة الحياد في الحرب، كما يدعون. بينما استخدم نوري السعيد الموضوع لاتهام الآخرين بإشاعة الجريمة السياسية في البلاد. وفي واقع الأمر كان المناخ مشحونا بأجواء المؤامرات العلنية والخفية.
إن حوادث الاغتيال المذكورة، ترتبط ببعضها مثل سلسلة غير مستقيمة، لكنها متداخلة الحلقات: توفيق الخالدي، السعدون، الملك غازي، جعفر العسكري، بكر صدقي، حيدر رستم. فقد أتهم نوري السعيد وجعفر العسكري بمقتل الخالدي، وأتهم السعيد بتدبير مقتل محمد حيدر رستم، وأتهم جعفر العسكري بمقتل الخالدي أيضا، وأتهم بكر صدقي بمقتل العسكري، وأتهمت المخابرات البريطانية وأعوانها المحليين باغتيال بكر صدقي. كان الاغتيال وسيلة ناجعة من وسائل إزاحة الخصوم. وهي وسيلة برزت بقوة في التاريخ العربي القديم، في ظل حكم معاوية بن أبي سفيان، الذي كان يجيد لعبة العنف بشكلها العلني والسري، حاله كحال المخابرات البريطانية.

الإذلال والاحتقار وسيلة ومنهجا

لم يمارس الاحتلال البريطاني سياسة القمع الجسدي والعقاب الوظيفي والإجتماعي حسب، بل تفنن في أساليب إدارة العنف النفسي وجرح الكرامة الشخصية.
يورد كتاب (الصفوة العراقية) ما نصه" ان عملية توظيف وتوزيع المناصب في دوائر الدولة الجديدة وارجاع الكفاءات العراقية من الخارج كانت تجريها ادارة الانتداب ضمن عملية ترويض واخضاع الصفوة المتعلمة العسكرية والمدنية" (ص 248)
وقد لام القنصل البريطاني في دمشق الملك فيصل بسبب المساعدة المالية التي قدمها لياسين الهاشمي، أحد أبرز الضباط العراقيين - من أصل شركسي- حينما كان عاطلا عن العمل. كان الهاشمي " غارقا في الديون الثقيلة"، كما وصفه تقرير القنصل البريطاني في دمشق. وصلت الحال به أن باع ملابسه الشخصية. كانت المخابرات البريطانية تراقب وتتعقب الكفاءات وتدرس أحوالها المالية والنفسية. هذا ما كشفته المراسلات بين دائرة المندوب السامي البريطاني والقنصلية البريطانية في سوريا. والهاشمي تدرج في مواقعه العسكرية حتى أضحى جنرالا وقائدا لأحد فيالق الجيش الرابع التركي في الحرب العالمية الأولى. ومن ثم رئيسا للوزراء 1924 . فرّ الى سوريا بعد انقلاب بكر صدقي 1936 على حكومته، ومات بعد أشهر من الانقلاب. إن إذلال جنرال، الى حد يجعله يبيع ثيابه، ثم توليته رئاسة وزراء دولة، عملية تحطيم وحطّ تام للكرامة البشرية، مارستها السلطات البريطانية مع أعلى مراتب موظفيها المحليين. وقد مارست المخابرات الأميركية الأمر عينه، بطرق متنوعة أبشع من بيع الثياب، ضد أبرز قادة التحالف في المعارضة العراقية قبل وبعد غزو العراق، بينهم رؤساء وزراء وقادة كتل، لكي تتمكن من التصرف بهم على هواها.

كان التعامل البريطاني مع كبار السياسيين العراقيين على قدر عال من القبح والدناءة الأخلاقية. ففي الرسالة التي كتبها القنصل البريطاني في دمشق تبّين الطريقة اللئيمة التي عومل بها ياسين الهاشمي (عينه فيصل في حكومته على سوريا. حبسه البريطانيون ستة أشهر في دمشق، قبل مجيئه الى العراق)، وسياسة الترويض التي اتبعت معه ومع غيره، لكسر أنفتهم، وجرهم للتعاون: "ان من مصلحته ياسين ان يفضل بيع قدراته وهو الغارق في الديون الثقيلة على ان يقبل راتبا من الفرنسيين لاثارة الدعاية ضدنا" (الصفوة العراقية 247)

لقد تفننت أجهزة القمع تفننا شاذا في سبل ممارسة القمع، التي لم تعد محصورة بنفي القيادات السياسية العليا المعارضة، بل توجهت مع تطور الحركة الشعبية الى المواطن البسيط أيضا. وكان ضحية تلك الأعمال الانتقامية آلاف المواطنين الذين جرى التلاعب بمواطنتهم تلاعبا مشينا، يتضمن قدرا من إلحاق الأذى بالكرامة الشخصية. ففي ظل الحكم الملكي تزامن مع تزوير الانتخابات وقمع الاضرابات الطلابية والعمالية بشراسة، وإطلاق الرصاص الحي على السجناء، والاعدامات الدعائية ونشر الجثث في الساحات، قيام جهاز الشرطة بإسقاط مواطنة المعارضين. وجرى إنشاء نوعين من المنافي، منافي الخارج، والنفي في داخل البلاد. ونشأت مدن عراقية محددة باعتبارها أرضا للنفي داخل الوطن. كما ألزمت من يطلق سراحه من توقيف أو اعتقال بالحضور الى مراكز الشرطة لتسجيل الحضور اليومي صباحا ومساء. لقد وصل شعراء الى السجن بسبب أبيات شعرية كالجواهري، وتم سحب جنسية شعراء آخرين ككاظم السماوي، وكادت قصيدة "الفلاح" أن توصل قائلها، محمد صالح بحر العلوم، الى المشنقة. وجرى قرص أذن شاعر مسالم لجرأته التعبيرية (حسين مردان)، لغرض تأديب غيره. وجرى امتهان كرامة شبان يافعين من طلبة الاعدادية بسوقهم للتجنيد الاجباري، حيث تحول التجنيد من مهمة دستورية "خدمة للعلم" الى وسيلة عقابية، وتم وضع الأسس العملية لما عرف بـ "البراءة"، حيث يتم انتزاع البراءات بالتعذيب وإهانة المعتقلين، التي صارت تقليدا سياسيا للأجيال القامعة اللاحقة، تم تطويرها على يد مجرمين جدد.
لذلك أرى أن حقبة الملكية لم تكن وردية كما يظن الواهمون. ولم تكن "فندق بخمس نجوم" إلا في مخيلة مرضى الضمير. على العكس، لقد كانت تلك الخروقات الدستورية والانتهاكات الجسيمة للحريات الشخصية والعامة الأساس الحسي المنظور والفاعل المؤسس لمرحلة سيادة العنف الشامل، التي حلـّت بسقوط النظام الملكي.
العنف والاحتقار ضرورات بريطانيّة
"لسنا من الهند"، أو "لسنا من هندستان"، عبارة تكررت على ألسنة الرواة، وإن جاءت بصيغ متعددة. لكن معانيها تشير الى حالة واحدة دقيقة. وبصرف النظر عن إغفال القيمة التاريخية للشعب الهندي، إلا أن العبارة وضعت اليد، بعفوية عالية وذكاء فطري، على ردة الفعل الأولى التي أحدثها الاستعمار البريطاني في نفوس المواطنين عامة. فهذا التعبير يُنسب الى شعلان أبي الجون، والى شرارة الصدام الأولى، التي فجرت ثورة العشرين العراقية.
ليس غريبيا أن يجهل أبو الجون قدر الأمة الهندية، التي أرغمت الامبراطورية العظمى على الركوع، والتي أنجبت أعظم القادة الإنسانيين، المعادين للاستعمار، المهاتما غاندي. وليس مستغربا أن تلتقط فطرة أبي الجون الإشارة الجوهرية لمضمون الاحتلال: تحقير الشعوب وامتهان الكرامة البشرية.
وهي إشارة غمضت على مثقفي الاحتلال، في العهود كافة، وهي الإشارة عينها، التي عدّها كتاب الاحتلال الأميركي حياء وطنيا زائدا، يستوجب الاستئصال.
من يستعيد مشاهد الاحتلال وصوره يسجل على المحتلين ظاهرتين جوهريتين متلازمتين: العنف والاحتقار. وهما صفتان ضروريتان في منظومة إخضاع الآخرين وإرغامهم على القبول بشروط الأقوى. من هنا نرى أن سيادة مبدأ استصغار المجتمع المحتل لا يقوم على قانون العنف وحده، بل على قانون آخر مكمل لقوانين القوة، وهو مبدأ الحق الطبيعي في استعباد الآخرين، تحت تسميات وتخريجات عنصرية تقليدية " الحماية، الوصاية و الانتداب". أي تأهيل المجتمعات المحتلة إنسانيا، وإدارة مصالحهم نيابة عن أنفسهم. وحينما نتأمل طبيعة الاحتلال الأميركي نجد أن تعابير " تبادل المصالح"، في مرحلة "الديمقراطية"، يحل محل تعبير الحماية والانتداب، الذي ساد في مراحل التقاسم الاستعماري السابقة. ونرى ما هو أهم ذلك. فحتى بعد انقضاء فترة الاحتلال العسكري المباشر يظل سفراء الدولة المحتلة وكبار سياسييها الحاكمين مخولين بفرض شروطهم السياسية على المجتمع، خاصة في الأزمات الأكثر خطورة: الاقتصاد والأمن. ويكون لرعاياهم، كما كان لجنودهم، حصانات وحقوق تفضيلية، معترف بها دوليا وقانونيا، تتفوق على حقوق المواطن. إن الاستعمار والاحتلال ينطويان في جوهرهما على مضمون عنصري، مغلف بالعنف والقوة، لكنه ينتسب الى مرجعيات التفوق والتفاضل العرقي التقليدية ذاتها، التي حصرت زورا بالنازية والفاشية وحدهما. وهذا الميل العنصري يشمل أشكال الاحتلال كافة، بما فيها احتلال العراق للأحواز والكويت، أو حق القوات التركية باجتياز الحدود العراقية، من دون مساءلة قانونية، أو تحليق الطيران الإسرائيلي في الأجواء اللبنانية، واستخدام هذه الأجواء لضرب دول أخرى.
ترتبط عبارة "لسنا في هندستان" بحادثة استدعاء شعلان أبو الجون من قبل ضابط صغير هوالملازم هيات، مساعد حاكم السياسي لناحية الرميثة، بأمر من حاكم لواء الديوانية ديللي. في هذه الحادثة لم يكتف الضابط البريطاني بالتهديد، وفرض الشروط السياسية على رؤساء العشائر والمراجع ( قادة المجتمع في ذلك الوقت)، بل زاد في تعقيد المواجهة استخدام الضابط عبارات التجريح وحط الكرامة الشخصية في خطابه.
لا أحد يجهل أن قيام الثورة لم يكن مشروطا بهذا الحادث الجانبي أو غيره، بل كان مرتبطا باختمار الأسباب السياسية والاجتماعية للثورة. لكن هذا الحادث، غير العابر، وغيره من حوادث متفرقة، كانت تصب جميعها في قناة الثورة وتزيد من مشاعر النقمة على المحتلين.
ومما يؤسف له بحثيا، أن أغلب الدارسين تناسوا، عند دراسة الثورة العراقية الكبرى، تأثير الثورة السورية على الوضع العام في العراق. ولا يتمثل هذا التأثير في الاتصال الجغرافي، بل بوحدة المشكلات السياسية، وحتى بتداخل تفاصيل الواقع السياسي والحلول المرتبطة به. فقد أخفق فيصل في المحافظة على استمرار تنصيبه ملكا على سوريا. أسباب هذا الفشل عديدة، منها التنافس والتقاسم البريطاني الفرنسي للمنطقة، وارتباط أسرة الشريف حسين بخدمة القوات البريطانية، وارتباط الجيش العربي بالعسكرية البريطانية، وميل فرنسا الجمهورية الى الحكم غير الوراثي. ولكن، من بين الأسباب سبب يعود الى طبيعة الشعب السوري، الذي لا يتقبل بيسر فكرة تنصيب حاكم من منابت بعيدة عن المجتمع السوري. على العكس من المجتمع العراقي، الذي يمتلك استعدادا تاريخيا للقبول بالآخر، بصرف النظر حتى عن التعارض المذهبي. فقد كان الشيعة من محبذي فكرة تنصيب أمير عربي على عرش العراق، بديلا من الحكم الأجنبي المباشر. ولا يرتبط هذا الميل بضعف العراقيين حسب، كما يدعي الجنرال بلفور. بل يرتبط أيضا بنقيضه، أي بالجانب الايجابي من شخصية العراقي. فالعراق ظل لقرون مركزا حضاريا جامعا، إئتلفت فيه وانصهرت عناصر قومية وثقافية عديدة. فإذا كانت الخلافة الأموية تقوم على العصبية العربية، فإن الخلافة العباسية كسرت هذا المبدأ في أوج قوتها، وأنشأت بيئة للتوالد والاختلاط – مع حيز كبير من عدم الذوبان – للعناصر القومية الثقافية والاجتماعية الوافدة والمشاركة في إدارة المجتمع. وفي زمن ضعف الخلافة وصل الأمر، الى حد تغلب فيها العنصر الأجنبي على قمة الحكم، والى ازدواج رأس الحكم: وجود ملك بويهي وخليفة عربي في الوقت عينه. إن المجتمع العراقي مطبوع منذ القدم بهذا الطابع المزدوج، الذي يتم التوازن فيه إيجابيا في أزمان الرخاء، وتنقلب شروطه سلبيا على نحو مأسوي إبان الأزمات الداخلية والخارجية الحادة.
إن المناقلات الجغرافية للمواطنة ( المبالغة في نفي معارض وطني الى خارج وطنه وتنصيب زعيم من خارج الوطن) بصرف النظر عن تأويلها السلبي أو الايجابي قوميا ودينيا وإنسانيا، في نظر العراقي، تظل قضية شائكة ومختلّة المضمون، عند دراستها من وجهة نظر المحتلين أنفسهم، وليس من وجهة نظرنا. إنها باختصار شديد احتقار تام لدستورية وشرعية المواطن، وإلغاء تام ومطلق للحق في العيش والحكم والتمتع بالمواطنة: تجريد المواطن من قوامه الشخصي ككائن، واستصغاره الى حد الإلغاء. إنه إلغاء عنصري الجوهر. تلك خصيصة ميّزت الحقب الاستعمارية كلها. إن الاستعمار والاحتلال الأجنبي، بثوبه القديم والجديد والمتجدد، هو ضرب من أنواع العنصرية، قبل أن يكون استعبادا سياسيا وعسكريا واقتصاديا.
إن المبالغة في الحط من كرامة أبناء الوطن المحتل، المعارضين أو غير المتوافقين تماما مع سياسة المستعمرين، شأن ملحوظ على نحو صريح في الحياة السياسية لمرحلة الاحتلال البريطاني. وقد كان تعامل الحاكم الأميركي، بول بريمر مماثلا تماما.
ولا يقتصر سوء التعامل، المشوب بالاحتقار والاستصغار، على رؤساء العشائر والموظفين الصغار. ولا يقوم أيضا على التفاوت الثقافي، كما يظن البعض. فالأحداث تؤكد أن هذا السلوك كان جزءا من عقيدة الحكم، وإنه ملمح مميز للعلاقات بين الحاكم المستعمر وموظفيه المحليين، مهما ارتفعت درجتهم ومكانتهم. يقول الكولونيل بلفور:" العراق قد تعود على حكم الاجانب منذ قديم الزمان، فقد حكمه المغول والاتراك والايرانيون لأنه لا يستطيع ان يحكم نفسه بنفسه، ولهذا على العراقيين ان يختاروا الانكليز أوصياء عليهم أو تحت انتدابهم وحمايتهم" (الصفوة العراقية ص 64)
إن العنف والاحتقار الثقافي مترابطان: السياسة البريطانية قامت على أساس تمدين المتوحشين " رسالة الرجل الأبيض". العراقيون في نظر الكابتن ليل متوحشون وهم في حاجة الى أن يحكمهم البريطانيون مائة سنة لكي يتعلموا كيف يحكموا انفسهم" (الوردي – لمحات من تاريخ المجتمع العراقي ج5 1 ص 27)
لهذا السبب ظهرت أخبار تؤكد أن أعلى رأس في الدولة العراقية، الملك فيصل الأول، ومن بعده الملك غازي، تعرضا الى مواقف غير محمودة. وهذا الوضع عزز لدى الأخير الإحساس العميق بضرورة الميل الى الجانب الوطني.
فقد تعرض الملك فيصل الأول الى ضغط عنيف في مناسبات عدة، منها الضغط المباشر الذي قام به المندوب السامي البريطاني عام 1929، قبل وبعد استقالة حكومة السعدون. فقد مارس المندوب السامي "جلبرت كلايتي" خشونة كبيرة مع الملك، لإجباره على تكوين حكومة تقبل بشروط المعاهدة البريطانية.
أما العلاقة الخشنة بين رئيس الوزراء العراقي عبد المحسن السعدون والساسة البريطانيين فلم تكن خافية على أحد. ويرى كثيرون أنها كانت خلف مصرعه، سواء أكان انتحارا أم اغتيالا. فقد تعرض الى ضغوط قوية من "جلبرت كلايتي"، ثم الى ضغط أشد من نائب المندوب السامي (الميجر يانك)، الذي وجه الى السعدون تعنيفا وتهديديات، بسبب عدم قبوله تمرير المعاهدة البريطانية بشروط مذلة، ثم بسبب مجاهرته بالقول إن الاستقلال يؤخذ بالقوة ويتطلب الاستعداد الوطني والتضحية.
كان عبد المحسن السعدون، الذي تولى الوزارة عام 1922و25و 28و 29 ، عسكريا خدم الدولة العثمانية ضابطا، وأحد مرافقي السلطان عبد الحميد. قاتل ضد الانكليز في صف العثمانيين. بيد أن أهم خبراته تركزت في عمله في الحقل النيابي عن العمارة عام 1908، وعن عن المنتفك عامي 1912و1914. عاد الى العراق بعد قيام المملكة العراقية 1921. انتحر كما تقول رسالته المؤثرة بسبب شدة ضغط الإنكليز عليه، وبسبب كون البعض يرى فيه "خائن". لأنه عاد الى الوزارة بعد استقالته ومعارضته إبرام الاتفاقية العراقية البريطانية، وشرع بالتفاوض بشروط جديدة، جعلت المعارضة ترى فيها تراجعا عن موقفه الحازم السابق للاستقالة. وهي نقطة قاتلة حقا، وضعته بين المعارضة والبريطانيين وأنصارهم.
المشككون في انتحاره قالوا إنه انتحر بطلقتين في الرأس! وسواء أكان انتحاره حقيقة أم تبريرا، وسواء أكانت وصيته صحيحة أم ملفقة، فقد كانتا - الانتحار والوصية معا- تعبيرا صادقا عن ورطة الجمع بين المحتل والشعب في قبضة واحدة. وهي حالة لا تفضي إلا الى طريق واحدة: رفع المسدس وإطلاق النارعلى الرأس، طلقة واحدة انتحارا، أو طلقتين اغيالا.
وعلى الرغم من السمعة الطيبة التي تمتع بها عبد المحسن السعدون، إلا أنه باشر حكومته بتسفير المراجع الشيعية الكبار: الشيخ مهدي الخالصي، والسيد أبو الحسن الاصفهاني، والشيخ محمد حسين النائيني الى إيران عام 1923 ، بأمر من السلطات البريطانية، ومن دون رضا الملك. كما أن وزارته قبل الأخيرة، عام 1929، مارست قمعا واسعا للطلاب والمتظاهرين المطالبين برفض توقيع المعاهدة العراقية البريطانية واحتجاجا على زيارة الوفد الصهيوني.
الأخبار التي تحدثت عن وجود طلقين في رأس السعدون تنفي أمر إنتحاره نفيا قاطعا. لأن المنتحر في الرأس لا يقوى على تكرار إطلاق النار مرة ثانية، إلا في روايات الاستخبارات البريطانية.
كما أن الشك في مقتل السعدون اقترن بوجود طلقة لم تحتسب، فإن مقتل الملك غازي ارتبط باختفاء سائقه، كما يشاع. وهما قرينتان حسيّتان لا سبيل الى غض الطرف عنهما، حتى لو رفضنا التبريرات السياسية والملابسات التي أحاطت بالحدثين ومؤشراتهما.
ويمكن اعتبار مقتل الكولونيل دبليو لجمن جزء من نتائج هذه السياسة أو الثقافة السياسية. فقد اعتاد الضباط الاستعماريون إهانة روساء العشائر والوجوه السياسية بشدة وقبح. وكانت شرارة الثورة التي اندلعت واقعيا بمقتل لجمن، الذي وجّه إهانة الى ضاري المحمود، من ضمن هذه العوامل. بعد هروب طويل ألقي القبض على ضاري وحكم عليه بالإعدام. لكن السلطات البريطانية أرادت أن تظهر بمظهر المتسامح الكريم، فقامت بتخفيف حكم الإعدام الى السجن المؤبد. وقد عّد بعض مزوري التاريخ من الكتاب والصحافيين هذا الإجراء (اللؤم الاستعماري) بادرة نبل حضاري. وفي حقيقة الأمر كان الحاكم المستعمر يعرف جيدا أن محمود الضاري قد شارف على الموت. وقد تم له ذلك بعيد حبسه مباشرة.
إن الإهانات قد تصل حد الشتم، وقد تطال مسؤولين إداريين كبارا، من دون سبب وجبه، عدا الاستعلاء واستسهال الإهانة. إن الواجب الرسمي المفروض على الحاكم الأجنبي، يرغمه على التعامل مع شعب محتقر في عرفه باستعلاء عنصري، ولا يحدّ من إظهار هذا الاحتقار سوى تقاليد ممارسة الوظيفة، التي تتطلب بعض الصبر والمصانعة. ومن الحوادث المشينة ما يذكره علي الوردي عن تعرض مسؤول حكومي للاهانة، لانه لم يـُعجل بإمساك لجام فرس القائد الانكليزي.
ويـُذكر أن عجيل الياور كان مواليا للمستعمرين، لكن لجمن أهانه فانقلب لسبب شخصي ضدهم، ثم عاد اليهم وأخبر المس بيل بذلك التحول. ( لمحات من تاريخ العراق- الوردي- ص 34 ) كانت المس بيل على علم بسلوك لجمن الوقح. ويذكر أن لجمن سمى سيارتيه تسميات عدائية، من دون مبرر، سوى التمادي في الوقاحة. فقد أطلق على الاولى تسمية "طالبة الثأر"، والثانية "المراوغة". لقد كان فخورا بفظاظته. وهو سلوك مارسه بريمر أيضا ضد السياسيين العراقيين. فقد كان يستخدم كلمات تحقيرية بالعامية العراقية تدرب عليها، مثل كلمة "انجب" و"مطي" وغيرهما، كما يشاع، والله أعلم.
تعرض وزير الداخلية المتغطرس، في أول حكومة عراقية، طالب النقيب، الى امتهان شخصي وسياسي فاضح، كان مقدمة لإذلاله وعودته الى جادة الصواب. فقد تعرض للإقالة من منصبه، والى النفي، ولم يُصفح عنه، إلا بعد أن أظهر قدرا عاليا من الولاء للإرادة البريطانية. وقد اتهم بعدم رضاه عن تنصيب ملك هاشمي على عرش العراق، على الرغم من إخلاصه للسياسة البريطانية.
لقد حفظ لنا التاريخ بعض الوثائق المهمة عن سلوك القيادات البريطانية المشين، وسبل مسهم الكرامة البشرية، من أجل إخضاع الآخرين وجرح كبريائهم. فقد ظلت مس بيل توجه رسائل الاتهام والتهديد الى الشاعر معروف الرصافي، بقصد تخويفه. لكنه ما كان من ذلك النمط الذي تسهل قيادته أو إخافته.
ولم يتوقف أسلوب الحط من كرامة وسمعة الآخر على السياسيين والموظفين ورجال العشائر. فقد سعت الدعاية البريطانية الى الحط من مكانة المرجع الشيعي الشيرازي، من طريق التفنن في نشر الدعايات الكاذبة عنه. ولم تتوقف هذه الدعاية على التحريض المذهبي للتفريق بين السنة والشيعة، بل ذهبوا الى المساس بشخصه مسا مباشرا، من طريق ترويج أفكار تشوه صورته بين الناس. فقد "اشاعوا انه عارض نقل المياه بالانابيب واستخدام مولدات الكهرباء، لانها مدهونة بشحم الخنزير". (المصدر السابق)
لم يكن المستعمرون وحدهم من يمتلكون ثقافة استعلائية. كان المواطن نفسه يمتلك ثقافة مقابلة، تطابق تماما شروط الاستعلاء وتسهل عملية تنفيذها، ونعني بها ثقافة "الخضوع والامتهان"، التي تشجع الآخرين على تقوية نزعة استصغار الآخرين. كان سلوك "الأعوان" على قدر عال من التطرف في تحفيز الآخرين على التعالي والاستكبار. عند تأسيس الجيش العراقي اقترح الملك فيصل (من لا يملك) أن يكون اسم الجيش العراقي فوج "المس بيل". لكن نوري السعيد اقترح ان يطلق اسم "بيل" على وحدة من وحدات الجيش، بينما اقترح وزير الدفاع جعفر العسكري تسمية فوج موسى الكاظم. وفي اقتراح نوري السعيد نرى الثعلبية السياسية، ونزعة إرضاء مصادر القوة: مس بيل كرمز للقوة المحتلة، وفيصل رمزا للعرش. هذا الفعل المشين رفعه كثير من مزوري التاريخ الى مرتبة الدهاء السياسي، متناسين أنه دهاء (فساد روحي) على حساب كرامة الشعب والمجتمع.

باكورة الشهداء
بدأ العهد الجديد، الاستعماري، بتقديم أول أضحية في المعركة القائمة بين السلطة والحركة الوطنية العراقية النامية. ففي 23 آيار 1920 ألقي القبض على شاعر شاب اسمه عيسى عبد القادر الريزلي لأنه القى قصيدة عن الوحدة بين السنة والشيعة:
وبعد أقول للجاسوس فينا تجسس ما استطعت الحاضرينا
وبلغ من تريد فقد بنينا لاستقلالنا الأسّ المتينا
( لمحات من تاريخ المجتمع العراقي - الوردي ج5 ص 176)
أطلق حرس بلفور النار على تجمع يطالب باطلاق سراح الشاعر، فسقط أول شهيد، من دون مبرر يستدعي إطلاق النار على مواطنين عزل.
ومن حوادث الإعدام الشهيرة، التي شهدتها بغداد، حادثة إعدام عبد المجيد كنـّة. الذي نفذ فيه الإعدام شنقا في 25 ايلول 1920. (أكثر العراقيين استحقاقا أن يخلد بتمثال في قلب بغداد!) لم تكن جريمة كنّه ترقى الى مستوى الإتهام العادي، حتى لو صحت، ناهيك عن الحكم بالإعدام. أما الأسباب الحقيقية للإعدام فهي سياسية خالصة، افتتح بها العهد الملكي قوانين العدالة، "ذات الخمس نجوم"، كما قال أحد العراقيين، وهو يقارن بين وحشية النظم العراقية اللاحقة للملكية وبين ديموقراطية النظام الملكي، بعد أن شاعت ثقافة أفضل السيئات، التي تقارن بين القتلة، من طريق قياس حجم الشر ودرجته. كتب الوردي عن الشهيد كنّة قائلا إنه كان يحمي طقوس الاحتفالات الشيعية السنية: "التعازي الموالد"، وكان بصحبة "بعض مغاوير بغداد وأشقيائها " يقوم بحراسة تلك التجمعات ويمنع أعوان السلطة من التدخل فيها، مما أغاظ الإنكليز. وكان "معروف عن كنّه من عنفوان وجرأة" (الوردي - لمحات ...، ج5 ص 189). ورغم أننا نجد تعاطفا حذرا في نص الوردي، إلا أن الشعب لم يكن حذرا في تعاطفه مع كنـّه، وفي درجة إظهار حقده وكرهه لنظام الاحتلال. فقد شهد تشييع كنّه أغرب وأضخم توديع جنائزي عرفته بغداد. حيث استقبل جثمان كنّه باحتفلات شعبية، لم تشهد لها بغداد مثيلا قط. لأن الجماهير كانت تعرف أن جريمة كنّه تكمن في أنه أحد الذين ساهموا في إحباط مخطط الفتنة بين الشيعة والسنة، من خلال حمايته لمواكب التعزية وموالد الذكر وحماية اجتماعات القيادات السياسية المناوئة للاحتلال.
أعدم كنّه بتهمة واهية، " التهديد بقتل المتعاونين مع الانكليز". وهي تهمة أرادت بها السلطة البريطانية إظهار يدها الحديدية ضد كل من يهدد رجالها. لذلك تم تلفيق حادثة، قوامها العثور على رسالة لدى كنّه، تتضمن عبارة "توحي" كلماتها بوعيد لمعاقبة طالب النقيب، لأنه أحد الرموز السياسية المؤيدة للمحتلين البريطانيين. لقد تم تنفيذ حكم الإعدام بكنّه، ثم جرى تشويه سمعته، وجرى وضعه ضمن قائمة المجرمين. وفي هذا قدر كبير من الحط من قيمة الإنسان، تقوم به دولة "متحضرة". ظهر اسم عبد المجيد كنّه ضمن الأشخاص المنتمين الى أول تجمع "أدبي ذو أهداف سياسية"، من أعضائه محمد رضا الشبيبي ، " تحت سيطرة الوجيه البغدادي الثري ، يوسف السويدي، والذي ناصره ودعمه ماليا في ذلك طالب النقيب، (ابو التمن ص 41)، أصدر النادي صحيفة النهضة التي رأسها مزاحم الباججي، والتي أوقفت عام 1913.
قابل العراقيون إعدام كنّة برد فعل شعبي مهيب. كان تشييع كنه حدثا تاريخيا فريدا في طابعه ومداه وطقوسه. ومن عجائب الصدف ومفارقاتها الكبرى أن النقيب نفسه، الذي اتخذته بريطانيا ذريعة لاعدام كنّه، سرعان ما وقع في قبضة الإنكليز، حينما جرى القبض عليه وتسفيره الى الهند بأمر من المندوب السامي البريطاني. فقد تم إقالته من وزارة الداخلية في وزارة عبدالرحمن النقيب الأولى، واعتقاله في 16نيسان عام 1921، لأسباب تتعلق باعتراضه على تنصيب فيصل، ونقده للمندوب السامي البريطاني وتجميعه للعشائر لتأييد رأيه في معارضة تنصيب فيصل. وهي تهم أعظم بكثير من تهمة عبد المجيد كنه الملفقة. أبعد النقيب الى الهند ثم الى أوروبا، ثم عاد وتصالح مع الملك مرغما.
قام جون فيلبي بتبني طالب النقيب (قدم فيلبي مع برسي كوكس عام 1920 لإعداد حكومة مؤقتة، وكان ثالثهم مسز بيل. أصبح فيلبي مستشارا لطالب النقيب في أول وزارة عراقية، وكان لكل وزير مستشار بريطاني يسير عمل الوزارة) وعرف بنواياه الرامية الى أن يكجعل منه ملكا على العراق، وتعهد أن يدربه لكي يكون ملكا أو رئيسا. وفي هذه العلاقة تكمن قضية عبدالمجيد كنّه وسر تلفيق التهمة وإعدامه. من أجل رفع موقع النقيب، الذي قال عنه ساسون حسقيل أنه كان مرهوب الجانب ومكروه من قبل الجميع. (لمحات من تاريخ العراق- الوردي ج 6 ص 14 ) ويلاحظ هنا أن جهاز المخابرات البريطانية لم يكن على وئام تام مع السلطة العسكرية، وأن الجهار الإداري السياسي (مس بيل) كانت حلقة وسيطة، جامعة. مثل هذا التعارض ظهر أيضا في العراق إبّان الاحتلال الأميركي، وانعكس على خلافات قيادات الكتل السياسية العراقية، التي استجلبت الاحتلال، ولم يزل يفعل فعله.
# جزء من الفصل الأول من الباب الأول من كتاب "الثقافة العراقية تحت ظلال الاحتلال"



#سلام_عبود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- موتوا موتة الجلاب السود!
- الوصي عبد الإله: مقاربة نفسية!
- الذاكرة السردية تنتقم جنسيا: الحجاج الثقفي
- الزمالات الحزبية والتربية الشيوعية: مذاق الشر!
- من البابا أوربان الثاني الى البابا القرضاوي
- سلام عبود - باحث تربوي وناقد وروائي - في حوار مفتوح مع القار ...
- اتحاد السنّة والشيعة خطة تصعب مقاومتها!
- آبار للنفط وأخريات للأحقاد
- فرحة الزهرة وأحزانها: معادلات الموت والميلاد
- خطة صحية ناجحة، في خدمة الأموات فقط
- رحلة الموت السعيد من المنبع الى المصبّ
- ألغاز السياحة الدينية في زمن المفخخات
- موسم صيد الطرائد الشيعيّة
- مواكب عزاء لحماية الإثم السياسي!
- الطائفيّة أفيون الشعوب الإسلاميّة! (خطر احتكار الحقيقة دينيّ ...
- بعض ملامح الواقع العراقي على ضوء المنهج الفرويدي وعلم الاجتم ...
- ثورة عراقية في فن التزوير
- لقد ابتلع السنة الطُعم الشيعي، وابتلع اليسار الخيبة والتشرذم ...
- الثورة والكرامة بين الفلسفة والأخلاق والسياسة
- شاعر لكل البشر


المزيد.....




- جندته عميلة أوكرانية.. اعتقال المشتبه به الثالث في محاولة اغ ...
- الحكومة اليمنية تطالب الأمم المتحدة بإعادة النظر في التعامل ...
- الأمم المتحدة تدعو إلى إجراء تحقيق دولي بشأن المقابر الجماعي ...
- مدير جمعية الإغاثة الطبية بغزة: نحاول إعادة تشغيل مستشفى الأ ...
- الأمم المتحدة: توزيع مساعدات على نحو 14 ألف نازح حديث في الي ...
- خطة ترحيل اللاجئين إلى رواندا: انتقادات حقوقية ولندن تصر
- حملة -تطهير اجتماعي-.. الشرطة الفرنسية تزيل مخيما لمهاجرين و ...
- الأمم المتحدة تطلب فتح تحقيق دولي في المقابر الجماعية في مست ...
- أرقام صادمة.. اليونيسيف تحذر من مخاطر -الأسلحة المتفجرة- على ...
- أهالي الأسرى الإسرائيليين يحتجون في تل أبيب لإطلاق أبنائهم


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - سلام عبود - الاغتيال والتحقير السياسي في العهد الملكي