أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شوقية عروق منصور - حملة -اخبر ابنك- امام حملة -أنجب ابنك- رغم القضبان














المزيد.....

حملة -اخبر ابنك- امام حملة -أنجب ابنك- رغم القضبان


شوقية عروق منصور

الحوار المتمدن-العدد: 4174 - 2013 / 8 / 4 - 20:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حملة "اخبر ابنك" امام حملة "أنجب ابنك" رغم القضبان
شوقية عروق منصور
هل صدق الشاعر جرير حين قال:
تعدو الذئاب على من لا كلاب له/ وتتقي صولة المستأسد الضاري

منذ زمن طويل وأنا أضع هذا البيت من الشعر أمامي، لأنني أشعر أنه يلخص الحالة السياسية والاجتماعية والاقتصادية، ويلخص أيضا العلاقات الدولية التي تتعامل مع بعضها البعض بأسلوب الغابات والحيوانات. فالشعب القوي يأكل الشعب الضعيف ويتآمر عليه علناً, ويتصرف معه بأسلوب البلطجي الذي ينزل الحارة ويغلق الدكاكين والأسواق مفتخراً بعضلاته. فقط هو الذي يملك القوة والقرار والقدرة على سحق من يقف أمامه ، والشعب الغني يأكل الشعب الفقير ويزيد من فقره عن طريق سرقة مقدراته بأساليب السحرة والتحايل والفوقية وبث النزاع بين أبناء الشعب الواحد.
يوماً بعد يوم وحرب, بعد حرب وثورة بعد ثورة, نكتشف أننا لا كلاب لنا - بالعكس تحولنا إلى كلاب نحرس الغير - تقوم بحمايتنا من الذئاب. اما المستأسد الضاري - الانتصار العربي - الذي تتقيه وتخاف منه الذئاب, فقد خرج من عرينه ولم يعد، وما زلنا ننتظره.. لم اسقط في عبارات الإنشاء وسذاجة الشعر, ولكن أمام حملة "اخبر ابنك", التي تنشرها وسائل الاعلام الإسرائيلية, لا بد ان يصاب المرء منا بجلطة دماغية وشلل رباعي, لأن تاريخ الشعب الفلسطيني والنكبات التي أثخنت جسده وحولته إلى مشرد ولاجئ ستنتقض عندما تسمع عن الحملة المليئة بالخبث والغرور. حملة "أخبر ابنك" هي حملة دعائية لتشجيع اليهود الشرقيين على توثيق ممتلكاتهم التي تركوها في الدول العربية من عقارات وبنايات وأموال مصادرة. ويسجلون أيضاً كيفية مغادرتهم من الدول العربية, حتى يطالبوا بالتعويضات اللازمة، لأن الأجيال التي أتت من الدول العربية ماتت, أو على وشك الموت, وعلى الأبناء معرفة جميع التفاصيل.
يقال إن هذا الاستعداد سيكون ورقة مساومة إذا حدث تفاوض في المستقبل لتسوية قضية اللاجئين. ويقال أيضاً ان إسرائيل تريد خلق مشكلة اللاجئين اليهود, وهذه المشكلة ملقاة على عاتق الدول العربية التي لم تسمح لليهود بإخراج ممتلكاتهم, وأجبرتهم على مغادرة أماكن سكناهم مجردين من كل شيء. والدول العربية هي التي سببت الخراب لجماعات يهودية عريقة عمرها 2500 عام، بالإضافة إلى التعويضات المالية ذات الصلة بأملاك الجاليات اليهودية التي يعمل المختصين والمستشارين ومكاتب محاسبة على دراستها بالوثائق..!!
الآن حملة "اخبر ابنك" تقف بقوة, وحسب معرفتنا بالخبايا والظهور المنحنية والذئاب المحيطة بنا, فمن الممكن ان تنجح هذه الحملة مستقبلاً. فكل عنوان وحملة وموضوع ووعد بدأ في عدم تصديق وطفرة ولحظة مضحكة واستخفاف، ومن يتعمق في التاريخ ويجمع الضحكات التي كانت تلف وتدور حول و"عد بلفور" أو حول الوجود اليهودي في فلسطين ، حتى ان جدتي كانت تقول لي: يا ستي.. هدول كانوا أولاد الميتة, أي لا خوف منهم، وغيرها من صور الظروف الحالكة والانفاق المأساوية التي دخل فيها الشعب الفلسطيني, يعرف ان كل شيء جائز والغبي الذي لا يتعلم من تجاربه. فكيف بشعوب تعرف انها تداس يومياً من إسرائيل..؟! الحملة تقايض الدول العربية علناً وليس سراً. ستقايض مصر ولبنان وسوريا والعراق واليمن والمغرب وتونس وغيرها. وقبل مدة من عزل مرسي قام نائب رئيس حزب الحرية والعدالة عصام العريان بالمطالبة بعودة اليهود إلى مصر إلى موطنهم الأصلي, وهاجم جمال عبد الناصر واتهمه بطردهم من مصر. وقد هاجمه الجميع, لان تلك الدعوة تفتح الباب على مصراعيه لمطالبة اليهود بالتعويضات. ان الشعب اليهودي متمثلا بدولة إسرائيل, متمثلا بدولة إسرائيل, الذي يتنكر للشعب الفلسطيني وحقوقه وسرق امام العالم أراضيه أقام دولته وما زال يسرق البقية الباقية من أراضيه وحلمه في إقامة دولته الفلسطينية, ويسجن ويقتل ويصادر ويقيم المستوطنات ، ويحتل الأراضي السورية. وقد قامت إسرائيل أيضا بسرقة الثروات في سيناء اثناء احتلالها لها ، ولم يتجرأ الشعب المصري على المطالبة بالتعويضات. وكذلك الدول العربية التي تضررت نتيجة العدوان الإسرائيلي عليها لم تفكر بإقامة دعوى ضدها, بل تتعامل معها بأسلوب اتقاء شرها. أي "تمشي الحيط الحيط وتقول: يا رب السترة من إسرائيل"..! كل هذا والسيناريو الاحتلالي في قمة عنفوانه وتدميره وزنازينه. وتعمل إسرائيل بمنطق وشعار وتكتيك الملاكم السابق تايسون (قبضة تحمي الوجه وقبضة تكيل الضربات), ولا نعرف كيف سيكون الرد العربي على حملة "اخبر ابنك". فالشعب الفلسطيني لا يملك بالمواجهة الا بحملة "أنجب ابنك" امام العقوبات والسنوات التي تحصد العمر, وحتى نتحدى لا مبالاة السجان. فقد قام الأسرى الفلسطينيون بمعجزة الخلق من خلف القضبان. وأظن انهم أول من اوجدوا طرق تهريب الحيوانات المنوية. ربما استعملت طرق التهريب في ظروف مرفهة ومعروفة ولها عناوين واضحة. لكن من خلف القضبان بعيداً عن عيون السجان, وبطرق بوليسية سينمائية, فهذا الأمر يستحق التحية على الإصرار والتحدي ونبذ اليأس. ومنذ ولد الطفل مهند, ابن الأسير عمار الزين, هناك آمال تنمو في نفوس الزوجات، خاصة زوجات المحكوم عليهم بالمؤبد والسنوات الغارقة في الخوف والنسيان. وآخر المواليد الآن مجد, ابن الأسير عبد الكريم الريماوي. فها هي ليديا الريماوي تنجب الطفل ابن حلمها وانتظارها, وبإنجابه تتحدى الظروف والعراقيل. تهديه إلى زوجها, الذي يعتقد الاحتلال انه سيموت داخل السجن دون ان يكمل مسيرة حياته احد.
هم يقولون "اخبر ابنك" ونحن نقول "أنجب ابنك", وما دام الهوس الديمغرافي وعدد الفلسطينيين يثير في نفوسهم الرعب, حتى انهم يقومون بعدّ العرب صباحاً ومساء, فلا بد ان تستمر الحملة ويشجعها كافة الفلسطينيين. ومن يحاول التشكيك, ويحاول التأثير على رجال الدين وإخراج الفتاوى, نقول له ان مجيء طفل فلسطيني يستحق المجازفة والمغامرة لكسر القضبان وإعطاء جرعة فرح لذلك الأسير المنسيّ



#شوقية_عروق_منصور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سلوى + سعاد = الرجاء اصمتا..!
- أنا ارتعب وأخاف اذن أنا موجود..!!
- رمضان بأي حال عدت يا رمضان..؟
- سعود وفضل نجوم -أمريكا أيدل-..!!
- بلدياتنا ومجالسنا المحلية العربية سلاحف انقلبت على ظهورها
- يارا واطوار يرفضن نكاح الجهاد
- ابن صفنا -جوجل- يتضامن مع العربي المتهم...!!
- القدس الشمالية لنا..!
- بكرا اعتقلوني..!!
- ثقافة الفهلوي في الزمن التراللي..!
- أصبح عندي الآن بندقية ... الى المقاطعة في رام الله خذوني معك ...
- نتنياهو يلحس البوظة وليفني تطالب بالدبس .. !
- اغتصاب بقرار شرعي..!
- العملاء حائرون، يتذمرون...!! ..
- يا بنت الكلب...!!
- دعوه نائماً .. !
- مجد للنسوان كاترينا وساندي .. !!
- الحب المفاجيء بعد غياب أربع سنوات
- قصة قصيرة .. الرئيس الذي نطح الفيس بوك .. شوقية عروق- منصور
- الصبي القادم من خلف القضبان برفقة حنجرة صدام


المزيد.....




- فيديو هبوط اضطراري لمروحية رئيس وزراء أرمينيا بسبب الظروف ال ...
- هل تريد تجربة فاكهة -الأناناس الأحمر-؟ هذا سعر الحبة الواحدة ...
- اختبار بسيط لقياس درجة ترطيب الجسم
- -ولادة جبل جليدي جديد- في صور مذهلة!
- تحليق طائرات حربية بولندية تزامنا مع عمليات للطيران الروسي غ ...
- بيونغ يانغ تتهم سيئول وواشنطن بالتجسس عليها
- لبنان.. خطف شاب سوري يتيم الأبوين والمطالبة بفدية لإطلاق سرا ...
- -هل تستطيع السلطة الفلسطينية القيام بدور أفضل في غزة منه في ...
- الأولى منذ نحو ربع قرن... الرئيس الفرنسي ماكرون يزور ألمانيا ...
- بعد احتجاجات.. الرئيس التونسي يقيل وزيري الداخلية والشؤون ال ...


المزيد.....

- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شوقية عروق منصور - حملة -اخبر ابنك- امام حملة -أنجب ابنك- رغم القضبان