أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شوقية عروق منصور - الصبي القادم من خلف القضبان برفقة حنجرة صدام














المزيد.....

الصبي القادم من خلف القضبان برفقة حنجرة صدام


شوقية عروق منصور

الحوار المتمدن-العدد: 3830 - 2012 / 8 / 25 - 00:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من الطبيعي أن يتحدى الإنسان الظروف والصعوبات, فوجوده على الأرض هو تلخيص لشريعة التحدي والتفوق والتوق إلى كسر الغموض وكشف الخفاء ورفع أي غطاء عن المجهول. لكن هناك صعوبات لها عناوين غير أن إقفالها محيرة، ومفاتيحها لا تدور، وأبوابها مصابة بمرض الإغلاق المحكم. ومن بين هذه الصعوبات قضية الأسرى الفلسطينيين, أصحاب السنوات المؤبدة، طويلة الأمد والأعمار, والتي تذوب ولا تعرف متى سيكون نهاية خلاصها وتحررها في هذا الجحيم.
هؤلاء الأسرى يقفون أمام الجدران والقضبان والزنازين، أيامهم نسخة يومية مكررة تبعث على الضجر القاسي الموجع. يعدون السنوات التي تركض, والعالم يتغير وهم مكانهم ينتظرون. طاقات الفرج تفتح حتى ينطلقوا إلى الحرية، والحرية في أعماقهم تحولت إلى حلم صعب المنال في ظل التشدد الإسرائيلي والضعف الفلسطيني والترهل العربي.
ومن أصعب المواجهات التي يواجهها الأسرى مع أنفسهم قضية "الإنجاب", حيث يرون زهرات شبابهم تذبل دون أن يسمح لهم بممارسة حقوقهم الإنسانية, مثلهم مثل السجناء اليهود، وأسوة بالقوانين العالمية التي تمنح المساجين, خاصة ذوي الأحكام العالية, ممارسة حياتهم الزوجية بين حين وحين.
وبما أن الحاجة أم الاختراع، وجد السجين الفلسطيني حلاً لكي ينجب عن بعد ويمارس أبوته الحقيقية، محطماً القضبان وعنجهية السجان وغرور القوانين اللا إنسانية. وها هو الأسير عمار الزين(57عاماً ) المحكوم مدة 27 مؤبداً و 25 عاماً, رزق بطفل وهو داخل السجن. لقد قام بتهريب حيواناته المنوية، وكان الفريق الطبي في المستشفى العربي في مدينة نابلس في الانتظار، فقاموا بتجميدها. وبعد فشل عدة مرات, استطاعت الزوجة الحمل والإنجاب، وأصبح عمار أباً وهو خلف القضبان وتحقق الحلم..!
قصة الأسير عمار الزين قصة طويلة من العذاب، وقد ساعدته زوجته دلال في حلم التحدي، حيث توجهت إلى المستشفى لاستشارة الطاقم الطبي, وأيضاً رجال دين قاموا بإصدار فتوى تجيز هذا الأمر. وبعملية بوليسية قاهرة لجميع من حاول قطع نسل هذا الأسير. وجاء الصبي "مهند" - تيمناً بأسم الشهيد مهند الطاهر الذي اغتاله الاحتلال الاسرائيلي خلال حملة السور الواقي في مدينة نابلس عام 2002 – مهند هو أول طفل أنابيب فلسطيني يخرج من أنبوبة السجن الضيقة..!
ان المفهوم الإسرائيلي لسجن الفلسطينيين يهدف إلى تدمير النفس والروح والشخصية, وتحطيم الذات على بلاط الانتظار البارد، وزرع الإحباط في أعماقهم، لأن أي بارقة أمل تعد سلاحاً موجهاً ضد العقلية الاحتلالية. لكن تهريب الحيوانات المنوية هو أكبر تحد للاحتلال والحرمان القاسي من نبض الأبوة، ووعي الأم التي أيقنت أنها تستطيع إسعاد زوجها ومنحه طفلاً وهو داخل السجن. ورغم أن هذا الأمر قد يعرضها للقال والقيل في مجتمع محافظ ويحمل أفكارا رجعية، لكنها بصمودها وقوة تمسكها بهذا الأمل استطاعت أن تصنع المعجزة.
إن معجزة ولادة الطفل "مهند" ستضخ القوة في معنويات باقي الأسرى، مع العلم أن هناك العشرات من الأسرى طالبوا الإختلاء بزوجاتهم كحق طبيعي وإنساني أقرتها الشرائع السماوية. ورفع العديد منهم طلبهم لمحكمة العدل العليا, الا أن المحكمة ردت الطلب بحجة أن الإختلاء بالزوجة يضر بالأمن, مع انها سمحت ليجيئال عمير- قاتل رئيس الوزراء الاسرائيلي رابين, والمحكوم عليه بالمؤبد- بالاختلاء بزوجته التي انجبت منه فيما بعد..!!
وفي الوقت الذي يتحدى الطفل "مهند" الصعوبات ويخرج للحياة, رافعاً شارة النصر ومحطماً أسطورة المنع، النائب افيغدور ليبرمان يقف في جامعة حيفا حاملاً حنجرة الرئيس العراقي صدام حسين. مشهد حقيقي وليس مجرد لقطة ظريفة او صورة، حيث أعلن في قاعة المحاضرة التي أصر على طرد الطلاب العرب منها ، أن إسرائيل استطاعت الحصول على حنجرة صدام حسين الذي اعدم في 30/ 12/ 2006. وأضاف في استخفاف أن "إسرائيل قادرة على سرقة أي حنجرة تهدد أمنها وقوتها"..!!
لا نعرف كيف وصلت الحنجرة إلى اسرائيل , وهل هي فعلاً حنجرة صدام!! وقد نصدق لأن العراق يتعرض يومياً للسرقة، وقد سرق تاريخه ومتاحفه وجامعاته وقتل علمائه ودمرت مدنه. فلماذا لا ينبشون قبر صدام ويخرجون حنجرته ويقدمونها لإسرائيل كهدية تاريخية رمزية؟! ولا ننسى الآف الجواسيس اليهود يرتعون في العراق .
صوت صدام كان يقلقهم, وها هم سرقوا ليس بلده فقط بل نبع صوته.
نعم, يستطيعون سرقة الحنجرة ولكن لا يستطيعون سرقة الصوت لأن التاريخ يحمل صوته. ويستطيعون سرقة الأعمار كي لا يكون النسل، لكن "مهند" سيقول غدا:ً "انا جئت رغم قسوة السجان ومفاتيح الاغلاق "، مع أن الزمن ما زال يعيش هناك خلف القضبان على وقع خطوات الأمل..!



#شوقية_عروق_منصور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وجه بيرس يستحق وسام الحرية..!!
- قصة قصيرة: الموت في إسرائيل
- إذا فسد الملح فكيف سنملح الملح؟!
- في ذكرى النكبة -ثورة حتى العصر-..!
- جدي.. رحل أحمد بن بله آخر رجالك الثائرين!!
- محمود عباس يلعب شطرنج الكلمات مع نتنياهو
- قصة قصيرة .. الأسنان الباكية ..
- رقبة خادم الحرمين في جيب القاضي سليم
- ذاكرة الحقيبة الفارغة
- قصة قصيرة ... أنا وغولدا مائير تحت المطر
- الجزر الفلسطيني والسرير المباركي
- رجل العام -بوعزيزي- بدون نار ولا عربة خضار .
- شاليط في رام الله
- انزع رأسك أيها العربي
- قصة قصيرة .. فوق البيعة .. شوقية عروق منصور
- علياء والوليد بن طلال
- الزوجة تتحدث من مالطة ...
- بقايا نشارة خشب ..
- الجد نوبل والأم توكل والابن الضائع ستيف
- قصة قصيرة .. التصريح والأفعى ..


المزيد.....




- مصدر عراقي لـCNN: -انفجار ضخم- في قاعدة لـ-الحشد الشعبي-
- الدفاعات الجوية الروسية تسقط 5 مسيّرات أوكرانية في مقاطعة كو ...
- مسؤول أمريكي منتقدا إسرائيل: واشنطن مستاءة وبايدن لا يزال مخ ...
- انفجار ضخم يهز قاعدة عسكرية تستخدمها قوات الحشد الشعبي جنوبي ...
- هنية في تركيا لبحث تطورات الأوضاع في قطاع غزة مع أردوغان
- وسائل إعلام: الولايات المتحدة تنشر سرا صواريخ قادرة على تدمي ...
- عقوبات أمريكية على شركات صينية ومصنع بيلاروسي لدعم برنامج با ...
- وزير خارجية الأردن لـCNN: نتنياهو -أكثر المستفيدين- من التصع ...
- تقدم روسي بمحور دونيتسك.. وإقرار أمريكي بانهيار قوات كييف
- السلطات الأوكرانية: إصابة مواقع في ميناء -الجنوبي- قرب أوديس ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شوقية عروق منصور - الصبي القادم من خلف القضبان برفقة حنجرة صدام