أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شوقية عروق منصور - وجه بيرس يستحق وسام الحرية..!!














المزيد.....

وجه بيرس يستحق وسام الحرية..!!


شوقية عروق منصور

الحوار المتمدن-العدد: 3761 - 2012 / 6 / 17 - 14:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



أحسد كل من يستطيع أن يدير ظهره للأحداث، أحسد هؤلاء الذين يعيشون داخل أغنية الفنان والملحن اللبناني فيلمون وهبي: "طلعت نزلت زاحت عن ظهري بسيطة", لأن عدم اهتمامهم قد يمنح الجسم والروح راحة البال والهدوء النفسي والتحرك في دائرة خاصة متخمة بألوان التفاؤل.
قد يسقط الواحد منا في حفرة الإحباط من الوضع السياسي، ويطالب أعصابه بالتوقف عن اللعب في ملعب التحديق والتأثر بنشرات الأخبار والتعليقات والصور, والتفتيش في الفضائيات عن نافذة تمد حبال الآمال وتنقذه من فكرة الانتحار البطيء.
لكن كيف يمكن أن تبقى الأعصاب سليمة والضغط في الجسم في حالة استقرار والقلب ينبض بشهوة الشباب والعافية، ونحن نرى رئيس دولتنا شمعون بيرس, بوجهه البريء الذي يشعرك أن وقار الشيخوخة السياسية مكفول على تقاسيم وجهه لمئة سنة من الانتصار والتحرك العالمي؟!. شمعون بيرس- من أكثر السياسيين اقدمية في العالم- يحصل على وسام الحرية، أعلى وسام تمنحه الولايات المتحدة لشخصيات قدمت مساهمة جديرة وهامة من أجل السلام العالمي..! "كلام جميل وكلام معقول مقدرش أقول حاجة عنه"- على رأي المطربة ليلى مراد. لكن إن عجزت ليلى مراد فنحن لم نعجز عن صب الشتائم فوق رأس النفاق السياسي والزمن العاجز. التقيا.. اوباما الرئيس الشاب, الذي أذهل الزعماء العرب حين تم انتخابه ووضعوا جميع بيض التعاطف والتغيير في سلته، ونادوا في القاعات والمؤتمرات: "لا يحل القضايا الا اوباما". لكن اوباما قام بعملية غسيل معدة للوجوه العربية, وبعد أن بلعها وجدها لا تستحق البقاء وهضمها، فقام بغسلها من معدته وذاكرته، واستسلم لسحر الدولة العبرية بشخصياتها وقادتها. فهناك الضمان والاطمئنان والفوز ومعانقة الكرسي بعد جولات الانتخابات.
اوباما يعتبر دولة إسرائيل ابنته وحفيدته وتواصل أجيال ولاياته وشباب أمريكا. وحين يقدم بيرس له الهدايا, رداً على وسام الحرية, لا يهديه طبقا من الذهب عليه كؤوس أيضاً من الذهب الخالص- كما قدم الملك السعودي لمرجريت تاتشر, رئيسة وزراء بريطانيا سابقاً، او سيفا من الذهب- كما قدم أيضاً الملك السعودي للرئيس بوش الابن. وكلنا لا ننسى الصورة التي ظهر فيها الملك السعودي وبوش وهما يرقصان معاً على صليل السيوف, قبل غزو العراق بفترة قصيرة.
نقول أن شمعون بيرس قدم هدية لأوباما عبارة عن مستند تاريخي. الرسالة التي أرسلها حايم وايزمان إلى الرئيس الأمريكي هاري ترومان, وتشهد على اعتراف الرئيس الأمريكي بإسرائيل، وفيها يشكر وايزمن ويشدد على توطيد العلاقات الأمريكية الإسرائيلية. وأيضاً أهدى بيرس لأوباما برقية قديمة وجهها دافيد بن غوريون, يشكر بها أمريكا على دعمها لإسرائيل..! هذه ليست هدايا, هذه مقطوعات عزف إسرائيلية على وتر الذاكرة الأمريكية، لكي يبقى اوباما على موعد مع العزف ولا يصيبه الملل. وأمام سجل شمعون بيرس الجرائمي, ومسيرته العسكرية والسياسية التي كتبت على أجساد الفلسطينيين والعرب من مجازر ومذابح، اختلفت العناوين والأسماء والجغرافيا والمواقع من بحر البقر إلى دير ياسين إلى صبرا وشاتيلا إلى قانا.. الخ, لكن لم تختلف طرق القتل والذبح والرصاص والقنابل والحرق. الرئيس بيرس حصل سابقاً على جائزة نوبل للسلام، فقلنا يخطئ التاريخ مرة. وقام بمشروع حضاري أطلق عليه "مركز بيرس للسلام"، فضحكنا وقلنا عن أي سلام يتحدثون؟! لكن أقنعوا العالم أن السلام يكمن في نظرات بيرس الحنونة وفي طيات سترته الدبلوماسية، وها هو يحصل الآن على وسام الحرية. لا نعرف على أية حرية يتحدثون, حين تلتقي حسابات البيت الأبيض وحسابات إسرائيل فوق بيادر العرب النائمة. هل هي حرية المضي في طمس القضية الفلسطينية وعرقلة قيام الدولة؟! أم حرية صنع أقفال خاصة للسجون والزنازين وعدم الإفراج عن الأسرى؟! أم إقامة المزيد من المستوطنات وترك سوائب المستوطنين تسرح وتمرح وتبني وتقتل وتقلع دون حسيب او رقيب؟! أم الحرية في تشويه التاريخ الفلسطيني عن طريق الهدم وتغيير الملامح وقلب الحقائق؟! أو أو ...؟! والشيء الذي يزيد من ضخ الأدرينالين ورفع الضغط في الجسم أن شمعون بيرس يشكر الرئيس اوباما على توقفه عن دعم الحكام الفاسدين في الشرق الأوسط. بالطبع يقصد شلة مبارك وبن علي والقذافي وعبد الله صالح. ونضحك هنا حين نعرف أن هؤلاء كانوا الفئران التي تعيش في أقفاص التجارب السياسية الأمريكية- الإسرائيلية. وعندما اهترأت أجسامهم من كثرة العقاقير والتشريح القوا بهم فوق مزابل التجاهل. ويأتي بيرس, الذي استفاد من تجارب هؤلاء الفئران, ويشكر أمريكا على عدم دعمهم. وهذه عبرة وصورة ناصعة البياض للملوك والحكام العرب، كيف يتحولون إلى ليمون للعصر، وكيف يرمون القشر..!
المصيبة أن لا أحد من الزعماء والحكام العرب انتقد "وسام الحرية" والرئيس اوباما. لم يتذمروا ويكشفوا غضبهم من هذا العهر الأمريكي، وحتى السلطة الفلسطينية لم تعلق, كأن التاريخ والمشاعر الفلسطينية تختفي, ولم يعد لها وجود أمام المرآة الأمريكية التي يقف أمامها الشعب اليهودي ويؤكد لها يومياً على طريقة القصة المعروفة (مرايتي يا مرايتي هناك أحلى منا، فتؤكد المرآة لا.. انتو أحلى البشر)..!
في كتاب "التجربة والخطأ" كتب حايم وايزمن: "أنا متأكد من أن العالم سيحكم على الدولة العبرية من خلال ما سنفعله بالعرب". وفعلاً كلما أذلت إسرائيل العرب كلما نالوا الأوسمة والدعم والسلاح والدلال..!!



#شوقية_عروق_منصور (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصة قصيرة: الموت في إسرائيل
- إذا فسد الملح فكيف سنملح الملح؟!
- في ذكرى النكبة -ثورة حتى العصر-..!
- جدي.. رحل أحمد بن بله آخر رجالك الثائرين!!
- محمود عباس يلعب شطرنج الكلمات مع نتنياهو
- قصة قصيرة .. الأسنان الباكية ..
- رقبة خادم الحرمين في جيب القاضي سليم
- ذاكرة الحقيبة الفارغة
- قصة قصيرة ... أنا وغولدا مائير تحت المطر
- الجزر الفلسطيني والسرير المباركي
- رجل العام -بوعزيزي- بدون نار ولا عربة خضار .
- شاليط في رام الله
- انزع رأسك أيها العربي
- قصة قصيرة .. فوق البيعة .. شوقية عروق منصور
- علياء والوليد بن طلال
- الزوجة تتحدث من مالطة ...
- بقايا نشارة خشب ..
- الجد نوبل والأم توكل والابن الضائع ستيف
- قصة قصيرة .. التصريح والأفعى ..
- ليلة ابو عبد الله الكبير


المزيد.....




- البيت الأبيض يبحث عن إجابة لسؤال.. هل روبيو سيصبح هنري كيسنج ...
- روسيا.. تطوير طلاء للأسنان يحمي من التسوس
- القاعدة الأساسية للأكل الصحي
- اكتشاف نوع جديد من الثدييات من عصر الديناصورات في منغوليا
- 17 شهيدا بمجزرة في خان يونس والاحتلال يواصل خنق غزة بتجويع م ...
- إبادة الإعلام بغزة حصيلة دامية تفضح الاحتلال في اليوم العالم ...
- سجال حاد بين أمريكا وألمانيا بعد اتهام برلين بـ-الاستبداد-
- كيف أصبحت الهوية الكشميرية -لعنة- على أصحابها؟
- أكسيوس: اتفاق قريب بشأن إدخال مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة
- إسرائيل تشن7 غارات على محيط دمشق وترسل مقاتلاتها فوق أجواء ح ...


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شوقية عروق منصور - وجه بيرس يستحق وسام الحرية..!!