أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شوقية عروق منصور - الجد نوبل والأم توكل والابن الضائع ستيف














المزيد.....

الجد نوبل والأم توكل والابن الضائع ستيف


شوقية عروق منصور

الحوار المتمدن-العدد: 3518 - 2011 / 10 / 16 - 22:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



عندي حساسية من جائزة نوبل ، انا مقتنعة وكذلك غيري في العالم ، العالم المظلوم الذي تغلغلت التعاسة في دمه الى حد نسف الاحلام والطموحات ، وتنشيف آبار المستقبل، رغم تباشير الربيع العربي وانهيار الانظمة العربية عبر ارقام قياسية تدخل موسوعة "غينس " في التحطم.
ما أن تبدأ وسائل الاعلام باخراج اسماء الفائزين بجائزة نوبل حتى ادخل في غرفة مظلمة من اليأس ، يزداد ظلامها عندما يفوز عالم أو اديب اسرائيلي ، تطبق جدران الغرفة على انفاسي ، يفور دمي العربي الذي يتحول الى سائل ناري ، وتتكوم أمامي جثث الفشل حتى تصبح الجثث عبارة عن سدود عالية تحجب الشمس .
نعرف أن جوائز نوبل سياسية ، ليست بريئة ، بل مدهونة بعسل الرضى الامريكي ، الاوروبي ، الاسرائيلي، نعرف ان الاختيار يتم في سراديب سرية توقع عليها الاصابع المشبوهة ، واذا وضعنا الكاتب "نجيب محفوظ" في خانة الاختيار الملطخ بالشك ، نقول ان نجيب كاتب وأديب كبير ويستحق افضل من جائزة نوبل ، لكن تم اختياره لأنه سار في طريق السادات وكامب ديفيد والسلام المستسلم، لو كان معارضاً لما تجرأ احد من لجنة الاختيار على التصويت له .
حصتنا من جوائز نوبل قليلة تعد على اصابع اليد الواحدة لكن هذه اليد دفعت الثمن مقدماً – الرئيس محمد انور السادات ثمن السلام مع اسرائيل ، عالم الكيمياء احمد زويل خرجت نوبل من مختبرات امريكا ، محمد البرادعي (رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية ) ثمن التواطؤ على العراق ، الكاتب نجيب محفوظ، واخيراً الناشطة اليمنية توكل كرمان .
جوائز نوبل والالعاب الاولمبية ، تكشف حقيقة العجز الذي يعيش فيه المواطن العربي من المحيط الى الخليج امام العالم ، مع وفرة اموال الرفاهية وبناء الابراج وتدفق النفط الذي اسقطنا في بؤرة من التقدم الأعرج ،المسنود على المظاهر دون التوصل الى انجازات يفتخر بها الانسان العربي ، طأطأنا الرؤوس أمام الاخبار التي بشرتنا انه لا يوجد جامعة عربية من بين أفضل خمسمائة جامعة في العالم ، تتقزم الميزانيات المخصصة للمشاريع العلمية ، حين تطرح الميزانيات التي توجه للبحث العلمي ، نكتشف امامنا فقر الفقر ، ليس فقر الطعام والكساء والمساكن فقط ،لكن فقر الفكر والتقدم والتطور العلمي الذي يخرج من عالم الاختراعات والاكتشافات العلمية ، الطبية ، الفضائية ، والزراعية ...الخ .
الجد نوبل الذي اراد ان يكفر عن خطيئة اكتشافه "الديناميت" ، فجعل من الجائزة فرصة للتعويض عن الأذى الذي سببه للبشر ، حوّل احفاده الى نواطير والامساك بكل مقرب من المائدة الصهيونية الامريكية الاوروبية ليشده نحو المائدة العامرة بالمال والقيمة العلمية والسمعة والصيت والافتخار وتعزيز النبض الوطني للشعب والدولة التي ينال ابنها الجائزة .
لكن المواطن العربي يشعر انه طبخة في صحن ، لا يكون على المائدة مع الذين يتناولون الطعام ، عندها يغرق في خجله ويضبط اعصابه على ساعات الذل .
الناشطة اليمنية ( توكل كرمان ) هي الأم العربية لهذه الجوائز ، هي حواء جائزة نوبل ، أول امراة عربية تنال جائزة نوبل بسبب نشاطها السياسي ، الاجتماعي ، رفضها للنظام اليمني واصرارها على رحيل علي عبدالله صالح ، وعلى البقاء في الميادين والشوارع اليمنية حتى رحيل النظام .
هناك الكثيرات يستحقن جائزة نوبل للسلام والادب ، نساء فلسطينيات ، لبنانيات ، سوريات ، جزائريات ، تونسيات ..الخ وقد ترشحت سابقاً عدة نساء لجائزة السلام مثل لويزه حنون من الجزائر ، توجان فيصل من الاردن ، وكذلك رشحت للأدب الكاتبة الجزائرية آسيا جبار .
في الوقت الذي ما زالت المراة السعودية تحت قيود الممنوعات ، من اشهر صور القمع والممنوع منع المرأة السعودية من قيادة السيارة ، فهذا القانون الصارم يعتبر وصمة عار على جبين المملكة التي تحاول تجميل وجهها بالبنايات وأضخم ساعة ، ومن المضحك أن الملك عبدالله يبث دعاية واعلاناً في الفضائيات العربية لحماية المراة من مرض السرطان ، يقول فيه أن المرأة امي واختي وابنتي ، أي انه يشد على يديها للتوجه الى العيادة للقيام بفحوصات خوفاً من سرطان الثدي ، - أي سرطان اصعب من سرطان المنع والممنوع - لكن لا يتورع الملك عبدالله عن اصدار حكم بالجلد على امراة قادت السيارة ، حتى فكرة دخولها الى مجلس الشورى يواجه برفض من فتاوى دينية وبعض ما يسمى علماء ،
لا احد يعرف كيف تكون حسابات احفاد نوبل ؟ وكيف تصرف الوجوه في بنك القرار واخراج الاسماء الفائزة ، يبقى في الروح والعقل شرارة تنير الغموض لتكشف الاصابع الخفية .
بعيداً من نوبل ، قريباً من الكبرياء والفخر العربي المفقود ، قرأنا وسمعنا عن وفاة العبقري "ستيف جوبز"مؤسس شركة ابل للحواسيب وصانع الثورات التكنولوجية التي شهدها العالم خلال السنوات الاخيرة ، والذي توفي شاباً نتيجة مرض لم يمهله لتحقيق ما يصبو ويحلم به من اختراعات .
المفاجأة التي نزلت علينا ان والد ستيف عربي من اصل سوري يدعى عبد الفتاح جندالي ، احب طالبة تدعى جوان كارلا من أصل سويسري ، لكن يقال ان عائلة الفتاة رفضت زواج ابنتها من الطالب السوري ، فقامت الام بطرح ابنها ستيف للتبني ، وقد اخذته عائلة " جوبز" وطوال حياة ستيف لم يلتق بوالده ، وقد طفا اسم "عبد الفتاح جندالي " على سطح الاعلام عندما توفي الابن العبقري لنكتشف اننا اضعنا فتى عربياً ، كان من الممكن ان نرفع الرأس به ، قد يقول قائل لو تربى " ستيف " في دولة عربية لما تبلورت وتألقت عبقريته ، لكن انا اؤمن بأن رائحة العبقرية لابد ان تنتشر ، حتى لو لكن هناك من يحاول رشها بمبيدات التخلف وعدم الاهتمام لتزول .
وتكملة لحكاية " ستيف " لقد تزوج في النهاية عبد الفتاح بالطالبة جوان كارلا وانجب منها ابنة تدعى "منى" لكن انتهى الزواج بالطلاق ، وتزوجت الام وتربت منى في حضن زوج امها واطلقت على نفسها اسم " منى سمبسون " وهي اليوم من اشهر الكاتبات في امريكا ولها رواية بعنوان " الأب الضائع " .



#شوقية_عروق_منصور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصة قصيرة .. التصريح والأفعى ..
- ليلة ابو عبد الله الكبير
- بحثت عن طارق فوجدت قبيلة من القرود
- قصة قصيرة ..امرأة من تمر هندي ..
- قصة قصيرة .. سوار تحمل حزاماً ناسفاً .. شوقية عروق منصور
- الفاجومي يدخل الحكاية
- سرير يوسف هيكل
- تجبير قدم التاريخ المكسورة ..!
- من راشيل الى اريغوني المجرم واحد
- لك يوم يا ظالم
- من طباخ الريس الى صراخ النملة
- بين إمرأة وإمرأة هناك امرأة
- دموع البترول وأقنعة الكلاب
- صفعة على وجه هذه المرأة
- من مؤخرة الدجاجة يخرجون قنابل مسيلة للدموع
- رأس الجبل الضاحك الباكي
- ألقذافي يرقص رقصة - الستربتيز - الدموية
- اللي بتزوج امي بنقلوا يا عمي
- ثقافة الميدان ودموع وائل غنيم
- زواج مبارك من مصر باطل


المزيد.....




- سيارة تقتحم حشدًا من محتجين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة أمري ...
- ما هي -البيوفيليا- التي يجب أن تحظى باهتمامك عندما تقضي عطلت ...
- بينهم بيلوسي وكيري.. بايدن يكرم شخصيات ديمقراطية في حفل خيم ...
- لندن تفرض عقوبات على مستوطنين بسبب أعمال عنف في الضفة الغربي ...
- السلطات الكندية تلقي القبض على 3 هنود بتهمة قتل -زعيم سيخي- ...
- هبوط اضطراري لطائرة ألمانية بعد إصابة العشرات على متنها بحال ...
- وسائل إعلام تقدم تفسيرا لـ-اختفاء- وزير الدفاع الأوكراني
- اكتشاف رهيب في مقر هتلر الرئيسي في بولندا
- بلينكن: -العقبة الوحيدة- بين سكان غزة ووقف إطلاق النار هي -ح ...
- الدفاع الروسية تعلن إسقاط 4 صواريخ أوكرانية فوق شبه جزيرة ال ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شوقية عروق منصور - الجد نوبل والأم توكل والابن الضائع ستيف