أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شوقية عروق منصور - ألقذافي يرقص رقصة - الستربتيز - الدموية














المزيد.....

ألقذافي يرقص رقصة - الستربتيز - الدموية


شوقية عروق منصور

الحوار المتمدن-العدد: 3288 - 2011 / 2 / 25 - 18:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


جميع الزعماء والقادة يرقصون على منصات التاريخ ، لكن الرقصات وطريقة الرقص تختلف بين زعيم وقائد وملك ورئيس ، وتختلف بين دولة وإمارة ومملكة وجمهورية ، لكن تبقى في النهاية درجة حرارة الإيقاع الدموي الذي رقص عليه الزعيم أو القائد ، ومدى رفع الأقدام وخبطها على المنصة ، والتي غالباً ما تكون مصنوعة من جماجم الشعب .
يختلف الرقص والراقصون ، وتختلف الثياب والأزياء الفكرية والعقائدية والسلطوية ، لكن هناك من الزعماء من يصر على أن يرقص عارياً بكل قبحه وبشاعته ، أو في لحظة ما يبدأ في خلع ثيابه ، يتجرد من كل شيء ، عندها يكون العري لحظة الصدق الوحيدة التي يمارسها القائد المخادع طوال الوقت .
والرئيس الليبي ، "معمر القذافي" ، كان دائماً راقصاً يثير العجب والاستهزاء، يثير الغبار والزوابع في تحركاته وأقواله وتصرفاته وثيابه وسلوكه الغريب ، الذي لا يمت بصلة الى أي نوع من الاتيكيت السياسي والذوق الشعبي الجماهيري ، نراه يصعد الى أفق التحرر النسوي حين يختار النساء اللواتي يحرسنه بصلابة وقسوة ويقظة أكثر من الرجال ، وينزل الى قاع السخرية حين يدعو النساء الايطاليات الجميلات فقط الى دخول الدين الإسلامي ويتحول الى داعية مبشراً بالجنة للأجنبيات ، أو ينصب خيمة في ظل قصر أوروبي ويرى بها عزة وفخراً ، في ذات الوقت يذبح الصورة العربية على مذبح السخرية والضعف والاستهزاء ، عدا عن سياسته التي تقوم على مبدأ " خالف تعرف " .
بين سياسة فرز النساء التي اشتهر بها ، والتي هي احتكار " قذافي " وبين سلوكياته الغريبة العجيبة المضحكة على خارطة الوطن العربي والسير عكس تيار الواقع والتمسك بنظريات وعبارات إنشائية ، لم يقدم للمواطن العربي سوى الهروب والتمسك بالضياع البائس ، اليائس من قادة رحلوا الى ملذاتهم والتقوقع في مصالحهم .
الشعوب العربية وضعت القذافي ومبارك وزين العابدين وغيرهم على قوائم الرؤساء الذين خدعوا التاريخ واستغلوه لفترة من الزمن ، حتى انتبه التاريخ وألقى بهم عن ظهره ، فارتطموا بالأرض وتحطموا شر تحطيم .
لقد تعودنا عليه – القذافي – في كل المواقف السياسية المتقلبة ، ولم نأخذ كلامه على محمل التغيير ، لأن سلوكياته التي اتصفت بالغرابة الى حد الجنون ، أدخلتنا في أجواء الشك والريبة وعدم الاطئنان ، أربعة عقود ونيف والدولة الليبية تحمله بكل خطاياه القاتلة ، والتي لم يعد الشعب يتحملها وزهق من تفاصيلها المدمرة ، والآن يرقص القذافي رقصة " الستربتيز " فيخلع ثيابه ويقف عارياً بين الدم والدم ، بين الجثة والجثة ، بين القصف والقصف ، يحاول لملمة تعابيره الغامضة الراكضة ، اللاهثة وعباراته السياسية المشوهة ، ليقف أمام الإعلام والناس والفضائيات قائداً بلا قيادة ، لا لشيء ليشتم شعبه .
لا يوجد على مر التاريخ قائد أطلق على شعبه ألقاباً غريبة ، مهلوسين ، كلاب ، جرذان ، خونة ، متعاونين ، وغيرها من الألفاظ المسيئة الى الشعب ، إلا "القذافي" الذي شرع بشن الحرب بالسلاح والطيران والمدافع والقنابل ، على شعبه بطريقة كشفت نفسيته المريضة بوهم المجد والنرجسية .
وسائل الإعلام تنقل الصور والصراخ والدموع والتوسلات ، معارك وصدامات وشوارع وبيوت ومدن تنضح بالدم والعويل ، شباباً وأطفالاً ونساء ، جنوداً ووزراء ، ومنهم من أيقن أن النظام على وشك الرحيل ، فالأفضل قراءة الغد والوقوف الى جانب الشعب الذي ينتصر ، ومنهم من يزال يراهن على بقاء الزعيم ، فيما لعبة شد الحبل بين المؤيدين للقذافي والمعارضين له ليست لعبة وقت ، بقدر ما هي لعبة الحاكم الذي اعتقد أن الكرسي خلق من اجله وهو خلق من اجل الكرسي .. !!
رقص "القذافي" في تصريحاته حتى لم يعد جلده العاري يتحمله ، وإذا قالوا ان السياسي هو الذي يتثاءب دون أن يفتح فمه ، فان "القذافي" فتح فمه وابتلع الضحايا وما يزال يبلع ، وأنكر حق شعبه في اتخاذ القرار .
في الجاهلية كان هناك طائر يعرف باسم " طائر الصد " وكانوا يعتقدون أن هذا الطائر يخرج من جسد الميت الذي يقتل غدراً ، ويقف على قبر القتيل ليدل الناس عليه ، ويبقى واقفاً حتى يثأروا للقتيل ثم يختفي ...!! أما الآن فتخرج من اجساد الشعوب العربية طيور الصد ، تنادي بالثأر من الأنظمة السياسية التي قتلتهم وتاجرت في أعضائهم ، حتى أن الرئيس اليمني يهدد بقطع الأعضاء التناسلية للمعارضين له !! مع العلم أن هذا الزعيم أو ذاك لم يعد يملك شيئاً سوى التهديد والوعيد ، لكن تأكدوا أن مكنسة الشعب تنتظر الأيدي خلف باب القصر .



#شوقية_عروق_منصور (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اللي بتزوج امي بنقلوا يا عمي
- ثقافة الميدان ودموع وائل غنيم
- زواج مبارك من مصر باطل
- الجزيرة وصحن البصل
- تمثال الحرية عربة خضار
- قل الحليب وقلت قيمة الراعي
- شخصية العام في البرميل
- العار الأبيض يكلل فرح السنة الماضية
- البنطلون الذي وصل للخيمة
- دخان الحرائق ودخان الحاخامات
- افتح يا ويكيليكس
- حدث في مطار القاهرة وليس في مطار بن غوريون
- العنوسة والطلاق والنساء المسترجلات
- عندما يبكي الرجال في غزة
- ما اتعس الوطن حين نصبح اشجارا للقطع
- وانا مالي يا بوي وانا مالي
- اليوم الكئيب الذي يفلت من السنوات الاربعين
- بكم تباع كيلو الأنوثة ؟؟
- بعد الموائد العامرة مشاعر متضاربة
- ارزة وزيتونة في حبة قطايف


المزيد.....




- تناول حفنة من التراب باكيًا.. شاهد ما فعله طفل فلسطيني أمام ...
- الإعصار -إيريك- يضرب سواحل المكسيك برياح قد تصل سرعتها إلى 2 ...
- إسرائيل - إيران: أسبوع من المواجهة.. وحرب استنزاف في الأفق! ...
- الحرب بين إيران وإسرائيل: تهز أسعار النفط.. وضربة قاسية للسي ...
- علي شمخاني: من هو مستشار خامنئي الذي أُعلِن مقتله، ثم أرسل ل ...
- الحرب مع إسرائيل والداخل الإيراني: هل تكرّس سيطرة النظام أم ...
- إسرائيل تغتال قائدًا ميدانيًا لحزب الله في جنوب لبنان.. من ه ...
- الحياد المستحيل.. الأردن والسعودية في صراع إيران وإسرائيل
- ألمانيا - ارتفاع طفيف في عدد السكان وتزايد عدد الأجانب مقابل ...
- إيمانويل ماكرون يعلن تقديم فرنسا مع ألمانيا وبريطانيا -عرض ت ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شوقية عروق منصور - ألقذافي يرقص رقصة - الستربتيز - الدموية